أول زيارة رسمية إلي دولة الكويت منذ انتخابه في يونيو الماضي رئيساً لمصر، التقي الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، لإجراء مباحثات بين الجانبين حول سبل تعزيز التعاون بين البلدين، وبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك علي المستويات الإقليمية والدولية. ترحيب شعبي ورسمي بالزيارة الأولي للرئيس بعد فوزه بالانتخابات الزيارة التي استغرقت يومين، جاءت وسط ترحيب علي كل المستويات الرسمية والشعبية بالكويت، وتعتبر تتويجا لتطور كبير ونمو ملحوظ تشهده العلاقات بين البلدين منذ ثورة 30 يونيو انعكس في مواقف داعمة من الكويت حكومة وشعبًا لاختيارات الشعب المصري وحقه في أن يحافظ علي وطنه ويعيد بناءه بعد أحداث استمرت علي مدي السنوات الثلاث الماضية. السفير المصري بالكويت، عبد الكريم سليمان، أكد أن زيارة الرئيس السيسي للكويت "تاريخية"، وتأتي في إطار العلاقات المتميزة بين البلدين، مشيراً إلي أنها تأتي في مرحلة مهمة وبالغة الدقة ومفصلية في تاريخ المنطقة، والأخطار المحيطة بها، والتي تهددها منذ سنوات. وظهر التنامي في العلاقات بين مصر والكويت من خلال الزيارات المتبادلة بين الجانبين، وكان من بينها زيارة وزير التجارة والصناعة، منير فخري عبدالنور، إلي الكويت نهاية نوفمبر الماضي، لتوقيع اتفاقية في مجال التعاون الصناعي والتجاري، ومجال المعارض، وتم خلال الزيارة الإعلان عن تفعيل مجلس تعاون (مصري- كويتي) يهدف إلي دفع العلاقات الاستثمارية والاقتصادية، ويكون بمثابة نواة لتجميع رجال الأعمال الكويتيين المنتظر مشاركتهم من الجانب الكويتي في المؤتمر الاقتصادي الذي يعقد في مارس القادم بمصر، ورئيس مجلس الأمة الكويتي. كما تم عقد اللجنة المُشتركة العليا بين البلدين في الكويت منتصف ديسمبر الماضي، بعد توقف دام أربع سنوات، برئاسة وزيري الخارجية في البلدين، وشارك فيها وفد يضم مُمثلين عن 35 وزارة وهيئة مصرية إلي جانب نظرائهم من الجانب الكويتي، وأسفرت اجتماعات اللجنة عن توقيع 11 اتفاقية ومذكرة تفاهم تصب في مجال دعم التعاون والعلاقات وتنشيط التجارة بين البلدين. وشهدت الزيارة التاريخية للرئيس السيسي إلي دولة الكويت، بجانب إجراء مباحثات الرئيس مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، إجراء مباحثات أخري مع ولي العهد الكويتي، الشيخ نواف الأحمد، ورئيس الوزراء، الشيخ جابر المبارك، ورئيس وأعضاء غرفة التجارة والصناعة، لبحث سبل تنمية وتنشيط التبادل التجاري والاستثمارات الكويتية في مصر. من جانبه، صرح الشيخ محمد العبد الله المبارك الصباح، وزير الدولة لشئون مجلس الوزراء، بأن الكويت ستشارك مشاركة فعالة في المؤتمر الاقتصادي الذي ستستضيفه مصر في مارس القادم للنهوض بالاقتصاد المصري، مؤكداً أن الكويت من أكبر المستثمرين في مصر، وأنها تنوي زيادة حجم استثماراتها في مصر بما يحقق عوائد اجتماعية بالإضافة إلي العوائد المادية، وأنه بوصفه أحد أعضاء اللجنة التي شكلها مجلس الوزراء الكويتي لتحديد بدائل للاستثمار الفائض في الموازنة فهو الشخص القادر علي تحديد مدي مشاركة الكويت في المؤتمر الاقتصادي بصورة فاعلة تخدم مصالح البلدين، معرباً عن أمله أن تُكلل زيارة الرئيس السيسي بالنجاح، وأن تكلل بنتائج إيجابية علي المستويين الشخصي والرسمي، وتنعكس بشكل إيجابي علي العلاقات بين البلدين. السفير علاء يوسف، المتحدث باسم الرئاسة، أكد أن العلاقات (المصرية الكويتية) متميزة وتوصف كنموذج في طبيعة العلاقات الإيجابية بينها وبين مصر منذ حرب 1973، مشيراً إلي أن الكويت تحتل المرتبة الرابعة عالميا في الاستثمار، والثالثة في المنطقة العربية، مُشيداً بدور الصندوق الكويتي للتنمية الهام في دعم الاقتصاد المصري. المتحدث باسم الرئاسة، قال إن الرئيس السيسي سيبحث خلال زيارته للكويت جميع القضايا في كافة المجالات لدعم العلاقات الثنائية بين البلدين، وإن الهدف من زيارة الرئيس للكويت الارتقاء بطبيعة العلاقة وقوتها وتنميتها، مشدداً علي أنه لا صحة لعقد الرئيس السيسي أي لقاءات مع مسئولين من قطر خلال زيارته إلي الكويت. يوسف، أكد أن زيارة الرئيس إلي دولة الكويت الشقيقة تأتي في إطار المساعي التي تبذلها مصر من أجل تعزيز العمل العربي المشترك وتطوير العلاقات بين الدول العربية، وأن أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، تناول مع الرئيس سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في كافة المجالات، بالإضافة إلي بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. يذكر، أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ في عام 2013 حوالي 3.2 مليار دولار مع احتساب البترول ومشتقاته، وتحتل الكويت المرتبة الرابعة ضمن قائمة الدول الأجنبية المستثمرة في مصر والثالثة عربياً، وذلك بإجمالي استثمارات تبلغ حوالي 2.8 مليار دولار نفذتها 927 شركة تشمل أنشطتها معظم المحافظات المصرية، وتتوزع علي قطاعات الخدمات والبناء والتشييد والصناعة والزراعة والتمويل. بينما تساهم رؤوس أموال مصرية في العديد من الشركات بالكويت، بلغ عددها 2736 شركة عام 2012، وتقوم شركة المقاولون العرب بتنفيذ مشروعين الأول هو إنشاء مستشفي جابر الأحمد بقيمة 1.2 مليار دولار والثاني مشروع تطوير شارع الجهراء بقيمة 917 مليون دولار.