قصة الأمس تتكرر اليوم؛ فمسلسل الأخطاء الطبية مستمر وسيناريوهات الإهمال وغياب الرقابة تحصد الأرواح الأبرياء الذين يرون الموت على يد أطبائهم. أطباء استهتروا بحياة مرضاهم وبدم بارد أفقدوهم حياتهم إما بجرعة تخدير زائد تارة أو الحقن بلا تحاليل واختبارات والمحصلة عائلات ثكلى ، مات عائلهم الوحيد بسبب طبيب مستهتر قد لا يحاسب علي هذه الفعلة النكراء . وفي قصة اليوم مأساة بدأت بذهاب وائل على قدميه إلى إحدى العيادات الخاصة لأحد الأطباء بمدينة شربين التابعة لمحافظة الدقهلية لإزالة خراج وصديد بالقدم جراء تعرضه لجرح بمسمار، وقيام أحد الصيادلة بقريته بمنحة حقنة خاطئة أدت إلى زيادة الصديد مما دعاة للذهاب إلى أحد أطباء الجراحة بالقرب من قريته ليزيد من آلام ومعاناة أسرته، بعد أن تحول إلى جثة هامدة إثر تعرضه لجرعة من المخدر زائدة ، و لمجرد أن الطبيب نسى إجراء اختبار حساسية. والرواية كانت بوصول وائل حسن محمد عامر " 37 سنة " يعمل طباخا متجولا في الأفراح ، ومقيم بقرية دنجواي التابعة لمركز شربين إلى مستشفي شربين المركزي ، جثة هامدة ، إثر إجراء جراحة لعملية فتح "خُراج" بالقدم اليمني داخل أحدي العيادات الخاصة. تقول عزة محمد طاهر " زوجة الضحية" 28 سنة ربة منزل أن البداية كانت مع تعرض زوجها لجرح بالقدم اليمنى أثر دخول مسمار أسفل القدم ، مما أدى إلى تجمع صديد بالقدم الأمر الذي دعاه للذهاب إلى إحدى الصيدليات الموجودة بالقرية لإعطائه حقنة ضد التسمم إلا أن الطبيب الموجود بالصيدلية أعطاه حقنة خطأ أدت إلى زيادة الصديد بالقدم اليمنى . وأضافت " عزة " رفضنا أن يذهب زوجي إلى المستشفي بل قمنا بالحجز عند طبيب جراحة ويدعى (أحمد . ش) بمدينة شربين ، والذي أكد لنا بضرورة إجراء جراحة بسيطة بالقدم لإزالة الصديد وتطهير الجرح بعد أن أخبرناه بان وائل تم إعطاءه حقنة خطأ زادت من حجم التورم والصديد ، وطلب منا الطبيب أن نذهب إلى المنزل ونأتي في اليوم التالي بشرط أن يصوم زوجي لإعطاء بنج كلي له قبل إجراء الجراحة ، وأبلغناه بأنه يعانى من حساسية . وتصرخ الزوجة وفي اليوم المشئوم ، وعلى الرغم من تخوف زوجي من إجراء العملية ورفضه لأكثر من مرة إجرائها ، إلا أنني أصريت على أن يقوم بالذهاب لعيادة الطبيب وإجراء الجراحة حتى لا يزيد الأمر سوءا ، وبالفعل ذهبنا وتم إجراء الجراحة ، وخرج زوجي عقب إجراء العملية يتحدث معنا بشكل طبيعي ،وكنا نستعد للعودة إلى المنزل إلا أن الطبيب طلب منى شراء بعض الأدوية وقام بكتابتها في روشتة من بينها حقنة قال إنه يريد أن يعطيها له قبل ان يغادر العيادة والعودة لمنزلنا كنوع من الاطمئنان. وتابعت عزة حديثها وهي تبكي بكل حسرة وندم قائلة " تم إعطاء زوجي الحقنة إلا اننى فوجئت بتحول جسمه إلى اللون الأزرق وأخذ يصرخ بشدة ويقول "ألحقوني ..الحقنة دي غلط أنا بموت "وفي هذه الأثناء حدث ارتباك داخل العيادة وفوجئت بالطبيب يطلب منى أن أغادر العيادة فورا واذهب به إلى المستشفى قائلا :" أنا نسيت اعمل له اختبار وأعطيته الحقنة كده ". وقالت عزة أخذنا نهرول أكثر من ساعة ونص للبحث عن سيارة إسعاف بالمدينة بعد أن قمنا بالاتصال بهيئة الإسعاف أكثر من مرة لإنقاذ زوجي إلا أنهم تجاهلونا تماما حتى ازدادت الحالة من سيئ إلى للأسوأ ونقلت زوجي إلى المستشفى وهو جثة هامدة ، وقام الطبيب فور علمه بما ارتكبه من جريمة بإغلاق العيادة ومغادرته لها هاربا من مسئوليته بقتل زوجي . واختتمت عزة حديثها وهي منهارة لفراق زوجها قائلة مش عارفة أوصف حالي اليوم ومن سيطفىء ناري بفراق زوجي " راح وائل " وترك لي ثلاثة أبناء في رقبتي وهم عمرو"12سنة" ، وزياد "10 سنوات "، وفارس " 5سنوات وهو كان بيعمل طباخ في الأفراح ، ودخلنا غير ثابت فقد ترك برحيله عبأ كبير وفراقه لن يعوضه أموال الدنيا ولن يطفيء ناري إلا بإعدام الطبيب ، فحاكموه بتهمة قتل زوجي فقد خرج علينا بدم بارد قائلا نسيت أن عنده حساسية وكأنه يتعامل مع أي شيء وبصورة عادية . وانهارت في البكاء قائلة "والذي مازال يؤثر فيّ ويؤلمني أنه بعد أن فاق من العملية وقبل إعطائه الحقنة القاتلة ، قال لي "يللا نروح علشان نأكل سوا وفجأة الحقنة قلبت كيانه ودمرته" . وأكد محمد عامر "ابن عم الضحية" أن الأسرة تقدمت ببلاغ بقسم شرطة مركز شربين حمل رقم 9560 لسنة 2014 ، وتم القبض على الطبيب وعرضه على النيابة العامة التي أمرت بإخلاء سبيله ، رغم أنه متهم بالقتل العمد نتيجة إهماله الجسيم . مطالبا الدكتور عادل العدوي "وزير الصحة " بضرورة فتح تحقيق عاجل في الواقعة وملاحقة الطبيب ووقفة عن العمل والقصاص لحق بن عمة بعد أن ترك أبناءه الثلاثة وراح ضحية إهمال طبي داخل عيادة خاصة.