آثار عزم دولة قطر، ترشيح حمد بن جاسم رئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق، لمنصب الأمين العام للامم المتحدة، خلفًا ل «بان كي مون»، ردود فعل واسعة، حيث اعتبر البعض الأمر محاولة لسد شهوة حمد، تجاه السعى نحو نشر الفوضى، وتنفيذ الأجندات الأجنبية، فيما اعترض آخرون بشدة على ترشيحه متسائلين هل يستحق رجل بهذه الصفات هذا المنصب متهمين بن جاسم بالعمالة للأمريكان والجاسوسية. ورأى آخرون أنه بالرغم من أنه حق لدولة شقيقة، فإن علامات الاستفهام التى تدور حولها فى دعم الإرهاب، ونشر الفوضى الخلاقة فى منطقة الشرق الأوسط، تمثل حساسية لدى الدول العربية فى دعمها لحصد هذا المنصب، الذى يمثل دورا محوريا فى بعض القضايا الإقليمية والدولية على مستوى العالم. البداية جاءت من نشر إحدى الصحف الأجنبية، على لسان مصادر عربية قريبة من الأسرة الحاكمة في قطر، سعى أمير الدولة السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، جدّيا في كيفية إيجاد موقع للشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس الوزراء وزير الخارجية السابق يعوّضه عن اضطراره إلى التخلي عن كلّ مناصبه. وأوضحت أن أمير قطر السابق يسعى إلى أن يصبح حمد بن جاسم أمينا عاما للأمم المتحدة خلفا للكوري الجنوبي بان كي مون الذي تنتهي ولايته آخر سنة 2016. عميل أمريكى وهنا تساءل اللواء محمود منصور، مؤسس المخابرات القطرية، الذى شغل منصب رئيس قسم التحريات والمراقبة بإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، وشاهد عيان على الانقلاب على الشيخ خليفة بن حمد آل ثانى، بقوله: «هل يستحق بن جاسم هذا المنصب وهل يجدر به تمثيل العرب؟. وقال منصور ل «الوفد»: «للجميع أن يعلم أن بن جاسم، متورط في فضيحة تقديم رشوة لاستضافة قطر مونديال 2022، ومهندس حرب حلف الناتو لضرب ليبيا لإسقاط الراحل معمر القذافي، وتمكين الإخوان ونشر الفوضى بسوريا، وصاحب النفوذ القوي والأكبر لدعم تنظيم الإخوان الإرهابى، فضلا عن كونه أكبر داعم لجماعة الإخوان المسلمين في قطر، حيث لعب دورا مهم في تمكين الجماعة وروج لهم دوليا وقاد حملة دبلوماسية كبيرة لإقناع دول حلف الناتو بشن ضربات جوية ضد ليبيا وجمع التبرعات لإخوان ليبيا، وهو صاحب فكرة مبادلة النفط الليبي بسلاح للمقاتلين الليبيين. وأكد منصور أن رئيس وزراء قطر السابق، هو من يقود مؤامرة كبيرة مع تنظيم الإخوان، ضد مصر، منذ ثورة يناير، وإشرافه على دور الجزيرة القطرية، فى نشر الفوضى، فى ظل احتضانه قيادات الإخوان، وصلته بكل الممولين والداعمين للجماعة. وروى منصور دور بن جاسم، فى الانقلاب على الشيخ خليفة بقوله: «الجميع يعلم أن الشيخ خليفة بن حمد آل ثانى, كان يتميز بعروبته القوية وأصالته وتحديه للأمريكان فى بناء القواعد العسكرية على الأراضى القطرية، ولكن الخونة والجواسيس العرب الذين كانوا يعملون من أجل خدمة الأمريكان كان لهم الدور الأقوى فى الإطاحة به، وهذا الأمر برمته لم يكن مفاجأة». وتابع: «الأمر تم فى البداية بتقديم طلبات للشيخ خليفة بإنشاء 4 قواعد عسكرية على أرض قطر ولكنه رفض بشدة.. ومن ثم قامت الإدارة الأمريكية من الخلف بالتنسيق مع «جاسوس العرب» حمد بن جاسم، الذى كان يشغل فى حينها وزير الشئون البلدية، وتمت مكافأته بعد الانقلاب برئاسة الوزراء ووزير الخارجية، فى أن يقوم بالضغط على نجل الشيخ خليفة بن حمد وهو ولى العهد وتسليمه مطالب الأمريكان مقابل أن يكون هو أمير قطر ويقوم بالانقلاب على والده. ويواصل مؤسس المخابرات القطرية: «نجح حمد بن جاسم.. وكانت شخصيته سيئة للغاية.. كما كان عميلاً للأمريكان مقابل راتب شهرى، فى أن يسلم الطلبات للأمير الجديد التى تمثلت أيضاً فى الانقلاب على أبيه وتولى الحكم، والموافقة خلال أسبوع على إنشاء القواعد الأمريكية على أرض قطر، وفى حالة عدم التنفيذ فإن أمريكا ستقوم باحتلال قطر عسكريا، وتسقط آل ثان عن الحكم، وتقوم بتولية قبيلة أخرى للإمارة.. وحدث ذلك في غضون ساعات.. وكانت المفاجأة هى سرعة تعيين الشيخ حمد بن خليفة الأمير الجديد، لحمد بن جاسم منصب رئيس الوزراء ووزير الخارجية، ليصبح جاسوس أمريكا على جامعة الدول على مدى سنوات طوال حتى عام 2013». ولفت منصور إلى أن بن جاسم أضعف قرارات الجامعة خلال هذه السنوات التى تواجد فيها لأنه كان بمثابة شيطان، حسب وصفه، استطاع أن يشترى بالمال الحرام ذمم كثيرين عاثوا فى الأرض فسادا بالنيابة عن أمريكا والغرب. إساءة للعرب واتفق السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، مع اللواء منصور، فيما قاله، مستنكرا عزم دولة قطر ترشيح حمد بن جاسم» لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة خلفًا ل «بان كي مون»، واصفاً إياه بالترشيح «غير الموفق» نظراً لسياسته المخربة. وأوضح هريدى ل «الوفد» أن «بن جاسم» شخصية تحوم حولها علامات الاستفهام، لانحيازه لقوى الاسلام السياسي بما يمثله من تخلف ورجعية علي مستوى الدول العربية والمجتمع الدولي، متوقعاً فشله في خلافة «بان كى مون» بالاممالمتحدة. وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن ترشيح «جاسم» لمنصب امين عام الاممالمتحدة يمثل إساءة كبيرة للأمم المتحدة وميثاقها، نظراً لدوره المخرب بالسياسة الخارجية القطرية مع مصر ودول الخليج. خازوق للأمم المتحدة وقال خالد الهيل، زعيم المعارضة القطرية، إن حمد بن جاسم بن جبر، رئيس وزراء قطر السابق، عنوان الفساد في الدوحة، ويمتلك معظم القطاعات البنكية بها، مشيرا إلى أنه يتآمر على مصر والسعودية وكثير من الدول العربية. وأضاف الهيل، في تعليقه على ترشح حمد بن جاسم رئاسة الأممالمتحدة: «أرى أن أحلى خازوق ستأخذه الأممالمتحدة هو حمد بن جاسم بن جبر». القانون الدولى يمنعه من جانبه استبعد الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي، إمكانية أن يتم ترشيح، رئيس وزراء قطر السابق «حمد بن جاسم» لشغل هذا المقعد، مؤكدا أن الأعراف الدولية لمنظمة الاممالمتحدة في اختيار أمين عام المنظمة ومنذ تأسست المنظمة في 1945، تدل على أن اختيار الأمين العام لهذه المنظمة يتأسس على مراعاة القارات المختلفة «آسيا، أفريقيا، أوربا، أمريكا اللاتينية». ولفت سلامة إلى أن الأمين الحالي من قارة آسيا، والسابق «كوفي آنان» من أفريقيا، وبالتالي فإن المرشح المقبل لتولي مهام الأمانة العامة للأمم المتحدة، ووفقا للتوزيع القاري سيكون إما من أمريكا اللاتينية أو أوروبا. فى السياق ذاته رأى سلامة أن فرص فوز حمد بن جاسم بمنصب الأمين العام للامم المتحدة في 2016، صفر، لاسيما أنه يستبعد أن يقدم مرشح آسيوي مرة ثالثة، وإلا بذلك تكون آسيا استأثرت بالمنصب ثلاث دورات، وهو الأمر المرفوض وفقا لأعراف وقوانين وممارسات الأممالمتحدة. علامات الاستفهام ورأى كمال أبو عيطة، وزير القوى العاملة السابق، أن قطر دولة عربية شقيقة، لكن ما تتبعه من نهج تجاه النظام المصرى، ودعم جماعات إرهابية من أجل مصالح شخصية، يؤكد أنه لا تعمل من أجل العرب، وترشحها لأى منصب دولى، يكون فى إطار رؤى أجندات أجنبية وخدمة لمصالح دولية بعينها. وأكد أبو عيطة ل «الوفد» أن بن جاسم عليه العديد من علامات الاستفهام وكان له دور خفي فى بسط النفوذ الأمريكى فى منطقة الشرق الأوسط، وإتاحة الفرصة لهم فى إنشاء القواعد العسكرية»، مؤكدا أنه لا يستبعد أن يكون مصير ترشح قطر لهذا المنصب، هو نصيب تركيا فى فقدها عضويتها غير الدائمة فى مجلس الأمن. وكان تم استبعاد دولة تركيا من عضوية مجلس الأمن الدولي غير الدائمة في تصويت أثار مفاجأة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بينما انضمت كل من فنزويلا وماليزيا ونيوزيلندا وأنغولا وإسبانيا إلى مجلس الأمن الدولي. ولفت أبوعيطة إلى أن المجتمع الدولى لن يسمح لأى دولة داعمة للإرهاب، أن تشغل منصبا دولياً، رفيعا بهذا القدر، فى ظل وجود مصر، برؤية جديدة وقيادة حكيمة نحو مستقبل أفضل. مصيره نفس مصير تركيا واتفق مع أبو عيطة فى الرأى، المهندس صلاح عبد المعبود، القيادى بحزب النور السلفى، مؤكدا أن بن جاسم، عليه العديد من علامات الاستفهام، وعلى مصر والدول العربية، توضيح والكشف عن هذه العلامات أمام المجتمع الدولى، مؤكدا أن سعى قطر نحو هذا المنصب يؤكد أنها تسعى لشئ غريب، بعد أن انتهت من نشر الفوضى وزعزعة الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط. وأكد عبد المعبود ل «الوفد» أن دور قطر واضح فى زعزعة الاستقرار، ونشر الفوضى، سواء فى ليبيا، ودعم إخوان مصر، وأيضا أوضاع سوريا والعراق، مؤكدا أن المناصب الدولية لا يصح أن تسلم لمثل هذه الدول التى تخدم الإرهاب، والخونة. ورأى عبد المعبود، أن مصير هذا الترشح سيكون مصير دولة تركيا، فى افتقادها عضوية مجلس الأمن غير الدائمة، وهو ما اتفق معه كمال زاخر، الناشط الحقوقى، مؤكدا أن الأمر سابق لأوانه، خاصة أن بان كى مون، لايزال فى منصبه حتى عام 2016. وأكد زاخر أن قطر وحمد بن جاسم عليهما علامات استفهام كبيرة، وعلى المجتمع العربى، توضيح هذا الأمر أمام المجتمع الدولى، لإظهار الحقيقة الكاملة فى دعمهما للإرهاب، بالإَضافة إلى دعمهما لتنظيم الإخوان فى مصر، ومهاجمة قوات الشرطة والجيش. المنصب الرفيع يشار إلى أن من يشغل منصب الأمين العام الأممالمتحدة، هو رئيس الأمانة العامة للأمم المتحدة، التى تعد أحد الأجهزة الرئيسية للأمم المتحدة، ويُعد الأمين العام الحامل الرسمي لكلمة الأممالمتحدة، وقائدها الفعلي، وأمينها الحالي هو بان كي مون من كوريا الجنوبية، حيث تقلد منصبه في 1 يناير 2007، وانتهت فترة ولايته الأولى في 31 ديسمبر 2011. وأعيد انتخابه بالتزكية لفترة ولاية ثانية في 21 يونيو 2011. ويتم تعيينه من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة بناء على توصية من مجلس الأمن، حيث الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن يمكنهم استخدام الفيتو للاعتراض على مرشح للمنصب، فترة تحمل المنصب محددة ب 5 سنوات قابلة للتجديد، لحد اليوم، وباستثناء بطرس بطرس غالي الذي شغل المنصب لولاية واحدة، كل من تحمل منصب الأمين العام شغل منصبه لولايتين متتاليتين.