كشفت صحيفة العرب اللندنية ان أمير دولة قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني يبحث جدّيا في كيفية إيجاد موقع سياسى دولى للشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق لتعويضه عن اضطراره للتخلي عن كلّ مناصبه بما فى ذلك منصبه كنائب رئيس صندوق الثروة السيادية المعروف ب«هيئة الاستثمار القطرية» الذي كان عمليا تحت إشرافه ، حيث يدير هذا الصندوق ما بين 300 و400 مليار دولار من الاستثمارات القطرية في العالم، و أن أمير قطر السابق يسعى إلى أن يصبح حمد بن جاسم أمينا عاما للأمم المتحدة خلفا للكوري الجنوبي بان كي مون الذي تنتهي ولايته آخر سنة 2016، وذلك فى فصل ثانٍ من الانقلاب الناعم لإشغال حمد بن جاسم عن أمور الدوحة الداخلية. ونقلت الصحيفة عن ما سمته مصادر عربية قريبة من الاسرة الحاكمة القطرية أن الأمير الأب يركز حاليا على كيفية جعل حمد بن جاسم يتولى موقع الأمين العام للأمم المتحدة ، وانه يعتقد فى قدرة قطر على القيام بحملة دبلوماسية تصب في صالح رئيس الوزراء السابق حتى يصل الى موقع الأمين العام للأمم المتحدة، خصوصا أن لديها متسعا من الوقت ، ولفتت المصادر العربية الى ان قطر لعبت دورا أساسيا في العام 2006 في إيصال بان كى مون الامين العام الحالى للأمم المتحدة الى منصبه عام 2007 ، حيث كان «كى مون» وزيرا للخارجية في كوريا الجنوبية ، وكانت الدوحة من بين العواصم العربية القليلة التي ألقت بثقلها خلف كى مون وقد نجحت في حملتها في حين كانت دول عربية أخرى، بينها المملكة العربية السعودية تدعم مرشّحا آخر. وقالت الصحيفة اسنادا الى المصادر العربية ايضا إن خطوة الامير الاب حمد بن خليفة لدعم ترشيح رئيس الوزراء السابق حمد بن جاسم ليصبح أمينا عاما للأمم المتحدة لا يرجع الى إعجابه بسياسة الرجل الذي كان مساعده الأوّل طوال فترة حكمه بين 1995 ومنتصف 2013، ولا هدفه ايضا استرضاء الرجل ، إن هدفه الاساسى إبعاده عن قطر وعن السياسة الداخلية للدوحة ، حتى يتمكن خليفته من امتلاك هامش أوسع للتحرك في كلّ الاتجاهات في السنوات الأولى من عهده ، فالأمير الجديد لقطر يكنّ كرها شديدا لرئيس الوزراء السابق وأولاده وأفراد أسرته المقربين ، كما ان الشيخ تميم أصرّ على ترك حمد بن جاسم لكل مناصبه، بما في ذلك الاستثمارات، كما أن الأمير الأب يخشى من مناورات يمكن أن يقدم عليها حمد بن جاسم في حال وفاته تؤدي إلى إضعاف الأمير الجديد الذى لم يشتد عوده بعد. واضافت الصحيفة نقلا عن نفس المصادر العربية قولها ان الخطر يكمن ايضا فى ان حمد بن جاسم يعتبر نفسه مؤهلا لأن يكون أميراً لقطر نظرا إلى أنه ينتمي إلى أحد فروع العائلة التي يحقّ لأحد أفرادها أن يكون أميرا وأضافت هذه الشخصية القطرية، أن أكثر ما يخشاه الأمير الأب هو المقارنة بين الأمير الجديد من جهة وحمد بن جاسم من جهة أخرى فالأمير الجديد لا يمتلك خبرة طويلة وكبيرة في الشئون العربية والدولية، كما أنه ليس معروفا عنه القدرة على متابعة ملفات عدة في وقت واحد إضافة إلى أنه يتأثر بمستشارين معروفين بأفقهم الضيّق في المجالات التي يتعاطون فيها، وفي المقابل، فإن حمد بن جاسم معروف بأنه يمتلك خبرة واسعة في الشئون الدولية والعربية وهو لا يتردد في التعاطي مع قياديين من «طالبان»… أو مسئولين إسرائيليين يزورهم ويزورونه. والأهمّ من ذلك كلّه أنه شخص منظم يعمل ما لا يقلّ عن خمس عشرة ساعة في اليوم ولا يتردد في الاستعانة ببعض أفضل المستشارين السياسيين والاقتصاديين ودفع مبالغ كبيرة لهم متى دعت الحاجة إلى ذلك ، ويبلغ حمد بن جاسم 53 عاما، وهذا يعني أنه تقاعد باكرا كسياسي ورجل أعمال. وكان الشيخ حمد بن خليفة تنازل عن موقعه كأمير للدولة في يونية الماضي لنجله تميم، وهو من زوجته الشيخة موزة المسند.