د. خالد سعيد يكتب: ماذا وراء تحمّل إسرائيل تكلفة إزالة أنقاض غزة؟!    التفاصيل الكاملة للقبض على إبراهيم سعيد وطليقته بعد مشاجرة الفندق    الأرصاد توجه تحذير شديد اللهجة من «شبورة كثيفة» على الطرق السريعة    سوريا تصدر أول رد رسمي على الهجمات الأمريكية الأخيرة على أراضيها    وزير الدفاع الأمريكى: بدء عملية للقضاء على مقاتلى داعش فى سوريا    مقتل عروس المنوفية.. الضحية عاشت 120 يومًا من العذاب    ستار بوست| أحمد العوضي يعلن ارتباطه رسميًا.. وحالة نجلاء بدر بعد التسمم    ماذا يحدث لأعراض نزلات البرد عند شرب عصير البرتقال؟    المسلسل الأسباني "The Crystal Cuckoo".. قرية صغيرة ذات أسرار كبيرة!    في ذكراها| خضرة محمد خضر.. سيرة صوت شعبي خالد    إرث اجتماعي يمتد لأجيال| مجالس الصلح العرفية.. العدالة خارج أسوار المحكمة    التحالف الدولي يطلق صواريخ على مواقع داعش في بادية حمص ودير الزور والرقة    محمد عبدالله: عبدالرؤوف مُطالب بالتعامل بواقعية في مباريات الزمالك    كيف تُمثل الدول العربية في صندوق النقد الدولي؟.. محمد معيط يوضح    مصرع شاب على يد خاله بسبب نزاع على أرض زراعية بالدقهلية    موهبة الأهلي الجديدة: أشعر وكأنني أعيش حلما    الأنبا فيلوباتير يتفقد الاستعدادات النهائية لملتقى التوظيف بمقر جمعية الشبان    مصر للطيران تعتذر عن تأخر بعض الرحلات بسبب سوء الأحوال الجوية    مواقيت الصلاه اليوم السبت 20ديسمبر 2025 فى المنيا    إصابة 4 أشخاص في انقلاب موتوسيكل بطريق السلام بالدقهلية    محمد معيط: لم أتوقع منصب صندوق النقد.. وأترك للتاريخ والناس الحكم على فترتي بوزارة المالية    محمد معيط: أتمنى ألا تطول المعاناة من آثار اشتراطات صندوق النقد السلبية    بحضور رئيس الأوبرا وقنصل تركيا بالإسكندرية.. رحلة لفرقة الأوبرا في أغاني الكريسماس العالمية    القبض على إبراهيم سعيد لاعب كرة القدم السابق وطليقته داليا بدر بالقاهرة الجديدة    شهداء فلسطينيون في قصف الاحتلال مركز تدريب يؤوي عائلات نازحة شرق غزة    الغرفة الألمانية العربية للصناعة والتجارة تطالب بإنهاء مشكلات الضرائب وفتح استيراد الليموزين    وزير العمل يلتقي أعضاء الجالية المصرية بشمال إيطاليا    بريطانيا واليونان تؤكدان دعم وقف إطلاق النار في غزة    مصر تتقدم بثلاث تعهدات جديدة ضمن التزامها بدعم قضايا اللجوء واللاجئين    روبيو: أمريكا تواصلت مع عدد من الدول لبحث تشكيل قوة استقرار دولية في غزة    السفارة المصرية في جيبوتي تنظم لقاء مع أعضاء الجالية    أخبار × 24 ساعة.. رئيس الوزراء: برنامجنا مع صندوق النقد وطنى خالص    أرقام فينشينزو إيتاليانو مدرب بولونيا في آخر 4 مواسم    منتخب مصر يواصل تدريباته استعدادًا لضربة البداية أمام زيمبابوي في كأس الأمم الأفريقية    ضربتان موجعتان للاتحاد قبل مواجهة ناساف آسيويًا    حارس الكاميرون ل في الجول: لا يجب تغيير المدرب قبل البطولة.. وهذه حظوظنا    زينب العسال ل«العاشرة»: محمد جبريل لم يسع وراء الجوائز والكتابة كانت دواءه    محمد سمير ندا ل«العاشرة»: الإبداع المصرى يواصل ريادته عربيًا في جائزة البوكر    كل عام ولغتنا العربية حاضرة.. فاعلة.. تقود    إقبال جماهيري على عرض «حفلة الكاتشب» في ليلة افتتاحه بمسرح الغد بالعجوزة.. صور    مدرب جنوب إفريقيا السابق ل في الجول: مصر منافس صعب دائما.. وبروس متوازن    فوز تاريخي.. الأهلي يحقق الانتصار الأول في تاريخه بكأس عاصمة مصر ضد سيراميكا كليوباترا بهدف نظيف    الجبن القريش.. حارس العظام بعد الخمسين    التغذية بالحديد سر قوة الأطفال.. حملة توعوية لحماية الصغار من فقر الدم    جرعة تحمي موسمًا كاملًا من الانفلونزا الشرسة.. «فاكسيرا» تحسم الجدل حول التطعيم    عمرو عبد الحافظ: المسار السلمي في الإسلام السياسي يخفي العنف ولا يلغيه    أخبار كفر الشيخ اليوم.. انقطاع المياه عن مركز ومدينة مطوبس لمدة 12 ساعة اليوم    كيفية التخلص من الوزن الزائد بشكل صحيح وآمن    أول "نعش مستور" في الإسلام.. كريمة يكشف عن وصية السيدة فاطمة الزهراء قبل موتها    الداخلية تنظم ندوة حول الدور التكاملي لمؤسسات الدولة في مواجهة الأزمات والكوارث    «الإفتاء» تستطلع هلال شهر رجب.. في هذا الموعد    10 يناير موعد الإعلان عن نتيجة انتخابات مجلس النواب 2025    المهندس أشرف الجزايرلي: 12 مليار دولار صادرات أغذية متوقعة بنهاية 2025    النتائج المبدئية للحصر العددي لأصوات الناخبين في جولة الإعادة بدوائر كفر الشيخ الأربعة    في الجمعة المباركة.. تعرف على الأدعية المستحبة وساعات الاستجابه    للقبض على 20 شخصًا عقب مشاجرة بين أنصار مرشحين بالقنطرة غرب بالإسماعيلية بعد إعلان نتائج الفرز    داليا عثمان تكتب: كيف تتفوق المرأة في «المال والاعمال» ؟    هل يجوز للمرأة صلاة الجمعة في المسجد.. توضيح الفقهاء اليوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لواء طبيب عثمان الخواص مدير مستشفى الحلمية العسكرى الأسبق ل«الوفد»:
أمريكا تسعى لإحراق الشرق الأوسط والحروب المذهبية مؤامرة دولية
نشر في الوفد يوم 28 - 10 - 2014

هناك شخصيات ثرية بالعلم والثقافة أثرت بشكل كبير فى الحياة العامة للبشر، اللواء طبيب عثمان الخواص إحدى تلك الشخصيات العظيمة التى أفنت عمرها كله فى العلم والطب وخدمة الجيش المصرى العظيم،
وفى ذكرى احتفالات انتصارات أكتوبر العظيم حرصنا على لقاء اللواء عثمان الخواص، مدير مستشفى الحلمية العسكرى الأسبق، لكونه واحداً من رجال القوات المسلحة الباسلة التى لعبت دوراً مشرفاً فى صناعة أكتوبر المجيد، ولأنه يمثل نموذجاً مشرفاً للعقلية المصرية بما وصل إليه من اكتشافات علمية يسمع عنها العالم لأول مرة حول التعظم العضلى وجراحة العظام، ويؤكد اللواء الخواص فى حواره ل«الوفد» أن مصر الآن تسير فى الطريق الصحيح، بعد أن تخلصت من حكم دام لعام جرّ عليها ويلات ومصائب، بعد وصول الإخوان إلى سدة الحكم، وثمّن دور الجيش المصرى العظيم منذ القدم وحتى الآن، خاصة فى التصدى لمخطط أمريكا فى الشرق الأوسط، موضحاً أنه الربيع العربى الذى زلزل الدول العربية ما هو إلا صناعة أمريكية تنفذ بكل حذافيرها، لكن مصر وحدها بفضل قواتها المسلحة الباسلة نجت من «الفخ» الأمريكى اللعين، وبعين الخبير العسكرى يرى «الخواص» أن العلاقات بين مصر وأمريكا، ومصر وروسيا بها نوع من التعادل والتوازن، كما يكشف «الخواص» أسراراً مهمة خاصة أنه رافق العديد من الشخصيات البارزة مثل «مبارك» والمشير «أبوغزالة» والدكتور «الجنزورى»، فإلى نص الحوار..
فى البداية. ما تقديرك للمشهد السياسى فى مصر الآن؟
- المشهد السياسى فى مصر الآن ينبئ بالخير، وبمستقبل أفضل مليون مرة، لأن الشعب كله فهم وأدرك وعرف حقيقة ما كان يدار فى الخفاء له، وأعلن ذلك فى المدة الأخيرة، ولذلك فهو يقف كله صفاً واحداً خلف قياداته، لأن القيادة الحالية وطنية ومخلصة، لا غرض ولا مكسب لها، بل تحملت عبئاً كبيراً، فالرئيس «السيسى» صارح الشعب منذ البداية، بأنه لن يتحمل المسئولية بمفرده، فلابد من تكاتف الجميع معه، فالمشهد السياسى فى مصر الآن يغيظ العالم، ولهذا نرى أن الاتحاد الأوروبى لم يعجبه الوضع فى مصر، فهو يسير فى ركاب أمريكا، وأمريكا تريد حرق الشرق الأوسط واستنفاد كل ثرواته، وبناء على ذلك فإن ما حدث فى مصر أوقف أمريكا عند حدها، وقضى على أطماعها ومشاريعها الاستعمارية فى المنطقة، فالاستعمار فى الماضى كان عسكرياً، لكن الآن أصبح اقتصادياً ثم تحول إلى مرحلة الحروب الخاصة، وهو ما يحدث الآن من اقتتال بعض القوى والعرقيات بعضها البعض، وهذا هو المخطط الأمريكى الذى ينفذ على مراحل، فما حدث على سبيل المثال فى العراق من حروب واقتتال ونهب لثرواته خير دليل، واقتتال السنة والشيعة والأكراد، مؤمرة كبرى كما قال لى المرحوم الفريق أول كمال حسن على، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، عندما كان وزيراً للخارجية، أن هناك مؤامرة ترسمها أمريكا لإذكاء الحرب بين إيران والعراق، وبعد انتهائها قامت حرب العراق والكويت، كل ذلك بإيعاز من أمريكا، والعرب هم من يدفعون الثمن فى كل هذه الحروب والصراعات، ووقتها أعلن د. محمد البرادعى الإنسان غير الموثوق به الذى حصل على جائزة نوبل كرشوة أن العراق به نشاط نووى، وبعد ذلك ثبت بما لا يقبل مجالاً للشك أنه لا يوجد نشاط نووى، وبهذه الحجة استطاعوا ضرب العراق ونهب ثرواته وبتروله الذى يمثل ثلث بترول العالم.
صناعة أمريكية
إذن هل نستطيع أن نقول بصراحة إن الربيع العربى صناعة أمريكية فى الأساس؟
- نعم.. بكل تأكيد صناعة أمريكية تنفذ بكل حذافيرها، لكن الحمد لله الجيش المصرى أدرك ذلك وعندما تم ضرب غزة مؤخراً كان الهدف جر مصر إلى أتون الحرب وضرب الفلسطينيين، لكن القيادة السياسية والعسكرية المصرية أذكى من ذلك وقضت على مخطط أمريكا وإسرائيل.
وما أسباب انتكاسات الربيع العربى فى كثير من الدول العربية فى رأيك؟
- بعض شعوب الدول العربية للأسف الشديد يتملكها الجهل، فهى شعوب فقيرة فكرياً، ولهذا تغلب عليها أصحاب الآراء الشاذة، فمثلاً عندما قام الناس بثورة فى ليبيا، حدث هذا نتيجة تراكمات، فقد كان الاحتلال الإيطالى زمن السنوسى الحاكم ويتم التخلص منه عندما غير القذافى النظام عام 1969 ولم يكن البترول تم اكتشافه بعدها أنفق القذافى أموال ليبيا فى شراء سلاح بعد اكتشاف البترول ولم يفكر طوال 40 سنة فى تكوين جيش ليبى خوفاً من الانقلاب عليه، وقام بتوزيع الأسلحة على القبائل لمحاربة بعضها البعض، ثم ظهرت نتائج ما قام به القذافى بعد الثورة عليه، فهذا هو غباء الحكام، ولهذا فالثورة فشلت فى كثير من البلدان لأنها أدت إلى ازدياد الأوضاع سوءاً فى هذه البلاد.
وهل تعتقد أن مصر تحديداً نجت من الشرك الأعظم الذى نصبته أمريكا للدول العربية تحت مسمى الربيع العربى؟

- طبعاً.. فمصر دائماً يحفظها الله، فالذى أنقذ مصر من سبعة آلاف سنة هو الملك أحمس، وهو ضابط فى الجيش، والذى أنقذ وبنى مصر الحديثة هو محمد على الألبانى، الذى حمى مصر أيضاً فى السبعين سنة الماضية، جمال عبدالناصر، والذى أعاد لمصر كرامتها أنور السادات، وكلهم أبناء المؤسسة العسكرية، فالذى أنقذ مصر على مدار حياتها القيادة العسكرية الرشيدة المخلصة، فكيف بالبعض يهاجمونها الآن.
كرجل عسكرى هل ترى أن مبارك أجبر على التنحى من قبل القوات المسلحة أم أن التاريخ سيذكر له دوراً فى تجنيب مصر ويلات حرب أهلية؟
- معلوماتى الشخصية وأثق بها أن مبارك أرهق وملّ الحكم، وكان يريد ترك منصبه لكن من حوله هم الذين أوعزوا له البقاء فى الحكم، والحقيقة أن مبارك رجل ناجح ومقاتل شرس وبطل لا نقاش فى ذلك، وطيار ناجح خرج طيارين حموا سماء مصر، وهو صاحب الضربة الجوية الأولى لكن طول المدة فى الحكم أغرى من حوله بأنهم أصبحوا مرتزقة، وأعلم يقيناً أنه بالفعل كان يريد ترك الحكم، خاصة فى السنوات العشر الأخيرة من حكمه، وتعرض لضائقة نفسية شديدة خاصة بعد وفاة حفيده، لكنه قدم لمصر الكثير ولابد ألا ننسى دوره ونمحوه من التاريخ، أما تركه منصبه فقد كان طواعية مما كان له الأثر الكبير فى تجنيب مصر حرباً أهلية من أجل الحكم.
كيف ترى التحديات الأمنية التى تواجه مصر الآن؟
- جهاز الشرطة قادر على التصدى للتحديات الأمنية وتحميه القوات المسلحة، لكن المشكلة لدى الأمن أن هناك بعض الكراهية لهذا الجهاز بسبب سوء بعض المعاملات غير اللائقة مع الناس قبل الثورة، لكن اليوم الشعب أدرك دور الشرطة، ولهذا فهو يساعدها ضد الإرهاب الذى يحاول النيل من مصر
فى رأيك ماذا لو استمر الرئيس السابق مرسى عاماً آخر فى الحكم؟
- كانت مصر قد انتهت للأبد، فقد ثبت بالمستندات وبما لا يقبل مجالاً للشك أن محمد مرسى جاسوس أمريكى، ولهذا منحوه الدكتوراة مثلما منحوا محمد البرادعى جائزة نوبل، ولهذا نحمد الله أن فترة رئاسة لمصر لم تطل.
هل ترى أن جماعة الإخوان المسلمين انتهت بسقوطها الذريع من سدة الحكم أم أن لها ذيولاً مازالت تسعى للعودة للمشهد السياسى مرة أخرى؟
- لن يستطيعوا العودة مدى الحياة، فالتاريخ يقول ذلك، فإبان الثورة كان هناك اتهام لأخى وصديقى المشير محمد حسين طنطاوى، بأنه أعطى الفرصة لجماعة الإخوان المسلمين فى الظهور والوصول إلى سدة الحكم، لكننى أرى أنه منحهم فرصة لينكشفوا أمام الناس، فقد أدرك الشعب مخططهم بعد أن اتخذوا الدين مطية لتحقيق أهدافهم وليس لهم صلة بالإسلام، فالإسلام دين الرحمة والرفق وليس القتل والذبح والتدمير.
وكيف ترى دعوات العنف التى يطلقها الإخوان الآن فى مناسبات عديدة وما ردك عليهم؟
- عنف الإخوان إلى زوال، وفى رأيى الشخصى لابد أن يضرب الإخوان بالأحذية لأنهم مأجورون يريدون إسقاط الدولة ولن تسقط أبداً.
الخروج من الأزمة كيف تراه خاصة أن هناك دعوات تنادى بالمصالحة الوطنية بين طوائف المجتمع فما رأيك؟
- المصالحة شىء خاطئ تماماً، فلابد أن يكون لكلمة المصالحة أساس، فكيف نتصالح مع من قتلنا وباع البلد وأحرق ممتلكاتها، فلابد من القصاص، فالمصالحة فى رأيى هى الستار الذى سيعود من ورائه الإخوان إلى المشهد السياسى مرة أخرى.
دولة صغيرة

دولة قطر انشقت عن الصف العربى ودعمت الإخوان فهل ترى أن سياسة الدوحة تسير تبعاً للأجندة الأمريكية فى نشر الفوضى فى البلاد العربية؟
- باختصار شديد قطر دولة بنكلة، لديها عقدة نفسية وليس لها أى أثر جغرافى أو تاريخى وحكامها مصابون بمرض نفسى، وقد خالفوا العرب بوجود أكبر قاعدة عسكرية أمريكية على أراضيهم، حتى تخيف بها الجزيرة العربية بأكملها.
ما تحليلك لشكل علاقات مصر الدولية الآن مع الولايات المتحدة الأمريكية ومستقبل العلاقات المصرية - الروسية من وجهة نظرك؟
- روسيا أصبحت دولة قوية جداً بعد انهيار الاتحاد السوفيتى، ،وأمريكا ترى نفسها وحش العالم، وهى الدولة الأولى فى العالم باستغلال ثروات الشعوب، وفى الوقت نفسه لديها الهيمنة على العالم، أما روسيا فهى دولة محترمة، فعندما تغير النظام الشيوعى 1917، عندما استردت روسيا كيانها، وهم ينافسون أمريكا فى علوم الفضاء والعلوم النووية والذرية والكيميائية، وأكبر تطور فى جراحة العظام خلال الأربعين عاماً الماضية حدث فى روسيا والعلاقات بين مصر وأمريكا، وبين مصر وروسيا بها نوع من التعادل والتوازن خصوصاً أن العقيدة العسكرية الروسية كانت هى عقيدة الجيش المصرى، وأخذها عن روسيا التى كانت تمد مصر بسلاح من عندها، لكن بعد ذلك اتخذ الجيش المصرى أسلوباً خاصاً به وفى رأيى أن الرئيس السيسى وجه أكبر صفعة لأمريكا عندما اتجه لتنويع السلاح من روسيا.
بعد أكثر من مائة يوم من تولى الرئيس السيسى منصبه.. كيف تقيم أداءه الرئاسى خلال هذه الفترة؟
- أداء ممتاز، ومشرف، فلا وجه للمقارنة بينه وبين الرئيس السابق لأنه لا يريد شيئاً، فقد تنازل عن نصف ثروته وراتبه لصالح البلد، فهو قدوة طيبة ونموذج وطنى لمصرى وطنى يحب بلده، وندعو له بالتوفيق.
مشروع قناة السويس
ما رؤيتك لمشروع قناة السويس الجديدة ولماذا تم إسناد المشروع للقوات المسلحة تحديداً وهل الاستثمارات فى المشروع دليل على شعبية الرئيس ومكانة الجيش لدى الشعب؟
- لا نقاش فى ذلك، فعقد ما طلب الرئيس السيسى جمع (60) ملياراً خلال ثلاثة أشهر من أجل مشروع قومى مثل قناة السويس الجديدة يخدم الأجيال القادمة، نجح فى جمع هذا المبلغ وأكثر فى أقل من ثلاثة أسابيع، وهذا المشروع له أهمية كبرى، فنحن مازلنا نأكل من دخل قناة السويس، والقناة الجديدة مشروع قومى، ولابد من العمل على إنجازه ومساندة الرئيس وإسناد المشروع للقوات المسلحة أمر طبيعى فهى الأكثر تنظيماً ودقة، وبالفعل تستطيع إنجازه فى زمن قياسى، واستثمارات المشروع وتوفير المبلغ المطلوب لتكلفته أكبر دليل على شعبية الرئيس السيسى الساحقة، وهى بمثابة استفتاء عليه ومكانة الجيش المصرى العظيم لدى الشعب.
بالإضافة إلى مشروع قناة السويس هناك مشروعات جبارة أقدم عليها الرئيس «السيسى» مثل استصلاح مليون فدان وإنشاء شبكة طرق جديدة فهل يعد هذا بداية نهضة حقيقية لمصر؟
- طبعاً ليس هناك شك فى ذلك، المشروعات الكبرى بداية النهضة فمثلاً توسعة الطرق بين المحافظات تقرب المسافات، وتوزيع الكثافة السكانية يتطلب إعادة توزيع الخدمات وإنشاء الطرق الجديدة لفتح آفاق جديدة للمستقبل.
تعرض الدكتور أحمد زويل مؤخراً لهجوم قاسٍ خاصة بعد مقابلته للرئيس السيسى وإعلانه عن مشروعات تعد مفاجأة للشعب المصرى فما رأيك؟
- د. أحمد زويل تخرج فى مدرسة دمنهور الثانوية، وهذه المدرسة تحديداً تخرج فيها عباقرة أمثال زويل، والمشير محمد عبدالحليم أبو غزالة، ود. مصطفى الفقى والشاعر فاروق جويدة، والدكتور أحمد جويلى، وزير التموين الأسبق، ود. أحمد زويل رجل محترم وعالم كبير لم نعرف قيمته إلا عندما سافر للخارج، وهو قمة من القمم المصرية، وكونه يتعرض للهجوم من بعض السفهاء فهذا جهل وهذه ضريبة النجاح، فهناك من يترصدون للنجاح فى أى مجال، وأصحاب الضمائر الخربة هم أعداء النجاح، لكن علينا ألا نهتم بهذه الدعوات الهدامة، ولابد من الاستفادة بخبرات أهل العلم أمثال الدكتور زويل وغيره.
تنظيم داعش هدد بدخول مصر فهل تعتقد أن القوات المسلحة لديها القدرة على سحق مثل هذه التنظيمات؟ وهل ترى أنها صناعة أمريكية؟
- طبعاً. لديها القدرة الكبيرة لسحق مثل هذه الجماعات المتطرفة، ولديها من القدرة والخلق ما يمنعها، فالإرهابيون يتواجدون بين الأهالى والمساكن، حتى لا يضار أحد من قاطنى هذه الأماكن، أما «داعش» فهى صناعة أمريكية قذرة، فهم صنعوا «داعش» لضرب البلاد العربية وهذا نوع من الحروب الصليبية لمحاربة الإسلام.
كطبيب فى المقام ورجل عسكرى.. هل ترى أن جهاز معالجة فيروس «سى» الذى قامت بإنتاجه القوات المسلحة ستكون له إيجابيات على المدى القريب؟
- فيروس «سى» من ضمن الأمراض الفيروسى، ليس له مضاد، وهذه الأمراض تحارب فى المعاهد العلمية فى كل أنحاء العالم، ومن ضمنها معامل القوات المسلحة فى مصر، فهذه كلها محاولات، هناك ما ينجح منها وهناك ما يجرى له محاولات أخرى، والجيش يقوم بعمل أبحاث، والجامعات أيضاً تقدم أبحاثاً، والقوات المسلحة تستعين ب72 أستاذاً فى تخصص الكبد والأمراض المتوطنة، فالجيش يقوم بأبحاث وتجارب مثل بقية المعاهد العلمية، وقد قدمت أبحاثاً فى جراحة العظام إبان رئاستى للأكاديمية الطبية العسكرية، وقد نجحت والحمد لله وتدرس الآن فى المعاهد العلمية الدولية.
مبارك وأبوغزالة
كنت مقرباً للمشير أبوغزالة رحمه الله فكيف كانت علاقته مع الرئيس الأسبق حسنى مبارك؟
- العلاقة كانت قوية جداً بين الرئيس الأسبق مبارك والمشير أبوغزالة، وقد بدأت عندما التحق المشير أبوغزالة كملحق عسكرى فى واشنطن، وكان مبارك وقتها نائب الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وفور وفاة المشير أحمد بدوى وزير الدفاع وقتها، أقنع مبارك الرئيس السادات بتعيين المشير أبوغزالة وزيراً للدفاع، وتم بالفعل تعيينه وصارت العلاقة وثيقة بين أبوغزالة ومبارك وبعد اغتيال الرئيس السادات فى حادث المنصة الشهير فى احتفالات أكتوبر وتولى مبارك سدة الحكم فى مصر منح أبوغزالة رتبة مشير وهنا توطدت العلاقة بينهما.
إذن كانت العلاقة بين المشير أبوغزالة والرئيس الأسبق مبارك قوية فما سر الإطاحة بالمشير وقتها من قبل النظام الأسبق، وهل كان مبارك يخشى من شعبية المشير؟
- المشير أبوغزالة أعظم شخصية عسكرية فى العصر الحديث، وكانت شعبيته فى أمريكا أثناء توليه منصب ملحق عسكرى هناك أكثر من شعبيته فى مصر، فقد حصل المشير أبوغزالة على دكتوراه فى الحرب ودكتوراه فى الدفاع، وعندما ذهب إلى أمريكا تفوق على الأمريكان هناك، فكان شخصية متميزة جداً، ولكن الإنجازات التى قام بها أبوغزالة فى الجيش وازدياد شعبيته الفائقة أزعج مبارك فضلاً عن طموح «أبوغزالة» فى تسليح الجيش المصرى على أعلى مستوى، وقد فكر جدياً فى امتلاك مصر سلاحاً نووياً ليقف بمثابة الند لإسرائيل التى تملك السلاح النووى، وحاول «أبوغزالة» أن يفعل ما فعله الرئيس عبدالناصر عندما أنشأ هيئة الطاقة الذرية وأحضر خبراء ألمان إلى مصر لكن اليهود قتلوهم، بالإضافة إلى إنشاء قاعدة صواريخ، ولهذا أراد «أبوغزالة» أن يحيى مشروع الصواريخ واستعان بمهندسين من القوات المسلحة حتى يحضروا الكربون الأسود الذى يستخدم فى تغطية سطح الصواريخ حتى تخترق أى رادار، كما عمل المشير أبوغزالة على وقف حرب العراق مع إيران التى استمرت 8 سنوات كاملة حصدت الآلاف من الطرفين حتى دخل «أبوغزالة» من خلال معركة الفاو التى كانت سبباً فى وقف الحرب العراقية الإيرانية وهو ما أزعج الدول التى كانت تسلح العراق وإيران لكى تستمر الحرب على حساب مكاسبهم الهائلة من بيع الأسلحة وكان من ضمن هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية التى رأت أن أبوغزالة أفسد مخططها لتدمير الشرق الأوسط، فصدرت الأوامر من المخابرات المركزية الأمريكية بضرورة الإطاحة بالمشير أبوغزالة فانتهز مبارك الفرصة لإبعاده عن منصبه.
الدكتور كمال الجنزورى عقلية اقتصادية كبرى فماذا عن علاقته به ورؤيتك لفكره الاقتصادى وما السر وراء إقالته إبان النظام الأسبق؟
- الدكتور كمال الجنزورى من أنزه الشخصيات التى تولت مناصب فى مصر، فالرجل تاريخه معروف للجميع، ويشهد له القاصى والدانى بنزاهته ونظافة يده، التى لم تلوث بأى فساد وقد ذهبت إلى منزله وهو رئيس للوزراء، فوجدته منزلاً متواضعاً للغاية، ومازال أثاث منزله هو نفس الأثاث الذى تزوج به، على الرغم أنه كان وزيراً لأكثر من 20 عاماً ثم رئيساً لوزراء مصر، والمتابع الجيد يدرك أن فترة توليه رئاسة الوزراء كانت فترة منتعشة اقتصادياً، فالرجل أستاذ تخطيط على أعلى مستوى، كما أنه رجل وطنى حتى النخاع، أما سر إقالته فيرجع إلى أن الجنزورى عندما كان رئيساً للوزراء اكتشف أن هناك 12 شخصية مصرية تهرب الدولارات من مصر فطلب كشفاً بأسماء هذه الشخصيات، فوجد اسم علاء مبارك رقم 3 فى القائمة والأموال والأموال التى هربها كانت 18 مليون دولار فقام بإرسال الكشف للرئاسة، ولكنه لم يتلق رداً سوى رحيله من الوزارة بعدها بشهر ونصف الشهر، وتم وضعه تحت إقامة جبرية فى منزله، ووضعت تليفوناته تحت المراقبة، ومازال يعيش فى شقة صغيرة وبسيطة، وهذا ما يؤكد أن هذا الرجل وطنى وعاشق لبلده ولم يستغل منصبه فى جمع الثروة له ولأبنائه وأحفاده.
نحن فى شهر الاحتفالات بانتصار أكتوبر. فماذا عن دور الأطباء فى هذه الحرب وذكرياتك وقتها كطبيب عسكرى؟
- كانت هناك تدريبات عسكرية شديدة لمواجهة العدو، وكنت مع الأطباء أرافقهم، حيث وجدوا استعداداً لمعالجة أية إصابات يمكن أن تحدث أثناء التدريبات، ودائماً كنا نشرف على الجنود الموجودين على الحدود، وكان ضمن التمويه الذى اتبعه الرئيس الراحل أنور السادات فى حرب أكتوبر أن أعلنت هيئة التدريب بالجيش فى يناير 1973 وإرسال بعثات دكتوراة فى جميع التخصصات للخارج، فقدم جميع الأطباء فى البعثات التى بدأت فى زبريل عام 1973، أى قبل حرب أكتوبر ب6 شهور، الأمر الذى أعطى انطباعاً لدى إسرائيل باستبعاد الحرب، فكيف لجيش يخوض حرباً وأطباؤه فى بعثة قد تستغرق 4 سنوات فى الخارج، ولكن ليلة 6 أكتوبر العاشر من رمضان 1973 تم سحب أمهر الأطباء من الخارج وتسليم مهامهم المطلوبة منهم، وكنت فى مقدمة هؤلاء.
ما أبرز الشخصيات التى قمت بعلاجها؟
- من الشخصيات العسكرية المشير محمد عبدالحليم أبوغزالة، ومن الشخصيات المدنية الوزير المهندس سليمان متولى، وزير النقل والمواصلات والطيران المدنى، والكاتب الكبير محمد حسنين هيكل وأسرته، وأسرة الأمير تركى عبدالعزيز آل سعود، والأميرة فهدة آل سعود والملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود أثناء فترة رئاسته للحرس الوطنى السعودى والأميرة نورا آل سعود.
وأخيراً.. هل ترى أن مصر تسير فى الطريق نحو المستقبل بعد تنفيذ استحقاقين من خارطة الطريق؟
- نعم.. بكل تأكيد.. مصر تسير نحو طريق أفضل، ولا يبقى أمام أبنائها وشعبها المخلصين إلا العمل والعمل الجاد لبناء مستقبل أفضل للبلاد فى ظل قيادة وطنية رشيدة ومخلصة لمصر.
سيرة ذاتية
لواء طبيب عثمان الخواص
ولد فى 21/1/1936 بمحافظة البحيرة.
حاز على جميع فرق الترقى حتى رتبة اللواء بامتياز.
مبتكر أول مفصل صناعى عربى أفريقى «مفصل الخواص للكاحل الصناعى».
عضو جمعية المخترعين المصريين التابعة لأكاديمية البحث العلمى.
نال شهادة تقدير وخطاب شكر من المؤتمر العالمى لجراحة العظام المنعقد فى سيول كوريا الجنوبية 1993م لرئاسته للجلسة الرئيسية للمؤتمر العلمى.
رأس مستشفى الحلمية العسكرى.
نال العديد من الأوسمة والأنواط منها نوط الشجاعة ونوط التدريب وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة ووسام الجمهورية.
حصل على العديد من الفرق الخاصة بالجيش بعيداً عن الخدمات الطبية مثل فرقة حرب كيماوية وفرقة تخطيط.
حصل على درع الكلية الحربية ودرع الأكاديمية الطبية العسكرية ودرع وزارة الدفاع ودولة تنزانيا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.