منافس الأهلي.. بورتو يسابق الزمن لضم فيجا قبل انطلاق مونديال الأندية    7 لاعبين مهددون بالرحيل عن ريال مدريد    أحمد الفيشاوي يثير الجدل مجددًا بظهوره ب«حلق» في أحدث إطلالة على إنستجرام    من مدريد إلى نيويورك..فى انتظار ولادة صعبة لحل الدولتين    باريس سان جيرمان ينهي عقدة تاريخية لأندية فرنسا أوروبيًا    بعد رحيله عن الأهلي.. هل طلب سامي قمصان ضم ميشيل يانكون لجهاز نادي زد؟    لاعبان سابقان.. الزمالك يفاضل بين ثلاثي الدوري لضم أحدهم (تفاصيل)    معاكسة فتاة ببنها تنتهى بجثة ومصاب والأمن يسيطر ويضبط المتهمين    متحدث الصحة: نضع خطة طوارئ متكاملة خلال إجازة العيد.. جاهزية كل المستشفيات    ديستربتيك: استثمرنا 65% من محفظتنا فى شركات ناشئة.. ونستعد لإطلاق صندوق جديد خلال عامين    مطالب برلمانية للحكومة بسرعة تقديم تعديل تشريعى على قانون مخالفات البناء    البلشي يرفض حبس الصحفيين في قضايا النشر: حماية التعبير لا تعني الإفلات من المحاسبة    القومي لحقوق الإنسان يكرم مسلسل ظلم المصطبة    الحبس والغرامة للمتهمين باقتطاع فيديوهات للإعلامية ريهام سعيد وإعادة نشرها    «سيبتك» أولى مفاجآت ألبوم حسام حبيب لصيف 2025    مدير فرع هيئة الرعاية الصحية بالإسماعيلية يستقبل وفدا من الصحة العالمية    رئيس النحالين العرب: 3 جهات رقابية تشرف على إنتاج عسل النحل المصري    وزير الصحة: تجاوزنا أزمة نقص الدواء باحتياطي 3 أشهر.. وحجم التوسع بالمستشفيات مش موجود في العالم    بحثًا عن الزمن المفقود فى غزة    مصطفى كامل وأنوشكا ونادية مصطفى وتامر عبد المنعم فى عزاء والد رئيس الأوبرا    20 صورة.. مستشار الرئيس السيسي يتفقد دير مارمينا في الإسكندرية    موعد أذان مغرب السبت 4 من ذي الحجة 2025.. وبعض الآداب عشر ذي الحجة    بعد نجاح مسابقته السنويَّة للقرآن الكريم| الأزهر يطلق «مسابقة السنَّة النبويَّة»    ماذا على الحاج إذا فعل محظورًا من محظورات الإحرام؟.. الدكتور يسري جبر يجيب    الهمص يتهم الجيش الإسرائيلي باستهداف المستشفيات بشكل ممنهج في قطاع غزة    الإخوان في فرنسا.. كيف تُؤسِّس الجماعة حياةً يوميةً إسلاميةً؟.. خطة لصبغ حياة المسلم فى مجالات بعيدة عن الشق الدينى    المجلس القومي لحقوق الإنسان يكرم أبطال مسلسل ظلم المصطبة    وزارة الزراعة تنفي ما تردد عن بيع المبنى القديم لمستثمر خليجي    برونو يحير جماهير مانشستر يونايتد برسالة غامضة    القاهرة الإخبارية: القوات الروسية تمكنت من تحقيق اختراقات في المواقع الدفاعية الأوكرانية    "أوبك+": 8 أعضاء سيرفعون إنتاج النفط في يوليو ب411 ألف برميل يوميا    قواعد تنسيق العام الجديد.. اعرف تفاصيل اختبارات القدرات    ما حكم بيع جزء من الأضحية؟    محافظ القليوبية يوجه بسرعة الانتهاء من رصف وتطوير محور مصرف الحصة    ب حملة توقيعات.. «الصحفيين»: 5 توصيات ل تعديل المادة 12 من «تنظيم الصحافة والإعلام» (تفاصيل)    استعدادًا لعيد الأضحى| تفتيش نقاط الذبيح ومحال الجزارة بالإسماعيلية    محافظ أسيوط ووزير الموارد المائية والري يتفقدان قناطر أسيوط الجديدة ومحطتها الكهرومائية    تكشف خطورتها.. «الصحة العالمية» تدعو الحكومات إلى حظر جميع نكهات منتجات التبغ    وزير الخارجية يبحث مع عضو لجنة الخدمات العسكرية ب"الشيوخ الأمريكي" سبل دعم الشراكة الاستراتيجية    مصادرة 37 مكبر صوت من التكاتك المخالفة بحملة بشوارع السنبلاوين في الدقهلية    حظك اليوم السبت 31 مايو 2025 وتوقعات الأبراج    لماذا سيرتدي إنتر القميص الثالث في نهائي دوري أبطال أوروبا؟    تفاصيل ما حدث في أول أيام امتحانات الشهادة الإعدادية بالمنوفية    "حياة كريمة" تبدأ تنفيذ المسح الميداني في المناطق المتضررة بالإسكندرية    بدر عبد العاطى وزير الخارجية ل"صوت الأمة": مصر تعكف مصر على بذل جهود حثيثة بالشراكة مع قطر أمريكا لوقف الحرب في غزة    وزير التربية والتعليم يبحث مع منظمة "يونيسف" وضع خطط لتدريب المعلمين على المناهج المطورة وطرق التدريس    استخراج حجر بطارية ألعاب من مريء طفل ابتلعه أثناء اللعب.. صور    أفضل الأدعية المستجابة عند العواصف والرعد والأمطار    رئيس الإنجيلية يستهل جولته الرعوية بالمنيا بتنصيب القس ريموند سمعان    ماذا قالت وكالة الطاقة الذرية في تقريرها عن أنشطة إيران؟    مصدر كردي: وفد من الإدارة الذاتية الكردية يتجه لدمشق لبحث تطبيق اتفاق وقّعته الإدارة الذاتية مع الحكومة السورية قبل نحو 3 أشهر    "نفرح بأولادك"..إلهام شاهين توجه رسالة ل أمينة خليل بعد حفل زفافها (صور)    قبل وقفة عرفة.. «اليوم السابع» يرصد تجهيزات مشعر عرفات "فيديو"    عمرو الدجوى يقدم بلاغا للنائب العام يتهم بنات عمته بالاستيلاء على أموال الأسرة    عيد الأضحى 2025.. محافظ الغربية يؤكد توافر السلع واستعداد المستشفيات لاستقبال العيد    سحب 700 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكتروني خلال 24 ساعة    لمكافحة التلاعب بأسعار الخبز.. ضبط 4 طن دقيق مدعم بالمحافظات    سويلم: الأهلي تسلم الدرع في الملعب وحسم اللقب انتهى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.




نشر في إيجي برس يوم 03 - 06 - 2014

لرجلات تزاملا في حرب 73 ، وفي معارك أخري غير معلنة ، وأهمها الحرب التي شنها المجاهدون الأفغان ضد الإحتلال السوفيتي لأفغانستان ..
كانت هذه الحرب لحساب أمريكا ضد السوفييت . وكانت سببا مباشرا في إنهاك الإتحاد السوفيتي القديم ..

الزمالة إنتهت بقرار تآمري من مبارك . إقصاء عبد الحليم أبو غزالة وتجريدة من رتبة المشير ..

القصة بكل التفاصيل :


اختار الرئيس السادات الفريق حسنى مبارك نائبا له عام 1975، ووقعت أحداث كثيرة بعضها لم يكن للنائب حسنى مبارك ظهور كبير فيه، وإن كان لعب دورا خفيا فى كثير من الأحيان كان يجيده. وبالرغم من أن كثيرين ممن عاصروا اختيار السادات لمبارك صوروا الأمر على أنه أمر مؤقت، وأن مبارك كان طوال فترة توليه منصب نائب الرئيس السادات كان صامتا، ولا يقول غير نعم. إلا أن هناك من الشواهد ما يؤكد أن مبارك كان يجيد المناورات ويعمل ببطء وهدوء فى مواجهة خصومه، فهو يتعامل بالتدريج، وبخليط من المكر والحيلة، ويفوز فى كل سباق. وهو ما قد يكشف أن مبارك كان بالفعل يمتلك قدرات مكنته دائما من إقصاء منافسيه. حدث هذا مرات أيام كان نائبا. لكنه بعد أن تولى الرئاسة مارس هذه الطريقة بقوة وهدوء وتخلص من كل من نافسوه أو حاولوا الظهور فى الصورة.

وهو ما أظهر حسنى مبارك وأنه حكم بلا منافسة، بينما الوقائع تشير إلى أنه كان يفضل أحيانا الاحتفاظ بشخصيات متناقضة داخل الحكومات، حتى يمكنه الإمساك بكل الخيوط فى يديه.
ولعل قصته مع المشير محمد عبدالحليم أبوغزالة، كانت من القصص التى تكشف عن قدرات مبارك فى المناورة والتخطيط للإطاحة بمنافسه. لم يواجه مبارك منافسة طوال فترات رئاسته، وحتى قبل أن يتم ترشيحه للرئاسة، إلا من المشير أبوغزالة، وهو الذى كان صديقه وشريكه فى عمليات خارجية أخطرها إدارة ملف أفغانستان وتمويل وتدريب المجاهدين الأفغان، لمواجهة القوات السوفيتية، وكانت هذه هى أكبر جولات الحرب الباردة. وكانت العلاقة بين حسنى مبارك وأبوغزالة معقدة ومتقاطعة فى نقاط كثيرة. وبدا أن مصائرهما هى الأخرى ارتبطت فى وقت ما. لكن عند باب السلطة، لا توجد صداقات وإنما مصالح. ويبدو أن حسنى مبارك كان خلال رحلته داخل السلطة، قد تعلم الكثير، وحتى لو لم يطلع على نصائح ميكافيللى فيلسوف السياسة الشهير، فقد تعلمها بشكل عملى.

وبالطبع فإن حسنى مبارك استعاد فى المسافة ما بعد السلطة، تفاصيل معاركه الصامتة، لإزاحة منافسين ظهروا فى طريقه، وحتى لو كان يبدى دائما زهدا فى السياسة والسلطة، فقد كان يجيد تكتيكاتها بحكم الخبرة.

تولى مبارك الرئاسة فى 14 أكتوبر 1981، بعد 8 أيام فقط من اغتيال الرئيس السادات فى المنصة. لكن الأيام الثمانية بدت طويلة بالنسبة إليه، وبالرغم من أنه كان النائب والظاهر فى الصورة، لكن طبيعة الحال وضعت أمامه الفريق محمد عبدالحليم أبوغزالة وزير الدفاع والذى جاء إلى رئاسة أركان حرب القوات المسلحة، ثم لوزارة الدفاع، برضا مبارك ودعمه.

ما أن تم التأكد من وفاة الرئيس أنور السادات يوم 6 أكتوبر، حتى تم نقل نائب الرئيس من المنصة إلى المستشفى العسكرى بالمعادى، وأكد الأطباء أن الرئيس السادات توفى متأثرا بالرصاص الذى أصابه، والتقى مبارك وجها لوجه مع السيدة جيهان السادات وقدم لها العزاء بسرعة، فقالت له: خلى بالك من البلد. وانطلق مبارك إلى منزله، وارتدى بدلة داكنة، وعاد بسرعة إلى مجلس الوزراء، وبدأت الإجراءات الدستورية لنقل السلطة لنائبه حسنى مبارك.

كان الدكتور صوفى أبوطالب رئيسا لمجلس الشعب وقت اغتيال السادات، وتولى رئاسة الجمهورية كما ينص دستور 1971»، بأن يتولى رئيس مجلس الشعب المنصب الرئاسى للجمهورية حال خلو منصب رئيس الجمهورية بالوفاة. تولى الرئاسة المؤقتة لمدة ثمانية أيام من 6 حتى 14 أكتوبر 1981. فى عام 1979 تولى رئاسة مجلس الشعب، ورئاسة لجنة تقنين أحكام الشريعة الإسلامية. وكان مقربا من الرئيس السادات وأحد مستشاريه البارزين فى الشؤون القانونية والسياسية.

كان صوفى أبوطالب قريبا بأمتار من الرئيس السادات فى منصة العرض العسكرى. واصطحبه الحرس إلى منزله، وقال: «من المنصة عدت إلى منزلى.. وتلقيت اتصالا أكد لى وفاة الرئيس السادات ودعونى لاجتماع فى مجلس الوزراء. كان حسنى مبارك نائب الرئيس يقوم بعمل رئيس الوزراء. وحضر الاجتماع مجلس الوزراء، والدكتور فؤاد محيى الدين أمين عام الحزب الوطنى وبعض الوزراء وقيادات الحزب.. وقال النائب حسنى مبارك لصوفى أبوطالب: إن الرئيس السادات رحل وأنت رئيس الجمهورية بحكم الدستور، وافعل ما تراه مناسبا وأنت راجل قانون. قال أبوطالب: «استطعت بالتعاون مع الجميع وبينهم القيادات ونائب الرئيس حسنى مبارك أن نعقد اجتماعا سريعا ونقر مسألتين، الأولى كيفية انتقال السلطة سريعا للرئيس مبارك، والثانية فرض حالة الطوارئ فى البلاد، والدكتور صوفى أبوطالب هو الذى أصدر قرار فرض حالة الطوارئ، لمدة عام. لكنها استمرت ثلاثين عاما. ويضيف: كان همى منصبّا على أمرين، ألا يشعر العالم أن مصر حدث تغيير جذرى فى سياستها، والثانى ألا تقع حرب أهلية فى الداخل، لم تكن تفاصيل أحداث الصعيد وخاصة أسيوط قد تتطور وتصل إلى حرب أهلية، كان هذا تحت تأثير الانطباع أن هناك انقلابا.. طلبت ألا يذاع خبر الوفاة قبل ترتيب انتقال السلطة، ورغم أن السادات كان قد أوصى لمبارك فقد تم طرح اسم مبارك للرئاسة، ولم يكن هناك من ينافس مبارك الذى كان نائبا للسادات طوال 6 سنوات، غير الفريق محمد عبدالحليم أبوغزالة وزير الدفاع.

تولى أبوغزالة وزارة الدفاع قبل عام واحد، من اغتيال السادات بعد مصرع الفريق أحمد بدوى وزير الدفاع فى حادث غامض ومعه عدد من كبار قيادات الجيش. وبدعم من النائب حسنى مبارك، وقد كانت العلاقة بين أبوغزالة ومبارك ممتدة من سنوات بعيدة وتوطدت عندما كان أبوغزالة ملحقا عسكريا فى الولايات المتحدة الأمريكية.

فى المنصة يوم 6 أكتوبر 1981 كان المشير أبوغزالة وزيرا للدفاع يجلس على يسار السادات، وتبادل معه – فى الدقائق التى سبقت الاغتيال – التعليقات حول شحنات الأسلحة الأمريكية الجديدة ومواعيد وصولها، وعن احتفالات الانسحاب الإسرائيلى المرتقب من سيناء فى 25 إبريل 1982، والترقيات الاستثنائية لبعض كبار الضباط فى ذكرى النصر.

وفى لحظة الاغتيال رأى الرشاش فى يد الملازم أول «خالد الإسلامبولى» الذى، كما أشارت بعض الروايات، أشاح لأبوغزالة بيده، قائلاً: «ابعد»، قبل أن يمطر هو وزملاؤه المنصة بالرصاص الذى قتل السادات وعدد من الحضور، وأصاب 28 شخصية أخرى بينهم أبوغزالة الذى كانت إصابته سطحية، على عكس «الكاب» العسكرى الخاص به، والذى كان أمامه وطالته شظايا رصاصات تناثرت نتيجة ارتطامها بسور المنصة.

تزعم الدكتور فؤاد محيى الدين نائب رئيس الوزراء حملة لتنصيب نائب الرئيس حسنى مبارك فى منصب رئيس الجمهورية. وكانت وجهة نظر رئيس مجلس الشعب الدكتور صوفى أبوطالب – الذى تولى بموجب الدستور رئاسة الجمهورية مؤقتا – وبعض الأطراف الأخرى المؤثرة فى السلطة هى المفاضلة بين النائب حسنى مبارك وأبوغزالة، ورأى البعض أن ذلك أمر يخص المؤسسة العسكرية التى عليها أن تختار.

لكن الدكتور فؤاد محيى الدين كان أكثر ميلا لحسنى مبارك، ولجأ إلى حيلة، حيث تحدث مع أبوغزالة أمام الذين يعرف أنهم يميلون إلى ترشيحه.

وهى رواية من روايات عديدة نقلتها مصادر مختلفة، منها الدكتور صوفى أبوطالب نفسه، لكن المؤكد أن مبارك وأبوغزالة كانا قريبين من بعضهما تخرجا فى دفعة واحدة، عام 1949، لكن أبوغزالة كانت اهتماماته بالسياسة أكثر من مبارك الذى تحاشى السياسة كلما استطاع. فقد انضم أبوغزالة إلى الضباط الأحرار، بينما لم يرد اسم مبارك فى التنظيم. والمعروف أن توليه وزارة الدفاع بعد مصرع الفريق أحمد بدوى كان بدعم من مبارك نفسه. الذى ارتبط معه بعلاقة، وأعمال مختلفة خاصة فيما يخص العلاقة مع المعونة الأمريكية، وأيضا الحرب فى أفغانستان.

جمعت الأقدار بين أبوغزالة ومبارك فى أكثر من طريق، فقد تخرجا من الكلية الحربية، وكان فارق العمر بينهما عامين فقط، وتزاملا فى الكلية الحربية، وفى أكاديمية فرونز السوفيتية، وتقاطعت بهما الطرق أثناء الحرب الأفغانية بعد الغزو «السوفيتى» كان أبوغزالة ملحقا عسكريا فى الولايات المتحدة، ومبارك نائبا للرئيس مسئولا عن ملف أفغانستان. والولايات المتحدة اتخذت قرارا بدعم الأفغان فى مواجهة السوفييت، وفعلت ذلك باتفاقات ومحطات عربية لنقل السلاح، وكانت مناسبة لتوطيد العلاقات بين مبارك وأبوغزالة. وقد رشح مبارك أبوغزالة للسادات أو دعم ترشيحه لتولى المخابرات الحربية، ثم رئاسة أركان القوات المسلحة.
ولد محمد عبدالحليم أبوغزالة فى 15 يناير 1930، فى قرية قبور الأمراء بمركز الدلنجات بمحافظة البحيرة- وقد غير اسمها- بعد ذلك لأب يعمل فى مصلحة البريد، ووصل إلى منصب مدير المصلحة فى الإسكندرية. حصل محمد على الابتدائية من الدلنجات، ونال التوجيهية من مدرسة عمر مكرم فى دمنهور عام 1946، وكان ترتيبه الثالث عشر على المملكة المصرية، ثم التحق بالكلية الحربية. تخرج من الكلية الحربية فى فبراير 1949، وكان الأول على الدفعة، التى ضمت حسنى مبارك. لكن الطرق تفرقت بهما، فلم ينضم للكلية الجوية مثلما فعل حسنى مبارك، لكنه درس فى مدرسة المدفعية فى فرنسا عام 1955، وورد اسمه ضمن الضباط الذين انضموا إلى تنظيم الضباط الأحرار الذى نفذ ثورة 23 يوليو 1952 ضد الملكية. بما يشير إلى الاختلاف فى شخصيته عن شخصية حسنى مبارك، فهو كان يميل للمغامرة وله اهتمامات وقراءات سياسية واستراتيجية وتاريخية، تبدت لدى من تعاملوا معه بعد ذلك.
وفى الفترة من 1957 إلى 1961 سافر أبوغزالة إلى «الاتحاد السوفيتى» ودرس فى أكاديمية فرونز التى درس فيها حسنى مبارك. وبعد عودته عمل مدرسا بمعهد المدفعية ثم تولى رئاسة فرع التعليم بالمعهد خلال حرب 1967، ووضع الفريق محمد فوزى اسمه على قائمة المحالين إلى المعاش عام 1968، بعد أن وجه نقدا حادا للقيادتين العسكرية والسياسية، محملا إياهما مسؤولية هزيمة 1967، لكن الرئيس جمال عبدالناصر شطب على اسمه من القائمة، إيمانا منه بقدراته العسكرية. وبرز دوره خلال حرب أكتوبر 1973 عندما ترأس منصب قائد مدفعية الجيش الثانى.

بعدها عُين رئيس أركان حرب سلاح المدفعية عام 1974، ثم اختير ملحقا عسكريا لمصر فى الولايات المتحدة عام 1976. وأثناء إقامته فى الولايات المتحدة، حصل على دبلوم الشرف من كلية كارلايل العسكرية الأمريكية. ثم عين مديرا للمخابرات الحربية والاستطلاع عام 1979، وهناك بعض الإشارت إلى أن حسنى مبارك رشحه لهذا المنصب، ثم تولى رئيس لأركان حرب القوات المسلحة 1980، وحصل على رتبة الفريق فى مايو 1980، وبعد رحيل وزير الدفاع الأسبق الفريق أحمد بدوى فى حادث سقوط طائرة هليكوبتر فى مارس 1981 أصبح الفريق محمد عبدالحليم أبوغزالة وزيرا للدفاع والإنتاج الحربى بترشيح من حسنى مبارك، الذى ترأس الوزارة بعد اغتيال السادات.

كانت العلاقة بين الرئيس السادات ووزير الدفاع الفريق أحمد بدوى. الذى ذهب غاضبا للرئيس السادات ليشكو له من تدخل النائب حسنى مبارك فى أعمال وزارة الدفاع، كان بدوى يرى أن هذا التدخل بناء على توجيهات من الرئيس السادات. لكن الرئيس السادات أعلن رفضه لتدخل النائب. وطلب السادات من فوزى عبدالحافظ سكرتير الرئيس الخاص أن يطلب الفريق كمال حسن على وإحضاره فورا.

انتهت مقابلة أحمد بدوى وحضر كمال حسن على «وسأله السادات عما قاله بدوى» حاول كمال حسن على أن يرد على الرئيس السادات بدبلوماسية شديدة.. إلا أن السادت كان شديد اللهجة ووجه له سؤالا محددا طلب منه الإجابة عنه: هل تدخل حسنى مبارك فى شؤون بعض الضباط بالقوات المسلحة، فقال له: أيوه يا سيادة الرئيس حصل. وتشير بعض المصادر إلى أن الرئيس السادات قال لفوزى عبدالحافظ: قل لمبارك يقعد فى بيته ولما أعوزه هابعت له. وذهب حسنى مبارك ليقيم فى قرية مجاويش لمدة أسبوع وأنه وضع استقالته تحت تصرف الرئيس السادات، لكن هناك رواية أخرى تقول إن النائب حسنى مبارك كان يفعل ذلك بمعرفة الرئيس السادات وبناء على تعليماته لأن الرئيس السادات كان يخاف من أى تحركات داخل الجيش، وأنه لم يكن يفعل ذلك إلا بإذن من الرئيس. وأن مبارك كان قد رشح صديقه الفريق محمد عبدالحليم أبوغزالة لرئاسة الأركان. ثم حدث أن لقى وزير الدفاع الفريق أحمد بدوى مصرعه فى حادث الطائرة. ومعه عدد من القادة، ليتولى الفريق محمد عبدالحليم أبوغزالة وزارة الدفاع.
كانت العلاقة بين مبارك وأبوغزالة قد توطدت أثناء تعاونهما فى ملف أفغانستان، حيث كانت الولايات المتحدة قد قررت خوض الحرب بطريق غير مباشر وخصصت السيناتور الأمريكى شارلى ويلسون بخطة لدعم الأفغان، وكان أبوغزالة طرفا فيه ومبارك يحمل الملف. وقد تحولت قصة شارلى ويلسون إلى فيلم سينمائى بطولة توم هانكس وجوليا روبرتس وسوف يأتى ذكر التفاصيل بعد قليل.

بعد اغتيال السادات، تزعم الدكتور فؤاد محيى الدين نائب رئيس الوزراء حملة لتنصيب نائب الرئيس حسنى مبارك فى منصب رئيس الجمهورية. وكانت وجهة نظر رئيس مجلس الشعب د.صوفى أبوطالب – الذى تولى بموجب الدستور رئاسة الجمهورية مؤقتا – وبعض الأطراف الأخرى المؤثرة فى السلطة هى المفاضلة بين النائب حسنى مبارك وأبوغزالة، باعتباره أمرا يخص المؤسسة العسكرية. وكان واضحا أن هناك قطاعا من السياسيين يميل أكثر إلى أبوغزالة، وربما كانت هذه هى واحدة من أوائل الصراعات التى خاضها حسنى مبارك لاستخلاص السلطة، وإن كان لم يستغرق وقتا كبيرا لحسمها، خاصة أن مبارك كان هو النائب للرئيس السادات، فضلا على أن ظروف ما بعد اغتيال الرئيس السادات، كانت تستدعى سرعة نقل السلطة بالشكل الذى يغلق ما بدا أمام العالم أنه أكثر من اغتيال وربما يكون هناك تفاصيل أخرى تشير إلى عدم الاستقرار.

ومنذ اللحظة التى تأكد فيها أن الرئيس السادات مات. بدأ النائب يتحرك ليكون هو الرجل الأول، واتفق بالفعل مع الدكتور فؤاد محيى الذين نائب رئيس الوزراء، الذى التقاه بعد ساعة من موت السادات، ورتب معه تفاصيل نقل السلطة وما يمكن أن يفعله فى مواجهة أية أطماع أخرى لأطراف فى السلطة قد لا تكون ميالة لاختيار مبارك.

فقد كان الفريق أبوغزالة هو صاحب القرار على الجيش، والسلطة ماتزال معلقة، ومع وجود علاقة صداقة وأعمال سابقة بينه وبين حسنى مبارك بدا هو الآخر غير راغب فى أن يبدو الوضع على أنه صراع على السلطة قد يؤثر على صورة مصر أمام العالم.

ومن هنا فقد كان الدكتور فؤاد محيى الدين أكثر ميلا لحسنى مبارك، ولجأ إلى حيلة حيث بدأ بمقدمة عن خطورة الوضع فى مصر وأهمية ألا يظهر أى خلاف فى نقل السلطة، حتى لا تبدو مصر مرتبكة أمام العالم، ثم قال إن النائب حسنى مبارك كان هو الأقرب للرئيس السادات طوال السنوات الماضية، والرجل وضع ثقته فيه، وكان يتحدث عن تسليم المسؤولية لجيل أكتوبر.. وبعد هذه المقدمة، وجه الدكتور فؤاد محيى الدين حديثه إلى الفريق أبوغزالة أمام الموجودين، وقال: «يا أفندم لا يوجد الآن غيرك أنت والأخ مبارك» ليجيب أبوغزالة قائلاً: «الأخ مبارك».

مبارك وأبوغزالة كانا قريبين من بعضهما تخرجا فى دفعة واحدة، لكن أبوغزالة كانت اهتماماته بالسياسة أكثر. انضم أبوغزالة إلى الضباط الأحرار، بينما لم يرد اسم مبارك فى التنظيم. لكن تولى أبوغزالة لمنصب وزير الدفاع بعد مصرع الفريق أحمد بدوى كان بدعم من مبارك نفسه. الذى ارتبط معه بعلاقة، وأعمال مختلفة خاصة فيما يخص العلاقة مع المعونة الأمريكية، وأيضا الحرب فى أفغانستان.

وفى إبريل 1982 صدر قرار بترقية الفريق أبوغزالة إلى رتبة مشير، من الرئيس حسنى مبارك. وفى سبتمبر صدر قرار تعيينه نائبا لرئيس الوزراء ووزير الدفاع والإنتاج الحربى والقائد العام للقوات المسلحة، لكن المقربين من مبارك قالوا إنه كان ينتظر اللحظة المناسبة لإزاحته بعد أن ترشح للرئاسة.

لكن واصل أبوغزالة صعوده بعد اغتيال الرئيس السادات. وكان الجميع يعلم أنه رجل أمريكا فى القوات المسلحة، لأنه سبق وكان ملحقا عسكريا فى سفارة مصر بواشنطن، قبل أن يعين وزيرا للدفاع.

كان الرئيس السادات يعتمد عليه فى إعادة تسليح الجيش المصرى بالأسلحة الأمريكية، وتحديث القوات المسلحة لتستغنى عن السلاح السوفيتى.

وبالرغم من أنّه كان حريصا على عدم الظهور فى موقع المنافس لمبارك لكن المراقبون كانوا ينظرون إلى أبوغزالة على أنّه الخليفة الطبيعى للرئيس مبارك.

يذكر الدكتور كمال الجنزورى فى مذكراته التى نشرها تحت عنوان «سنوات الحلم والصدام والعزلة» أنه فى عام 1984 بعد الرحيل المفاجئ للدكتور فؤاد محيى الدين قرر مبارك تولى رئاسة الوزراء ستة أسابيع ليشكل الفريق كمال على الوزارة فى 17 يوليو 1984. ويقول الجنزورى: ويومها كان من المقرر أن يترك الدكتور مصطفى كمال حلمى الوزارة، ويبقى المشير أبوغزالة كنائب واحد لرئيس الوزراء. ولكن بعد أن أعددت قائمة بتشكيل الوزارة، لاحظ الرئيس أن رئيس الجمهورية عسكرى وكذلك رئيس الوزراء ونائب رئيس الوزراء. لهذا وبعد أن تقرر أن يأتى الدكتور فتحى محمد على وزيرا للتعليم تغير الأمر، وعاد الدكتور مصطفى حلمى نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للتربية والتعليم، ووضع اسمه قبل اسم المشير أبوغزالة كنائب لرئيس الوزراء ووزير الدفاع والإنتاج الحربى، رغم أن المشير كان أقدم منه.. ويشير الجنزورى هنا إلى أنها كانت بداية انتباه مبارك لأبوغزالة ودفعه إلى الوراء وتقديم الدكتور مصطفى كمال حلمى.

يذكر الجنزورى قصة لافتة حاول بها تفسير لماذا رفض مبارك تعيين نائب له ويقول: إنه فى 5 إبريل 1983، كنت بمعهد التخطيط القومى، وفى نحو الساعة الثانية عشرة، ذهبت إلى قصر القبة إثر مكالمة تليفونية من الرئاسة، وبعد دقائق، دخل المشير عبدالحليم أبوغزالة، وبادرنى متسائلا بود: ماذا تفعل هنا يا دكتور؟!

- نظرت إليه بود وقلت: لا أعلم، لكنى تلقيت تليفونا.. وبعد دقائق قليلة أخرى.. دخل علينا رئيس الوزراء الدكتور فؤاد محيى الدين وسألنا بتوجس: لماذا أنتما هنا؟!
وفى صوت واحد أجبنا:

- والله.. لا نعلم!
وكان مفاجئا لنا.. وبعد عشر دقائق وفى تمام الواحدة ظهرا، طلب إلينا الذهاب إلى الشرفة المطلة على بوابة القصر الغربية، وكانت المائدة جاهزة لتناول طعام الغداء، وفجأة دخل علينا الرئيس ومعه المستشار النمساوى برونو كرايسكى والملياردير رجل الأعمال الأمريكى اليهودى كالاهان، اتخذ كل منا مكانه حول المائدة المستديرة، ومضت دقائق، قبل أن يبدأ الحديث عن قضية الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية، وأخذ المشير أبوغزالة يتحدث باستفاضة فى هذه القضايا ويحلل الموقف، وكان الدكتور فؤاد محيى الدين يقاطعه ليضيف، فيما رأيت أنها محاولة مستمرة منه لتأكيد خبرته أيضا ومعلوماته حول الموقف والقضية.
ويقول الجنزورى إنه التزم الصمت، ويؤكد أن اللقاء لم ينشر عنه شىء فى الداخل أو الخارج، وبعد شهر، يقول الجنزورى: جاءنى أحد المسؤولين المقربين للرئيس وهو أيضا على علاقة طيبة بى. سألنى بصورة مباشرة: هل كنت مع الرئيس منذ فترة؟!.. سألته بدورى: ماذا تقصد؟!.. قال موضحا ومستوضحا: ذلك اللقاء الذى حضره المشير أبوغزالة والدكتور محيى الدين ومستشار النمسا ورجل الأعمال الأمريكى؟!

قلت: نعم، وماذا فى ذلك؟!

كنت أعرف أن طبيعة عمل هذا المسؤول، تتطلب الوجود بصفة شبه يومية فى مقر الرئاسة لينقل للرئيس اتجاهات الرأى العام، فليس غريبا أن يبلغه نبأ ذلك اللقاء، على أى حال. سألت المسؤول: لماذا تسأل عن هذا اللقاء؟، فقال: هذا اللقاء كان الهدف منه أن يتحدد فيه أمر مهم..

- ما هو؟!

- قال بثقة: اختيار نائب رئيس الجمهورية!

ويقول إن مبارك كان يفكر فى تعيين نائب وإنه كان يسأل كل من يقابله: هل ترى أن أختار نائبا للرئيس؟! وأن مبارك سأل الكثيرين، منهم صفوت الشريف، وحسين سالم، والدكتور ممدوح البلتاجى، ومحمود ثابت عم زوجته سوزان مبارك، علمت ذلك من بعضهم فيما بعد.

ويقول الدكتور كمال الجنزورى إن فكرة النائب كانت للرئيس فى تلك السنوات الأولى من حكمه ويضيف: علمت، فيما بعد، أن المسؤول القريب من الرئيس والذى سبق الإشارة إليه قضى على الفكرة تماما حين قال للرئيس ردا على سؤاله: ما رأيك فى تعيين نائب للرئيس؟!
قال الرجل: لا أوافق

سأل الرئيس: لماذا؟

أجاب للأسباب كذا وكذا، وآخرها أنه ستحدث مقارنة بينك وبينه منذ اللحظة الأولى، وسوف يتابع الشعب أداءكما معا، ويعقد المقارنات.

وعلى العكس من تفسير الدكتور الجنزورى، فقد كان مبارك يبدو كأنه يبحث عن نائب بينما يسر فى نفسه أنه يدفع نحو اتجاهات بعدم تعيين هذا النائب. ثم إنه فكر فى إزاحة كل الأشخاص الذين بدا منهم أنهم صالحون لتولى المنصب، وعلى رأسهم كان المشير أبوغزالة، خاصة أن مبارك تلقى تقارير من أجهزته وقال له أحد مساعديه إن التقارير فى الشارع تؤكد أن شعبية أبوغزالة تتجاوز شعبيته، فقرر التخلص منه. ونقل عن مبارك بعد خروج أبوغزالة قوله: كان عاوز يبقى «الريس» وهو ما يعرفش الرئاسة مهمة صعبة قد إيه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة