استفزني ما نشر في صفحة حوادث الجمعة بجريدة «الوفد» تحت عنوان زوجى سرق كليتى!! وجاءت التفاصيل بقيام زوج باستغلال جهل زوجته وثقتها فيه بالالتفاف عليها وتخديرها لتسهيل سرقة كليتها وبيعها.. أي بدلاً من أن ترتكن الزوجة عليه وتحتمي به وتطمئن إليه من قسوة الأيام وغدر الزمان، لكن ضاع معه الأمان، وأصبح هو الغادر والطاعن بخنجر الغش والتدليس.. هذا لأن كثيراً من النساء يعشن أسيرات لمعتقدات ومفاهيم خاطئة وبالية.. ويطلقن أمثالاً غريبة وعجيبة ويؤمن بها، بل جعلنها عقيدة نسائية راسخة مع أنها تظلمهن ظلماً شديداً واضحاً، ذلك عند تطبيقها في الحياة الاجتماعية.. ومن أظلم هذه الأمثلة وأشدها افتراء وقسوة علي المرأة ومعتقداتها الفكرية المثل القائل: «ضل راجل ولا ضل حيطة»!! أي أنهن يحتمين بأي راجل والسلام بدلاً من الاحتماء بالحائط، وهن بهذا يطبقن المثل علي كل الرجال.. وقد يكون لديهن كل الحق لو أن الرجل المقصود يستحق ذلك، ويشعر بمسئوليته نحو الإنسانة التي اختارته وفضلته علي كل حيطان الدنيا!!.. ولهذا أدعوهن لتعديل هذا المثل ليصبح: «ضل حيطة ولا ضل راجل»!! ولكن بعد التعرف علي نوعية من الرجال الذين ينطبق عليهم المثل (بعد تعديله). سيدتي.. ماذا تقولين في الرجل الهش.. الذي لا يغضب ولا يثور أو يحس لا يهش ولا ينش، لا يسأل أو يستفسر عن أحوالك، لا يتحمل المسئولية يدعك تفعلين ما يحلو لك ولا يهتم بك نهائياً ولا يدري بشيء مما يدور حوله، مسالم لأقصى درجة ولن تشعرى معه بوجود رجل قادر أن يحميكِ.. لأنه رجل ليس له طعم ولا رائحة، مثل الفول النابت هادئ ومريح علي المعدة بدون (تسبيك أو بهارات) وكأنه لم يمكث في بطن أمه سوي أيام قليلة ثم خرج للحياة.. وسوف تفاجأين أنه ناقص «سوا» أو لم ينضج بعد حتي يصبح رجلاً..!! أتستطيعين الاعتماد عليه بعدما فضلته علي الحائط؟ وماذا لو كان رجلاً بخيلاً؟! ربما يقول بعضهن إنهن لا يحتجن شيئاً لأنهن ميسورات الحال ويستطعين توفير احتياجاتهن واحتياجات بسلامته، وبالرغم من أن البخل أبشع صفات الرجل، إلا أن المصيبة الأكبر لو كان بخيلاً في مشاعره وأحاسيسه (بيخاف علي صحته) ولأنه رجل وليس حائط، يخشى علي كرامته من أن يقول لك كلمة حب عذبة، أو أن يمد لك يده بلمسة رقيقة حانية، أو حضن دافئ يشعرك معه بالأمان والحنان الذي يعوضك عن المشقة ويحميكِ من الحرمان «العاطفى». وكذلك الرجل صاحب النزوات.. كلما رأي امرأة.. خر أمامها صريعاً يستسلم لها ويرفع يديه، متقرباً متودداً مستسلماً عاشقاً ولهان لأن عينه زائغة وصاحب نزوات تهدد كيان الأسرة ومستقبلها وتضعها في مهب الريح ومفترق الطرق. وغيره الرجل الكذاب.. «أبو لمعة» أكبر مؤلف للأكاذيب.. يعيش بك في الوهم والخيال وفوق السحاب صاحب البطولات العنترية الخيالية التي يصنعها في خياله، وهو البطل والمؤلف والمخرج لها، بل المشاهد الوحيد المصدق لهذه البطولات، يبني لك قصوراً وأحلاماً لكنها في الهواء، وعندما تحاولين التحقق منها، تجدين نفسك تقبضين علي السراب، لأنه يتلاعب بك وبمشاعرك وغير موجود معك إلا بلسانه فقط، فهل تأمنين لهذا الكذاب؟! الرجل أبو العريف.. جاهل أحمق.. لكنه متقمص شخصية «أبو العريف» الفاهم العالم ببواطن الأمور، ولهذا لن يوجد بينكم حوار، ولن يستمع إلي رأيك ولا يناقش معك أي فكرة، ودائماً يرفض نصائحك بل ينظر إليها وإليك باستخفاف وامتهان.. إذ كيف تشيرين عليه برأي أو فكر؟! وهو العبقرى الجهبذ ذو الحكمة النافذة والرأي الصائب، ولهذا فرأيه غير قابل للمناقشة وقراراته غير قابلة للمراجعة مهما كانت ستخلف من آثار مدمرة علي مستقبل الأسرة لأنه يري أنه لا يخطئ أبداً معتبراً نفسه كاملاً متكاملاً، بل جاء في الزمن الخطأ ولا أحد في العالم يعرف قدره وعظمته!! والمصيبة الكبري لو تزوجتِ الدلدول. الذي مازال يتبع الست الوالدة (أمه) في كل صغيرة وكبيرة لابد أن يشير عليها في أي قرار وأن يحصل علي موافقة الباب العالي (مامته) وبالطبع هو لم يخترك لنفسه بل اختارك لأمه، ولأنها وافقت عليكِ، لابد أن تحفظي لها الجميل لأنها لم تعترض ووافقت أن تعطيكِ الحيلة نانوس عين أمه فلن تستطيعي أن تتنفسي معه إلا بالرجوع إلي أمه. ولا الوكسة السودة في الرجل الثلاجة.. الرجل المعطل في رجولته، والمنهك القوي دائماً وأبداً بدون فايدة ومالهوش لازمة!! فهو كثلاجة خمسين قدم بارد لا يتحرك أسد من أسود «قصر النيل»!! أما هو فلن يتحرك ولن يأتي منه «رجا» ودائماً بسلامته متنرفز وهات يا زعيق وشخط ونطر.. وقد يصل الأمر أحياناً للضرب والإهانات!! أمال إيه؟! بيعوض نقصه ويثبت ذاته لأنه راااجل مش حيطة!! عزيزتي حواء: هل مازلتِ مصرة علي أن نوعية هؤلاء الرجال أفضل من الحائط الذي يستر حتي لو كان مائلا؟!.. وهل مثل هؤلاء الرجال يسترون أم أن المرأة التي تتغطى بهم عريانة؟! وهل هذه النوعية تستحق أن يقال عنها «رجل» قد تلتحفين به في الشتاء ويكون كالنسمة العليلة في الصيف؟!.. أم تستحق أن نرفضها ونقول: «ضل حيطة ولا ضل راجل».. مع الاعتذار لكل حيطان الدنيا!!