اتهم تقرير أمريكى الرئيس بارك أوباما بمسئوليته عن انهيار الأوضاع فى ليبيا. واستشهد تقرير مجموعة الشرق الاستشارية بما جاء فى خطاب الرئيسى الأمريكى حين قال: «من المرجح أنه، فى غياب التدخل الدولي، كنا سنشهد غرق ليبيا تحت وطأة الحرب الأهلية والإراقة المستمرة للدماء». وانتقد التقرير دفاع أوباما عن تدخّل بلده لتغيير النظام الليبي، على الرغم من أحداث 11 سبتمبر 2012، التى أدّت إلى اغتيال السفير الأمريكى لدى ليبيا، كريستوفر ستيفنز، بالإضافة إلى ثلاثة أمريكيين آخرين، على يد الميليشيات الإسلامية. كانت سياسة إدارة أوباما لدعم جماعة الإخوان المسلمين والفصائل الإسلامية المرتبطة بها جزءا من عملية تنفيذ السياسة التى كان أمر بها الرئيس الأمريكى فى إطار اثنين من التوجيهات الرئاسية فى أغسطس 2010 وفبراير 2011. وحمل على زيدان رئيس الوزراء الليبى السابق، الجماعات المتشددة مسئولية تدهور الأوضاع الأمنية فى ليبيا، مؤكدا اكتمال النصاب لانعقاد جلسة البرلمان الليبى الجديد المقررة اليوم فى مدينة طبرق. واتهم «زيدان» فى تصريحات لقناة «سكاى نيوز العربية»، مجموعات سياسية ذكر منها «الوفاء لدم الشهداء» و«الإخوان المسلمين» بالعمل على «إسقاط الحكومة وإرجاع البلاد إلى المشهد الأول، مشيرا إلى أن هناك جماعات ليبية ترغب فى أن تكون فى واجهة المشهد السياسى أو تعود بالبلاد إلى المشهد الأول أى ما قبل «ثورة 17 فبراير» التى أطاحت بالقذافى فى 2011. وذكر «زيدان» أن العاصمة الليبية طرابلس لم تعد مكانا صالحا لنشاط أى مؤسسات حكومية، بعدما أصبحت تتقاذفها الميليشيات المسلحة، بل أصبحت عبئا على سكانها، مقترحا بنقل العاصمة الليبية من طرابلس إلى طبرق، بما يوفر الأمان لنشاطات الحكومة من جهة، ويخفف عن أهل طرابلس وطأة المعارك، حسب تعبيره. وقال عبد المنعم اليسير رئيس لجنة الأمن القومى بالمؤتمر الوطنى العام الليبى «البرلمان»، إنه حان وقت الانتفاضة الشعبية لإنقاذ ليبيا، مشيرًا إلى أن البلاد سوف تدخل فى كارثة أكبر مما يحدث فى سوريا، إن لم يتكاتف كل الليبيين لإبطال مؤامرة تنظيم القاعدة على ليبيا. وقال اليسير على موقعه الرسمى إنه على كل الليبيين، بغض النظر عن الانتماءات السياسية والقبلية والجهوية، المدن الثائرة والمدن التى لم تؤيد ثورة 17 فبراير، والذين يريدون أن تكون لهم دولة إسلامية، والذين يريدون دولة علمانية، والذين يريدون دولة فيدرالية–أن ينسوا خلافاتهم لابطال مؤامرة تنظيم القاعدة. ودعا الشعب الليبى إلى أن يخرج بأكمله للمطالبة بتسليم السلاح من الجميع للدولة الليبية تحت مراقبة الأممالمتحدة وخروج كل المقاتلين الإرهابيين الاجانب من ليبيا وفك جميع التشكيلات المسلحة بدون استثناء وتأسيس الجيش الوطنى الاحتياطى من جميع المدن الليبية بالنسبة السكانية وفقا لميثاق وطنى شامل ومصالحة وطنية شاملة. ويتعرض مطار طرابلس الدولى منذ أكثر من أسبوعين، لاشتباكات مسلحة عنيفة بين ثوار الزنتان الذين يسيطرون عليه وقوات غرفة عمليات ثوار ليبيا وبعض من ثوار مصراتة ومدن الغرب الليبى، فى محاولة لإخراج الزنتان من المطار الذين يقومون بتأمينه منذ تحرير طرابلس فى أغسطس 2011 من قوات القذافى. وكانت وزارة الصحة الليبية قد أعلنت عن مقتل ما لا يقل عن 179 شخصا وإصابة أكثر من 741 آخرين جراء المواجهات الدامية بمحيط العاصمة طرابلس والمناطق المحيطة بها ومدينة بنغازى منذ الأسبوع الماضى. وأصدر مجلس القبائل الليبية، بيانا دعا فيه جميع المناطق والمدن الليبية لتتحمل مسئوليتها الدينية والوطنية والدعوة لحراك جديد يتجاوز الماضى ويطيح بالحاضر البائس أملا فى مستقبل مزدهر لكل الليبيين. وشدد على ضرورة عدم إقصاء أو تهميش أو مزايدة أى فئة وصولا إلى الوطن الذى ترفرف عليه رايات العزة والكرامة والمجد. ونادى المجلس بضرورة وحدة كل أبناء الشعب الليبى القابع تحت هذا الشعار، موجها الدعوة لعودة كافة المهجرين، والإفراج الفورى عن كافة المعتقلين. وأشار إلى أنه بعد هذا الدمار والجرائم والنهب اختلطت الأمور ولا يعلم أحد كيف سيحاكم هؤلاء فى ظل هذه الفوضى العارمة وهذا الوطن المستباح والممزق، مؤكدًا أنه عقب عبور الدولة محنتها سيحاكم كل من أجرم فى حق الوطن من جميع الاطراف أمام القانون والمحاكم العادلة وتمكين البلد من توفر الامن والاستقرار. وأوضح أن الأمر يتطلب دعوة جميع أفراد القوات المسلحة الليبية باستلام السلاح الموجود بحوزة الميليشيات والكتائب والدروع الخارجة عن القانون وعودة الشرطة والقضاء إلى تحمل مسئولياتهما والعودة إلى أعمالهما. وأكد البيان أنه فى حالة الاستجابة لهذا النداء سيصبح أبناء الشعب الليبى شركاء فى معركة واحدة لبناء الوطن وتقديم طرح جديد لأبناء الشعب الليبى يتجاوز هذا الواقع المزرى والمهين إلى واقع جديد يبعث الامل فى النفوس ويضمن الحرية فى إطار الاستقرار الأمنى للجميع. وأكدت القبائل والمناطق والمدن الليبية أن ليبيا لكل الليبيين ولا تبنى إلا بكافة جهود أبنائها بما يضمن المحافظة على النسيج الاجتماعى واللحمة الوطنية الواحدة والقضاء على الإقصاء والتهميش وروح الكراهية والحقد. كما أكد مجلس القبائل بذل كافة الجهود للعمل على أمن دول الجوار وخلق الشراكة السياسية والاقتصادية المفيدة لجميع الأطراف. وفى المقابل تأمل القبائل والمدن الليبية من المؤسسات الدولية والإقليمية تحمل مسئولياتها حيال هذا الوضع المتردى فى ليبيا، وأضاف: نؤكد لهذه الجهات ولجميع الدول أن مصالحها محفوظة ولن تتعرض لإجراءات غير قانونية. وأشار البيان إلى أنه يرفض كل تدخل أجنبى فى شئون ليبيا من كافة الدول والأطراف لأن فى ليبيا رجالا قادرين على أن ينحنوا أمام الوطن لينهضوا به من تحت الركام، مؤكدا أن الليبيين لديهم من العزم الأكيد والثقة بالنفس ما يجعلهم قادرين على تحمل مسئوليتهم بكل الوسائل عند الضرورة. ودعا البيان المجتمع الدولى إلى ضرورة مراعاة أن يعقد حوارا يضم كافة القبائل والفاعليات الليبية ووضع ما ينتج عن هذا الحوار موضع التنفيذ الفورى وأنه فى حالة تحقق جميع ما ذكر يكون المجلس قد ساهم فى بناء ليبيا الجديدة. واعتبر مقال لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، عملية إخلاء الدبلوماسيين من ليبيا هزيمة لكل من الشعب الليبى وحلفائه الغربيين. وأوضح المقال أنَّ سحب الدبلوماسيين من ليبيا جاء بمثابة هزيمة لليبيين الذين اعتقدوا بإمكانية توحد القوى السياسية لإنقاذ الثورة، ووضعوا ثقتهم فى الولاياتالمتحدة والغرب لمساعدتهم فى عبور المرحلة الانتقالية، وهزيمة الدول الغربية التى اعتقدت إمكانية عودة الهدوء والاستقرار إلى ليبيا دون تدخل من جانبهم، فبعد ثلاث سنوات من حملة الناتو وسقوط القذافي، ما زال الليبيون يبحثون عن وقف للاقتتال بين الجماعات المسلَّحة مع فشل إدارة أوباما والدول الغربية فى مساعدة الحكومة والأطراف السياسية للوصول إلى حوار سياسى يضمن الديمقراطية والأمان.