تحتفل سلطنة عُمان اليوم، بالذكرى الرابعة والأربعين، ليوم النهضة المباركة، ذكرى بزوغ شمس النهضة العمانية الحديثة بقيادة السلطان قابوس بن سعيد. لتمتد هذه النهضة بنورها، ولتظلل بدفئها كل شبر من أرض السلطنة، ولتتسع لكل أبناء الشعب العماني الوفي. ففي الثالث والعشرين من يوليو من عام 1970 دخلت عُمان مرحلة جديدة ومجيدة في تاريخها الحديث، مرحلة البناء والتنمية والازدهار، والانطلاق نحو غد أفضل كان يحلم به المواطن العماني على امتداد هذه الأرض الطيبة. إن قيمة وعظمة ما تحقق على امتداد الأعوام الماضية، لا يكمن في حجم التغيرات التي شملت كل نواحي الحياة، ولا في معدلات النمو التي تم إنجازها، وهي الأكبر على المستوى العربي خلال نصف القرن الممتد من عام 1960 حتى عام 2010، ولكنه يكمن أيضا في الأسس التي أرساها وعمقها السلطان قابوس التي نمت وترعرعت مرتكزة على خبرة التاريخ العماني، وعلى التقاليد العمانية الأصيلة، وسجايا الشخصية العمانية، فالسلطان قابوس، الذي امتلك رؤية واضحة لما يتمناه لعُمان، الوطن والشعب، الدولة والمجتمع، لم تتوقف طموحاته عند حد، فالأهداف تتتابع، وتتواصل، لأن السلطان قابوس صاحب رسالة للنهوض بعُمان، واستعادة مكانتها اللائقة وإسهامها الحضاري البناء في محيطها الخليجي والإقليمي والدولي. كما أن السلطان قابوس انطلق من ركيزة أساسية هي الإيمان العميق، بقدرات المواطن العماني وطاقاته الخلاقة، ومن ثقة تامة أيضاً في قدرته على تحقيق طموحاته، وما يتطلع إليه.