جريمة جديدة تهزّ مصر، وتحصد معها أرواح طاهرة لا ذنب لها سوي عشقها لتراب وطنها، وبذل الغالي والنفيس لحماية أراضيه. جريمة جديدة تثبت أن الإرهاب لا دين له ولا ملة، فاستحلال دماء الجنود المسلمين في شهر رمضان الكريم، مع الأسف أصبح عادة. "موعد الإفطار".. ساعة الصفر عند الإرهابيين لإنهاء مهمتهم، وقتل الجنود الأبرياء دون وجه حق، وهذا ما شاهدناه في مصر أمس وفي تونسوالجزائر قبلها وليبيا واليمن. فمع إعلان مقتل 21 عسكريًا أمس، في محافظة الوادي الجديد بهجوم مسلحين مجهولين على سرية تابعة لقوات حرس الحدود بالكيلو 100 بمنطقة الفرافرة البحرية بتفجير مخزن للذخيرة، عاد إلى الأذهان مقتل 16 جنديًا وضابطًا من قوات الجيش المصري في أغسطس 2012. وهو ما حدث أيضا في رمضان، فبعد آذان المغرب ووقت الإفطار، حدثت جريمة هزت أركان مصر بأكملها، بقيام مسلحين مجهولين بالهجوم المفاجئ على مركز لقوات الأمن المصرية، بمنطقة رفح المصرية بشمال سيناء، أثناء تناولهم الإفطار في رمضان، مما أسفر عن استشهاد نحو 16 جنديًا وضابطًا من قوات الجيش المصري، وإصابة العشرات من الجنود، واستيلاء المسلحين على مدرعتين تابعتين لقوات الأمن المصرية. ولا يمكنا أن ننسى العملية الإرهابية الغادرة، التي وقعت مع بدء شهر رمضان هذا العام ايضا، واستشهاد 4 جنود من قوات الأمن المركزى برفح شمال سيناء برصاص مسلحين اثناء ركوبهم إحدى سيارات الأجرة فى الطريق الدولى «العريش» رفح. تونس والإرهاب وبالطريقة نفسها .. قتل 14 جندياً في تونس الأربعاء الماضي .. وشن مسلحون هجوماً على حاجز عسكري في جبل الشعانبي غربي تونس وأعلنت الرئاسة التونسية الحداد 3 أيام. وقامت مجموعتان مسلحتان بالهجوم على نقطتين تابعتين للجيش والحرس الوطني داخل المنطقة العسكرية المغلقة بجبل الشعانبي، وتحديداً بمنطقة هنشير التلة، واستخدم المسلحون قذائف "آر بي جي" وأسلحة رشاشة في مهاجمة النقطتين الأمنيتين في الوقت نفسه المتزامن مع موعد الإفطار. وفي مثل هذه الفترة من العام الماضي في شهر رمضان ايضا قتل متشددون في جبل الشعانبي ثمانية جنود ذبحا في هجوم صادم. الجزائر تكتوي بالإرهاب اكتوت الجزائر هي الأخري بنيران الإرهاب .. وقتل سبعة جنود جزائريين في انفجار قنبلة الإسبوع الماضي في بلدة سيدي شعيب بولاية سيدي بلعباس التي تبعد 500 كم جنوب غرب العاصمة الجزائر. الهجوم استهدف مجموعة من أفراد الحرس البلدي - وهي قوات تابعة للحكومة تم تشكيلها عام 1994- مدعومة بعناصر من الجيش في منطقة عين عائشة ببلدة سيدي شعيب. ويعتبر هذا الهجوم هو الأعنف منذ إبريل الماضي حين قتل 11 جنديًا في كمين نصبه مسلحون -يرجح أنهم من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي- بمنطقة شرق العاصمة. ووقع الهجوم المذكور أثناء عودة الجنود إلى ثكناتهم بعد يومين على إعادة انتخاب الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة. وهو ما رفع قتلي الجيش الجزائري الي نحو 56 في المواجهات مع المسلحين منذ بداية العام. ليبيا إرهاب مستمر وفي ليبيا الإرهاب يسطر صفحة جديدة من الدماء كل يوم .. ففي أول أيام رمضان قتل عقيد متقاعد بالجيش الليبي على يد مسلحين مجهولين، اعترضوا طريقة بإحدى مناطق مدينة بنغازي شرقي ليبيا، وأمطروه بوابل من الرصاص، ما أدى لمقتله. وقتل ضابط متقاعد بسلاح الجو الليبي، وموظف بجهاز الشرطة الدولية، في هجومين منفصلين بمدينة بنغازي. وبعيدا عن رمضان .. قتل 11 عسكريًا وجرح 26 آخرون في اشتباكات عنيفة جرت بين الجيش ومجموعات إسلامية في محيط معسكر الكتيبة 21 التابعة للقوات الخاصة والصاعقة وسط مدينة بنغازي. اليمن والإرهاب الفاجر ولم يسلم الجيش اليمني هو الأخر من فُجر الإرهاب الذي يحصد الأرواح بكل وحشية، وقتل جنديان بالجيش اليمني، فى ثاني أيام رمضان في كمين نصبه مسلحون مجهولون، يشتبه في ارتباطهم بتنظيم القاعدة في محافظة البيضاء , وفي ثالث أيام رمضان أصيب 5 جنود في اشتباكات بين الجيش اليمني ومسلحين . وقتل 6 جنود في الجيش اليمني ايضا، في هجوم مسلحين يعتقد أنهم من القاعدة على دورية عسكرية بمحافظة أبين. الاغتيالات ايضا طالت ضباط اليمن واغتال مسلحون مجهولون ينتمون لتنظيم القاعدة ضابطا يمنيا يعمل في المباحث الجنائية بمدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج، جنوبي البلاد، في الوقت الذي قتل 9 جنود وأصيب 20 آخرون، في اشتباكات بين الجيش اليمني ومسلحين. العراق إرهاب مستمر انتهاك حرمة رمضان سيناريو مستمر في العراق، سيارات مفخخة وبراميل مفخخة وقصف ومعارك واشتباكات، وجنود يسقطون كل يوم.