يا ترى... إن الذى حدث بالأمس القريب وشاهدناه جميعاً وشاهده معنا الملايين فى كل أنحاء العالم، سواء من أحداث أو احتفالات أو وحدة للصف العربى، هل كل ذلك كان علماً أم مجرد حلم؟؟ وبمعنى آخر، هل ما يحدث فى مصر الآن حقيقة أم أنه ضرب من ضروب الخيال!! إنها حقاً إرادة الله سبحانه وتعالى، ثم عزيمة شعب مصر وإخلاص رجاله الشرفاء. لقد تجلت إرادة الله سبحانه وتعالى حين إزاحة تلك الغمة التى كانت جاثمة على صدورنا جميعاً، كما ظهرت إرادة هذا الشعب وعزيمة أبطاله فى أبهى صورها حينما شاهدناها وعشناها جميعاً، لحظة انتقال السلطة فى مصر من رئيس لرئيس بطريقة ديمقراطية حقيقية وفقاً للإرادة الشعبية الحرة. جلست مع نفسى متسائلاً، يا ترى هل الدول العظمى، وأقصد الدول الغربية بصفة عامة، التى رسمت مخطط الشرق الأوسط الجديد والتى استعانت فى تنفيذه بإخوان الشياطين على مستوى منطقة الشرق الأوسط كلها، هل ستكف هذه الدول عن محاولاتها فى تنفيذ مخططها المسموم، أم أنها ستظل فى غيها وستستمر فى محاولاتها المسمومة لهدم منطقة الشرق الأوسط؟ أقولها بمنتهى الصراحة والصدق، إن ما حدث مؤخراً فى مصر، كان لطمة قوية على وجه الغرب وخاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية. ولكن السؤال الان، هل ستستسلم تلك الدول بهذه السهولة؟ فى حقيقة الأمر، إن المخطط المسموم يعتبر بالنسبة لأمريكا وحلفائها مسألة حياة أو موت، خاصة أن هذا المخطط يحقق مصلحة إسرائيل من ناحية، ومصلحة الدول الغربية من ناحية أخرى، هذا فضلاً عن الأحلام التى تعيشها تركيا وإيران وقطر فى منطقة الشرق الأوسط، وأملها فى أن تلقى لها قطعة من التقسيم الجديد. إذن، فما هو الحل؟ فى تقديرى أن الحل يعتمد فى المقام الأول على وحدة الصف العربى، إن ما شاهدناه وحدث على مسمع ومرأى من العالم كله، يعتبر بمثابة البداية على طريق الوحدة العربية الحقيقية، القائمة على المحبة بين الشعوب والتكاتف بين الملوك والرؤساء للوقوف صفاً واحداً أمام المخطط الأمريكى الأوروبى الإسرائيلى المسموم. إن موقف المملكة العربية السعودية وكذا دول الإمارات والكويت والبحرين والأردن كان موقفاً مشرفاً للغاية، ويتعين علينا كمصريين أن نشيد به، وأن نعمل على تدعيمه، كى تستمر تلك المؤازرة والمساندة، وعلى الدول العربية الأخرى التى لم تُصب بعد بهذا المرض اللعين، أن تسارع وتتحد وتقف صفاً منيعاً ضد أغراض الغرب المدمرة، كل ذلك لمصلحة منطقتنا العربية كلها. الأمل الكبير فى أن تكون الأحداث التى مرت بمصر عبرة للدول التى أصابها هذا المرض اللعين، وعلى شعوبها أن تَهُب وتقف على قدميها وتطالب بأعلى صوتها بالخلاص من هذا الكابوس الجاثم على أرضها والذى يسعى لتفتيت وتقسيم المنطقة العربية كلها. ولتكن مصر مثالاً يحتذى به باقى دول المنطقة التى ابتليت بهذا البلاء. لقد استطاع شعب مصر بمساندة أشقائنا العرب، الخلاص من هذا المرض اللعين، وهو الآن فى سبيل الشفاء التام منه بإذن الله. المسألة أولاً وأخيراً فى يد شعوب المنطقة، فإن أرادوا الخلاص كان لهم ما يريدون بعون الله، تماماً، كما حدث فى مصر، فكل ما هو مطلوب من هذه الشعوب أن تحذو حذو الشعب المصرى، وأن تقف ضد أطماع وأغراض الدول الغربية وأمريكا وإسرائيل فى منطقة الشرق الأوسط. مصر وشعبها مصممون على الشفاء التام من هذا المرض اللعين مهما كلفهم العلاج من تضحيات، فالشفاء التام هو الهدف والقصد، وستستمر مصر فى طريقها طريق الرقى والتقدم، مهما كانت التحديات والعقبات التى تحاك لها، سواء من دول الغرب أم أعوانها إخوان الشياطين. حفظ الله مصر وجعلها القدوة الحسنة لكل المنطقة العربية.