المتابع للموقف الغربي عامة، وموقف أمريكا وإسرائيل بصفة خاصة، يجد أن كلا الموقفين قد اتفق تماما علي دعم الإرهاب والجماعات المتطرفة، في منطقة الشرق الأوسط وفي مصر بصفة خاصة. في تقديري أن مصر، هي البلد الوحيد في المنطقة العربية التي انتفض شعبها وهب منذ الوهلة الأولي لمحاربة هذا الوباء اللعين، الذي بدأ ينخر في الجسد العربي كله، علي أمل من أن تتخلص المنطقة العربية كلها من هذا المرض العضال. الشعب المصري الآن، لديه إصرار قوي وعزيمة لا تلين، بفضل قواته المسلحة ورجال الشرطة الشرفاء، علي هزيمة هذا الإرهاب الأسود، الذي بثت الدول الغربية جرثومته في منطقة الشرق الأوسط. ونظرا لموقف الشعب المصري الحاسم في التصدي وبكل قوة للمخطط الغربي المسموم في منطقة الشرق الأوسط، وفي مواجهته للإرهاب والارهابيين، فقد استوعبت الدول الغربية هذا الدرس، ولكن خشيتهم من انه وبعد أن تشفي مصر من هذا البلاء تماما، قد ينتقل نضال الشعب المصري الي باقي دول المنطقة، التي نزح إليها هذا البلاء اللعين، لذلك فقد قرروا بذل بعض المحاولات البائسة، من أجل فرض نوع من التصالح والتعايش مع الإرهاب والإرهابيين علي شعب مصر، وكأنهم بذلك يدقون «مسمار جحا» في بلدنا العزيز مصر. إصرار الدول الغربية علي إيجاد نوع من التصالح مع الجماعات الإرهابية في حقيقة الأمر، هو الأمل الأخير لهم في تنفيذ مخططه المسموم مرة أخري في المستقبل، ظنا منهم أن التعايش والتصالح مع الإرهاب والإرهابيين في مصر، قد يعطي الفرصة لهذا البلاء ليقف علي قدميه مرة أخري، ويعودون للحكم من جديد، ومن ثم يعود للدول الغربية الامل في تنفيذ حلمهم الأعمى، المسمى بالشرق الأوسط الجديد. السبب الحقيقي وراء هذا الإصرار الأعمى من جانب الدول الغربية علي التصالح مع الإرهاب والإرهابيين، يكمن فيما يشكله هذا الإرهاب من خطورة كبيرة علي مصر ومستقبل الأجيال القادمة، وهذا هو ما تسعي إليه دول الغرب عامة وأمريكا وإسرائيل بصفة خاصة، لأنهم يريدون تدمير مصر وجيشها وتقسيمها، حتي تصبح في النهاية لقمة سائغة يسهل السيطرة عليها وابتلاعها مستقبلا. ومن هنا، فمن واجبنا نحن المصريين، أن ننتبه تماما لهذا المخطط الجهنمي، المسمى بالشرق الأوسط الجديد، والذي تسعي الدول الغربية لتنفيذه في منطقة الشرق الأوسط. إصرار الغرب علي التصالح مع الإرهاب والإرهابيين في مصر، هو الفرصة الأخيرة لهم من أجل التقاط الأنفاس، بعد الدرس الذي لقنه لهم شعب مصر العظيم، في مواجهته للإرهاب والإرهابيين. لقد حاولت الدول الغربية بشتي الطرق الوصول إلي هدفهم المسموم المسمى بالشرق الأوسط الجديد. ولكن، بعد أن تنبه الشعب المصري لهذا المخطط الملعون، حاولوا إجباره علي تنفيذه، تارة بمساندة الإرهاب والإرهابيين - داخليا - ومدهم بكل ما يحتاجونه من مال وخطط لإشاعة الفوضى والتخريب والتدمير في البلاد، وتارة اخري بالضغط - خارجيا - علي الدول الأفريقية عامة ودول منابع النيل خاصة، للاستمرار في بناء السدود المائية التي سيكون لها عواقب وخيمة علي مصر في المستقبل. ويا ليت الأمر قد وقف مع الدول الغربية عند هذا الحد، ولكنهم - في محاولة يائسة – قرروا الضغط علي أصدقائنا العرب، علي أمل أن هؤلاء الأصدقاء من الممكن أن يغيروا من مواقفهم تجاه مصر ويتخلوا عن مساندتنا، بعد أن وقفوا الي جانبنا في تلك المحنة وقوف الأبطال الشرفاء، حتي نفيق من نكبتنا ونتخلص من هذا البلاء الذي حل علينا، ونقف جميعا صفا واحدا في مواجهة الكارهين والحاقدين والمتآمرين. خلاصة القول.. إن الأعمال الإرهابية التي تشهدها مصر في تلك الآونة الأخيرة - في تقديري - هي من تخطيط وتدبير وتمويل المخابرات الغربية والاسرائيلية والتركية والقطرية في مصر. وهم الآن يعملون علي أن يصب المجتمع الغربي تركيزه علي مصر، من أجل أن يفرض علينا التعايش والتصالح مع جماعات الإرهاب، وكأنما يريدون بذلك أن يدقوا «مسمار جحا» في الجسد المصري. حفظ الله مصر وجنبها شرور الكارهين والحاقدين والمتآمرين والإرهاب والإرهابيين.