تحت شعار «بالمعقول» بدأت حملة وزارتي البترول والكهرباء لترشيد الطاقة، بالتعاون مع شركات البترول الأجنبية العاملة في البلاد، تهدف الحملة لتوفير 20٪ من كميات الوقود المستخدمة وتشمل كهرباء ومنتجات بترولية من مازوت وسولار وغاز وبنزين من خلال وسائل حديثة وطريفة في آن واحد كإضاءة لمبة واحدة تكفي لإنارة المنزل وتشغيل تكييف واحد واستخدام سيارة واحدة أو استبدالها بالنقل الجماعي، وتنتهي الحملة بنهاية فصل الصيف. يعد إطلاق مثل هذه المبادرات إنذاراً بخطورة الموقف، خاصة بعد أن أعلن المهندس شريف إسماعيل وزير البترول عن ابتلاع دعم الوقود لجزء كبير من موازنة الدولة بلغ 130 مليار جنيه ومازال استنزاف دعم الطاقة في صعود، الأمر الذي يهدد بكارثة تؤثر علي قطاع التعليم والصحة وباقي الخدمات لجميع المواطنين. وحسب وزير البترول، فإن عملية الترشيد لا تلغي الدعم أو زيادة أسعار الطاقة بشكل عام وإنما يسير بالتوازي مع بعضها كلما قل ترشيد استخدام الطاقة بأي نسبة يقل الدعم بذات النسبة. وحول مشاركة الخبراء الأجانب العاملين في مجال الاستكشاف والتنقيب عن البترول كشركة مثل «أباتشي» قال إسماعيل: إنه أمر يساعد علي الاستفادة من خبرات شعوبهم في دعم ترشيد الطاقة للمواطن المصري. هذا ما أكده المهندس خالد عبدالبديع، رئيس الشركة القابضة للغازات الطبيعية «إيجاس» قائلاً: إن عملية الترشيد للطاقة بدأت في شركات البترول من خلال تخفيض الإضاءة داخل مكاتب المسئولين وتخفيض أعداد أجهزة التكييف بالقطاعات، مشيراً إلي أن توفير الغاز لمحطات الكهرباء يتم من خلال تأجيل صيانة الآبار لسرعة إمداد المحطات في الصيف الحالي بواقع 75 مليون متر مكعب زيت مكافئ. ويرى رئيس الشركة أن الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة يخفف العبء على الوقود التقليدى، مشيراً إلي ضرورة قيام الوزارات والمحافظات والأجهزة التابعة لها بتخفيض الاستهلاك من الطاقة الكهربائية. ويكشف «عبدالبديع» عن مشروع إقامة محطات تعمل بالطاقة الشمسية علي أسطح المباني الحكومية وربطها بالشبكة القومية لعدد ألف مبني كمرحلة أولى بواقع 25 مبنى وزارة الكهرباء وهو مشروع ريادى، موضحاً أن تنفيذ المشروع يشجع المواطنين علي استخدام الطاقة المتجددة علي أسطح منازلهم وتحويل المستهلك إلي منتج للطاقة الكهربائية. ويشير رئيس الشركة إلي أن استبدال نظم الإضاءة الموجودة في المباني الحكومية بأخرى موفرة للطاقة وتركيب مكثفات لتحسين معامل القدرة يقلل زيادة الطلب علي الوقود. بالإضافة لإعداد ضوابط جديدة لترشيد استخدام السخانات الشمسية وإحلالها بالسخانات الكهربائية في التجمعات والمدن الجديدة واستخدام الطاقة الشمسية فى الأماكن المعزولة. فيما يري الدكتور راشد صوفى، رئيس شركة بى جى إيجيبتيان أن مبادرة ترشيد الطاقة بمصر مسئولية جماعية اجتماعية حان وقتها للحفاظ على ثروات الأجيال القادمة في ظل ندرة الوقود. ويطالب من خلال إطلاق حملة «بالمعقول» بالترويج للاستخدام الكفء والفعال للطاقة في جميع القطاعات ونشر الوعى بمشكلة الطاقة في مصر وتقديم إرشادات للمواطنين للحفاظ على الطاقة. وعن الشركات المشاركة في الحملة، قال المهندس رائد سابا، مدير الاستكشافات لشركة شل مصر، أن هناك اتفاقاً يجرى بين الشركات المشاركة «بى جى إيجيبت» وأباتشى مصر ودنا جاس وجى دي إف السويس وآى بى آر وطاقة عربية. مشيراً إلى أن الترشيد يتم علي أساس الاستخدام الأمثل للطاقة دون المساس براحة مستخدميها ويهدف إلي خفض الاستثمارات اللازمة لبناء محطات توليد كهرباء جديدة وخفض استهلاك الوقود بمحطات التوليد الحرارية لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى وتحسين البيئة، بالإضافة إلى خفض مبالغ فواتير الاستهلاك للمشتركين. ويذكر أن المبادرة المصرية للحفاظ على الطاقة قدمت نصائح للتوفير من خلال 5 إجراءات يقوم بتنفيذها المواطن لترشيد الاستهلاك لعدد 7 من الاستخدامات اليومية تبدأ بالإضاءة والاعتماد على استخدام الضوء الطبيعى نهاراً وإطفاء الإنارة في الأماكن غير المشغولة واستبدال اللمبات العادية باللمبات الموفرة للطاقة.