وبعدين بقي!!!.. هو إحنا مش خلصنا من النفاق وطولة اللسان؟.. بلاش لماضه يا أبوعلي.. ده مرض داير بين المصريين في الشارع والأتوبيس والفرن والجامعة وعلي ناصية الجامع والكنيسة، وكفاية علينا بتوع الميكروباص إياهم.. إيه الزمن المهبب ده يا عالم؟ حتي في العمل التطوعي يا أبوعلي. أيوه.. أيوه أعضاء الوفد يا أبوعلي مصريين.. زي اللي بره الوفد تماما ولكن الوفد المصري يضم نخبة المصريين من كل مكان في مصر المحروسة.. ده طول عمره زمان وكان يهتم بالجلاليب الزرقا يعني فقراء المجتمع من عمال وفلاحين.. ويعمل دائما علي حل مشاكلهم.. طول عمره كدة يا أبوعلي منذ عام 1918 حتي 1954 بعد أن حل قابض أرواح الحرية عبدالناصر الأحزاب السياسية وقضي علي العمل السياسي الديمقراطي في مصر. كان الوفد المصري بيتحارب كل طلعة شمس يا أبوعلي.. من القصر تارة ومن المستعمر تارة ثانية ومن منافقي الاثنين تارة ثالثة.. خونة المصريين في كل زمان.. ولكن كان رجال وسيدات الوفد مثالا للثبات علي المبدأ وحسن الخلق وعفة اللسان.. وكان عضو الوفد شامخاً مرفوع الرأس يفخر بوفديته.. علي مر الزمان. كانت قرارات الوفد المصري كالشهاب المضيء.. فنوره توقظ الوطنية وتلم شمل المصريين وراء الحزب المحترم الذي وحدَّ كلمة المصريين ويخدم كل المصريين ورفع راية الوطن، وما يستغناش يا أبوعلي من خلافات وتنافس بين الأعضاء ولكن.. بأدب وحرفية السياسيين.. وانشق البعض وصمد الوفد المصري وتاه من انشق وذاب بين طيات التاريخ ومزبلته ولم يتبق سوي ذكري سعد والنحاس عظماء الوفد.. كله كان بالأدب يا أبوعلي. أيام سعد والنحاس كانت الوطنية المصرية متأججة لطرد المستعمر والحفاظ علي الديمقراطية والحريات والعدالة الاجتماعية.. وكانت يا أبوعلي الوطنية والحفاظ علي الديمقراطية والانتماء لا يباع ولا يشتري.. وعمر الوفد يا أبوعلي ما لجأ إلي تمويل أجنبي بين أعضائه أو قياداته ولا كان فيه رش فلوس يا أبوعلي وحصص مالية شهرية ولا أيام الانتخابات لأن الحفاظ علي الديمقراطية ونشر الحريات لا يحتاج إلي مال ورشوة ولكن يحتاج إلي رجال أصحاب مبادئ.. دول كانوا رجال الوفد زمان يا أبوعلي. إنت اتخضيت يا أبوعلي.. لأ اللي بيعملوا ده في هذا الوقت خونة وعبدة الدولارات.. دوّر في حياتهم تجد أغلبهم عراه وحفاة ومهمشين ما صدَّقوا مسكوا الدولار وأثروا من خلال الخيانة والتقارير، وعمر الوفد ما سمح يا أبوعلي بأن يستمر الخونة أعضاء في الوفد.. سعد والنحاس والوفديون المحترمون يرفضون تواجد الخونة أو التعاون معهم للوصول إلي أغراضهم.. ده كان زمان يا أبوعلي. أعاد سراج الدين العظيم الوفد إلي قمة المشهد السياسي وكان باكورة أعضائه شباب الوفد قبل 1954.. شكلوا الوفد وأصر السادات أن يسميه الوفد الجديد.. طبعا ده هبل يا أبوعلي وحقد دفين.. الوفد القديم هو الجديد بثوابته ورجاله بتوع زمان. أول قرار أخذه سراج الدين العظيم عدم قبول دعم الحكومة (نصف مليون جنيه سنويا) رفض بشموخ رشوة النظام حتي يكون قرار الوفد صادراً من قلوب وجيوب الوفديين. شفت يا أبوعلي الراجل المحترم.. رفض فلوس مصرية وظل محترما حتي آخر يوم من عمره تساقط شيوخ الوفد واحداً وراء الآخر وبدأت أجيال جديدة تتولي القيادة.. نحن من تربي علي ثوابت وأخلاق الوفد التي غرسها فينا سراج الدين ورفاقه الأحرار الشرفاء الذين ضحوا بكل شيء وقتهم وأموالهم من أجل دعم الوفد، وتأصيل الديمقراطية وعودتها إلي مصر. اطمئن يا أبوعلي الوفد بخير ورجاله المحترمون قالوا كلمتهم.. ومصممون علي رفع الوفد إلي قمة المشهد السياسي بعزم الرجال وشرف الشباب ووفاء السيدات.. فالاحترام والثبات علي المبدأ هما ثوابت الوفد التي لن نتخلي عنها مطلقاً. وأنا يا أبوعلي متأكد من أن شرارة البناء بدأت واستوعبنا الدرس القاسي.. بعد أن كنا علي حافة خطرة ولكن قدر الله ألا ننزلق إلي الهاوية. المنسق العام لحزب الوفد