عزيزي القارئ.. كان الجزء الأول من الحدوتة الوفدية شاملاً علي بداية انطلاق الوفد علي يد الزعيم سعد زغلول الذي أرسي مبادئه الأساسية التي جعلت من الوفد بيت الأمة فعلاً حيث عظم الوحدة الوطنية وحمل علي عاتقه هموم العامة من الشعب المصري لرفع المعاناة وتفعيل العدالة الاجتماعية ومحاربة الاستعمار ومواجهة القصر لأي قرار ضد مصلحة الوطن والمواطنين. وجاء معالي صاحب المقام الرفيع مصطفي النحاس وكان مثالاً للوطنية وخاض المعارك الطويلة التي انتصر فيها رغم مكائد القصر والمستعمر، وكان همه الأول هو جلاء المستعمر ووضع القوانين التي ترفع من شأن المواطن المصري وتوفر له حياة كريمة. عاد الوفد علي يد الزعيم فؤاد سراج الدين عام 1978 في ظل قهر العسكر وتصدر المشهد السياسي بتحديه للعسكر وسط قهر أمن الدولة، وديكتاتورية الحاكم وكانت معاركه ضارية من أجل تفعيل الحرية والديمقراطية مطالباً بتغيير الدستور وتفعيل العدالة الاجتماعية والعودة بالوطن إلي الحكم المدني. رحل سراج الدين وكانت الكبوة التي استمرت عشر سنوات عجاف اخترق الأمن أروقة الحزب من الشقوق وخلال الضمائر الهشة وساعده خونه يدعون أنهم وفديون وكانت الجمعيات الأمريكية والأوروبية بدولاراتها تسيطر علي ضعاف النفوس الذين أثروا وركبوا السيارات الفارهة وامتلكوا الفيلات والشقق الفاخرة وتاه حزب الوفد.. وضاع وفقد ثقة الناس، وظل الحزب تحلق داخله الغربان ولا يقدم شيئاً للمواطن المصري المطحون المقهور وتدني توزيع جريدة الوفد التي فقدت المصداقية لدي المواطن المصري بعد أن كان توزيعها يتعدي 300 ألف نسخة يومياً. ظل الحال علي ما هو عليه حتي صباح يوم 28/5/2010 بعد أن صمم الوفديون الشرفاء علي التغيير وإزالة الغمة وانتخب رئيس جديد للوفد د. السيد البدوي الذي بدأ فوراً في قيادة الحزب للخروج به من بئر النسيان ليعيد ثقة الشعب المصري وكانت النتائج باهرة حيث بدأ الحزب يصعد إلي قمة المشهد السياسي في فترة وجيزة من خلال قرارات ثورية وطنية بعيدة عن ممارسات الخيانة السابقة ومازال العمل الدؤوب لكي يتمكن الحزب من قيادة الأمة ويحقق الآمال المعقودة عليه من الشعب لإعادة الحياة الديمقراطية إلي مصر وتفعيل الحرية والعدالة. يا مؤسسة يا عسكرية.. بصراحة كفاية ستين سنة.. عايزين ديمقراطية.. عايزين حكم مدني.. زهقنا.. الشعب لابد أن يحكم نفسه. مرت الشهور والأيام ومازالت مسرحية المحاكمات منعقدة وتعرض مسرحية «المهزلة الأرضية» مع الاعتذار لأديبنا يوسف إدريس، مازالت محاكمنا تمارس هواية البطء والتأني المتعمد في محاكمة الفاسدين وصبر المصريين نفد.. والمخلوع مش حيموت وربنا سايبة علي وش الدنيا لكي يبهدله شوية ويفسحه علي ظهره بين المستشفي الخمس نجوم وبين المحكمة مستعطفاً قلوب المصريين الطيبين.. لكن مش حيحدث وخليك نايم علي ظهرك. أصدر المجلس العسكري قانون انتخابات رفضه الوفد لأنه سيحول مصر إلي حرب أهلية لأن فلول الوطني وأموالهم وبلطجيتهم سيصولون ويجولون علي مزاجهم لكي تعود ريمة لعادتها القديمة. حزب الوفد بقيادة البدوي تصدر المشهد السياسي رغماً عن الحاقدين وعملاء المعونات الأمريكية، تنبه الشعب المصري إلي عودة الوفد وكذلك كافة القوي السياسية التي تعلم علم اليقين أن الوفد هو بيت الأمة، عادت الريادة إليه بسبب الممارسة السياسية العميقة للبدوي والمعالجة الصائبة للأمور السياسية الشائكة في هذه المرحلة الحرجة من عمر الوطن. حزب الوفد الذي رفع شعار «الحرية والديمقراطية والتضامن مع الثوار» في كل مكان في الوطن العربي حتي يتحرر من قهر وذل الحكام أعداء الحرية والديمقراطية فناصرنا واعترفنا بالمجلس الانتقالي الليبي بزعامة مصطفي عبدالجليل وقطعنا آلاف الأميال بالسيارات في شهر يونيه 2011 لمقابلته وملاقات الثوار في مؤتمر شعبي حاشد في بني غازي. حزب الوفد فتح أبوابه ووضع كل إمكانياته لدعم الثوار في سوريا وعقد لهم المؤتمرات ومنحهم حق النشر في الجريدة وعرض نداءاتهم ومؤتمراتهم علي قناة المصري الناطقة باسم الوفد وسنساندهم حتي يتحرر الشعب السوري من قبضة الأسد الذي تحول أمام إرادة الشعب إلي نعجة. حزب الوفد يستعد الآن لخوض معركة انتخابات البرلمان بأشجع وأخلص الرجال لمصر وللوفد لأنه جاء دور الوفد الآن لإدارة شئون الأمة وتفعيل الديمقراطية والحرية والعدالة ورفع المعاناة عن كاهل المصريين الشرفاء ومحاسبة المصريين الخونة ناهبي قوت ومقدرات الشعب المصري. ----------- المنسق العام لحزب الوفد