بقلم : د. وفيق الغيطاني منذ 2 ساعة 42 دقيقة عرف عن حزب الوفد منذ انطلاق فاعلياته عام 1918 علي يد الزعيم سعد زغلول بأنه بيت الأمة. وكان علي مر السنين فعلا بيت الأمة حيث تستظل به جميع القوي الشعبية والسياسية وتحذو حذوه لان الوفد دائما يقف في صف المواطن لنصرته واقتناص حقه وحق الوطن من المستعمر والقصر وخونة الوطن وأكمل المشوار بعده علي نفس النهج مصطفي النحاس زعيم الأمة الذي كانت له الكثير من المواقف الوطنية التي أثني عليها الأعداء قبل الأصدقاء. عاد الوفد بزعامة فؤاد سراج الدين في عام 1978 وظل ثابتا علي مبادئه حتي وفاته في عام 2000 فقد كان الوفد بيت الأمة متصدراً للشارع السياسي حيث كان يرعي مشاكل الوطن وينادي دائما بتفعيل الحرية وتغيير الدستور وإعلاء الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وخاصة المعارك والمعارك من أجل الإصلاح السياسي والاقتصادي رغم قهر النظام وسفالة ممارسات الأمن وكانت أصوات نواب الوفد في البرلمان تدوي كاشفة الفساد ومنددة بقمع الحريات ومطالبة بالديمقراطية ونزاهة الانتخابات وتبادل السلطة. مر الوفد بعشر سنوات عجافاً غاب فيها عن الوطن والمواطن نتيجة لممارسات سيئة خائنة للوفد وللشعب المصري الأصيل ولمبادئ الوفد الثابتة وذلك بالتضامن مع النظام الفاسد الذي سيطر علي مصر ونهب ثرواتها وعظم السيطرة الأمنية ودمر القيم والمبادئ مما انعكس علي السلوك العام للمواطن المصري واختلق المؤامرات والمواقف التي تسيء إلي عنصري الأمة مما أدي إلي كثير من التجاوزات التي تهدد الوحدة الوطنية. الوحدة الوطنية أحد ثوابت الوفد وأصوله فاتحاد الهلال والصليب كان له الأثر الكبير في نجاح المشوار السياسي لدعم الوطن منذ عام 1918. تجلت ظاهرة الوحدة الوطنية أيام ثورة 1919 حيث كانت وحدة الشعب المصري المسلم والقبطي هما العنصر الأساسي لإنجاح هذه الثورة التي تعلمت منها كافة الشعوب بعد أن كان الوفد فيها القائد والحارس والمنظم والمنظر وحامي حمي مصر والمصريين. وفي مساء الجمعة 28/5/2010 عادت الشمس تشرق مرة أخري وتفتحت الزهور في حديقة قصر الوفد وعلت أصوات وزقزقة عصافير الجنة القابعة علي أغصان أشجار القصر العتيقة الجميلة وزادت أفواج الحمام والإمري التي تعبر سور القصر لتبارك المكان بطيرانها ووقوفها علي حوائط وأسوار قصر الوفد. خفقت قلوب الوفديين الشرفاء المخلصين حاملي لواء الوفد علي أعناقهم بالفرحة والبهجة لعودة الوفد إلي صدارة المشهد السياسي المصري علي يد الدكتور السيد البدوي الذي احتفلنا جميعا بفوزه برئاسة حزب الوفد. فاز البدوي برئاسة الحزب بعد معركة شرسة شديدة المراسي مع من دمروا الحزب وعاشوا به في الغيبوبة الخلوية محتمين بالنظام وأمن الدولة ومصالحهم الشخصية وعمولات الجمعيات الأمريكية والأوروبية، وضعاف النفوس بائعين ضمائرهم نظير بضعة جنيهات أو وجبة كنتاكي وكانز بيبسي كولا. عاد البدوي بالوفد إلي صدارة المشهد السياسي وتوالت الأحداث وتغير الخطاب السياسي للوفد حيث كانت القرارات الثورية التي أعادت الابتسامة مرة أخري إلي الوفديين الشرفاء وكل مصري محترم يعرف قيمة الوفد علي أرض المحروسة. من أهم هذه القرارات إعادة بناء مؤسسات الوفد المختلفة ومنها تشكيل المجلس التنفيذي من رئيس وسكرتير عام كل محافظة - تشكيل اتحاد الطلبة الوفديين - تشكيل اللجان النوعية - اللجنة النوعية للشباب - اتحاد العمال الوفديين - اتحاد شباب الوفد - عودة معهد الدراسات السياسية للوفد بعمادة الأستاذة الدكتورة كاميليا شكري ولأول مرة في مصر والعالم الثالث تشكل حكومة الظل الوفدية وكانت تدرس مشاكل مصر في كل وزارة وتضع الحلول الجذرية لها ولها برنامج وزاري متكامل وجاهز للتطبيق. من أهم قرارات المرحلة الانسحاب من الجولة الثانية لانتخابات 2010 المزورة وكان الانسحاب بمثابة المسمار الأخير في نعش الطاغية مبارك وعائلته وحاشيته الفاسدة لصوص الوطن. انطلق شباب مصر صباح 25 يناير وكانت الثورة التي خرجت من كل حارة وزقاق ضاقت به الحياة الدنيا بعد ان انتشرت البطالة وتعظم الفقر بين القاصي والداني وتمكن المرض من أجسام المصريين وأصبحت الأمراض الخبيثة والمزمنة ملازمة لكل أسرة في مصر وكان الوفد الحزب الأول الذي دعم الثورة واشترك فيها. الشباب المتفتح علي الحياة لا يجد أمامه غير بؤس وظلام دامس حمل رأسه علي كفه لإزالة هذه الغمة من فوق صدر الوطن وانضم لهم كافة طوائف الشعب وزلزلوا الأرض من تحت أقدام النظام الفاسد ورحل الطاغية. -------------------- المنسق العام لحزب الوفد