حكاوى

فوز «البدوى».. ومستقبل الوفد

الانتخابات الرائعة التى سادتها الديمقراطية فى اختيار رئيس الوفد، والتى فاز فيها الدكتور السيد البدوى بفترة رئاسة ثانية لمدة «4 سنوات» قادمة، ليست نموذجاً فريداً يحتذى به فحسب وليست تجربة أولى لحزب الوفد فى هذا الشأن إنما هى عادة الوفد فى القيام بتقديم المثل الأعلى والقدوة الحسنة، طبقاً لثوابته الوطنية التاريخية الضاربة فى جذور التاريخ.. فالوفد ميراث
تاريخى وطنى لا ينكره إلا كل حاقد أو جاحد وليس هذا موضوعنا الآن.. إنما الأهم هو المستقبل القادم لحزب الوفد فى ظل هذه الظروف التاريخية الحالية التى تمر بها البلاد.. فإجراء انتخابات رئاسة الوفد، ليست صورة مصغرة من انتخابات رئاسة البلاد، وإنما هي استكشاف مهم لما ستجرى عليه الانتخابات الرئاسية، فلن يرضى المصريون بديمقراطية فى البلاد وأقل مما حدث فى حزب الوفد الذى ينتصر فقط لمبادئه وقيمه ووطنيته،مثلما ينتصر لإرادة المصريين فى الحياة الديمقراطية السلمية والصحيحة والحياة الكريمة للمواطنين التى يتمتعون فيها بكل حقوق الإنسان المكفولة فى القانون والدستور.
أمام «البدوى» الآن مهمة بالغة الخطورة لا يقوى عليها سواه، أو كما قال هو نفسه، إن هناك جهاداً أكبر ينتظر الحزب فى المرحلة القادمة لإعادة بناء مصر، وليس هناك ما يمنع أبداً لهذا الحزب العريق الممتلئ بالكوادر أن يطمح فى الوصول الى الحكم، باعتباره شريكاً أساسياً فى الحياة السياسية وباعتباره على رأس الأحزاب المدنية فى البلاد.
لن يرضى الوفديون بديلاً عن الوصول الى الحكم طبقاً لأسس الديمقراطية الحقيقية، فلا توجد ديمقراطية أبداً بدون تداول للسلطة، وتداولها لا يأتى من فراغ ولا يصل إليها أى حزب بدون قوته وبنائه المتميز وهذا هو الدور الذى سيقوم به «البدوى» فى المرحلة القادمة، فأمامه مهام جسيمة ليسطر للوفد أمجاده التاريخية من جديد وهو يستطيع ذلك وزيادة،. وكوادر الحزب التى تملأها الوطنية من رأسها حتى أخمص قدميها مؤهلة لذلك أيضاً.. الوصول الى الحكم هو الهدف المنشود لحزب الوفد فى ظل بناء مصر الحديثة التى يسودها الديمقراطية وحقوق الإنسان، وبدون تداول للسلطة لا توجد ديمقراطية.. كما قلت آنفاً.
إذن مستقبل الوفد الجديد مرهون بتطبيق الديمقراطية الحقيقية بالبلاد كما طبقها الوفد فى انتخاب رئيسه، وبما أننا على أبواب استحقاق ثانٍ فى خريطة المستقبل وهى الانتخابات الرئاسية، فلا وقت إذن أمام الوفديين سوى حمل المسئولية والاستعداد الكامل والشامل للاستحقاق الثالث وهو الانتخابات البرلمانية، حتى يضمن الحزب الحصول على أكبر عدد من مقاعد مجلس النواب ويتمكن من تشكيل الحكومة القادمة.. مستقبل الوفد قادم بثوبه الجديد كما أن مستقبل مصر قادم فى ثوب الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان والعيش بكرامة.
‏