كثير من الشباب والرجال يستخدمون «الترامادول» بحثاً عن وهم الفحولة وإطالة اللقاء الجنسي.. والحقيقة أن هذا العقار يمكنه أن يطيل اللقاء الجنسي (فترة الجماع) ولكن مع الاستخدام المستمر والمتزايد يؤدي إلي عدم القدرة علي الانتصاب وبالتالي فشل كامل للعملية الجنسية، كما أنه في النهاية يؤدي إلي البرود الجنسي. وعن الوضع الراهن للمشكلة، كشفت الدراسة عن مجموعة من الإحصاءات المهمة الخاصة بحجم انتشار التدخين والمخدرات في مصر, حسب آخر التقارير الصادرة من صندوق مكافحة وعلاج الإدمان ووزارة الصحة والإدارة العامة لمكافحة المخدرات: بالنسبة للإدمان: 1 - انخفاض سن التعاطي للمواد المخدرة إلي سن 11 عاماً كبداية لإدمان المخدرات. 2 - غياب الدور الحقيقي للوالدين، حيث إن 58% من المدمنين يعيشون مع الوالدين بما يعني تراجع دور الأسرة في الوقاية والاكتشاف المبكر. 3 -40% من المدمنين طالبي العلاج لديهم أفراد مدمنون داخل أسرهم. ومن أهم الأسباب الرئيسية للدخول في مشكلة تعاطي المخدرات ضغط أصدقاء السوء ومجاراتهم في جميع سلوكياتهم السلبية وحب الاستطلاع والرغبة في التجريب وأوقات الفراغ والمشاكل الأسرية. 4 - يعتبر الترامادول من أكثر وأخطر أنواع المخدرات وينتشر بين المدمنين بنسبة 30%. 5 - نسبة متعاطي المخدرات في محافظة القاهرة وصلت إلي 7% وهي نسبة تزيد علي المتوسط العالمي المتعارف عليه والذي يصل إلي 5%. وعن المعتقدات الشائعة والخاطئة ونسب انتشارها بين الشباب وكيفية الرد عليها أوضحت الدراسة أن أهم هذه الشائعات أن المخدرات تساعد علي زيادة القدرة البدنية والعمل لفترات أطول وتنتشر بين الشباب بنسبة 30.6٪. وللرد على هذا الاعتقاد قالت الدراسة: إن أهم أنواع المخدرات الشائع بأنه يزيد القدرة البدنية هو عقار الترامادول والصحيح في الأمر أنه مسكن قوي يعمل علي عدم الإحساس بالألم لفترة محدودة، ثم يزداد احتياج الجسم لهذا المخدر ويعتمد عليه (إذا لم يوصف تحت إشراف طبي) حتي يصبح الفرد غير قادر علي العمل علي الإطلاق، ويتسبب في تركه للعمل ووقوع العديد من الحوادث لا سيما حوداث الطرق، كما أنه يشاع أن الترامادول يزيد القدرة الجنسية إلا أن الحقيقة أنه يفقد الفرد الإحساس تماماً ويؤثر سلباً علي الجهاز العصبي وردود الأفعال وبعد فترة يتسبب هذا العقار في حدوث حالات ضعف جنسي كامل لدي الرجال. وبالنسبة إلى نسيان الهموم والمشكلات وهي مشكلة تنتشر بنسبة 36.6٪، فقد أوضحت الدراسة أن المخدرات بشكل عام لا تقوم بحل أي مشكلة.. فتظل المشكلة قائمة والفرد غير قادر علي حلها، لأنه يدخن في عالم افتراضي وهمي زائف ويزداد الفرد سلبية غير قادر علي مواجهة مشكلته، مما يجعلها تزداد لدرجة تدمر حياته وتزيد عليه الهموم فيصبح أسيراً للمخدرات ويزج بنفسه في مشاكل أكثر تعقيداً. وحول التغلب علي الاكتئاب وهو مشكلة تنتشر بين الشباب بنسبة 34.8%، قالت الدراسة: إن المخدرات تعتبر من أهم مسببات الاكتئاب والشعور بالإحباط والزهق بعد تعاطيها بفترة (تختلف من شخص إلي شخص آخر حسب طبيعة وظروف الشخص), ونتيجة أعراض الانسحاب الجسدية والنفسية ويصبح الفرد أسيراً للاكتئاب والاضطرابات النفسية. وعن زيادة «الجرأة» (تنتشر بين الشباب بنسة 29.1%) كشفت الدراسة أن المخدرات تدمر قدرة الفرد في التحكم في رغباته وسلوكياته فتجعله أقرب إلي الحيوان الذي يسير وراء غرائزه وتدفعه إلي ارتكاب حوادث القتل والسرقة والاغتصاب ونتيجة عدم تحكمه في أي من تصرفاته وسلوكياته بل إن المتحكم يصبح المادة المخدرة. وعن الإبداع وتنتشر بين الشباب بنسبة 24.9% فى حين تختص هذه المقولة بأن الإبداع يزداد مع تعاطي (الحشيش والكحوليات)، إلا أن الحشيش عند تعاطيه لا سيما بجرعات كبيرة يؤدي إلي حالة من الهلوسة التي قد تصل إلي مرحلة المرض العقلي ومع التكرار لا يستطيع الفرد الاستغناء عنه. أما الكحوليات فتعتبر من المواد المسببة لتفعيل الرغبات غير المقبولة اجتماعياً أو دينياً مما يجعل الفرد يقدم علي كسر كل الحواجز السلمية والفطرية التي ينبني علي أساسها المجتمع السليم. كما أن آثارها الصحية السلبية كثيرة مثل ضعف القدرة علي العمل وفقدان التوازن وحتي الموت نتيجة جرعة زائدة أو نتيجة أعراض الانسحاب. ورغم تسجيل العقار فى الجدول «أ» مخدرات وهذا يعنى أن تعطى الترامادول والاتجار به أصبح جناية وعقوبتها تتراوح من 3 سنوات إلى الإعدام، فإن غياب الرقابة والفوضى التى تشهدها البلاد وغياب الرقابة تفقد القانون هيبته وتقف حائلا للحد من الظاهرة التى تدمر عقول المصريين واقتصاد البلد فهل من منقذ؟