ما الذى يحدث بالضبط ؟؟ إلى أين نمضى ؟؟ قامت ثورة شعبية هدفها التغيير و إرجاع حقوق الشعب و القضاء على الفساد و ذيوله و تمنينا إحداث ثورة حضارية و ثقافية كذلك، و كان التغيير فى أداء وسائل الإعلام من أهم مطالب ثورة يناير، و قمنا فى اتحاد الإذاعة و التليفزيون بعمل وقفات واعتصامات وتقدمنا بطلبات عديدة لمجلس الوزراء و المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعزل القيادات الفاسدة و ذيول الحزب الوطنى، و بالفعل تم عزل عدد منهم و أخيرا سامى الشريف، و كان الأمل أن نبدأ فى وضع سياسات جديدة للإعلام المسموع و المرئى تكون أولى ركائزها: تحقيق الحرية المهنية و تطبيق وظائف الإعلام التى درسناها أكاديميا و هى : الإعلام ( بالميم و ليس بالنون ) – نقل التراث من جيل لآخر – التوعية ( و ليس التضليل ) – الترفيه (و ليس التسطيح ) . فماذا حدث ؟؟ مازال ذيول النظام يرتعون و مازالت الثورة المضادة تمارس و دس السم فى العسل يمارس فى الخطاب الإعلامى المسموع و المرئى، وها هو إبراهيم الصياد يصدر قراراته بمنع الحديث عن موقعة الجمل وها هم رعاة التضليل و التعتيم و التحريض على قتل الثوار يظهرون عبر الشاشة وعبر آثير الإذاعة و إن أجاد البعض منهم فن (ركوب الموجة ) فنرى السيدة هالة حشيش تستقبل وفدا (مزعوما ) من شباب ثورة يناير و يفعل مثلها رئيس الإذاعة، فهكذا أصبحت الثورة وأبناؤها من وسائل غسيل الوجوه، بغض النظرعن كون هؤلاء (الثوار ) شخصيات حقيقية أم متقمصين لأدوار ثوار يناير كمن أتى بهم د. سامى الشريف من قبل وقال إنه سيجعلهم شركاء فى صنع القرارات فى ماسبيرو، وطبعا كشفناهم و كشفناه .. و أتساءل لمصلحة من هذا التخبط ؟؟ و لمصلحة من التعمد بإظهار الإعلام المصرى والبلد بمظهر المفلس الذى يفتقر للخبراء التكنوقراط ؟؟ فلم نجد غير لواء أركان حرب يتولى مهمة قيادة دفة الإعلام فى هذه المرحلة الحرجة . 2- نحن نحتاج لمتمرسين فى تأسيس البنية التحتية للمؤسسة الإعلامية و إعادة الهيكلة الوظيفية،نحن لا نحتاج لإدارة فقط بل نحتاج لإعادة البناء أو بمعنى أصح هدم البناء الخاطئ أولا، وتأسيس منظومة جديدة راقية على أسس صحيحة راسخة، وليس اعتراضا على شخص اللواء طارق مهدى لكن إيمانا بمبدأ التخصص وأندهش لمن يقول الإدارة مش محتاجة للتخصص ..كيف ؟؟ و نحن نحتاج لخبراء احترافيين لتأسيس و تطوير المؤسسة الإعلامية لملاحقة ركب التقدم العالمى فى علم الميديا، أضرب لكم مثالا برئيس قطاع الهندسة الإذاعية هو لواء مهندس فى الميكانيكا و لذا عندما يلفت نظره الزملاء المصورون فى أهمية أستخدام كاميرات معينة فى تصوير البرامج و أنها تختلف عن كاميرات الأخبار أو الدراما و غيرها .. يجدون الرجل لا يستوعب ؟؟!! تذكرون خطة إسقاط الاتحاد السوفييتى التى أرتكزت على وضع الشخص غير المناسب إداريا فى المكان غير المناسب فكانت النتيجة سقوط الهيكل الإدارى للاتحاد و تفكيكه بعد ذلك ولذا أقول من الأهمية الاستعانة بخبراء فى مجال الإعلام المسموع و المرئى و ليكن هناك مجلس قيادة لاتحاد الإذاعة و التليفزيون ولا تركن المهمة لشخص واحد على أن ينتخب هذا المجلس رئيسا من بين أعضائه و يفعل بشكل كبير دور هذا المجلس الذى يجب أن يعى أعضاؤه أنهم فى فترة تاريخية حرجة و مهمتهم الهدم لمظاهر الفساد والتخلف و تأسيس بناء جديد وفقا لمقاييس المؤسسات الإعلامية الكبرى المتعارف عليها فى العالم المتحضر . فمهما حاول اللواء طارق مهدى ذلك العظيم فى مجاله بجيش مصر العظيم فلن يكون فى مجال الإعلام المسموع و المرئى بنفس احترافية الخبراء فى هذا المجال . وقد ظهرت بوادر لقرارات لا تتفق مع مطالبنا بالحرية المهنية تحرير العقل الإعلامى من قيود الماضى،ففوجئنا بقرار تعيين راوية بياض رئيس قطاع الإنتاج – سابقا كمستشاريين وهذا القرار يعد رجوعا كبيرا للوراء . (و كنا ننادى بالتخلص من إهدار المال العام الذى يدفع كمرتبات للمستشاريين فما بالكم لو كان هؤلاء من ذيول الفساد و النظام السابق !!! )، ثم نرى- كذلك - قرارا بإنشاء قناة (المصدر ) قناة خاصة بأخبار المجلس الأعلى للقوات المسلحة والحكومة، وإذاعة الأخبار من وجهة نظر المسئولين الرسميين فتظل نشرات الأخبار بنفس الأسلوب القديم أخبار المجلس الأعلى للقوات المسلحة (وهكذا سيتم استبدال الرئيس المخلوع بالمجلس الأعلى فى ترتيب الأخبار بالنشرة ) ثم رئيس الوزراء فالوزراء ثم بعد ذك الشعب، ويكون هناك السبب الوجيه من وجهة نظر المسئولين للتعتيم على بعض الأخبار و المتمثل فى مراعاة المصلحة العليا للبلاد والأمن القومى، نفس نغمة صفوت الشريف الذى منع أغنية فدائى أيام غزو العراق فقمت ليلتها بإذاعتها فى برنامجى، و كان يفرض على الأخبار ألا يذكروا كلمة احتلال على غزو أمريكا للعراق وكنت أعلق لزملائى ساخرة، بماذا نسميه إذا: الفتح العظيم أم ماذا ؟؟ و نفس حجة عبد اللطيف المناوى الذى خرج علينا بعد الثورة مبررا التضليل والتعتيم الذى مارسه أثناء الثورة بمقولة: إن ناقل الكفر ليس بكافر حتى وإن علم إنه كفر بعد ذلك!!!!! فى حين تستطيع الإذاعات الإقليمية أن تكون المصدر الأول للأخبار فى جميع أنحاء الجمهورية عن طريق شبكة المراسلين وعن طريق استخدام التليفون المحمول فى تغطية الأخبار أولا بأول، و كذلك بتفعيل دور الإذاعات الموجهة للخارج خاصة دول حوض النيل وأمريكا وأوروبا وإعادة دور مصر المحورى وثقة المستمع فى مصداقية إعلام مصر بتطبيق الحرية المهنية التى تكفل نقل الأخبار ومناقشة القضايا بموضوعية وبتطبيق قواعد علم الإعلام المسموع والمرئى، وهذه الحرية المهنية هى الواقى لمصر من بث الشائعات و الفتنة الطائفية وتحفظ الأمن و السلام الاجتماعى للمصريين بالداخل والخارج تجعلنا نواجه قضايانا بشفافية وموضوعية بدلا من التعتيم الذى يؤدى لهروب الجمهور لإذاعات و قنوات تظهر بمظهر الأصدق و أخذا فى الاعتبار أن النت وفر المعلومة بشكل أسرع فلماذا لا نواكب ما حدث من قفزة فى وسائل الاتصال ؟؟ فهل يستجيب المجلس الأعلى لرغبتنا فى تشكيل مجلس قيادة لماسبيرو، يكون هدفه الرئيسى حسن اختيار القيادات المناسبة فبدلا من اللواء حمدى منير المهندس فى الميكانيكا على رأس قطاع الهندسة الإذاعية، المفروض اختيار المتخصص الكفء فى مجال الهندسة الإذاعية و كذلك يجب تفكيك قطاع الأمن وعزل رئيسه اللواء نبيل الطبلاوى الذى استقدم بلطجية لضربنا داخل المبنى لدرجة تعرضى للضرب الوحشى مما أعاقنى عن الحركة لمدة تزيد على الأسبوع وتقدمت ضده وضد سامى الشريف ببلاغ يوم 27 أبريل 2011 للنائب العام، برقم 10833، لماذا لا يتبع الزملاء العاملين بالأمن رؤساء القطاعات المختلفة بمعنى يتبع موظفو أمن الإذاعة رئيس قطاع الإذاعة و أمن التليفزيون يتبعون بدورهم رئيس قطاع التليفزيون وهكذا فى باقى القطاعات وتعقد لهم دورات تدريبية بأكاديمية الشرطة وعلى يد متخصصين فى معهد التدريب الإذاعى والتليفزيونى . الشىء الذى يحزننى كثيرا أن يكون التفكير فى لائحة الأجور هو المطلب الأوحد عند البعض، فى حين أننا نحتاج – كذلك – لأن نطور من أنفسنا من خلال التدريب الراقى عن طريق معهد تدريب تعقد فيه دورات تدريبية حقيقية بدلا من دورات هزيلة لا تفيد كثيرا ولكنها وسيلة لإهدار المال العام فى حين أننا لو امتلكنا مركزا للتدريب على أعلى مستوى سيكون مصدرا من مصادر الدخل للاتحاد لأنه سيغرى المتدربين من انحاء العالم على الالتحاق به، كما هو الحال بالنسبة لمركز تدريب قناة الجزيرة، يقولون الميزانية لا تسمح بتحسين الدخول و نرى وعودا هنا وهناك بلائحة أجور عادلة، و أتساءل وأين يذهب دخل Sms الفترات المباعة ودخل الرسائل فى الشبكات الإذاعية المختلفة، ودخل تأجير العدد الكبير من القنوات لترددات القمر الصناعى المصرى، و أين يذهب دخل الكافتيريات والجراج والإعلانات ..إلخ ؟؟ هل تعرفون أين يذهب؟ فى إهدار المال العام بهدم الديكورات غالية الثمن واستبدالها بغيرها فى العديد من الاستديوهات وتعطيل استديوهات قطاع الإنتاج وتأجيرها بمبالغ ضئيلة فى حين يتم استئجار استديوهات فى مدينة الإنتاج الإعلامى بمبالغ خيالية، و استقدام العمالة من الخارج وتأجير سيارات بملايين فى حين من الممكن شراء سيارات تكون تكلفتها أقل، ونقل معهد التدريب الإذاعى والتليفزيونى لمبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وتوفير المبلغ الكبير الذى يدفع كإيجار فى جراج الألفى، خربوا الميزانية وكانت النتيجة أننا نحن الذين ندفع الثمن، فيصدر ثروت مكى رئيس قطاع الأمانة قرارا بإلغاء التعاقد مع العديد من المستشفيات ويتم طرد زملاء يحتاجون لعمليات حراجية دقيقة فى القلب من مستشفيات متخصصة !!!! لماذا لا تشكل لجنة للوقوف على مظاهر إهدار المال العام؟؟ لماذا لا يفعل دور مجلس الأمناء على أن يكون من بين أعضائه عدة أعضاء متخصصون فى الشئون المالية و الإدارية للوقوف على مظاهر الفساد المالى والإدارى وتقليصها وكذلك أعضاء متخصصون فى الهندسة الإذاعية يكفل لهم مهمة تطوير الاستديوهات الإذاعية و التليفزيونية ومعدات التسجيل الصوتى وكاميرات التصوير وأجهزة المونتاج لكن بشكل جدى حقيقى بدلا من الصفقات الوهمية وشراء معدات مكهنة لا تعمل، كما كان من قبل والنتيجة تأخرنا حضاريا وتقنيا ومهنيا بهذا الشكل المحزن، حتى متابعة البرامج يقوم بها موظفون بإدارات المتابعة المختلفة المفترض يقتصر دورهم على متابعة إذاعة البرامج فى توقيتاتها الصحيحة وهل بها عيوب فى الصوت و الصورة لا أكثر ويكون تقيم المذيع أو المادة المقدمة من قبل لجان من خبراء الإعلام المتخصصين رفيعى المستوى، كذلك الحال بالنسبة للرقابة على المسلسلات و الأفلام التى تبث، هل من المنطق أن يكفل مثل هذه الأعمال التى تحتاج إلى بعد ثقافى وفنى إلى موظفين إداريين ؟؟ أليس من الأفضل الاستعانة بنقاد محترفين دارسين للنقد الدرامى والفنى ؟؟ كذلك أطالب بالبحث عن أموالنا الضائعة التى ذهبت فى راديو المصريين، الخاص بالحزب الوطنى و الذى كان يبث برامجه من استديوهات الإذاعة المصرية فى عهد إيناس جوهر وانتصار شلبى عبر النت و بميزانية الإذاعة، وكذلك فترة (كورة أف إم ) المباعة بشبكة الشباب والرياضة لشركة أشرف صفوت الشريف ب 13 مليون جنيه سنويا وكانت التليفونات حتى الدولى منها على حساب الإذاعة، فأين هذه الأموال وهل فعلا كان أشرف الشريف يدفع للقطاع الاقتصادى، كذلك أتسأل إلى أين تذهب نسبة ال 2 % التى يتم خصمها من تكليفات كل من مذيعى ومقدمى ومعدى البرامج بالإذاعة و التليفزيون لصالح اتحاد الكتاب ونحن لسنا أعضاء فى الاتحاد وحتى الأعضاء منا فيه يدفعون اشتراكا خاصا بالاتحاد غير ما يتم خصمه فى شكل نسبة ال2 %، فلماذا هذا الخصم من سنوات طويلة و أين يذهب فالمدهش أنه لا يصل لاتحاد الكتاب بالقطع؟؟ّّّّّ!!!! و فى النهاية أدعو الجميع لعدم الوقوف على المسميات، فأنا عملت بهئية الآثار التى تحولت إلى المجلس الأعلى للآثار الذى تحول إلى وزارة الدولة لشئون الآثار، المسميات اختلفت لكن المضمون لم يختلف، ليس المهم مسمى وزارة إعلام أو هيئة لكن الأهم السياسات و المضمون هناك جملة نرددها و أتمنى أن تختفى سريعا : الثورة لم تصل ماسبيرو بعد" *مذيعة بالإذاعة وباحثة فى الحضارة