في عام 2010 ضربت السيول الغزيرة بقوة في جنوبسيناء، مدينة رأس سدر وخاصة منطقة السوق التي دُمرت كليا، حيث وصل ارتفاع مستوى مياه السيول إلى خمسة أمتار مما أدى إلى تدمير أكثر من 100 منزل ووفاة امرأة عجوز وإصابة العشرات فضلا عن عزل جميع مدن المحافظة عن بقية محافظات الجمهورية وقطعت السيول طريق أبو زنيمة - شرم الشيخ بعد تدمير أجزاء كبيرة من الطريق. وهناك تقرير من الجهاز المركزي للمحاسبات يفيد بقصور دور المؤسسة العامة للتكافل الاجتماعي في الوفاء بتحقيق أهدافها الاجتماعية وفقا لمقتضى لائحة النظام الأساسي للمؤسسة إزاء ما تعرضت له بعض مناطق الجمهورية من السيول خلال يناير 2010 والتي انتهت إلى عدم صرف أية مبالغ من أرصدة حسابات المؤسسة العامة للتكافل الاجتماعي وفروعها بمحافظات شمال وجنوبسيناء وأسوان والتي بلغت نحو أكثر من 95 مليون جنيه وذلك خلافا لنص المادة رقم (2) من لائحة النظام الأساسي للمؤسسة بأن ميادين عمل المؤسسة هي المساعدات الاجتماعية ومن عماد أنشطة المؤسسة الأم وفروعها بالمحافظات لتحقيق دورها الاجتماعي هو تقديم الإغاثة حال النكبات الطارئة والظروف الاستثنائية. وفي موسم الشتاء الماضي ضربت السيول مدينة سانت كاترين وبخاصة منطقة جبل الملك عباس - الطريق الأثري وهو الطريق الوحيد الذي يربط المدينة بمنطقة وادي الجبال بالمنطقة الزراعية الأولى في جنوبسيناء والسياحية في رحلات سفاري والمشي وركوب الجمال، وظلت المدينة محاصرة تحت رحمة السيول ومنعزلة عن بقية مدن المحافظة عشرات الأيام دون وجود شبكة اتصالات ولا تليفونات ولا بنوك وبالمثل منطقة وادي «فاران» التابع لمدينة أبورديس التي أصابتها السيول بحالة من الشلل التام وهو ما جعل الشيخ أحمد القرشي شيخ قبيلة القرارشة بوادي فاران يحمل الحكومة وخاصة رئيس الوزراء هشام قنديل المسئولية لتقاعسهم عن إغاثة أهالي المنطقة كما طالب بإقالة محافظ جنوبسيناء حيث جرفت السيول النخيل وسكنت البيوت وفر السكان خوفاً منها ودمرت الطرق وانقطع التيار الكهربائي وانعدمت الاتصالات، فضلا عن عدم وجود مياه للشرب أكثر من 5 أيام، وأيضا دمرت أجزاء من طريق شرم الشيخ – دهب، فضلا عن انهيار سد وادي النصب الذي يقع بالقرب من مدينة سانت كاترين على بعد 50 كم من طريق دهب – نويبع، وتدمير العشرات من البيوت بمنطقتي قرية الوادي ورأس رايا بالعاصمة طور سيناء. وتعددت قيمة تعويضات المتضررين من جراء سيول الموسم الماضي أكثر من نصف مليون جنيه حيث تم صرف 200 ألف و575 جنيهاً إعانة إغاثة لمتضرري السيول بمدينة سانت كاترين، وبلغ عدد المستفيدين منها 158 أسرة بعدد 485 فردا، كما تم صرف 74 ألفاً و750 جنيهاً لمدينة نويبع، وبلغ عدد المستفيدين منها 126 أسرة بعدد 85 فردا. وفي مدينة دهب تم صرف 216 ألف جنيه استفاد منها 54 أسرة، كما تم توزيع 17 ألف جنيه لمتضرري السيول بمنطقة «رأس رايا» التابعة لمدينة طور سيناء، استفاد منها 8 أسر. والسؤال.. هل تنجح الأجهزة المعنية في درء مخاطر السيول بجنوبسيناء هذا العام؟ من ناحيته، قال المهندس السيد اليماني، مدير عام الموارد المائية والمياه الجوفية بجنوبسيناء، إنه يجرى حاليا إنشاء مجموعة من سدود الإعاقة لحصار مياه السيول وتجميعها في أماكن محددة. وأوضح أن ذلك يتم للاستفادة من تلك المياه وضمان عدم إضرارها حال حدوث السيول بأى شخص من قاطني تلك المناطق، وذلك طبقًا لخطة وتعليمات الوزارة واللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء. وأكد اليماني أنه يتم حاليا عمل صيانة وتطوير لسد «النصب الأعلى» بمنطقة وادي النصب الذي يصب على حوض وادي دهب، فضلا عن استكمال إنشاء النصب الأسفل بنفس المنطقة. وأضاف أنه جار إنشاء سدين بوادي «زلجة»، بتكلفة 12 مليون جنيه، مؤكدا الانتهاء من إنشاء سد بوادي «سلاف» بتكلفة 4 ملايين جنيه. وتابع مدير الموارد المائية أنه تم إنشاء عدد 2 سد بوادي «الطيبة» ووادي «أم شيبة» بمدينة أبوزنيمة بتكلفة 5 ملايين جنيه للواديين. واستطرد قائلا: كما تم تنفيذ سد على وادي «الأخضر» الذي يصب في حوض وادي «فاران»، مشيرا إلى أن القوات المسلحة سوف تقوم بتنفيذ وإنشاء سد على أفرع الوادي «الأخضر». وتعهد اليماني بألا تتكرر كوارث السيول كما حدث في الأعوام السابقة، مؤكدا أن الرخاء سيعم بصفة عامة وفى جنوبسيناء بصفة خاصة بعد ثورة 30 يونية. من ناحية أخرى، كشف اللواء عادل كساب، مدير مركز العمليات وإدارة الأزمات بديوان عام محافظة جنوبسيناء، أن المحافظة ليس لديها الإمكانات الكافية لمكافحة السيول. وقال: «مازلنا نعاني من نقص المعدات اللازمة التي يمكنها أن تغطي المحافظة لوجود المساحات الشاسعة من مدينة رأس سدر حتى منفذ طابا، وكل مدينة لديها معدة أو اثنتان على الأكثر ولتحريك المعدة من مدينة لأخرى يمكن أن تصل بعد يومين، وهذا ما حدث في كارثة سيول 2010 التي دمرت قرية أبو صويرة التابعة لمدينة رأس سدر حيث تم الاستعانة بمعدات من محافظة السويس ورغم قرب المسافة بين السويس ورأس سدر فإن المعدات وصلت بعد يومين». «كساب» أشار إلى أن من مكاسب كارثة سيول 2010، أنه تم الاقتراح على رئيس الوزراء آنذاك بضرورة إنشاء مديرية للطرق وتم التصديق بالفعل على إنشائها وتولى إدارتها المهندس جمال المهدي وبدأ توريد بعض المعدات إلى المديرية وبدأت المديرية تأخذ شكلا آخر. مدير الأزمات أضاف أنه تم بالفعل الاستعداد لموسم السيول الذي بدأ من أكتوبر الماضى. موضحا أنه تم إعداد خطة لتطهير مخرات السيول وتم عرضها على اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء. تعهد «كساب» بعدم تكرار كارثة سيول 2010 مرة أخرى في حالة التزام الأجهزة المعنية بالخطة الموضوعة دون تقاعس أو تقصير. وقنا تعلن الطوارئ في 19 قرية قنا - أمير الصراف: رفعت محافظة قنا درجة الاستعداد تحسباً لهطول السيول في 19 قرية بالمحافظة تقع جغرافياً ضمن المناطق التي تتعرض لخطر السيول مع بداية فصل الشتاء، في مراكز نجع حمادي، ودشنا، وقوص، وقفط، ونقادة. وقرر عبدالحميد الهجان، محافظ قنا، تشكيل غرفة عمليات علي مدار اليوم، بديوان عام المحافظة، تكون علي اتصال بجميع المراكز والقري لتلقى البلاغات. وأكد المحافظ أن المطاحن والمخابز في المواقع التي يتوقع أن تهطل فيها السيول تحتفظ برصيد كاف من القمح، وأنه سيتم تدعيمها بسيارات مجهزة لنقل الخبز إلي المناطق الضارة، حال هطول السيول، وبالتزامن تم رفع درجة الاستعداد بالمستشفيات والوحدات الصحية والتأكد من توافر جميع الأدوية والأمصال واتخاذ جميع الإجراءات والاستعدادات الصحية اللازمة، بالإضافة إلى التنبيه علي مديرية الطب البيطرى بحصر وتجهيز أنواع المبيدات والمطهرات لتطهير الأماكن المتضررة مع توفير اللقاحات والأمصال اللازمة لإجراء التحصينات اللازمة لعلاج الحيوانات المضارة لعدم انتشار الأوبئة كإجراء وقائى. كما تم التنسيق مع مديرية التضامن الاجتماعي لعمل حصر الإمكانيات المتاحة في حال حدوث السيول وتم توفير عدد 1866 بطانية و342 خيمة كاملة بمشتملاتها موزعة علي مراكز الإغاثة بالمحافظة وصرف الإعانات العاجلة وتسكينهم وتتولي تشكيل لجان الحصر الخسائر وصرف الإعانات وتلقي التبرعات وتوزيعها، وتجهيز إعاشة للمضارين في نزل الشباب، مع الاستعانة بالفرق الكشفية للمعاونة والمشاركة في إقامة المخيمات وإعداد المعسكرات وتسكين الأسر المنكوبة في أماكن الإيواء المجهزة، لذلك كما تم إعداد نشرة بالتعليمات الواجب اتباعها أثناء حدوث السيول وإرسالها للمدارس. وفي السياق نفسه قال مصدر بمديرية ري قنا ل«الوفد»: إن المديرية قامت خلال الأسابيع الماضية بصيانة البوابات والحجوزات الرئيسية ومصبات النهايات علي المصارف لتكون جاهزة للعمل والتأكد من خلو المجاري المائية لمخرات السيول البالغ عددها 10 مخرات علي مستوي المحافظة تشمل (مخر سيل قنا (بالمعنا) - حجازة - خزام - الكلاحين - كرم عمران - الشيخ عيسي وعدد 3 سدود إعاقة بنجع عبدالقادر بدشنا) وإزالة العوائق التي تحول دون مرور المياه بها إضافة إلي تجهيز ماكينات الرفع المختلفة وتجهيز وسائل المواصلات اللازمة لتحريكها للمشاركة في مواجهة أخطار السيول. وذكر المصدر أنه تم تركيب عدد 4 أجهزة لقياس ورصد مياه الأمطار مربوطة بنظام التنبؤات الموجود بمعهد بحوث الموارد المائية والري بالقاهرة الذي يقوم بإرسال تقرير يومي عن حالة الطقس لمدة 72 ساعة قادمة وذلك بالتنسيق مع الإدارة العامة للموارد المائية والرى.