حملة لتوفير أجهزة كمبيوتر.. دعوات لتأهيل المدارس لتعليم التكنولوجيا | تفاصيل    تراجعت على العربات وبالمحال الصغيرة.. مساعٍ حكومية لخفض أسعار سندوتشات الفول والطعمية    وفقا لوزارة التخطيط.. «صيدلة كفر الشيخ» تحصد المركز الأول في التميز الإداري    الجيش الأوكراني: 96 اشتباكا قتاليا ضد القوات الروسية في يوم واحد    طائرات جيش الاحتلال تشن غارات جوية على بلدة الخيام في لبنان    3 ملايين دولار سددها الزمالك غرامات بقضايا.. عضو مجلس الإدارة يوضح|فيديو    كرة سلة - ال11 على التوالي.. الجندي يخطف ل الأهلي التأهل لنهائي الكأس أمام الجزيرة    المقاولون العرب يضمن بقاءه في الدوري الممتاز لكرة القدم النسائية بعد فوزه على سموحة بثلاثية    تصريح مثير للجدل من نجم آرسنال عن ليفربول    السجن 15 سنة لسائق ضبط بحوزته 120 طربة حشيش في الإسكندرية    إصابة أب ونجله سقطا داخل بالوعة صرف صحي بالعياط    خناقة شوارع بين طلاب وبلطجية داخل مدرسة بالهرم في الجيزة |شاهد    برومو حلقة ياسمين عبدالعزيز مع "صاحبة السعادة" تريند رقم واحد على يوتيوب    رئيس وزراء بيلاروسيا يزور متحف الحضارة وأهرامات الجيزة    بفستان سواريه.. زوجة ماجد المصري تستعرض جمالها بإطلالة أنيقة عبر إنستجرام|شاهد    ما حكم الكسب من بيع التدخين؟.. أزهري يجيب    الصحة: فائدة اللقاح ضد كورونا أعلى بكثير من مخاطره |فيديو    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    بديل اليمون في الصيف.. طريقة عمل عصير برتقال بالنعناع    سبب غياب طارق مصطفى عن مران البنك الأهلي قبل مواجهة الزمالك    شيحة: مصر قادرة على دفع الأطراف في غزة واسرائيل للوصول إلى هدنة    صحة الشيوخ توصي بتلبية احتياجات المستشفيات الجامعية من المستهلكات والمستلزمات الطبية    رئيس جهاز الشروق يقود حملة مكبرة ويحرر 12 محضر إشغالات    أمين عام الجامعة العربية ينوه بالتكامل الاقتصادي والتاريخي بين المنطقة العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان    سفيرة مصر بكمبوديا تقدم أوراق اعتمادها للملك نوردوم سيهانوم    مسقط تستضيف الدورة 15 من مهرجان المسرح العربي    فيلم المتنافسون يزيح حرب أهلية من صدارة إيرادات السينما العالمية    إسرائيل تهدد ب«احتلال مناطق واسعة» في جنوب لبنان    «تحيا مصر» يوضح تفاصيل إطلاق القافلة الخامسة لدعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة    وزير الرياضة يتابع مستجدات سير الأعمال الجارية لإنشاء استاد بورسعيد الجديد    الاتحاد الأوروبي يحيي الذكرى ال20 للتوسع شرقا مع استمرار حرب أوكرانيا    مقتل 6 أشخاص في هجوم على مسجد غربي أفغانستان    بالفيديو.. خالد الجندي: القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه ولا أنواره الساطعات على القلب    دعاء ياسين: أحمد السقا ممثل محترف وطموحاتي في التمثيل لا حدود لها    "بتكلفة بسيطة".. أماكن رائعة للاحتفال بشم النسيم 2024 مع العائلة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط    جامعة طنطا تُناقش أعداد الطلاب المقبولين بالكليات النظرية    الآن داخل المملكة العربية السعودية.. سيارة شانجان (الأسعار والأنواع والمميزات)    وفد سياحي ألماني يزور منطقة آثار بني حسن بالمنيا    هيئة الرقابة النووية والإشعاعية تجتاز المراجعة السنوية الخارجية لشهادة الايزو 9001    مصرع طفل وإصابة آخر سقطا من أعلى شجرة التوت بالسنطة    رئيس غرفة مقدمي الرعاية الصحية: القطاع الخاص لعب دورا فعالا في أزمة كورونا    وزير الأوقاف : 17 سيدة على رأس العمل ما بين وكيل وزارة ومدير عام بالوزارة منهن 4 حاصلات على الدكتوراة    «التنمية المحلية»: فتح باب التصالح في مخالفات البناء الثلاثاء المقبل    19 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن الحقوقية هدى عبد المنعم    رموه من سطح بناية..الجيش الإسرائيلي يقتل شابا فلسطينيا في الخليل    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    مجهولون يلقون حقيبة فئران داخل اعتصام دعم غزة بجامعة كاليفورنيا (فيديو)    حملات مكثفة بأحياء الإسكندرية لضبط السلع الفاسدة وإزالة الإشغالات    «الداخلية»: تحرير 495 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1433 رخصة خلال 24 ساعة    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    استشاري طب وقائي: الصحة العالمية تشيد بإنجازات مصر في اللقاحات    إلغاء رحلات البالون الطائر بالأقصر لسوء الأحوال الجوية    عبدالجليل: سامسون لا يصلح للزمالك.. ووسام أبوعلي أثبت جدارته مع الأهلي    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب سيء.. وتبديلاته خاطئة    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأرصاد الجوية: حذرنا المحافظين قبل الكارثة وكان لابد من إخلاء المواطنين
نشر في الشعب يوم 21 - 01 - 2010

انفجر غضب الجماهير المنكوبة بسبب السيول بمدينة العريش فى وجه رئيس مجلس الوزراء أحمد نظيف، وذلك خلال زيارته أمس برفقة خمسة وزراء.
وكان نظيف قد قلل أمس الأول من حجم الدمار، قائلا: "إنه ليست هناك حاجة لإعلان الأماكن المتضررة مناطق منكوبة"، وتعالت هتافات المواطنين قائلين «ارحمونا يرحمكم الله وانتو فين والمساعدات فين».
فيما صرح المتحدث الرسمي لهيئة الأرصاد الجوية، بأن الهيئة أبلغت محافظى أسوان وشمال سيناء وجنوب سيناء بالتنبؤ بحدوث السيول التى سادت هذه المحافظات قبل حدوثها بوقت كاف لاتخاذ اللازم.
وأكد ان سيناء الآن تعد بالفعل منطقة منكوبة بعد الكوارث التى شهدتها والخسائر المالية الكبيرة التى تكبدتها.

وانشغلت معظم أجهزة المحافظة بالزيارة فى حين كان بالقرب منهم مواطنون يحاولون إنقاذ 4 أطفال سقطوا فى بالوعات الصرف، ولم يساعدهم أحد.

تحذيرات الأرصاد
وأكد المتحدث باسم هيئة الأرصاد على قطب، فى اتصال هاتفى ببرنامج البيت بيتك بالتلفزيون المصرى الأربعاء (20-1)، قائلا "أنا أنهيت مهمتى بإبلاغ المحافظين بدليل أن هذه المعلومات نشرت بصحيفة الأخبار صباح الأحد "، وتابع أنه أرسل فاكسات الى مكاتب هؤلاء المحافظين يوم السبت (16-1)، فضلا عن إصدار بيان عن الهيئة ان الجمهورية ستتعرض لطقس غير مستقر مصحوب بأمطار رعدية وسيول شديدة فى أسوان ومنطقة سيناء والبحر الأحمر وعلى المحافظين اتخاذ اللازم.

وقال إنه أكد فى هذه الفاكسات التى أرسلت أيضا الى الصحف لنشرها ان هذا الطقس السيء سيستمر لمدة 72 ساعة وكان ذلك صباح السبت وبدأ الطقس يسوء ليل الأحد واشتد مع صباح الاثنين، وأضاف ان طريق مخرات السيول معروفة ومن السهل السيطرة على الأمور وكان لابد من إجلاء المواطنين منها حيث إن الأمطار التى سقطت على سيناء تعادل أمطار 10 سنوات كاملة حتى أنها تحركت الى البحر الأحمر.
وحذرت هيئة الأرصاد الجوية من شبورة كثيفة، صباح اليوم الخميس، فضلاً عن برودة قارصة ليلاً، بعد تحسن حالة الطقس نسبياً، كما توقعت انحسار الأمطار على السواحل الشمالية وشمال سيناء.

وأعلنت محافظات بنى سويف وقنا والمنيا حالة الطوارئ، تحسباً لسيول جديدة، خصوصاً فى القرى التى تقع فى مخرات السيول.

وقد غابت الإحصاءات الرسمية بعدد القتلى والمفقودين غائبة وإن أشار الدكتور عبد الرحمن شاهين المتحدث باسم وزارة الصحة مساء أمس الأول إلى مقتل 4 وإصابة 41 آخرين، وارتفع العدد إلى 6 أشخاص بعد العثور على جثتين إحداهما لشرطى

ونظيف يتفقد الملاعب المفتوحة
وقام الدكتور أحمد نظيف - رئيس مجلس الوزراء - برفقة اللواء مراد موافي - محافظ شمال سيناء - وخمسة وزراء بتفقد مناطق وأضرار السيول بالعريش (من الجهة الشرقية) أمس حيث تفقدوا منطقة المدينة الشبابية والملاعب المفتوحة، والأضرار التي سببتها مياه السيول، كما شاهدوا الطرق والزراعات المدمرة ورأوا آثار السيول بمنطقة غرب العريش.

و"وعد" نظيف قبيل مغادرته العريش بتوفير جميع الاحتياجات العاجلة والمطلوبة لمحافظة شمال سيناء لعلاج آثار السيول وتسكين جميع المتضررين "فورا" وصرف "إعانات فورية" لهم، وأكد أنه «تم وضع خطة متكاملة لتنمية شمال سيناء سياحيا وعمرانيا وصناعيا وتحسين وتطوير حالة البنية الأساسية ورفع كفاءة المرافق وتطوير الميناء والعمل على الحد من آثار وأضرار السيول”.

1500منزل
وانتقد المنكوبون بطء الإجراءات الحكومية في الإنقاذ وضياع كل ما يمتلكونه أمام طوفان المياه، وعدم كفاية مستلزمات الحياة في المواقع التي خصصتها الحكومة لإيوائهم، وأشاروا إلي أن محافظة العريش أقامت منشآت عمرانية وسياحية وترفيهية وتجارية بتكلفة تزيد علي 150 مليون جنيه في مخر سيل العريش، وفجأة انهارت كل هذه المنشآت أمام السيول، كما فقد الأهالي أكثر من 1500 منزل جرفتها السيول في طريقها إلي البحر.

وقال الشيخ محمد أبو سلامة زايد: «بماذا تنفعنا ال100 جنيه والبطانية بعد أن دمرت منازلنا بالكامل؟!».وهددت 200 أسرة فى قرية «أبو صوير» التى دمرتها السيول بالتظاهر لعدم توفير مأوى ومعونات لهم، وتوقف أعمال الإغاثة والإنقاذ، وتوزيع مواد المساعدات على المحاسيب وفقاً للأصوات الانتخابية.

150وجبة وقنابل مسيلة للدموع
وقال مصدر أمني إن نحو ألف شخص من مواطني قرية أبو صوير بجنوب سيناء قطعوا الطريق المؤدي من رأس سدر إلي شرم الشيخ بالشاحنات الصغيرة وأشعلوا النيران في الإطارات المطاطية احتجاجاً علي تأخر وصول المساعدات الإغاثية إليهم، مضيفاً أن المتظاهرين قذفوا رجال الشرطة بالحجارة.

وفى جنوب سيناء أغلق مواطنون غاضبون الطريق الدولى المؤدى إلى مدينة شرم الشيخ، وأشعلوا النيران فى إطارات السيارات. وبعد أن فتحوا الطريق بعد تدخل شيوخ البدو، أغلقه آخرون ورفضوا فتحه، فيما هددت 200 أسرة ممن شردتهم السيول بالتظاهر، احتجاجا على عدم توفير مأوى لهم. وقال عدد ممن شاركوا فى قطع الطريق الدولى إن الشرطة حاصرتهم، ونجحت فى فتح الطريق، بعد اشتباكات بينها والمتضررين، شهدت إطلاق أعيرة نارية وقنابل مسيلة للدموع، حسب تأكيدهم.

وقال شهود عيان إن السيول محت مناطق كاملة مثل منطقة الجراجرة التي قضي عليها السيل، في حين بات الناس ليلتهم الأولي في الشوارع، وقد تم فتح الكنائس والمساجد لاستقبال الناس في قري أبو صوير ورأس سدر، فيما قام الناجون من المنازل المهدمة باقتحام مباني الإسكان البدوي الجديدة والإقامة فيها، وظهر نقص شديد في الوجبات الجافة مع استمرار انقطاع الكهرباء في منطقة أبو صوير وحي السادات، كما أن قرية وادي سدر معرضة لنزول سيول قوية بها، وقامت الشركة العامة للبترول بتوزيع 150 وجبة علي المشردين.

احتجاز محافظ سيناء
واحتجزت السيول محافظ جنوب سيناء اللواء محمد عبد الفضيل، بين أبو رديس وأبو زنيمة أثناء محاولته المرور علي القري المضارة فيما نجحت القوات المسلحة في فتح الطريق الدولي المتجه للقاهرة صباح أمس.

وأدي تدمير أجزاء من شبكة الطرق الدولية في سيناء إلي احتجاز المئات من الموظفين والطلبة الذين يدرسون في جامعات الدلتا، وتكدست أتوبيسات النقل العام في الموقف الرئيسي لشركة شرق الدلتا بمدينة الطور مما أدي لتصاعد الغضب بين أهالي جنوب سيناء الذين انتقدوا تركهم معزولين بلا اتصالات ولامواصلات في حين بقي مطار الطور مغلقا، وتساءل الأهالي: لماذا لا تفتح الحكومة المطار وتشغل رحلات طوارئ لنقل المحجوزين من الطلاب والموظفين؟!

وفي شرم الشيخ تصاعدت انتقادات العاملين بالسياحة لترك شوارع المدينة غارقة في المياه رغم توقف السيول من يومين، وقال أحد العاملين بالسياحة في اتصال مع «الدستور»: إن الفنادق الواقعة خلف منطقة المطار محاصرة بالمياه ولا يستطيع السياح الوصول إليها، وإن الحافلات السياحية تتعطل بالعشرات بسبب المياه التي تركها المسئولون في سابقة تعد الأولي للمدينة التي تحظي من سنوات بمعاملة مميزة من الدولة.

جندى الحدود
وقد لقي شرطي مصرعه أمس الأول - الثلاثاء - في سيول سيناء بينما لم يتمكن نحو خمسة آلاف مواطن من العودة إلي منازلهم منذ يوم الاثنين الماضي.

وقال مصدر أمني إن الشرطي ويدعي عيد صلاح أحمد رمضان 23 عاما وهو من قوات قطاع وسط سيناء، قد وصل إلي مستشفي رفح جثة هامدة.

وأضاف أن السيول جرفت الجثة حيث كان الشرطي في نوبة حراسة له عند إحدي النقاط الحدودية بين مصر وإسرائيل بالقطاع الأوسط لسيناء.

ويعاني سكان شرق العريش من نفاد مؤنهم من مواد تموينية وغذائية وكذا نفاد الوقود في المحطات وجميع احتياجاتهم الضرورية الأخرى.

الجيش يتدخل
إوقال مسئول محلي إنه لا يوجد حتي الآن حصر واضح لحجم الخسائر بسبب انقطاع الاتصالات التليفونية. وأشار إلي أن الحصر المتوفر حتي الآن يشير إلي أن مياه السيول غمرت 68 منزلا بمدينة رفح وتسببت في انهيار ثلاثة و25 عشة، بالإضافة إلي خسائر أخري في خطوط الضغط العالي والكهرباء.

وتابع أن ارتفاع المياه بوادي العريش قد وصل إلي نحو مترين، وأن منزلا من ثلاثة طوابق قد انهار.

وقال إن نحو 500 مواطن قد غمرت المياه منازلهم ونقلوا إلي معسكر إيواء بإحدي مدارس العريش، فيما أقامت القوات المسلحة معسكرا آخر يسع ألف شخص إلا أنه لم يستقبل أحدًا حتي الآن كما تم إقامة معسكر آخر لم يستقبل أي مواطنين.

وقال إنه تم إخلاء مستشفي العريش من المرضي وعددهم 75 مريضا بعد أن غمرت المياه الدور الأول من المستشفي بالكامل.

ولا تزال مناطق شرق العريش كضاحيتي السلام والجيش، وأحياء ومناطق الريسة وعاطف السادات والموقف الجديد وأبو صقل معزولة تماما عن وسط المدينة بسبب انقطاع الطرق، علاوة علي انفصال الشيخ زويد ورفح والحسنة ونخل عن العريش العاصمة. وانقطع التيار الكهربائي عن المدن الرئيسية بينما تواصل انقطاع التيار الكهربائي لليوم الثالث علي التوالي داخل القري التي اجتاحتها السيول والقريبة من مخرات السيول، فيما انقطعت خدمة مياه الشرب بعد أن دمرت مواسير المياه بفعل قوة السيل.

وفي جنوب سيناء أكد شهود عيان من أهالي القري أن عشرات المحال بالسوق التجارية بقرية أبو صوير دمرت تماما واختفت معالم السوق وأغرقت مياه السيول المحال وأفسدت البضائع داخلها.

المبيت بالمساجد
وفتحت المساجد أبوابها أمام المشردين من الرجال والنساء والأطفال وقام عدد من المواطنين بتوزيع مئات الأغطية علي المشردين بعد أن فقدوا أمتعتهم داخل منازلهم المهدمة بينما قام البعض بتوزيع الفاكهة والمعلبات علي المشردين.

وقال أحد السكان إن ثلاثة محال تجارية يمتلكها بقرية أبو صوير دمرت تماما وجرف السيل البضائع الموجودة داخلها فيما يعد خسارة مالية فادحة له ولأسرته وشركائه.

وقال رضا الخضري - أحد السكان - إن مجمع المدارس بقرية أبو صويرة أحاطته بحيرة من مياه السيول من جميع الجهات وأن مدرسة محمد فريد الابتدائية غطت المياه أرضيات الفصول بها وامتنع الأطفال عن مواصلة امتحانات نصف العام الدراسي.

مبارك يتجاهل أهل سيناء
ومن ناحية أخري ارتفعت أعداد البيوت المنهارة من جراء السيول التي شهدتها قري أسوان إلي 458 منزلاً، وشهدت الأجهزة التنفيذية تحركات واسعة في القري المنكوبة وهي الشديدة والشيخ علي واللقطة والأعتاب بعد أن تلقي اللواء «مصطفي السيد» محافظ أسوان أمس الأول إخطاراً بوصول الرئيس مبارك لأسوان لزيارة موقع الأحداث. التقي الرئيس أمس عدداً من الأهالي في حضور «محمد جلال» رئيس المجموعة البرلمانية و«دياب عبدالله» و«صالح مشالي» عضوي مجلس الشوري وأعضاء المجلس المحلي، وأصدر مبارك تعليماته بصرف 25 ألف جنيه لكل منزل منهار بخلاف تعويض الأهالي عن المنقولات وتدخل اللواء «عبدالسلام المحجوب» وزير التنمية المحلية قائلاً: وبتوع «سينا» ياريس، فقال مبارك: بتوع «سينا» بيصَّرفوا نفسهم يا محجوب.

تكافل شعبى
وفي الوقت الذي شهدت فيه زيارة الرئيس اهتماماً غير عادي من جانب المحافظة بالمنكوبين تابعت طوائف المجتمع الأسواني استضافة المتضررين وسارع عدد كبير من مواطني أسوان بتقديم الوجبات للمضارين من السيول.

وأكد «ثابت عبدالقادر» عضو المجلس المحلي بأسوان أن معظم المنازل المنهارة كانت بعيدة عن مخرات السيول، مفسراً ما حدث بأن عاصفة ثلجية لم تشهدها أسوان من قبل هي التي تسببت في انهيار المنازل، إذ تراكمت الثلوج فوق جبال أسوان وحملتها السيول في اتجاه المنازل، مما تسبب في انهيارها. وطالب الأهالي الجهات التنفيذية بضرورة أن تشمل التعويضات كل الأسر المتضررة وليس البيوت فقط، إذ يحتوي المنزل الواحد في أسوان علي أكثر من أسرة.

خسائر الزراعة ومسئولية الحكومة
من جهة أخرى كشفت مصادر مسئولة بوزارة الزراعة عن أن مديريتي الزراعة بكل من شمال سيناء وأسوان قد قدرتا المساحات المزروعة التي دمرتها السيول التي ضربت المحافظتين بنحو 50 ألف فدان.

وأشارت المصادر إلي أن السيول قد دمرت نحو 40 ألف فدان مزروعة بالفاكهة بمنطقة وادي العريش، كما دمرت ما يقرب من 10 آلاف فدان بمحافظة أسوان مزروعة بالفاكهة والخضر.

وأضافت المصادر أن السيول تسببت في تدمير محصول التمر المخزن لدي المزارعين بأسوان، الذي تقدر كمياته بآلاف الأطنان. من جانبه حمل الدكتور مغاوري شحاتة دياب- أستاذ المياه والرئيس السابق لجامعة المنوفية- الحكومة مسئولية الآثار السلبية التي خلفتها السيول في الزراعات أو الطرق.

وأشار دياب إلي أن الحكومة أهملت بشكل تام سد الروافع الذي يقع علي بداية وادي العريش، حيث لم تتحرك المحليات لإزالة الرمال التي ردمت مجري السد، كذلك لم تقم بتعليته منذ ما يقرب من 12 عاماً، وبالتالي فعندما ضربت السيول العريش تجاوزت السد ودمرت الزراعات والمنشآت التي تقع في وادي العريش، فضلاً عن تقسيمها لمدينة العريش إلي قسمين.

تشكيل لجنة
ومن جانبه قال الدكتور محمد نصر الدين علام وزير الموارد المائية والري، إنه قرر تشكيل لجنة برئاسة رئيس مصلحة الري لمتابعة أوضاع السيول. وأشار علام إلي أن الوزارة تنبأت بحدوث الأمطار والعاصفة قبل وقوعها بنحو 24 ساعة وأبلغت الوزارة محافظتي جنوب سيناء والبحر الأحمر تليفونياً عن طريق إدارات الري في المحافظتين.

وفيما يتعلق بتأثير السيول في هذه المحافظات أشار إلي أن سقوط الأمطار علي مناطق شمال سيناء أدي إلي حدوث سيول بمناطق وسط سيناء بوادي العريش ووادي الأزارق وارتفعت مياه السيول عن سد الروافع ووصلت السيول إلي وادي العريش متدافعة بسرعة كبيرة تصل إلي 100 كم/ساعة، وتدفقت المياه في اتجاه البحر مما تسبب في فصل شرق العريش عن غربها، مضيفاً أنه يجري حالياً متابعة التطورات وإزالة العوائق لحماية المدينة.

الرى واستيعاب السيول
أما محافظة جنوب سيناء فأوضح علام أن السيول التي ضربت المحافظة لم تتسبب في حدوث أية تلفيات في المنشآت بزمام المحافظة، حيث تم استيعاب السيول بمخرات السيول الموجودة بالمحافظة بأمان وتوجيهها عن طريق حواجز التوجيه إلي مواقع السدود المقامة لحجز مياه السيول.

أما في محافظة البحر الأحمر فتجمع السيل في مخرات الأودية وتجمعت مياه السيل علي جانبي الطريق الأسفلتي الواصل بين الغردقة ومرسي علم، مما أدي إلي تعطل حركة المواصلات علي الطريق من مساء الأحد الماضي حتي ظهر الاثنين الماضي، كما حدث تهدل لبعض المناطق الواقعة علي طريق السويس- الغردقة، كما حدث تهدل لأجزاء من حارات طريق القصير- قفط مما أدي إلي قطع الطريق بالكامل ثم غلق الطريق مؤقتاً. كما تعرض موقع سد سفاجا الجاري إنشاؤه بمجري وادي سفاجا لتجميع السيول للغرق.

أما في محافظة أسوان فأوضح علام أن منطقة مخر سيل نجع الشديدة شهد تصدع وانهيار بعض المنازل المبنية بالطوب اللبن، كما شهد مخر سيل أبوالريش قبلي 1 وقبلي 2 حدوث تصدع لبعض المنازل نتيجة للسيول. وأوضح علام أن المنازل المنهارة والمتصدعة بفعل السيول في أسوان حتي الآن بلغت نحو 300 منزل وذلك طبقاً لحصر الوحدات المحلية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.