المصرف المتحد يحقق 1.5 مليار جنيه صافي ربح بالنصف الأول من 2025    لافروف ووزير الخارجية المجر يبحثان الوضع في أوكرانيا على هامش قمة ألاسكا    تحركات فلسطينية مكثفة بالأمم المتحدة لدعم حل الدولتين قبل الجمعية العامة في سبتمبر المقبل    محافظ أسيوط يتابع الحالة الصحية لمصابي حادث انقلاب أتوبيس على الطريق الصحراوي الغربي ويوجه بتقديم الرعاية والدعم اللازمين    بالصور .. عطية يتابع غرفة عمليات الثانوية العامة الدور الثاني    صحفي فلسطيني: أم أنس الشريف تمر بحالة صحية عصيبة منذ استشهاد ابنها    وزارة الصحة تقدم 30 مليون خدمة طبية بالنصف الأول من 2025    «الرعاية الصحية» تطلق مبادرة لاستقطاب الخبرات الطبية المصرية العالمية    تحرك شاحنات القافلة السادسة عشرة من المساعدات من مصر إلى غزة    فحوصات طبية ل فيريرا بعد تعرضه لوعكة صحية مفاجئة عقب مباراة المقاولون    "لا يصلح".. نجم الأهلي السابق يكشف خطأ الزمالك في استخدام ناصر ماهر    قمة إنجليزية.. مواعيد مباريات اليوم الأحد    الأحد 17 أغسطس 2025.. أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع المحلية اليوم    وزيرة التنمية المحلية: إزالة 4623 مخالفة بناء فى عدد من المحافظات    تحويلات مرورية بشارع 26 يوليو بالجيزة بسبب أعمال المونوريل    الفرح تحول إلى مأتم.. مصرع 4 شباب وإصابة 5 آخرين في زفة عروس بالأقصر    ضبط 113.2 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    "الجونة السينمائي" ينعى مدير التصوير تيمور تيمور    بزيادة 14 ألف طن.. قنا تعلن انتهاء موسم توريد القمح    يسري جبر: الثبات في طريق الله يكون بالحب والمواظبة والاستعانة بالله    موعد آخر فرصة لتقليل الاغتراب والتحويلات بتنسيق المرحلتين الأولى والثانية    ننشر التسعيرة الحقيقية ل الفراخ البيضاء اليوم.. احذر التلاعب    5 حالات اختناق إثر 3 حرائق في القاهرة والجيزة    أسعار الخضراوات والفاكهة بسوق العبور اليوم الأحد 17 أغسطس 2025    شرطة الاحتلال: إغلاق 4 طرق رئيسية بسبب إضراب واسع في إسرائيل    فتنة إسرائيلية    جمعية الكاريكاتير تُكرّم الفنان سامى أمين    "بشكركم إنكم كنتم سبب في النجاح".. حمزة نمرة يوجه رسالة لجمهوره    صناديق «الشيوخ» تعيد ترتيب الكراسى    الأردن يدين تجميد إسرائيل حسابات بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس    إصلاح الإعلام    البوصلة    حظك اليوم وتوقعات الأبراج    "يغنيان".. 5 صور لإمام عاشور ومروان عطية في السيارة    قوات الاحتلال تُضرم النار في منزل غربي جنين    مصرع شخصين وإصابة 30 آخرين فى انقلاب أتوبيس نقل على الطريق الصحراوى بأسيوط    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 بحسب أجندة رئاسة الجمهورية    عيار 21 الآن.. أسعار الذهب اليوم في مصر الأحد 17 أغسطس 2025 بعد خسارة 1.7% عالميًا    مشيرة إسماعيل تكشف كواليس تعاونها مع عادل إمام: «فنان ملتزم جدًا في عمله»    للتخلص من الملوثات التي لا تستطيع رؤيتها.. استشاري يوضح الطريق الصحيحة لتنظيف الأطعمة    وكيل صحة سوهاج يصرف مكافأة تميز لطبيب وممرضة بوحدة طب الأسرة بروافع القصير    رويترز: المقترح الروسي يمنع أوكرانيا من الانضمام للناتو ويشترط اعتراف أمريكا بالسيادة على القرم    تدق ناقوس الخطر، دراسة تكشف تأثير تناول الباراسيتامول أثناء الحمل على الخلايا العصبية للأطفال    8 ورش فنية في مهرجان القاهرة التجريبي بينها فعاليات بالمحافظات    «مش عايز حب جمهور الزمالك».. تعليق مثير من مدرب الأهلي السابق بشأن سب الجماهير ل زيزو    مواقيت الصلاة في محافظة أسوان اليوم الأحد 17 أغسطس 2025    رئيس جامعة المنيا يبحث التعاون الأكاديمي مع المستشار الثقافي لسفارة البحرين    الداخلية تكشف حقيقة مشاجرة أمام قرية سياحية بمطروح    كيف تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع تعادل الزمالك والمقاولون العرب؟ (كوميك)    المصرية للاتصالات تنجح في إنزال الكابل البحري "كورال بريدج" بطابا لأول مرة لربط مصر والأردن.. صور    تعليق مثير فليك بعد فوز برشلونة على مايوركا    وزيرا خارجية روسيا وتركيا يبحثان هاتفيا نتائج القمة الروسية الأمريكية في ألاسكا    «أوحش من كدا إيه؟».. خالد الغندور يعلق على أداء الزمالك أمام المقاولون    «زي النهارده».. وفاة البابا كيرلس الخامس 17 أغسطس 1927    "عربي مكسر".. بودكاست على تليفزيون اليوم السابع مع باسم فؤاد.. فيديو    يسري جبر يوضح ضوابط أكل الصيد في ضوء حديث النبي صلى الله عليه وسلم    عاوزه ألبس الحجاب ولكني مترددة؟.. أمين الفتوى يجيب    هل يجوز إخراج الزكاة في بناء المساجد؟.. أمين الفتوى يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأرصاد الجوية: حذرنا المحافظين قبل الكارثة وكان لابد من إخلاء المواطنين
نشر في الشعب يوم 21 - 01 - 2010

انفجر غضب الجماهير المنكوبة بسبب السيول بمدينة العريش فى وجه رئيس مجلس الوزراء أحمد نظيف، وذلك خلال زيارته أمس برفقة خمسة وزراء.
وكان نظيف قد قلل أمس الأول من حجم الدمار، قائلا: "إنه ليست هناك حاجة لإعلان الأماكن المتضررة مناطق منكوبة"، وتعالت هتافات المواطنين قائلين «ارحمونا يرحمكم الله وانتو فين والمساعدات فين».
فيما صرح المتحدث الرسمي لهيئة الأرصاد الجوية، بأن الهيئة أبلغت محافظى أسوان وشمال سيناء وجنوب سيناء بالتنبؤ بحدوث السيول التى سادت هذه المحافظات قبل حدوثها بوقت كاف لاتخاذ اللازم.
وأكد ان سيناء الآن تعد بالفعل منطقة منكوبة بعد الكوارث التى شهدتها والخسائر المالية الكبيرة التى تكبدتها.

وانشغلت معظم أجهزة المحافظة بالزيارة فى حين كان بالقرب منهم مواطنون يحاولون إنقاذ 4 أطفال سقطوا فى بالوعات الصرف، ولم يساعدهم أحد.

تحذيرات الأرصاد
وأكد المتحدث باسم هيئة الأرصاد على قطب، فى اتصال هاتفى ببرنامج البيت بيتك بالتلفزيون المصرى الأربعاء (20-1)، قائلا "أنا أنهيت مهمتى بإبلاغ المحافظين بدليل أن هذه المعلومات نشرت بصحيفة الأخبار صباح الأحد "، وتابع أنه أرسل فاكسات الى مكاتب هؤلاء المحافظين يوم السبت (16-1)، فضلا عن إصدار بيان عن الهيئة ان الجمهورية ستتعرض لطقس غير مستقر مصحوب بأمطار رعدية وسيول شديدة فى أسوان ومنطقة سيناء والبحر الأحمر وعلى المحافظين اتخاذ اللازم.

وقال إنه أكد فى هذه الفاكسات التى أرسلت أيضا الى الصحف لنشرها ان هذا الطقس السيء سيستمر لمدة 72 ساعة وكان ذلك صباح السبت وبدأ الطقس يسوء ليل الأحد واشتد مع صباح الاثنين، وأضاف ان طريق مخرات السيول معروفة ومن السهل السيطرة على الأمور وكان لابد من إجلاء المواطنين منها حيث إن الأمطار التى سقطت على سيناء تعادل أمطار 10 سنوات كاملة حتى أنها تحركت الى البحر الأحمر.
وحذرت هيئة الأرصاد الجوية من شبورة كثيفة، صباح اليوم الخميس، فضلاً عن برودة قارصة ليلاً، بعد تحسن حالة الطقس نسبياً، كما توقعت انحسار الأمطار على السواحل الشمالية وشمال سيناء.

وأعلنت محافظات بنى سويف وقنا والمنيا حالة الطوارئ، تحسباً لسيول جديدة، خصوصاً فى القرى التى تقع فى مخرات السيول.

وقد غابت الإحصاءات الرسمية بعدد القتلى والمفقودين غائبة وإن أشار الدكتور عبد الرحمن شاهين المتحدث باسم وزارة الصحة مساء أمس الأول إلى مقتل 4 وإصابة 41 آخرين، وارتفع العدد إلى 6 أشخاص بعد العثور على جثتين إحداهما لشرطى

ونظيف يتفقد الملاعب المفتوحة
وقام الدكتور أحمد نظيف - رئيس مجلس الوزراء - برفقة اللواء مراد موافي - محافظ شمال سيناء - وخمسة وزراء بتفقد مناطق وأضرار السيول بالعريش (من الجهة الشرقية) أمس حيث تفقدوا منطقة المدينة الشبابية والملاعب المفتوحة، والأضرار التي سببتها مياه السيول، كما شاهدوا الطرق والزراعات المدمرة ورأوا آثار السيول بمنطقة غرب العريش.

و"وعد" نظيف قبيل مغادرته العريش بتوفير جميع الاحتياجات العاجلة والمطلوبة لمحافظة شمال سيناء لعلاج آثار السيول وتسكين جميع المتضررين "فورا" وصرف "إعانات فورية" لهم، وأكد أنه «تم وضع خطة متكاملة لتنمية شمال سيناء سياحيا وعمرانيا وصناعيا وتحسين وتطوير حالة البنية الأساسية ورفع كفاءة المرافق وتطوير الميناء والعمل على الحد من آثار وأضرار السيول”.

1500منزل
وانتقد المنكوبون بطء الإجراءات الحكومية في الإنقاذ وضياع كل ما يمتلكونه أمام طوفان المياه، وعدم كفاية مستلزمات الحياة في المواقع التي خصصتها الحكومة لإيوائهم، وأشاروا إلي أن محافظة العريش أقامت منشآت عمرانية وسياحية وترفيهية وتجارية بتكلفة تزيد علي 150 مليون جنيه في مخر سيل العريش، وفجأة انهارت كل هذه المنشآت أمام السيول، كما فقد الأهالي أكثر من 1500 منزل جرفتها السيول في طريقها إلي البحر.

وقال الشيخ محمد أبو سلامة زايد: «بماذا تنفعنا ال100 جنيه والبطانية بعد أن دمرت منازلنا بالكامل؟!».وهددت 200 أسرة فى قرية «أبو صوير» التى دمرتها السيول بالتظاهر لعدم توفير مأوى ومعونات لهم، وتوقف أعمال الإغاثة والإنقاذ، وتوزيع مواد المساعدات على المحاسيب وفقاً للأصوات الانتخابية.

150وجبة وقنابل مسيلة للدموع
وقال مصدر أمني إن نحو ألف شخص من مواطني قرية أبو صوير بجنوب سيناء قطعوا الطريق المؤدي من رأس سدر إلي شرم الشيخ بالشاحنات الصغيرة وأشعلوا النيران في الإطارات المطاطية احتجاجاً علي تأخر وصول المساعدات الإغاثية إليهم، مضيفاً أن المتظاهرين قذفوا رجال الشرطة بالحجارة.

وفى جنوب سيناء أغلق مواطنون غاضبون الطريق الدولى المؤدى إلى مدينة شرم الشيخ، وأشعلوا النيران فى إطارات السيارات. وبعد أن فتحوا الطريق بعد تدخل شيوخ البدو، أغلقه آخرون ورفضوا فتحه، فيما هددت 200 أسرة ممن شردتهم السيول بالتظاهر، احتجاجا على عدم توفير مأوى لهم. وقال عدد ممن شاركوا فى قطع الطريق الدولى إن الشرطة حاصرتهم، ونجحت فى فتح الطريق، بعد اشتباكات بينها والمتضررين، شهدت إطلاق أعيرة نارية وقنابل مسيلة للدموع، حسب تأكيدهم.

وقال شهود عيان إن السيول محت مناطق كاملة مثل منطقة الجراجرة التي قضي عليها السيل، في حين بات الناس ليلتهم الأولي في الشوارع، وقد تم فتح الكنائس والمساجد لاستقبال الناس في قري أبو صوير ورأس سدر، فيما قام الناجون من المنازل المهدمة باقتحام مباني الإسكان البدوي الجديدة والإقامة فيها، وظهر نقص شديد في الوجبات الجافة مع استمرار انقطاع الكهرباء في منطقة أبو صوير وحي السادات، كما أن قرية وادي سدر معرضة لنزول سيول قوية بها، وقامت الشركة العامة للبترول بتوزيع 150 وجبة علي المشردين.

احتجاز محافظ سيناء
واحتجزت السيول محافظ جنوب سيناء اللواء محمد عبد الفضيل، بين أبو رديس وأبو زنيمة أثناء محاولته المرور علي القري المضارة فيما نجحت القوات المسلحة في فتح الطريق الدولي المتجه للقاهرة صباح أمس.

وأدي تدمير أجزاء من شبكة الطرق الدولية في سيناء إلي احتجاز المئات من الموظفين والطلبة الذين يدرسون في جامعات الدلتا، وتكدست أتوبيسات النقل العام في الموقف الرئيسي لشركة شرق الدلتا بمدينة الطور مما أدي لتصاعد الغضب بين أهالي جنوب سيناء الذين انتقدوا تركهم معزولين بلا اتصالات ولامواصلات في حين بقي مطار الطور مغلقا، وتساءل الأهالي: لماذا لا تفتح الحكومة المطار وتشغل رحلات طوارئ لنقل المحجوزين من الطلاب والموظفين؟!

وفي شرم الشيخ تصاعدت انتقادات العاملين بالسياحة لترك شوارع المدينة غارقة في المياه رغم توقف السيول من يومين، وقال أحد العاملين بالسياحة في اتصال مع «الدستور»: إن الفنادق الواقعة خلف منطقة المطار محاصرة بالمياه ولا يستطيع السياح الوصول إليها، وإن الحافلات السياحية تتعطل بالعشرات بسبب المياه التي تركها المسئولون في سابقة تعد الأولي للمدينة التي تحظي من سنوات بمعاملة مميزة من الدولة.

جندى الحدود
وقد لقي شرطي مصرعه أمس الأول - الثلاثاء - في سيول سيناء بينما لم يتمكن نحو خمسة آلاف مواطن من العودة إلي منازلهم منذ يوم الاثنين الماضي.

وقال مصدر أمني إن الشرطي ويدعي عيد صلاح أحمد رمضان 23 عاما وهو من قوات قطاع وسط سيناء، قد وصل إلي مستشفي رفح جثة هامدة.

وأضاف أن السيول جرفت الجثة حيث كان الشرطي في نوبة حراسة له عند إحدي النقاط الحدودية بين مصر وإسرائيل بالقطاع الأوسط لسيناء.

ويعاني سكان شرق العريش من نفاد مؤنهم من مواد تموينية وغذائية وكذا نفاد الوقود في المحطات وجميع احتياجاتهم الضرورية الأخرى.

الجيش يتدخل
إوقال مسئول محلي إنه لا يوجد حتي الآن حصر واضح لحجم الخسائر بسبب انقطاع الاتصالات التليفونية. وأشار إلي أن الحصر المتوفر حتي الآن يشير إلي أن مياه السيول غمرت 68 منزلا بمدينة رفح وتسببت في انهيار ثلاثة و25 عشة، بالإضافة إلي خسائر أخري في خطوط الضغط العالي والكهرباء.

وتابع أن ارتفاع المياه بوادي العريش قد وصل إلي نحو مترين، وأن منزلا من ثلاثة طوابق قد انهار.

وقال إن نحو 500 مواطن قد غمرت المياه منازلهم ونقلوا إلي معسكر إيواء بإحدي مدارس العريش، فيما أقامت القوات المسلحة معسكرا آخر يسع ألف شخص إلا أنه لم يستقبل أحدًا حتي الآن كما تم إقامة معسكر آخر لم يستقبل أي مواطنين.

وقال إنه تم إخلاء مستشفي العريش من المرضي وعددهم 75 مريضا بعد أن غمرت المياه الدور الأول من المستشفي بالكامل.

ولا تزال مناطق شرق العريش كضاحيتي السلام والجيش، وأحياء ومناطق الريسة وعاطف السادات والموقف الجديد وأبو صقل معزولة تماما عن وسط المدينة بسبب انقطاع الطرق، علاوة علي انفصال الشيخ زويد ورفح والحسنة ونخل عن العريش العاصمة. وانقطع التيار الكهربائي عن المدن الرئيسية بينما تواصل انقطاع التيار الكهربائي لليوم الثالث علي التوالي داخل القري التي اجتاحتها السيول والقريبة من مخرات السيول، فيما انقطعت خدمة مياه الشرب بعد أن دمرت مواسير المياه بفعل قوة السيل.

وفي جنوب سيناء أكد شهود عيان من أهالي القري أن عشرات المحال بالسوق التجارية بقرية أبو صوير دمرت تماما واختفت معالم السوق وأغرقت مياه السيول المحال وأفسدت البضائع داخلها.

المبيت بالمساجد
وفتحت المساجد أبوابها أمام المشردين من الرجال والنساء والأطفال وقام عدد من المواطنين بتوزيع مئات الأغطية علي المشردين بعد أن فقدوا أمتعتهم داخل منازلهم المهدمة بينما قام البعض بتوزيع الفاكهة والمعلبات علي المشردين.

وقال أحد السكان إن ثلاثة محال تجارية يمتلكها بقرية أبو صوير دمرت تماما وجرف السيل البضائع الموجودة داخلها فيما يعد خسارة مالية فادحة له ولأسرته وشركائه.

وقال رضا الخضري - أحد السكان - إن مجمع المدارس بقرية أبو صويرة أحاطته بحيرة من مياه السيول من جميع الجهات وأن مدرسة محمد فريد الابتدائية غطت المياه أرضيات الفصول بها وامتنع الأطفال عن مواصلة امتحانات نصف العام الدراسي.

مبارك يتجاهل أهل سيناء
ومن ناحية أخري ارتفعت أعداد البيوت المنهارة من جراء السيول التي شهدتها قري أسوان إلي 458 منزلاً، وشهدت الأجهزة التنفيذية تحركات واسعة في القري المنكوبة وهي الشديدة والشيخ علي واللقطة والأعتاب بعد أن تلقي اللواء «مصطفي السيد» محافظ أسوان أمس الأول إخطاراً بوصول الرئيس مبارك لأسوان لزيارة موقع الأحداث. التقي الرئيس أمس عدداً من الأهالي في حضور «محمد جلال» رئيس المجموعة البرلمانية و«دياب عبدالله» و«صالح مشالي» عضوي مجلس الشوري وأعضاء المجلس المحلي، وأصدر مبارك تعليماته بصرف 25 ألف جنيه لكل منزل منهار بخلاف تعويض الأهالي عن المنقولات وتدخل اللواء «عبدالسلام المحجوب» وزير التنمية المحلية قائلاً: وبتوع «سينا» ياريس، فقال مبارك: بتوع «سينا» بيصَّرفوا نفسهم يا محجوب.

تكافل شعبى
وفي الوقت الذي شهدت فيه زيارة الرئيس اهتماماً غير عادي من جانب المحافظة بالمنكوبين تابعت طوائف المجتمع الأسواني استضافة المتضررين وسارع عدد كبير من مواطني أسوان بتقديم الوجبات للمضارين من السيول.

وأكد «ثابت عبدالقادر» عضو المجلس المحلي بأسوان أن معظم المنازل المنهارة كانت بعيدة عن مخرات السيول، مفسراً ما حدث بأن عاصفة ثلجية لم تشهدها أسوان من قبل هي التي تسببت في انهيار المنازل، إذ تراكمت الثلوج فوق جبال أسوان وحملتها السيول في اتجاه المنازل، مما تسبب في انهيارها. وطالب الأهالي الجهات التنفيذية بضرورة أن تشمل التعويضات كل الأسر المتضررة وليس البيوت فقط، إذ يحتوي المنزل الواحد في أسوان علي أكثر من أسرة.

خسائر الزراعة ومسئولية الحكومة
من جهة أخرى كشفت مصادر مسئولة بوزارة الزراعة عن أن مديريتي الزراعة بكل من شمال سيناء وأسوان قد قدرتا المساحات المزروعة التي دمرتها السيول التي ضربت المحافظتين بنحو 50 ألف فدان.

وأشارت المصادر إلي أن السيول قد دمرت نحو 40 ألف فدان مزروعة بالفاكهة بمنطقة وادي العريش، كما دمرت ما يقرب من 10 آلاف فدان بمحافظة أسوان مزروعة بالفاكهة والخضر.

وأضافت المصادر أن السيول تسببت في تدمير محصول التمر المخزن لدي المزارعين بأسوان، الذي تقدر كمياته بآلاف الأطنان. من جانبه حمل الدكتور مغاوري شحاتة دياب- أستاذ المياه والرئيس السابق لجامعة المنوفية- الحكومة مسئولية الآثار السلبية التي خلفتها السيول في الزراعات أو الطرق.

وأشار دياب إلي أن الحكومة أهملت بشكل تام سد الروافع الذي يقع علي بداية وادي العريش، حيث لم تتحرك المحليات لإزالة الرمال التي ردمت مجري السد، كذلك لم تقم بتعليته منذ ما يقرب من 12 عاماً، وبالتالي فعندما ضربت السيول العريش تجاوزت السد ودمرت الزراعات والمنشآت التي تقع في وادي العريش، فضلاً عن تقسيمها لمدينة العريش إلي قسمين.

تشكيل لجنة
ومن جانبه قال الدكتور محمد نصر الدين علام وزير الموارد المائية والري، إنه قرر تشكيل لجنة برئاسة رئيس مصلحة الري لمتابعة أوضاع السيول. وأشار علام إلي أن الوزارة تنبأت بحدوث الأمطار والعاصفة قبل وقوعها بنحو 24 ساعة وأبلغت الوزارة محافظتي جنوب سيناء والبحر الأحمر تليفونياً عن طريق إدارات الري في المحافظتين.

وفيما يتعلق بتأثير السيول في هذه المحافظات أشار إلي أن سقوط الأمطار علي مناطق شمال سيناء أدي إلي حدوث سيول بمناطق وسط سيناء بوادي العريش ووادي الأزارق وارتفعت مياه السيول عن سد الروافع ووصلت السيول إلي وادي العريش متدافعة بسرعة كبيرة تصل إلي 100 كم/ساعة، وتدفقت المياه في اتجاه البحر مما تسبب في فصل شرق العريش عن غربها، مضيفاً أنه يجري حالياً متابعة التطورات وإزالة العوائق لحماية المدينة.

الرى واستيعاب السيول
أما محافظة جنوب سيناء فأوضح علام أن السيول التي ضربت المحافظة لم تتسبب في حدوث أية تلفيات في المنشآت بزمام المحافظة، حيث تم استيعاب السيول بمخرات السيول الموجودة بالمحافظة بأمان وتوجيهها عن طريق حواجز التوجيه إلي مواقع السدود المقامة لحجز مياه السيول.

أما في محافظة البحر الأحمر فتجمع السيل في مخرات الأودية وتجمعت مياه السيل علي جانبي الطريق الأسفلتي الواصل بين الغردقة ومرسي علم، مما أدي إلي تعطل حركة المواصلات علي الطريق من مساء الأحد الماضي حتي ظهر الاثنين الماضي، كما حدث تهدل لبعض المناطق الواقعة علي طريق السويس- الغردقة، كما حدث تهدل لأجزاء من حارات طريق القصير- قفط مما أدي إلي قطع الطريق بالكامل ثم غلق الطريق مؤقتاً. كما تعرض موقع سد سفاجا الجاري إنشاؤه بمجري وادي سفاجا لتجميع السيول للغرق.

أما في محافظة أسوان فأوضح علام أن منطقة مخر سيل نجع الشديدة شهد تصدع وانهيار بعض المنازل المبنية بالطوب اللبن، كما شهد مخر سيل أبوالريش قبلي 1 وقبلي 2 حدوث تصدع لبعض المنازل نتيجة للسيول. وأوضح علام أن المنازل المنهارة والمتصدعة بفعل السيول في أسوان حتي الآن بلغت نحو 300 منزل وذلك طبقاً لحصر الوحدات المحلية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.