لا يكفى وحده أن يتم استبعاد رئيس مباحث «دلجا» الذى كان يتستر على الإرهابيين، ويوفر لهم الحماية والأمن، والذى كان يتستر على قيادات «الجماعة»، ولا يكفى أبداً أن تمر أحداث «دلجا» دون إجراء تحقيقات موسعة مع كل الذين تسببوا فى وقوع الأحداث الخاصة بحرق الكنائس بقرى أو مراكز محافظة المنيا.. فالذى حدث فى المنيا جد خطير، ولولا تراخى أجهزة الأمن بالمحافظة ما وقع ما نراه الآن.. وعندما تحرك الجيش والشرطة مؤخراً لتحرير «دلجا» من قبضة الإخوان وأفعالهم الحمقاء كان لابد أن يحدث قبل ذلك.. ولأن هناك تراخياً أمنياً وتستراً على هؤلاء الإرهابيين، شاهدنا الكارثة المروعة التى قامت بها «الجماعة».. والتى لم تتورع خجلاً من إقامة المتاريس وخلافه. عندما عزلت «الجماعة» «دلجا» عن المجتمع وروعت خلق الله هناك، وحرقت الكنائس، لم تجد رادعاً فى البداية لصدها عن هذه التصرفات الحمقاء التى ارتكبتها وبات هنا وجوب إجراء تحقيقات موسعة مع كل الأجهزة الأمنية بمحافظة المنيا، ومع الذين تراخوا أو تستروا على هذه الأفعال، وعندما تتحول «دلجا» بهذا الشكل المريب إلى وكر إرهابى للتكفيريين من «الجماعة» والخارجين على القانون، وتخفى الأجهزة الأمنية بالمحافظة هذه الحقائق عن وزارة الداخلية، فهذا هو الطامة الكبرى، وأعتقد أن اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية الذى يخوض حالياً معركة شرسة ضد الإرهاب، لن يكفيه أبداً استبعاد المتورطين عن المحافظة فحسب بل انه سيقدم كل هؤلاء الى المحاكمة الجنائية، أقول هذا لسابقة بالغة الأهمية وهى قيامه بعزل اللواء مصطفى باز الذى تكشفت حقيقة علاقاته بالجماعة، وما حدث من عدم تطبيق لائحة السجون على قيادات الجماعة المحبوسين واستثنائهم من أشياء كثيرة.. ولما نشرت «الوفد» تفاصيل ما كان يفعله هؤلاء المحبوسون من أفراد الجماعة داخل مجموعة سجون طرة، كان قرار الوزير الفورى استبعاد باز.. ومازلنا ننتظر قرار استبعاد قيادات الأمن فى المنيا الذين تسببوا فى كارثة التستر على الجماعة فى «دلجا» والحمد لله لقد تم تحرير «دلجا» من قبضة الإرهابيين بعد انتشار الجيش والشرطة فى شوارع المدينة وتعقب الإرهابيين الذين تورطوا فى ارتكاب أعمال إرهاب وحرق الكنائس. نعرف أن ما تقوم به الأجهزة الأمنية خلال هذه المرحلة دور تاريخى ومهم فى سبيل تطهير البلاد من الإرهابيين والتكفيريين الذين انتشروا فى أرض مصر كالجراد منذ وصول «الجماعة» الى سدة الحكم وبقائها لمدة اثنى عشر شهراً، ذاق فيها الشعب المصرى المر والقهر والذل، ولكن ذلك لا يمنع أبداً من أن تحاسب الداخلية كل المتورطين والمتسترين على أفعال «الجماعة» ممن كانوا يشبهون خلايا نائمة، فهؤلاء أشد خطراً من الإرهابيين أنفسهم، وأحداث «دلجا» كشفت هذا يقيناً. ونعرف أيضاً أن مشوار الحرب على الإرهاب يحتاج الى وقت حتى يتم تطهير البلاد من هذه الشرذمة وهذا يحتاج بالضرورة الى الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه أن ينال من الوطن سواء كانوا إرهابيين أو متسترين عليهم أو خلايا نائمة داخل الوزارات وخاصة الداخلية. وهناك بؤرة أخرى تحتاج الى الحسم وفى أسرع وقت وهى «كرداسة» بالجيزة، ويكفى ما فعلته «الجماعة» فيها من مذبحة شاب لها الولدان.. وآن الآوان لبدء تحرير كرداسة من قبضة المجرمين الإرهابيين وهذا ما سنتحدث عنه لاحقاً إن شاء الله.