بدأت قوات الأمن التحرك بشكل جدى نحو بؤر الإرهاب فى كل ربوع مصر، بعد نجاحها الملحوظ فى سيناء، وانهيار الظهير الشعبى للجماعات الإرهابية المسيطرة على تلك البؤر الإرهابية، وقامت قوات الأمن صباح أمس باقتحام قرية دلجا بمحافظة المنيا التى تم تهجير الأقباط منها وإحراق كنائسهم منذ قيام الموجة الثانية للثورة، وهو الأمر الذى اعتبره سكان فى منطقة كرداسة بادرة لعودة الحياة إلى مدينتهم مرة أخرى بعد أن اختطفها الإرهابيون. وهو الأمر الذى اتفق معه محللون سياسيون رأوا ضرورة قيام قوات الأمن باقتحام كرداسة وإعادة سيطرة الدولة المصرية على تلك الرقعة السكانية التى حدث فيها أبشع العمليات الإرهابية ضد ضباط وجنود الشرطة..
أمين إسكندر القيادى بالتيار الشعبى، قال تعليقا على اقتحام قوات الأمن لقرية دلجا وإمكانية تطبيق ذلك على منطقة كرداسة، المرحلة الحالية الآن قد تستوجب المعالجة الأمنية السريعة، مؤكدا أنها جاءت متأخرة كثيرا على قرية دلجا ومتأخرة فى كرداسة، لافتا إلى أن هناك بعض أجهزة الدولة واقعة فى هذا التمييز ضد الأقباط فى دلجا.
وعن كرداسة قال إن ما يحدث هو صمت مرعب نتيجة تداخل عائلى رهيب فى هذه المنطقة التى يوجد بها أصول متطرفة، حيث إن أول بذرة للتمييز ذرعها حسن البنا وكذلك خرج من كرداسة أشخاص تابعون لتنظيم الجهاد، مطالبا بضرورة تدخل الأمن فى أسرع وقت، حيث إنه لم يعد هناك سبيل سوى التدخل الأمنى والقبض على كل من تسبب فى إرهاب المواطنين وقام بإحراق الأقسام وأصحاب مذبحة ضباط وأفراد الشرطة هناك.
الدكتور مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، قال إن المعلومات المتوافرة لدىَّ أن وزارة الداخلية تعد العدة لاستعادة الأمن فى كرداسة وتنتظر اللحظة المناسبة، آملا أن تتبع قوات الشرطة أساليب حديثة وذكية فى القبض على المتورطين فى أعمال عنف ومن قاموا بالهجوم على مركز الشرطة وقتل ضباطها وجنودها، وإلا يتسبب ذلك فى إزهاق أرواح أبرياء ليس لهم ذنب من السكان فى المنطقة.
ومن ناحية أخرى أصبحت شوارع كرداسة خالية تماما من الأهالى وأغلب المحال التجارية تغلق أبوابها فى الشارع السياحى، خوفا من نشوب أى اعتداءات بينهم وبين أنصار الإخوان والجهاديين، حيث ينتشرون داخل المساجد وينطلقون يوميا بمسيرات بعد صلاة العشاء، وسط غياب تام لقوات الجيش والشرطة وإغلاق للمدارس.
أهالى كرداسة وجهت استغاثات إلى قوات الجيش والأمن بسرعة اقتحام كرداسة لتوفير الأمن فى الشوارع والقرى المجاورة لها، بعد انتشار الأسلحة فى المنازل، بالإضافة إلى اللجان المسلحة التى تنتشر على مداخل ومخارج المركز.
«م.ع» أحد أهالى كرداسة أكد سهولة اقتحام قوات الجيش والشرطة كرداسة، خصوصا بعد اختفاء قيادات الإخوان والحركات الجهادية المتورطين فى مذبحة كرداسة، ولم يتبق سوى أعضاء اللجنة الشعبية لرفض الانقلاب ومؤيدى الشرعية، موضحا أن أعضاء اللجنة جميعهم شباب لهم، ولكنهم غير مسلحين.
كما أبدى عدد من الأهالى تخوفهم لانتشار الأسلحة فى منزل محمد سيد الغزلانى بناهيا وداخل المستشفى التى يمتلكها، والتى تبتعد عن مركز الشرطة المحترق مسافة تتراوح من 200 متر، مطالبين قوات الأمن بوضع خطط لاقتحام مزرعة الجمال التى يمتلكها الغزلانى وخرجت منها العناصر المسلحة محملة بال«آر بى جى» لإحراق قسم كرداسة وارتكاب المذبحة، كما طالبت بضرورة تأمين الطريق الصحراوى حتى لا يهرب إليه أنصار الإخوان المتورطون على التحريض على أعمال عنف، خصوصا أن كرداسة لها ظهير صحراوى. وفى سياق متصل شدد أنصار الإخوان على منع الطلاب من الذهاب إلى المدارس وإغلاقها لحين عودة الرئيس المعزول محمد مرسى.