كانت مدينة كرداسة الواقعة جنوب محافظة الجيزة على موعد مع الإرهاب المدجج بالأسلحة الثقيلة عندما قام المئات من أنصار الإخوان والجماعات الجهادية والتكفيرية المتطرفة باقتحام قسم شرطة المدنية وقتل وسحل 11 شرطيا بينهم مأمور القسم ونائبه، فى نفس توقيت فض اعتصام رابعة والنهضة، وذلك فى واحدة من أبشع المجازر التى هزت الرأى العام المصرى .. وفور انسحاب الأمن بالكامل من كرداسة أصبحت هذه المدينة السياحية خارج سلطة الدولة ويخرج عدد من الجهاديين من تحت الأرض ليعلنوها إمارة إسلامية فى تحد سافر لسلطة الدولة وذلك على لسان جهادى متطرف يدعى محمد الغزلانى .. فماذا عن حقيقة الأوضاع فى كرداسة الآن ولماذا يصفها البعض بأنها "رابعة جديدة" .. منذ عدة أيام أعلنت مصادر أمنية أن الشرطة تدرس الأوضاع فى مدينة كرداسة تمهيدا، لاقتحامها لفرض الأمن بها وضبط وإحضار أكثر من مائة متهم فى مذبحة القسم، كما تدرس الأجهزة الأمنية ملاحقة المتهمين الهاربين عقب ارتكاب المجزرة فى منطقة أبو رواش القريبة من المدينة، وكانت تحريات المباحث والأمن الوطنى قد توصلت فى وقت سابق إلى هوية المتورطين فى الحادث وتبين أنهم 100 شخص من الجماعات الإسلامية والإخوان المسلمين يترأسهم شخص صدر بشأنه قرار عفو رئاسى من محمد مرسى قبل عزله. وعلى مواقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك نشأت العشرات من الصفحات المتعارضة .. بعضها يعبر عن موقف بعض التيارات المتشددة والتى تدعو من وقت لآخر لتحويل كرداسة إلى " رابعة " جديدة والدعوة لتحصين المدينة والوقوف ضد قوات الشرطة والجيش التى تسعى لاقتحامها لفرض سلطة الدولة بها من هذه الصفحات صفحة تحمل اسم "أولتراس كرداسة" والتى تتخذ من إشارة "رابعة " شعارا له.. وهناك صفحات أخرى أنشأها بعض الناشطين من شباب المدينة للدفاع عن صورة كرداسة السياحية ونفى صحة ما تنشره وسائل الإعلام حول تحول كرداسة لوكر للإرهابيين والجماعات الجهادية والمتطرفة منها صفحة "كرداسة بلا إخوان" والتى دعت اليوم لتنظيم مسيرة سلمية لرفض العنف والإرهاب والدعوة للمصالحة ونبذ العنف وعودة الشرطة .. والمدهش فى الأمر فعلا هو أن المدينة أصبحت تحظى بأهمية إعلامية عالمية حيث تحظى بكثافة فى التغطية والمتابعة من خلال المراسلين الأجانب حيث قامت أمس القناة السابعة فى التلفزيون الأسترالى بعمل جولة بكرداسة والتصوير مع بعض الأسر المسيحية لكشف حقيقة ما تناولته بعض وسائل الإعلام المصري عن تهجير المسيحيين من كرداسة. وفى الوقت نفسه تشهد كرداسة حرب بيانات مجهولة المصدر بعضها يحرض الأهالى على العصيان المدنى وينقل عن السكان أن أهالي كرداسة يرون أن ما حدث فى مصر هو انقلاب على اختيار الشعب وعلى الرئيس المنتخب من جموع الشعب المصرى من أجل الإطاحة بالإسلام والمسلمين.. .. ويضيف هذا البيان الصادر عن إحدى الجماعات السلفية المتطرفة " نحن نؤكد أننا لن نستسلم لهذا الانقلاب ونسلك في هذا المسلك السلمي الذي انتهجته شعوب فنزويلا وفرنسا وروسيا وألمانيا .. كما اتضحت المؤامرة على الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي منذ توليه المسئولية من خلال عدم مساندة مؤسسات الدولة له حيث انتهت أزمات البنزين والكهرباء والغاز وغيرها من الأزمات منذ الانقلاب عليه من العسكر والفلول حتى ظهر الأمر واضحا أنهم كانوا يخططون لذلك منذ تولي الرئيس المسئولية. كما اتضحت مؤامرة الشرطة على الرئيس المنتخب من خلال رجوعها بعد الانقلاب العسكري للبطش والعنف التي كانت تمارسه قبل ثورة يناير وذلك من خلال العودة للاعتقال والقتل لأبناء كرداسة حيث تم قتل 7 أبرياء عزل من قبل رصاص بلطجية الداخلية كما أصيب المئات" . ودعا هذا البيان الأهالى للدخول فى عصيان مدنى يتمثل فى عدم التعامل مع كل الجهات الحكومية رفضا للانقلاب وعدم دفع الفواتير (كهرباء - مياه) والحشد فى الميادين لمناصرة الحق والتظاهر السلمي في كرداسة، ورفض عودة الشرطة لممارساتها القديمة من القتل والاعتقال وإلا سيكون هناك رد قاسي عليهم" . .. وفى المقابل هناك بيان آخر صادر من أهالي كرداسة أنفسم وتم نشره على صفحة كرداسة بلا إخوان يقول أن " اتحاد شباب كرداسة يدعو أهالى كرداسة الشرفاء من جميع العائلات الكريمة للاحتشاد اليوم الأربعاء 28\8\2013 أمام مركز كرداسة وسيكون التجمع الساعة الخامسة بعد العصر وذلك لعمل مسيرة حاشدة ضد الارهاب والتطرف والعنف ولكى نتبرأ جميعا من الحادث الأليم والاعتداء الغاشم الذى تعرض له مركز كرداسة ولكى نثبت للجميع وخاصة الاعلام أن كرداسة مدينة سياحية ليست إرهابية وهى معروفة فى دول الخليج وجميع دول العالم العربى والغربى وأننا جميعا شباب وفتيات ونساء ورجال وشيوخ كرداسة ضد حرق المركز والكنيسة وأننا جميعا مسلمين ومسحيين يدا واحده ضد الإرهاب .. .. وتشتهر المدينة بصناعة العباءة الحريمى وتنتشر الورش والمصانع الصغيرة فى مختلف أنحاء وشوارع هذه المدينة المزدحمة .. ولكن هذه الصناعة تدهورت فى الآونة الأخيرة تأثرا بالأوضاع الأمنية، وحاليا تمكث كرداسة فى حالة من القلق والخوف المتجدد رغم أن الحياة تسير بصورة شبه طبيعية لكن غياب الدولة يهدد بتحول تلك المدينة إلى وكر فعلى للإرهاب وسيطرة الجماعات الإرهابية .. وحاليا تستعد قوات الأمن لاقتحام المدينة والقبض على الجناة يأتى هذا فى ظل تقارير عديدة تشير إلى دخول كرداسة ضمن مخطط متطرف لتنفيذ عمليات إرهابية. ..