طرحت القبائل السيناوية مبادرة تسليح شباب القبائل لمواجهة المد التكفيري في سيناء في سياق تأكيدها على تضامنها مع القوات المسلحة في عملياتها التي تستهدف البؤر الإرهابية، لتحقيق حلم استقرار شبه الجزيرة وتطهيرها تماما من العناصر الإجرامية. وطرح تسليح القبائل ليس وليد الصدفة وإنما خطوة باتجاه توفير الحماية للقبائل التي أخذت على عاتقها أمر الوقوف في مقدمة الصفوف لإرشاد القوات المسلحة عن أماكن تمركز التكفيريين والقائمين على العمليات الإرهابية بسيناء، وفقا لرؤية بعض شيوخ القبائل الذين اعتبروا أن التسليح الرسمي وإعلانه يعزز من موقف القبائل الموالية للجيش والتي تدعم التطهير الشامل القائم على الشراكة بين أبناء سيناء والقوات المسلحة. من وجهة النظر الأمنية فإن تسليح القبائل لن يصب مطلقا في صالح العمليات العسكرية القائمة حاليا في سيناء. يأتي ذلك من ناحية تضارب التحركات وافتقاد البعد الأمني لدي القبائل في التنفيذ،وإنما يمكنه أن يتسبب في انفجار أهلي وفقا لرؤية نشطاء سيناويين استنادا للبعد القبلي الذي يحكم تعاملات المواطنين. ويذهب أمر التسليح للقبائل السيناوية إلى التباين والانقسام حول الطرح، يأتي ذلك حسبما أفاد مصدر سيناوي لأن التسليح بالنسبة للقبائل السيناوية قائم بالفعل ،غير فكرة التعاون الأمني في هذا الشأن محاط بنظرية انعدام الثقة بين الجهاز الأمني والمواطن السيناوي على امتداد أعوام سابقة. وقال المصدر الذي –طلب عدم ذكر اسمه - إن القوات المسلحة سترفض هذا الطرح ،لافتا إلى إنها لن تساهم في تقسيم السيناويين بين مؤيدين ومعارضين للجيش باعتباره المؤسسة التي تحظى باحترام الجميع في سيناء . وحسبما قال الشيخ عايش –أحد شيوخ قبيلة الترابين-فإن التسليح للقبائل بشكل رسمي يساهم في تأمين سيناء من أخطار الجماعات التكفيرية التي تسهدف منشآت حيوية وتنشر الفوضى وتساهم بشكل فاعل في إضرار المواطن السيناوي الذي بحسب قوله –خارج دائرة الصراع السياسي ومنشغل بحقوقه التي يسعى للوصول إليها بالتوافق مع الدولة. وأضاف «عايش» أن القبائل تعلن دعمها دائما للجيش المصري في أعقاب كل حادثة أمنية تتعرض لها سيناء ،في حين أن قرار التسليح يعتبر تأكيدا للتضامن مع الجيش المصري. على الصعيد ذاته قال الناشط السياسي السيناوي مصطفى الأطرش إن مشهد تسليح القبائل بشكل رسمي ليس منطقيا، لافتا إلى أن الأمن لن يقبل بتدخل البدو في الأحداث الراهنة، وفي الوقت ذاته سيحدث انقسام بين القبائل على فكرة التسليح لمواجهة عناصر جهادية أو تكفيرية. وأضاف الأطرش ل«الوفد» أن المصداقية غائبة بين شباب البدو والأمن، مؤكدا أن الجيش لن يقبل بتعزيز الانقسام بين أبناء سيناء ووضع المؤيدين في مواجهة المعارضين . وتابع: «القبائل إذا تبنت هذا الطرح ،فإن ذلك يعني أن المجتمع منقسم، ويعزز ذلك الطائفية، لافتا إلى غياب الجسر القائم بين الأمن وأبناء سيناء». ولفت الناشط السيناوي إلى أن المصالح السياسية تحكم التحركات في سيناء من جانب مؤيدي الرئيس «السابق» محمد مرسي وبعض القوى، مشيرا إلى أن المواطن السيناوي يقف في مفترق طرق. في سياق متصل، رفض الناشط السياسي محمد حجازي عضو حركة، ثوار سيناء، فكرة تسليح القبائل السيناوية لمواجهة التكفيريين، انطلاقا من النزعة القبلية التي تحكم أبناء سيناء، لافتا إلى أن ذلك سيؤدي إلى حرب أهلية. وأضاف «حجازي» ل«الوفد» أن الحل الأمني صار ضرورة في سيناء لمواجهة التكفيريين الخارجين على قبائلهم وأهاليهم، لافتا إلى أنهم يكفرون المجتمع السيناوي ويصعب التعامل معهم سياسيا. وأشار إلى أن المساعدة أن يقدمها أهالي سيناء للأجهزة الأمنية والجيش هي الإمداد بالمعلومات، بينما حمل السلاح للأهالي في غياب الفكر الأمني سيخلق مواجهات مسلحة بين الأهالي. من جانبه قال اللواء فؤاد علام وكيل جهاز مباحث أمن الدولة السابق إن الجيش ليس في حاجة لمعاونة من قبائل سيناء من ناحية التسليح، لافتا إلى أن الجيش المصري لديه خطة مكتملة لمواجهة الحركات التكفيرية في سيناء. وأضاف علام ل«الوفد» أن تسليح القبائل سيعطل الخطة الأمنية الموضوعة، عبر تضارب التحركات، مؤكدا أن الحل الأمني هو السبيل الوحيد لمواجهة تلك البؤر الإرهابية بعد نفاد كافة الطرق السلمية والسياسية.