يورو 2024، الديوك الفرنسية تبدأ مهمتها بمواجهة منتخب النمسا اليوم    الجونة يستضيف البنك الأهلي لمداواة جراحه بالدوري    فيلم ولاد رزق 3 يحقق أعلى إيراد يومي في تاريخ السينما المصرية    فيلم ولاد رزق 3 يحقق أعلى إيراد يومي في تاريخ السينما المصرية    استقبال 3079 حالة بطوارئ مستشفيات جامعة القاهرة خلال عيد الأضحى    أسعار العملات في البنوك اليوم الاثنين 17-6-2024    أسعار السمك اليوم الاثنين 17-6-2024 في الأسواق.. البلطي ب45 جنيها    تشكيل الإسماعيلي المتوقع ضد إنبي في الدوري المصري    موعد مباراة الإسماعيلي ضد إنبي اليوم الإثنين في الدوري المصري    أخبار مصر: وفاة 4 حجاج مصريين أثناء رمي الجمرات بينهم رئيس محكمة، ممثل مصري يتباهى بعلاقته بإسرائيل، منجم يحدد موعد يوم القيامة    «الأرصاد» تحذر من ظاهرة جوية مفاجئة في طقس اليوم    مصرع 5 أشحاص فى حادث تصادم بين قطارى "بضائع وركاب" بالهند    مصادر فلسطينية: القوات الإسرائيلية تقتحم مخيم عقبة جبر في أريحا ومدينة قلقيلية    حدث ليلا: نتنياهو يعيش في رعب.. وارتفاع أعداد قتلى جيش الاحتلال إلى 662    بالفيديو.. وفاة قائد طائرة خلال رحلة جوية من القاهرة للسعودية    الدولار يسجل 47.75.. أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه اليوم    زلزال بقوة 6.3 درجة يضرب جنوب البيرو    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. ثاني أيام عيد الأضحى 2024    لماذا خالفت هذه الدول توقيت احتفال أول أيام عيد الأضحى 2024؟    البيت الريفى.. الحفاظ على التراث بمنتجات ومشغولات أهل النوبة    «المشاط» ورئيسة بنك التنمية الجديد تزوران مشروعات «اقتصادية قناة السويس»    وفاة الحالة السادسة من حجاج الفيوم بالأراضي المقدسة    منافسة إنجليزية شرسة لضم مهاجم إفريقي    مصطفى بكري يكشف سبب تشكيل مصطفى مدبولي للحكومة الجديدة    بعد إثارته للجدل بسبب مشاركته في مسلسل إسرائيلي.. من هو الممثل المصري مايكل إسكندر؟    رامي صبري: «الناس بتقولي مكانك تكون رقم واحد»    دعاء فجر ثاني أيام عيد الأضحى.. صيغ مستحبة رددها في جوف الليل    حكم الشرع في زيارة المقابر يوم العيد.. دار الإفتاء تجيب    دعاء الضيق والحزن: اللهم فرج كربي وهمي، وأزيل كل ضيق عن روحي وجسدي    افتتاح المرحلة «ج» من ممشى النيل بمدينة بنها قريبًا    تقتل الإنسان في 48 ساعة.. رعب بعد انتشار بكتيريا «آكلة للحم»    البيت الأبيض: المبعوث الأمريكي الخاص أموس هوكشتاين يزور إسرائيل اليوم    مدفعية الجيش الإسرائيلي تستهدف بلدة "عيترون" جنوب لبنان    إجلاء نحو 36 ألف شخص إثر فياضانات عارمة بجنوب شرقي الصين    حلو الكلام.. يقول وداع    "تهنئة صلاح وظهور لاعبي بيراميدز".. كيف احتفل نجوم الكرة بعيد الأضحى؟    بسبب انفصاله عن زوجته.. موظف ينهي حياته قفزًا من الطابق الرابع بالجيزة    «زي النهارده».. وفاة إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوى 17 يونيو 1998    جثمان داخل «سجادة» في البدرشين يثير الرعب أول أيام عيد الأضحى (القصة الكاملة)    الكنيسة الكاثوليكية تختتم اليوم الأول من المؤتمر التكويني الإيبارشي الخامس.. صور    عيد الأضحى: لماذا يُضحى بالحيوانات في الدين؟    حظك اليوم برج الجوزاء الاثنين 17-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    انخفاض أعداد الموقعين على بيان مؤتمر أوكرانيا الختامي ل82 دولة ومنظمة    أجهزة مراقبة نسبة السكر في الدم الجديدة.. ماذا نعرف عنها؟    كيف يمكن التعامل مع موجات الحر المتكررة؟    القافلة الطبية «راعي مصر» تصل القنطرة شرق بالإسماعيلية    العيد تحول لمأتم، مصرع أب ونجله صعقا بالكهرباء ببنى سويف    وفاة خامس حالة من حجاج الفيوم أثناء طواف الإفاضة    هل يجوز بيع لحوم الأضحية.. الإفتاء توضح    مانشستر يونايتد يجدد الثقة في تين هاج    إيلون ماسك يبدي إعجابه بسيارة شرطة دبي الكهربائية الجديدة    الأنبا ماركوس يدشن كنيسة ويطيب رفات الشهيد أبسخيرون بدمياط    المحامين تزف بشرى سارة لأعضائها بمناسبة عيد الأضحى    تعرف على حكام مباراتى الجونة والبنك الأهلى.. والإسماعيلى وإنبى    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج جورجيا بتجارة القاهرة    محد لطفي: "ولاد رزق 3" سينما جديدة.. وبتطمئن بالعمل مع طارق العريان| خاص    حصاد أنشطة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في أسبوع    بالسيلفي.. المواطنون يحتفلون بعيد الأضحى عقب الانتهاء من الصلاة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عصر الاغتيالات وخطف الجنود في سيناء
نشر في محيط يوم 20 - 05 - 2013

*التكفيريون في قلب سيناء ،فأين مشايخ الدعوة الوسطية ؟
*حوادث اغتيال وتصفيات جسدية لشيوخ القبائل يتم تنفيذها على يد تكفيريين
*ملثمين نفذوا عمليات قتل سرية لعدم إفشاء أسرارهم ولترهيب القبائل
* قبال .. تم قتله فى صالون للحلاقة.. والمنيعى.. قُتل بعد فتوى "حل دم الإرهابيين"
*كبير السوراكه "لمحيط": نعرف توجه القاتل جيدا ولا نعرف أشخاصهم وسنثأر لدمائنا
*أبوفجر: من يتم قتله فى سيناء لا يجد من يبكى عليه..ولا يوجد حلول
*نبيل نعيم : جيش الإسلام وأنصار بيت المقدس وراء تنفيذ العمليات الإرهابية
حوادث قتل بلا مجرمين ..سلاسل اغتيالات منظمة.. متهمون بلا هوية ..فلا يزال أهالى وشيوخ القبائل السيناوية، يقفون على أطراف أصابعهم خوفا وتأهبا من تلك العمليات السرية من حوادث اغتيالات تستهدف "شيوخ القبائل" وبعض رجالها من حين لآخر خلال عمليات مخططة وممنهجة تتم فى سرية تامة وكأنها أشبه بمسلسلات المافيا، ولكن المافيا هنا الأن فى مصر "إسلامية" وبما لا يخالف شرع الله، ربما للأخذ بالثأر من السيناويين الذين يساعدون الأمن والجيش فى جمع المعلومات عن "الجماعات التكفيرية الجهادية" بسيناء، عقب حادث رفح الدموى الذى راح ضحيته 16 جندى وضابط على يد التكفيريين الإرهابيين.
"محيط" قررت خوض غمار البحث عن كواليس تلك التصفيات الجسدية لمشايخ القبائل، ومخططات تلك العمليات .. ومن نفذها..وما هو الهدف من تنفيذها..ومعرفة السبب الحقيقى للتستر وكتمان تلك الحوادث عن الرأى العام، ولماذا لم تتدخل قوات الجيش أو الأمن المرابطة فى سيناء للبت فى تلك العمليات، وخاصة تمت فى ظروف غامضة دون أن يقوم أهالى المقتولين بتقديم بلاغات أمنية عن زويهم تمهيدا للأخذ بالثأر بعد أن يتأكدوا من الحقيقة.
ورغم أن القوات العسكرية قد أعلنت عن سيطرتها على الأمور فى مناطق الشخ زويد والجورة خاصة المناطق المتمركزه فيها الجماعات الجهادية التكفيرية وكثيرا من القبائل العربية، الا أن الأمر بدا مختلفا تلك المرة، عن الأحداث السابقة، والذى رصدنا خلالها أربعة حوادث قتل أشبه باغتيالات منظمة متتالية، "فاعلها مجهول" لكنه معلوم بالنسبة لتلك القبائل- على حد وصفهم.
تفاصيل الاغتيالات
البداية كانت منذ حادثة إغتيال الشيخ "نايف محمد قبال" فى مايو 2012 والذى يٌعتبر شيخ عشيرة "الزيود" التابعة لقبيلة السواركة المعروف عنها "بالأكثر دراية بدروب وخفايا منطقة الشيخ زويد"، قبال ملقب فى الصحراء ب"حكيم سيناء" والمتحدث الشجاع ضد الإرهاب والتطرف، والذى نادى كثيرا بتأخر الجيش فى محاربة التكفيريين هناك، ومعروفا عنه بعلاقاته الجيدة من التواصل مع الأمن العام وقياداته.
نبذه عن سيرته (قبال)
أنه متزوج من سيدتين من كبار العشائر بالشيخ زويد، ويبلغ من العمر 36 عاما ويعد أصغر روؤساء العشائر سنًا فى شمال سيناء، وأحد المشايخ المعيين من قبل الحكومة، ورغم أن أولاده لا يزالوا صغارا، إلا أن شقيقه "سليمان قبال" قال ل "محيط" أنه قرر الثأر لأخيه وبدأ منذ الحادث بالبحث عن القاتل وجمع معلومات لغسل عاره "على حد وصفه" دون إبلاغ الأمن لأن الأمن يعلم كل شىء ولا يحرك ساكنا وربما "أن الأمن يعرف الحقيقة ولا يستطيع القبض على القتلة" لمصالح بينهم.
وقد تم قتل الشيخ "قبال" فى ظروف غامضة أثناء تواجده فى أحد محال "الحلاقة" أمام مبنى المجلس المحلى بمدينة العريش "الجورة"، بعدما دخل عليه شخص ملثم بحوزته سلاح نارى وأطلق النار عليه فاستقرت رصاصة فى رأسه ووقع قتيلا، واستقل القاتل دراجة بخارية بدون لوحات كانت برفقة شخص آخر ملثم كان ينتظره أمام المحل ولاذ بالفرار بسرعة بعد تنفيذ عمليته ولم يستطع أي شخص الإمساك به، خاصة في ظل حالة الانفلات الأمني وعدم اهتمام نقاط التفتيش براكبى الدراجات البخارية المسرعة.
أما الحادث الثانى الذى قد رصدته "محيط" هو مقتل الشيخ "خلف المنيعى" وابنه محمد فى سبتمبر 2012 ، وهو رجل أعمال معروفا فى شمال سيناء وشيخا لعشيرة "المنايعة" الذى تنتمى إليه لقبيلة "السواركة" ومعروفا عنه التعاون مع الأجهزة الأمنية منذ القدم، ويتميز المنيعى بأن له أقارب نسب وعرقية من التكفيريين فى سيناء، ويبلغ من العمر 50 عاما وله 6 أولاد رجال، حيث عقد الشيخ "المنيعى" مؤتمرا لأقاربه من التكفيريين السيناويين بقرية "المهدية" فى الشيخ زويد لإدانة المتورطين فى قتل جنود الجيش فى رفح.
وأكد أنه إن كان لأقاربه ذنب فى حادث رفح "يحل دمه" ولا يعتبر من المسلمين، وأنه سيساعد بنفسه فى تسليمه للجهات الأمنية، فقد تم قتله بطلق نارى فى الرأس "اخترقت وجهه وخرجت من رأسه" بعد أن تم قتل نجله بطلقتين، خلال تواجده بسيارته عائدا إلى العريش بالقرب من كمين قرية "الخروبة" على طريق العريش رفح الدولى.
وفى السياق ذاته، رفض أبناء خلف المنيعي وعشيرته تقبل العزاء في والدهم، إلا بعد الانتقام من مرتكبي الحادث والقبض عليهم، كما رفضوا الإدلاء عن الفاعل الحقيقي للجريمة، مشيرين في الوقت نفسه إلي علمهم بالفاعل ولن يلجأوا للأمن وإبلاغهم بشىء حتى لا يقال عنهم ضعفاء بين القبائل.
أما عن الحادث الثالث فكان أيضا بمدينة الشيخ زويد على طريق قرية "الخروبة" الذى انتهى بقتل الشيخ كامل حماد أبو ملحوس كبير عشيرة "الرهيبات" الشهيرة بالعريش فى يناير 2013، والمشهور بزياراته العديدة للقيادات الأمنية فى شمال سيناء ومجالسته المستمرة لهم، وسلامة سلام أبو ملحوس الذى كان شاهدا على الحادث فتم قتله أيضا كى لا يفشى بالسر عما رآه، ذلك بعدما اعترض مسلحون يستقلون سيارة دفع رباعى بها بعض الملتحين المدججين بالأسلحة الألية المتطورة وأطلقوا عليهما الرصاص بكثافة وفروا إلى الجبل هاربين دون أن يعرفهم أحد.
وأخيرا وليس بأخر عندما تمت سرقة سيارة الشيخ "درويش أبوجرادة" المعروف عنه بشيخ العرب فى رفح وله أنصار بالمئات فى كل القبائل التجارية، والذى تمت سرقة سيارته على أيدى مجهولين من أمام
منزله للانتقام منه، وفى المقابل قام "أبوجرادة" بجمع أفراد قبيلته محملين بالسلاح للانتقام من الفاعل، لكن لم يتمكنوا أيضا من معرفة القاتل..
القاتل المجهول ..!
"تعددت الحوادث والقاتل واحد" نعرف توجهه جيدا لكن لا نعرف شخصه حتى نقدمه للمحاكمة أو نثأر منه
لدماء أبنائنا، بتلك الكلمات بدأ "حسن خلف" الملقب بشيخ المجاهدين وكبير عائلة السواركة وقاضى قضاة الأحكام العرفية فى الشيخ زويد، فى حديثه ل "محيط" مؤكدا بأن تلك الحوادث المتتالية هى الدليل الأكبر على بداية تنفيذ مخطط الاغتيالات والتصفيات الجسدية لمشايخ القبائل السيناوية على أيدى الجماعات الجهادية التكفيرية المتطرفه فى رفح بعدما ساعدت القبائل السيناوية ومشايخها المخابرات والأجهزة الأمنية لرصد تحركات تلك الجماعات للقبض عليها أو الثأر منها لدمائنا التى سفكوها وتركوا خلفها أسرا وعائلات كثيرة.
وأن تلك الجماعات التكفيرية تقوم بتلك العمليات الدامية واستهداف مشايخ القبائل لأنها تود توصيل رسائل للقبائل بأنهم كلما تعاونوا مع الأمن لترقبهم وإفشاء أسرارهم سيتم تصفيتهم بشكل سرى لأنهم يحاولوا الجهاد لإعادة دولة الإمارة الإسلامية وأنهم سيقوموا باغتياله وتصفيته دون معرفة هوية القاتل أو تتبع مسيرته.
مضيفا أن "الجيش تايه فى سيناء" ولا يستطيع تتبع تلك الجماعات الجهادية دون استشارتنا كقبائل تدرى بمداخل ومخارج سرية فى سيناء، وأن الجيش والأمن فى سيناء يتركونا لتلك الجماعات لتصفيتنا دون أن "تحرك ساكنا" لإنقاذنا أو تتبع القتلة، بأوامر من القيادة السياسية فى مصر "التي تحمى تلك الجماعات" وتجعلها قائمة على تنفيذ الانفلات الأمنى فى سيناء، ويتركون البلطجية يصولون ويجولون بالسلاح أمامنا.
فالمخابرات الحربية الممثلة عن القيادة العسكرية فى سيناء هى التى كانت تقوم بتوزيع "مساعدات عينية" عبارة عن كراتين مليئة بالحبوب الغذائية والسكر وغيرها على مشايخ القبائل فربما تقوم بتوزيع ما يقرب من 2000 كرتونة شهريا، لدعم سبل التواصل مع كبار القبائل السيناوية لدعم الثقة وبناء جسور تعاون لضبط الأمن فى المنطقة، إلا أن فترة الشهور الأخيرة الجش لم يوزع تلك المساعدات بنفسه وأعطاها للسلفيين والإسلاميين ليقوموا هم بتوزيعها على القبائل المختلفة، الأمر الذى جعل القبائل فى منطقة "الجورة" يستغربون الموقف حيث أنهم وتلك الجماعات الإسلامية لا يستحسنون بعضهم، فرفضوا قبول مساعدات الجيش.
وأفاد شيخ المجاهدين بأن المخابرات قد أبلغته بأنه فى مرمى الإستهداف وأن لديهم معلومات عن مخطط لتصفيته جسديا واغتياله لأنه يشارك الأمن فى الإبلاغ عن التكفيريين بمدينة الشيخ زويد إلا أنه أجابهم بأنه لا يخاف إلا الله، وأنه مستعد لمواجهة تلك الجماعات الإرهابية التى باتت تهدد حياتهم باستمرار.
ردود أفعال
مصادر قبلية من أهالى مشايخ القبائل الذى تم اغتيالهم على يد الإرهابيين بمنطقة المقاطعة فى "الشيخ زويد" برفح أكدت ل ( محيط )، على أنها تخطط وتنوى الثأر لدماء أبنائها قريبا دون علم الجهات الأمنية، لأن الحكومة تعرف من القاتل وتتكتم على أسمائهم حتى لا تحدث حرب أهلية بين القبائل، وأنهم بصدد تنفيذ ثأرهم من أحد التكفيريين المنتمى لقبيلة كبرى "يتكتمون على إعلان اسمه" لتنفيذ ثأرهم فجأة بنفس الطريقة التي قتل بها شيخ قبيلتهم، معلنين أنهم لن يحرروا بلاغات عن تلك الحوادث لأن من يذهب للأمن ليشكو يقال عليه "ضعيف وجبان" وتضيع هيبته بين القبائل.
الحقيقة الغائبة؟
من جانبه قال الشيخ ( نبيل نعيم ) مؤسس تنظيم الجهاد فى مصر والذى تربطه علاقات شخصية بالجهاديين فى سيناء أن التكفيريين الذين ينفذوا تلك العمليات من المتوقع أن يكونوا من جماعة "جيش الإسلام"، و"أنصار بيت المقدس" الذين تربطهم علاقات بتكفيريين فى غزة، وما يحدث من قتل شيوخ القبائل كارثة، لأن مشايخ القبائل يتعاونون مع الجيش لكنهم فى "الدم" لا يتعاونون مع الأمن ويأخذون ثأرهم بأيديهم وأن هذا هو الحل الأمثل لتصفية التكفيريين، وعاداتهم القبلية والعرفية تمنعهم من إفصاح عن القتلة ولكن تتبعهم والثأر مهم فى سرية تامة.
على صعيد أخر قال الناشط السيناوى فى رفح "مسعد أبوفجر" مفسرا رأيه عن تلك الحوادث المتعاقبة، بأن كل من تم اغتياله أو قتله قد ارتكب آثام كثيرة سابقة وأن تلك العمليات كانت للثأر منهم قائلا "كل واحد عندنا يأخذ طاره بيده"، وأنه لا يوجد حلول لتلك المشاكل واصفا إياها ب"تصفية حسابات"، فلا يزال النظام السابق موجود فى سيناء، ومن يقتل أو يتم تصفيته من القبائل السيناوية الأن "لا يجد من يبكى عليه" من السلطات الحالية، مضيفا بأن من يقول إن إسرائيل متورطة فى تلك الاغتيالات لا يفقه شيئا، لأن إسرائيل لا تقتل إلا من تورط فى قتل إسرائيليين أو تعامل معهم.
أكثر من ألف تكفيري
قيادة أمنية بمديرية شمال سيناء أكدت على انتشار جماعات دينية تتبنى فكرا تكفيريا للمجتمع والجيش والشرطة ويعملون على إنشاء دولة دينية لهم فى سيناء وأنه تم رصد عشرات من التكفيريين من مختلف المحافظات يصلون إلى سيناء ليحدث تحول كبير فى فكر هؤلاء الذين يعملون تحت الأرض وينفتحون على الجماعات التكفيرية الأخرى، بعدما كانوا منغلقين ويرفضون التعاون مع الآخرين.
وأن أعداد التكفيريين فى سيناء تتزايد بصورة غريبة ربما لا تتجاوز أعدادهم ال400 فرد لكنهم فى السنوات الأخيرة زادوا بصورة كبيرة ولم تكن أعدادهم تتجاوز السبعين فردا لكنهم نجحوا فى التوسع بمساعدات خارجية من منظمات فلسطينية تتولى تدريب بعضهم وتمدهم أحيانا كثيرا بالسلاح.
لكن المصدر الأمنى عاد وأكد أن أرقام التكفيريين فى سيناء تصل إلى حوالى 1200 فرد منضمين لأكثر من تنظيم وجماعة، بعضها جماعات كبيرة مثل أنصار الجهاد الذى ينحصر أعداد أتباعها بين 300 و400 فرد تقريبا وهناك جماعات أخرى صغيرة لا تتجاوز أعدادهم أصابع اليد منغلقون على بعضهم البعض، فضلا عن بعض بقايا جماعات تكفيرية سابقة مثل تنظيم التوحيد والجهاد، والذين يملكون الكثير والكثير من السلاح بعضه ملك لهم اشتروه من حصيلة عدة عمليات قنص وسرقة قاموا بها فضلا عن أسلحة أخرى حصلوا عليها من جماعات فلسطينية، وهى أسلحة متقدمة للغاية.
وبعد الثورة تحديدا تغيرت نوعية الأسلحة فى أيديهم بعدما وصلتهم أسلحة حديثة، الغريب فى حديث المصدر الأمنى أنه أقر بأن المواجهة الأمنية مع هؤلاء التكفيريين صعبة للغاية وأنهم فى حاجة إلى مواجهة فكرية ودينية أولا قبل المواجهة المسلحة، وأن تلك الجماعات معظم أعضائها يختبأون خلف عباءة السلفيين الذين يصلون بمسجد "حمدين" فى منطقة المقاطعة حيث معقل الجهاديين والسلفيين.
على صعيد آخر قال خالد عرفات أحد المشاهير بالشخ زويد والمسئول عن حزب الكرامة فى شمال سيناء بأن الشيوخ الذين تمت تصفيتهم كانت بسبب مدى قربهم للأجهزة الأمنية "قبل الثورة"، وتلك الحوادث المخطط لها تعتبر ثأرا لأشخاصهم فربما قد قاموا بإبلاغ الأمن عن أماكنهم أو المساعدة فى القبض على عائلاتهم، وجاء الوقت المناسب فى ظل الإنفلات الأمنى فى سيناء للثأر، فمن ينفذ تلك العمليات هم عصابات مخلوطة من بلطجية وتكفيريين وعرب بجانب أن الحدود والأنفاق مفتوحة على غربها وخاصة من جهة غزة، ومن الممكن أن يدخل أية مجموعات تقوم بتلك العمليات وتعود بحرية، مضيفا بأن "سيناء ليس لها دولة"، ولا يوجد جيش ولا شرطة ولا مسئولين هناك، وكل ما يقال فى الإعلام شكليات، والحل هى دولة القانون وليست دولة الإخوان.
الجيش سينسفهم
على الصعيد الأمنى والعسكرى قال اللواء ( طلعت مسلم ) الخبير العسكرى ، أن ما يحدث فى سيناء الأن من حوادث اغتيالات منظمة فى ظل الانفلات الأمنى المقصود، متسائلا لماذ هذا الصمت من القوات المسلحة في إخفاء تلك الحوادث عن الرأى العام والقيادة السياسية، فمشايخ القبائل لهم دور قوى فى سيناء ويتم اغتيالهم على أيدى الإرهابيين والتكفيريين لمحو القيادة التقليدية ووضع نظام بديل على أهوائهم، مضيفا بأن حل الأزمة أولى خطواته هى الإعلان عن تلك الحوادث، ومعرفة الحقيقة والقبض على الجانى حتى لا تنفجر سيناء من الداخل.
وفى سياق آخر قال الفريق حسام خير الله وكيل جهاز المخابرات السابق ل "محيط" بيدو أن الفرصة ستسنح للجيش لنسف تلك العناصر التى تخطط لقتل مشايخ سيناء، وتلك الرسالة بعمليات الاغتيال المتكررة يجب أن تأخد على محمل الجدية ، مؤكدا بأن الجيش سيسحب كل أفراده لأنه لم يتبق الكثير منهم بسبب وجودهم فى القناة، والأصابع الجهادية المتطرفة من المؤكد أنها خلف ذلك.
فمصر أصبح حالها "كل واحد يأخذ حقه بيده"، ويجب على الجيش الاستعداد القتالى مع وجوب التواصل معهم وسماع مطالب القبائل قبل حدوث الكارثة، فسيناء بها 22 ألف جندى لهم حق الدفاع عن النفس دون أوامر مسبقة، والحل سياسى وليس أمنى بحت، ولا يجب الانتظار حتى تحدث الكارثة ونقول سيناء، وكل ما سيحدث فى الفترة الحالية بسبب سياسة الإخوان وأحاديثهم التى تثير المواطنين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.