من المعروف أن النظام السائد فى سيناء هو النظام القبلى الذى تحكمه أعراف وتقاليد معينة فمما لاشك فيه أن مشايخ تلك القبائل لهم دور كبير فى حفظ أمنها على اعتبار أن أهل مكة أدرى بشعابها، فما هو الدور المطلوب من مشايخ القبائل فى ضبط مرتكبى حوادث الإرهاب المختبئين فى مجاهل سيناء؟، وما حقيقة الخلاف بين شباب النشطاء السيناويين وبين شيوخ قبائلهم واتهامهم بترجيح كفة العصبية القبلية على مصلحة الوطن بعدم تقديم المتورطين من أبناء القبيلة إلى الأمن؟، والأهم من ذلك هل يمارس يحيى عقيل عضو مجلس الشورى المنحل عن حزب الحرية والعدالة بشمال سيناء ضغوطا على مشايخ تلك القبائل ليتخلوا عن معاونة الجيش ويشكلوا ورقة ضاغطة لعودة المعزول؟، خاصة بعد انتشار فيديو على مواقع التواصل الاجتماعى منسوب إلى أحد مشايخ سيناء يهدد فيهاالجيش ويطالب بعودة مرسى للحكم.. هذه بعض الأسئلة التى طرحناها على بعض مشايخ سيناء ونشطائها وفى السطور التالية إجاباتهم. فى البداية يقول سعيد عتيق الناشط السيناوى وعضو ائتلاف شباب الثورة بسيناء والملقب بغاندى سيناء: إن هناك بعض مشايخ القبائل (الحكوميين) -على حد تعبيره- يكتفون بالصمت والمشاهدة دون مد يد العون الحقيقية للقوات المسلحة، بحجة أن الجماعات الإرهابية تمتلك من التسليح ما يفوق تسليح القبائل، مما يشكل خطورة على أبنائها، ولكننى أذكرهم بوقفة آبائهم وأجدادهم مع الجيش المصرى فى حرب 37 وفى نكسة 76 أيضا، وإذا كانت الحجة أننا كنا نحارب العدو الصهيونى وقتها فأنا أقول إن ما تعيشه سيناء اليوم هو حرب حقيقية لا تقل أبدا عن حربنا مع الكيان الصهيونى، والاختلاف الوحيد أن الحرب هذه المرة بأدوات داخلية أو عربية مع الأسف، فالتنظيمات الجهادية وجدت لنفسها مرتعا داخل سيناء، كما وجدت ضالتها فى بعض الشباب السيناوى الفقير والمغيب والذى قبل أن يبيع نفسه لمن يدفع، وعن المهام الملقاة على شيوخ القبائل يقول: باستطاعة شيوخ القبائل لو تفاعلت بشكل منظم مع القوات المسلحة أن تمدهم بمعلومات مهمة جدا، وأن تشارك فى تأمين بعض المناطق الوعرة التى يفهمون هم تضاريسها وخباياها كرفح والشيخ زويد، فمع احترامى الشديد للقوات المسلحة فهم دون أبناء سيناء لديهم مشكلة فى التحرك فى بعض الأماكن الوعرة سواء صحارى أو جبال، لذا أوجه كلمة لجميع شيوخ وعواقل سيناء وأقول لهم إن التاريخ لن يرحم أى انسان يقصر فى خدمة وطنه، فأنتم حائط الصد الأمامى لحماية هذا البلد ووقوفكم بجانب قواتكم المسلحة أصبح موقفا إجباريا وليس طوعيا، وأى تخاذل أو صمت فى المستقبل من المشايخ الحاليين هو صمت مخز لا يتناسب مع أعراف وتقاليد قبائل سيناء المعروفة بموقفها الوطنى على مدار التاريخ، وردا على سؤالى ما إذا كانت العصبيات القبلية هى التى تتحكم فى تعاطى شيوخ القبائل مع الحوادث الإرهابية بأن يعتمد تسليمهم للجناة وفقا لصلة القرابة والنسب يقول: فى الحقيقة لايمكن القول بأن ذلك هو السبب فى إحجام بعض الشيوخ عن معاونة الجيش، لكن قد يتلخص السبب فى أننا عشنا طوال فترة حكم مرسى للبلاد فى مناخ يرعى الإرهاب فى سيناء، وفى خلال ذلك العام المنصرم تمت تصفية ثلاثة من شيوخ القبائل على يد عناصر إرهابية لمواقفهم تجاه حماية حقوق الأقباط فى سيناء، وقد نجحوا بفعلتهم تلك فى إرهاب بعض شيوخ القبائل الآخرين وإجبارهم على الصمت إيثارا للسلامة، وخاصة فى ظل عدم وجود رد فعل من مؤسسات الدولة آنذاك، وعدم قدرة الداخلية على ضبط الجناة، ويكمل سعيد بقوله: إنه إذا كان هناك بعض المشايخ يؤثرون السلامة فإن شباب سيناء جميعهم لا يهابون العدو، وما أكثر الفدائيين الذين هم على استعداد تام للتضحية وسيكون لهم دور كبير فى تنمية سيناء وبنائها وتعميرها بعد التخلص من أعدائها، وردا على سؤال ما إذا كانت ضغوط تمارس من يحيى عقيل عضو مجلس الشورى المنحل عن حزب الحرية والعدالة على شيوخ القبائل ليتوقفوا عن مساندة الجيش ومحاولة الضغط لعودة مرسى يقول: أمثال هؤلاء الناس ليس لديهم دين ولا وطنية ولديهم استعداد أن يبيعوا مصر من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية، ولكننى على ثقة أن شيوخنا سوف يردون عليه الرد المناسب فهم أوعى بكثير من أن ينقادوا خلف هذا الهراء الذى ليس بجديد على هذا الشخص، حيث عرض من قبل على شخصيا رشوة كبيرة لأكف عن انتقاد مرسى بين القبائل، ويختم سعيد حديثه بقوله: إنه قد اصطحب عددا من مشايخ قبائل سيناء إلى ميدان التحرير فى ذكرى العاشر من رمضان ليتناولوا الإفطار مع الثوار ويعلنوها صراحة أمام الشعب المصرى بجميع أطيافه ليطمئن قلب الجميع حيث قالوها صراحة نحن لسنا مع تمرد ولا الشرعية، نحن مع القوات المسلحة وفقط.
∎فجوة بين شيوخ القبائل وشبابها
ويتفق معه فى الرأى محمد البلك الناشط السيناوى وعضو تحالف شباب سيناء، الذى يرى أن شيوخ العريش يتجمعون وقت المحن والأزمات وكما أن بداخل كل بيت مصرى هناك من هو مؤيد ومن هو معارض فداخل كل قبيلة يوجد ذلك أيضا، بل إن لكل شيخ قبيلة توجهه السياسى مشيرا إلى أن سيطرة شيخ القبيلة عليها لم يعد مثل السابق، وساهم فى ذلك تباين الآراء وتزايد أعداد الوافدين التى تمثل آراؤهم ثقلا داخل الشارع السيناوى فضلا عن أن شيوخ القبائل تم اختيارهم بعد ثورة يناير بالتعيين وباختيار الجهات الأمنية مما زاد الفجوة بين شيوخ القبائل وشبابها، لذا أنا أطالب القوات المسلحة بتسليحنا تسليحا قويا حتى نتمكن من مساعدتهم فى القضاء على البقع الإجرامية التى تمتلك أسلحة ثقيلة لا يمكننا مواجهتهم بسببها، ويؤكد البلك انحياز شيوخ القبائل بجميع توجهاتهم إلى القوات المسلحة فهم يعقدون اجتماعات دورية فى مقر الأجهزة الأمنية ولن يستطيع أحد توجيههم أو الضغط عليهم.
∎علاقتنا بالقوات المسلحة
علاقة متميزة
ومن جهة أخرى يرى الشيخ محمد المنيعى منسق عام تكتل الجمهورية لدعم الثورة بشمال سيناء وعضو اتحاد قبائل سيناء أن الدور البطولى لمشايخ القبائل معروف لدى الأمن منذ القدم، فلطالما مددنا الأمن بمعلومات وأماكن يستغلها الخارجون عن القانون للاختباء بها، وحتى بعد نشأة اتحاد القبائل منذ ثلاث سنوات فقد ساهمنا فى حل الكثير من المشاكل الداخلية والخارجية ووقفنا جنبا إلى جنب مع قوات الشرطة للحفاظ على أمن سيناء، لكن الحقيقة أن قوات الأمن هى التى توقفت عن دورها فى حفظ الأمن وبالتالى توقفنا نحن عن مساعدتها وما نراه هذه الأيام هو حصيلة قصور أمنى امتد لأكثر من عام حتى استشرى الإرهاب وأصبح شوكة فى ظهر الجميع، ونحن كشيوخ قبائل كنا نتصدى للمشاكل ونحاول حلها قدر استطاعتنا، وبخصوص ما يروج حول أننا نعلى من العصبية القبلية على حساب الوطن، وأننا لا نسلم الخارجين عن القانون المنتمين لعشائرنا فهذا محض افتراء، فنحن قبائل لها تقاليد وأعراف، ولا يمكن أن يسمح لإرهابيين أو خارجين عن القانون أن يعيشوا وسط حريمنا وأبنائنا، وبمجرد اكتشاف الجانى فإن لم يتم تسليمه يتم تشميسه من قبل شيخ قبيلته، والتشميس هنا يعنى طرده من القبيلة نهائيا وعدم السماح له بالعيش معنا نهائيا وهو قانون عرفى متداول بيننا يهدف إلى رفع الغطاء القبلى والعشائرى عن من يرتكب ما يسىء لعائلته أو أفراد قبيلته، أما بخصوص الضغوط التى تمارس عليهم من قبل عضو مجلس الشورى المنحل عن حزب الحرية والعدالة بشمال سيناء فيقول نحن وبدون أى ضغوط نناصر الشرعية ونقف بجوار من جاء بالصندوق، وقد أصدرنا كاتحاد قبائل سيناء بيانا يفيد ذلك، ومع ذلك علاقتنا مع القوات المسلحة علاقة خاصة، فنحن عسكريون بالفطرة ونشكل خط الدفاع الأول عن مصر من الجهة الشرقية، ولا يمكن أبدا أن نبيع جيشنا أو بلدنا من أجل أى شخص.