قال نهرو (لأننا بلد فقير فنحن مضطرون أن نصرف كثيرا على التعليم) وأنا أزيد على كلمات العظيم نهرو لأننا بلد ينتهك حقوق الأطفال بشكل مستمر فاننا يجب أن نعلم أطفالنا حقوقهم منذ طفولتهم. لذلك فقد انتظرت من وزير التعليم الجديد تصريحاً أو تلميحاً عن عزمه أن تتضمن المناهج الدراسية فى مراحل التعليم الأساسي (المواثيق الدولية والمصرية حقوق الأطفال وحقوق الانسان). فهل اذا تضمنت مناهج التعليم المصرية المواثيق الدولية والمصرية لحقوق الأطفال والانسان, ودرسها الأطفال واستوعبوها بشكل حقيقى وجاد فى مراحل التعليم المختلفة وبالتالى تجذرت وأصبحت من ضمن عقائد الاطفال والشباب، هل كان المجتمع سيمارس كل هذه الاعتداءات النفسية والبدنية القاسية ضد أطفالنا؟ حتى وصل الأمر لاستخدامهم فى الخلافات السياسية, وارتدائهم أكفان الموت كما حدث فى رابعة!! لقد صرح الوزير بأنه سينقى المناهج من الفكر الإخوانى وهذا شىء مبشر ومطلوب ولكنه لم يطرح على المجتمع رؤيته المستقبلية للمناهج خاصة الإنسانية والتاريخية؟ إن المناهج يجب ألا تكون حكرا على بعض رجال التربية والتعليم أو التربويين فقط بل يجب أن تكون نتيجة لرؤي وزخم مجتمعي بين كتاب الأطفال وناشطي حقوق الطفل والمثقفين. لقد تم فى مصر بالفعل فى السنين الماضية وبمبادرات فردية مشاريع متكاملة لتقديم حقوق الأطفال فى المراحل الدراسية المختلفة وبطريقة مناسبة لكل مرحلة..وقدمت دور النشر كتبا رائعة شكلا ومضمونا حتى أنها فازت بجوائز عالمية ومحلية فى حقوق كل الأطفال فى التعليم الجيد وفى الطعام المناسب والمسكن المناسب وحقه فى بيئة نظيفة وحقوق الأطفال المعاقين, وحق الجميع فى أن يعيش على أرض الوطن وأن يستمتع بكل الحقوق والواجبات إذا كان مختلفا فى الديانة أو اللون أو العرق، أو الآراء السياسية. وقدمت كذلك كتبا عن الثورة والديمقراطية والدستور وكل المفاهيم الأساسية الحديثة والقيم التى يحارب المصريون من أجل تحقيقها فى مجتمعهم.. وذلك بالطبع فى شكل مبسط وجذاب يناسب المرحلة السنية التى تقدم له. إن المدرسة هى المؤسسة الفاعلة الأولى والأعظم التى تتعامل مع أطفال مصر لذلك عليها أن تقدم لهم المعرفة الانسانية بعيدا عن الحفظ والتلقين وأن تقدم تاريخ مصر منذ التاريخ الفرعونى والقبطى والاسلامى وأن تدرس طبيعة الثقافة النوبية المغايرة والثقافة السيناوية ففى تنوع ثقافات الوطن قوة وثراء, وأننا يجب أن نعيش فى سلام وأن يعرف الطفل المصري ومنذ طفولته معنى الاختلاف وأن يحترم الآخر المختلف سواء كان من بنى وطنه أو من العالم أجمع. إنها قيم أساسية وضرورية يجب أن يتعلمها أطفالنا وان يحترمها المجتمع فلا مخرج لنا فى مجتمع آمن يرفض التطرف لنتقدم وننتج وليصبح مجتمعا سليما صحيا ناجحا إلا بزرع كل المفاهيم فى المجتمع والإيمان بها وقد ثبت أن الوسيلة الأسرع والأنجح هى التعليم.. فهل من مجيب فى وزارة التعليم؟