منذ أكثر من عشر سنوات ونتيجة للأحداث الطائفية والتمايز الطبقى الذى استشرى فى المجتمع المصرى, ظللت أطلب وأكرر من كل وزراء التعليم المتعاقبين على الوزارة أن تعبر المناهج الدراسية عن كل أطياف الشعب, وأن يجد الطفل المختلف خاصة فى المرحلة الابتدائية نفسه فى المناهج الدراسية التي يجب أن تعمق روح المواطنة. والمساواة وعدم التمييز بين الذكر والأنثى أو الغنى والفقير والمسلم والمسيحي وأن يشب فى مجتمع يقدر ويحترم اختلافه وأن يتمتع بنفس حقوق الأغلبية وكذلك أن تتعلم وتؤمن الأغلبية منذ طفولتها ان الوطن للجميع وأن الأقلية لها نفس الحقوق وعليها نفس الواجبات. وكم طالبنا أن يدرس الطالب فى كل مراحل التعليم تاريخ بشكل مستفيض وأن يتناول بحياد دون انحياز لحقبة دون أخرى فتشمل المناهج التاريخ الفرعوني والقبطى والاسلامى والرومانى اليوناني وكذلك التاريخ الحديث منذ الحقبة العثمانية وكفاح الشعب المصري منذ الأزل ضد كل أنواع الاستعمار. هذا ما كنا نرجوه ونأمله قبل ثوره 25 يناير العظيمة ولكن للأسف كان للتعليم وترديه وعدم اهتمامه بالتنمية البشرية ووحدة وتجانس المجتمع آثار ونتائج كارثية ندفع جميعا ثمنها الغالي الآن بل وهي من أهم أسباب إعاقة الديمقراطية وتقدم المجتمع فى كل المجالات فلا تنمية ولا استثمار فى مجتمع متحزب يعانى من أمراض الطائفية والتمييز الطبقي أو العرقى أو الدينى أو حتى التمييز الجغرافى وللأسف نحن نعاني من كل هذه الظواهر. والآن وبعد ثورة 25 يناير أصبح من الضرورة أن تدرس المصطلحات التى يتعامل معها المجتمع بجدية بعد أن فقدت معناها على يد النظام السابق وتخصصت جماعات السلفيين وغيرهم في تشويهها بل وتفسرها تفسيرات تتعارض مع الدين والعقيدة وذلك من أجل بسط سيطرتهم وهيمنتهم على عقول الشباب والأطفال فيجب أن تتضمن المناهج وبأقصى سرعة معني الديمقراطية والمجتمع المدنى والعلمانية والفاشية ووظيفة السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية. وماهو الدستور ووظيفته وأهميته وتحديده لسلطة رئيس الجمهورية وحقوق الشعب الذي يجب أن يحافظ عليها وحقوق الوطن والمجتمع على المواطن. إن التعليم هو الوسيلة الأنجح والأسرع فى بلد يعانى من أمية ثقافية وسياسية وحكم فردى أبوي علي مدار عقود طويلة وقد دفع شبابه من دمائهم وأرواحهم ثمنا غاليا لكى تتحرر من الديكتاتورية فلا يصح ولايجوز أن يتلقى أبناؤه تعليماً يكرس التخلف أو سيطرة فصيل واحد من فصائل المجتمع! بل يجب أن يعبر عن إرادة أفراد المجتمع في الارتقاء والتعلم والعيش بكرامة ولايجب أن تترك المناهج ليقررها نفس الأشخاص بنفس الطريقة العقيمة التي تنفر الطلاب فى المواد المقدمة التى لاتؤثر فيه ولا تثرى أفكاره ولاتغيره إلى الأفضل, إننا نريد مناهج تناقش كل الآراء وتقدم كل المعارف بطريقة مبسطة وسلسة وممتعة اللهم إنى بلغت لوزير التربية والتعليم.