سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الإثنين 6 مايو 2024    د.حماد عبدالله يكتب: "الإقتصاد الجزئى " هو سبيلنا للتنمية المستدامة !!    رسميًا.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الإثنين 6 مايو 2024 بعد آخر ارتفاع    استقرار سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الإثنين 6 مايو 2024    شهداء وجرحى جراء قصف الاحتلال شقة سكنية قرب مفترق السامر بمدينة غزة    عاجل - انفجار ضخم يهز مخيم نور شمس شمال الضفة الغربية.. ماذا يحدث في فلسطين الآن؟    بعد عملية نوعية للقسام .. نزيف نتنياهو في "نستاريم" هل يعيد حساباته باجتياح رفح؟    إعلان بانجول.. تونس تتحفظ على ما جاء في وثائق مؤتمر قمة التعاون الإسلامي بشأن القضية الفلسطينية    هل استحق الزمالك ركلة جزاء أمام سموحة؟.. جهاد جريشة يجيب    ميدو يفتح النار على ثنائي الزمالك بعد الهزيمة أمام سموحة في الدوري    طاقم حكام مباراة بيراميدز وفيوتشر في الدوري    فرج عامر: سموحة استحق الفوز ضد الزمالك والبنا عيشني حالة توتر طوال المباراة    «بلاش قسوة».. تعليق مثير من خالد الغندور على أزمة أفشة مع كولر    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب أقل من الأبيض.. وأخطائه وراء الخسارة من سموحة    أمطار وأجواء أوروبية.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم في مصر تزامنًا مع شم النسيم    نقابة أطباء القاهرة: تسجيل 1582 مستشفى خاص ومركز طبي وعيادة بالقاهرة خلال عام    تصل ل9 أيام متواصلة.. عدد أيام إجازة عيد الأضحى 2024 في مصر للقطاعين العام والخاص    بالأسماء.. إصابة 12 من عمال اليومية في انقلاب سيارة ب الجيزة    حبس عاطلين بتهمة قتل عامل وإلقاءه داخل مصرف بالقليوبية    أنغام تتألق بليلة رومانسية ساحرة في أوبرا دبي    حظك اليوم برج الحوت الاثنين 6-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    مصطفى عمار: «السرب» عمل فني ضخم يتناول عملية للقوات الجوية    هل هناك علاقة بالجن؟ حمادة هلال يكشف تفاصيل إصابته في مسلسل المداح (فيديو)    "وفيها إيه يعني".. فيلم جديد يجمع غادة عادل وماجد الكدواني    عضو «المصرية للحساسية»: «الملانة» ترفع المناعة وتقلل من السرطانات    تعزيز صحة الأطفال من خلال تناول الفواكه.. فوائد غذائية لنموهم وتطورهم    إنفوجراف.. نصائح مهمة من نقابة الأطباء البيطريين عند شراء وتناول الفسيخ والرنجة    أسباب تسوس الأسنان وكيفية الوقاية منها    الصحة تحذر.. إذا ظهرت عليك هذه الأعراض توجه إلى المستشفى فورًا (فيديو)    بوتين يحقق أمنية طفلة روسية ويهديها "كلب صغير"    المدينة الشبابية ببورسعيد تستضيف معسكر منتخب مصر الشابات لكرة اليد مواليد 2004    خالد مرتجي يرد على مريم متولي: محدش كلمك ومش هترجعوا الأهلي.. فيديو    لفتة طيبة.. طلاب هندسة أسوان يطورون مسجد الكلية بدلا من حفل التخرج    الأوقاف: التبرعات ممنوعة بالمساجد .. ورقابة على صناديق النذور | فيديو    سعرها صادم.. ريا أبي راشد بإطلالة جريئة في أحدث ظهور    الباشا.. صابر الرباعي يطرح برومو أغنيته الجديدة    مدير مكتبة الإسكندرية: الوثيقة لها نظام معين في العرض وليست متاحة للعامة    أستاذ اقتصاد: المقاطعة لعبة المستهلك فيها ضعيف ما لم يتم حمايته    الإسكان: جذبنا 10 ملايين مواطن للمدن الجديدة لهذه الأسباب.. فيديو    ردا على إطلاق صواريخ.. قصف إسرائيلي ضد 3 مواقع بريف درعا السوري    بإمكانيات خارقة حتدهشك تسريبات حول هاتف OnePlus Nord CE 4 Lite    مصرع وإصابة 6 في حادث انقلاب تروسيكل بمطروح    3 قتلى و15 مصابًا جراء ضربات روسية في أوكرانيا    أمطار خفيفة على المدن الساحلية بالبحيرة    مصر في 24 ساعة|اعرف طقس شم النسيم وتعليق جديد من الصحة عن لقاح أسترازينيكا    إغلاق مناجم ذهب في النيجر بعد نفوق عشرات الحيوانات جراء مخلفات آبار تعدين    وزيرة الهجرة: 1.9 مليار دولار عوائد مبادرة سيارات المصريين بالخارج    نائب سيناء: مدينة السيسي «ستكون صاعدة وواعدة» وستشهد مشاريع ضخمة    هل يجوز تعدد النية فى الصلاة؟ دار الإفتاء تجيب    أمينة الفتوى: لا مانع شرعيا فى الاعتراف بالحب بين الولد والبنت    "العطاء بلا مقابل".. أمينة الفتوى تحدد صفات الحب الصادق بين الزوجين    «العمل»: جولات تفقدية لمواقع العمل ولجنة للحماية المدنية لتطبيق اشتراطات السلامة والصحة بالإسماعيلية    ندوتان لنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية بمنشآت أسوان    الإفتاء: كثرة الحلف في البيع والشراء منهي عنها شرعًا    كنائس الإسكندرية تستقبل المهنئين بعيد القيامة المجيد    البابا تواضروس: فيلم السرب يسجل صفحة مهمة في تاريخ مصر    اليوم.. انطلاق مؤتمر الواعظات بأكاديمية الأوقاف    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خريطة المواجهة المصيرية للجيش ضد التنظيمات المسلحة
سيناء.. حرب التحرير الثانية (1) المعركة طويلة وممتدة.. واحتمالات وقوع خسائر بشرية ومادية

من المؤسف أن تكون سيناء حالياً هى «المنطقة الرخوة» فى الجسد المصرى، رغم ما دفعه المصريون من دماء وأرواح أبنائهم لأجل تحرير هذا الجزء الاستراتيجى فى الخريطة المصرية، وما بين الأخطاء التاريخية التى تمثلت فى هزيمة 1967 فى عهد جمال عبدالناصر، أو اتفاقية كامب ديفيد فى عهد أنور السادات أو غياب التعمير المتعمد فى عهد حسنى مبارك، باتت سيناء مطمعاً للتدخلات الخارجية وبوابة مكشوفة لتهديد الأمن القومى المصرى.
هذه الدراسة ترصد عدواً آخر غير العدو الإسرائيلى «التقليدى» يحاول زعزعة الأمن فى سيناء، واستراتيجية الجيش المصرى لمواجهته فى حرب «التحرير الثانية».
تخوض قوات الجيش المصرى فى سيناء معركة مصيرية لتحريرها من محاولات سيطرة تنظيم القاعدة الإرهابى المتحالف مع جماعة الإخوان، فلم يعد خافياً على أحد ما أعلنه زعيم القاعدة أيمن الظواهرى عن إقامة إمارة إسلامية فى سيناء، كما لم يعد خافياً أيضاً ما أعلنه أقطاب جماعة الإخوان المتجمعون فى ميدان رابعة العدوية بالقاهرة، وعلى رأسهم محمد البلتاجى، من أن إيقاف العمليات الإرهابية فى سيناء ونسف خط الغاز إلى الأردن يمكن إيقافه بعد ثوان من عودة الرئيس المخلوع مرسى إلى السلطة، كذلك ما يعد خافياً على أحد أن العمليات الإرهابية التى هدأت فى سيناء خلال فترة عام حكم الإخوان، قد عادت وبشدة عقب خلع مرسى، وكلها حقائق تؤكد بما لا يدع مجالاً لأى شك الارتباط الوثيق بين الأعمال الإرهابية التى تقوم بها تنظيمات تكفيرية تسمى نفسها زوراً وبهتاناً بالجهادية، وبين جماعة الإخوان فى مصر، قبل وأثناء وبعد إقالة مرسى، وأنهم جميعاً يعملون من أجل تقويض دعائم ومقومات الأمن القومى المصرى، ومن هنا برزت شدة التحديات التى تواجهها القوات المسلحة المصرية ليس فقط فى سيناء، بل وفى داخل العمق المصرى لمواجهة هذا العدو المشترك، وهو أخطر من العدو الإسرائيلى الخارجى، لأن إسرائيل عدو تقليدى معروف أهدافه وحدوده وقدراته ومن السهل حشد الشعب المصرى ضده، كما حدث فى حرب أكتوبر 1973 والانتصار عليه، ولكن تبرز صعوبة مواجهة تحالف القاعدة والإخوان فى أن كليهما يضرب الأمن القومى فى الداخل، ويخادعون الناس بتغليف أعمالهم الإرهابية بشعارات دينية براقة تضلل الناس عن حقيقة خياناتهم وجرائمهم وفاشيتهم ودمويتهم فى حق مصر وشعبها، الأمر الذى يفرض عبئاً إضافياً على الجيش والحكومة بضرورة توعية الناس بحقيقة جماعة الإخوان وأهدافهم الهدامة، وإن كانوا وبفضل الله قد نجحوا بجدارة خلال السنة الماضية التى حكموا فيها مصر فى إسقاط أقنعة الخداع والتضليل، وكشفوا بأيديهم عن وجوههم القبيحة، الأمر الذى أكسبهم عداوة ملايين المصريين الذين كانوا مخدوعين فى هذه الجماعة التى زعمت لنفسها باطلاً أنها المدافعة عن الإسلام وإحياء دولة الخلافة.
مما يؤكد صعوبة الحرب التى يخوضها الجيش المصرى ضد القاعدة فى سيناء، أن الولايات المتحدة تخوض حرباً مماثلة ضد تنظيم القاعدة على كل الساحة العالمية منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، كما تخوض السعودية الحرب نفسها ضد القاعدة منذ عشرين عاماً، وأيضاً الجزائر منذ أبعد من ذلك، وغيرها من الدول، أما نحن فى مصر فنخوض هذه الحرب منذ عامين فقط فى سيناء، لذلك فهى حرب طويلة وممتدة ولها امتدادات وروافد إقليمية ودولية عديدة، ولابد أن نتوقع ونقبل فيها خسائر بشرية ومادية، وإن كانت حتى اليوم، وبحمد الله محددة نسبياً فى جانبنا، إلا أنها شديدة فى جانب الإرهابيين بعد أن رفع عنهم الغطاء السياسى بزوال حكم الإخوان فى مصر، وقطع شرايين إمداداتهم العسكرية مع قاعدتهم اللوجيستية فى قطاع غزة، حيث تحكم حماس فرع جماعة الإخوان والتى كانت تمد الإرهابيين فى سيناء بالمقاتلين والأسلحة والذخائر عبر الأنفاق المتواجدة فى رفح، بل وأيضاً من فوق الأرض عبر معبر رفح، ومن هنا يمكننا أن نفهم حالة الهستيريا والإحباط التى أصابت كلاً من الإرهابيين فى سيناء وحركة حماس فى غزة بعد سقوط حكم الإخوان فى مصر، وما صاحبه من هدم الأنفاق وضرب بؤر الإرهاب فى سيناء، فقد كان مرسى يشل أيدى الجيش عن هدم الأنفاق بدعوى أنها تشكل شرايين الحياة لإخوانهم فى غزة، وتمدهم بالبضائع والوقود.. إلخ، كما كان مرسى يشل أيضاً أيدى الجيش عن ضرب بؤر الإرهاب المرصود محلاتها جيداً، والمعروف هوية أصحابها جيداً بدعوى أنهم من حلفائه السلفيين الذين يساندونه فى الانتخابات، وأنه يفضل أسلوب التفاوض معهم، وأرسل لهم بالفعل مساعده عماد عبدالغفور عدة مرات، كما عرض أيضاً محمد الظواهرى وغيره من الجهاديين التكفيريين الوساطة، متجاهلين حقيقة مهمة أثارت وأغضبت قادة ورجال الجيش، وهى أنه لا توجد دولة محترمة فى العالم تتفاوض مع إرهابيين أو تسمح بوجود أنفاق تهريب على حدودها، فلما رفع الغطاء السياسى عن تنظيم القاعدة فى سيناء بعد ثورة 30 يونيو، أصبح من السهل اليوم على الجيش فى سيناء التعامل وبقوة مع إرهابيى هذا التنظيم.
والجيش المصرى فى حربه هذه ضد القاعدة والإخوان فى سيناء مسنوداً ومدعوماً بقوة الشعب المصرى التى ترفض وبشدة أن تقيم القاعدة على أرض سيناء ما يسمى بإمارة سيناء الإسلامية، مثل ما أقامته من إمارة إسلامية فى أرض العراق، وإمارة إسلامية أخرى فى بلاد المغرب، وإمارة ثالثة بواسطة الحوثيين فى اليمن، وإمارة رابعة فى الصومال، خاصة فى الجزيرة العربية، وسادسة فى مالى.. إلخ، ذلك أن مصر تختلف تماماً عن كل هؤلاء فى تصميم شعبها وتلاحمه مع جيشها فى الإصرار على تطهير سيناء وبالكامل من كل العناصر الإرهابية والإجرامية المتواجدة على أرض سيناء، مهما طالت المعركة، ومهما أصابنا من خسائر، فهذا هو تصميم الجيش والشعب معاً فى إدارة هذه المعركة.
صعوبات المواجهة
يواجه الجيش والشرطة فى حربهما ضد الإرهاب فى سيناء صعوبات كثيرة أبرزها الآتى:
1 أن العدو المتمثل فى المنظمات الإرهابية غير مرئى، وغير محدد المكان، ويذوب فى القبائل والسكان نهاراً ولا يعمل إلا ليلاً، وبالتالى فإن الإمساك بالإرهابيين أو قتلهم يُعرّض القبائل والسكان لمخاطر شديدة، الأمر الذى يدفع ببعض القبائل لمناهضة قوات الجيش، فى الوقت الذى يحتاج فيه الجيش لمساندة ودعم هذه القبائل، لذلك فإن التعامل مع البؤر الإرهابية المتواجدة فى وسط السكان فى مناطق داخل وحول مدن رفح والشيخ زويد والعريش، مثل الجميعى والمهدية وجعشبان والبرق وغيرها، حيث يختبئ الإرهابيون فى الزراعات والأحراش وأشجار الزيتون، يتم التعامل معهم بحذر شديد حتى لا يصاب السكان المدنيون بأذى، وقد ساعد رؤساء القبائل الجيش بامتناعهم عن إيواء الإرهابيين داخل مناطق مسئولية القبائل، خاصة المرتزقة الذين جذبتهم القاعدة من بلاد عربية وإسلامية.. مثل اليمن والسعودية والجزائر والعراق وسوريا وفلسطين وباكستان وأفغانستان والسودان، وحتى من الشيشان.
2 يرتبط بهذه المشكلة صعوبة أخرى تتمثل فى أنه عندما تقوم قوات الجيش أو الشرطة باعتقال أو قتل إرهابى مسلح ينتمى لإحدى القبائل قام بالهجوم على كمين أو نقطة شرطة أو موقع للجيش، وهو ما يحدث يومياً، نجد مثل هذه القبيلة تنتفض وتستنفر رجالها دفاعاً عن ابنها المعتقل أو المقتول، وتقوم بمحاصرة أقسام الشرطة ومديرية الأمن أو مبنى المحافظة، وقصفهم بالحجارة أو فتح النيران عليهم وقد يصل الأمر إلى محاولة اقتحام هذه المقار، وقتل من فيها من رجال الشرطة والحكم المحلى واحتلالها، فضلاً عن قطع الطرق، ولا تستطيع بالطبع قوات الشرطة أو الجيش أن تواجه مثل هذه الأعمال بالقوة، وإلا سقط مئات القتلى، وهذا الأمر للأسف لم يحدث فى سيناء فقط، بل نجده يحدث فى المدن داخل مصر، عندما يعتقل تاجر مخدرات أو مجرم أو بلطجى نجد أقاربه وزملاءه يحاولون حصار أقسام الشرطة واقتحامها والاعتداء على رجالها، وعندما يدافع ضباط ورجال الشرطة عن أنفسهم وتقع خسائر بين المعتدين، وجدنا للأسف من يقدم ضباط الشرطة للمحاكمة، وقد برأتهم المحاكم فى جميع القضايا المماثلة، لذلك اضطرت قوات الأمن فى العريش تجنباً لمثل هذه المواقف الانسحاب من أقسام الشرطة إلى خارج المدينة عندما حاصرها أبناء القبائل.
3 كما تشكل طبيعة الأرض فى سيناء، رغم أن معظمها صحراوية مكشوفة، إلا أن بها بعض الجبال التى تشكل مأوى وملاذاً للتنظيمات الإرهابية، وأبرزها جبل الحلال الواقع فى وسط سيناء وجنوب العريش بحوالى 60كم الذى يعد عنصراً مشتركاً فى جميع العمليات الإرهابية التى تشهدها سيناء، وجاءت شهرته لكونه ملاذاً تحتمى به العناصر الخارجة عن القانون من تنظيمات إرهابية وتجار مخدرات وأسلحة وعصابات تهريب البشر إلى إسرائيل، وهو جبل وعر كثير المداخل والمخارج ومغاراته الكثيرة ووعورته جعلته الاختيار الأمثل للهروب من قوات الجيش والشرطة، فضلاً عن تخزين الأسلحة والذخائر وبكميات كبيرة نتيجة مخلفات حروب الصراع العربى الإسرائيلى منذ عام 1956 حتى 1973 ومنذ الهجمات الإرهابية التى شنها تنظيم القاعدة على طابا عام 2004 ودهب ونويبع 2005 وشرم الشيخ 2006، قامت قوات الشرطة والجيش بشن هجمات عديدة ضد الإرهابيين الذين لجأوا إلى جبل الحلال، وتم محاصرته، وألقى القبض على بعضهم وقتل بعضهم وأبرزهم القيادى سالم الشانوب المسئول العسكرى عن تنظيم التوحيد والجهاد، وظل جبل الحلال محاصراً عدة أشهر من قبل رجال الشرطة لتطهيره من البؤر الإرهابية والإجرامية وانتهى الحصار وعاد الإرهابيون إليه مرة أخرى، هذا إلى جانب مناطق زراعية وأحراش حول المدن الرئيسية فى شمال سيناء، وهى رفح والشيخ زويد والعريش يختبئ فيها الإرهابيون ويشنون منها هجماتهم ليلاً، هذا فضلاً عن محدودية الأهداف الاستراتيجية والأمنية فى شمال سيناء والتى تكاد تنحصر فى المطار ومبانى المحافظة ومديرية الأمن وأقسام الشرطة والحكم المحلى، ونقاط الحراسة والسيطرة على تقاطعات الطرق، وجميعها أهداف مكشوفة ومن السهل رصدها وبالتالى ضربها بواسطة الجماعات الإرهابية بل وتكرار ذلك.
4 أما أخطر الصعوبات التى تواجهها قواتنا فى سيناء فتتمثل فى تواجد قاعدة عسكرية ولوجيستية، هى حركة حماس فى غزة، تشكل ركيزة إمداد مستمر بالإرهابيين والأسلحة والذخائر والأموال إلى المنظمات الإرهابية المتواجدة فى سيناء، حيث يتم الإمداد بها عبر الأنفاق المتواجدة تحت الأرض فى منطقة ممر فلادلفيا «مواجهته 14كم» على الحدود بين مصر وقطاع غزة، وقد وصل عددها فى عهد حكم الإخوان إلى أكثر من 1200 نفق تم تدمير حوالى 80٪ منها، ولكن تبرز مشكلة أخرى فى أن بعض هذه الأنفاق تتواجد مخارجها داخل منازل مواطنين من سيناء يحصلون على عائد ضخم يومى من وراء ذلك، يصل إلى 10 آلاف جنيه يومياً، ولذلك يرفضون جميع العروض المغرية التى قدمتها السلطات المصرية لشراء منازلهم وهدمها وتعويضهم عنها.

الإخوان يستدعون عناصر خارجية لدعمهم
- لم تقتصر دعوات قادة الإخوان لحضور جيوش أجنبية لإعادة نظام حكمهم إلى مصر بعد سقوطه فى ثورة 30 يونيو، وهو ما انعكس بوضوح شديد فى تصريحاتهم، مثل قول البلتاجى «إذا استجاب الجيش لدعوة الشعب بالتدخل فإننا سنستدعى جيوش دول صديقة للمحافظة على نظام الحكم»، وعندما اقتربت إحدى سفن الإنزال الأمريكية من مياهنا الإقليمية بالبحر الأحمر صاح أحد قادة الإخوان فى رابعة قائلاً: «أبشروا بنزول 7000 من المارينز فى السويس»!! وهو ما يعد خيانة عظمى، كما انعكس هذا الموقف بوضوح فى تصريحات أخرى لقادة الإخوان عبّرت عن خيبة أملهم فى عدم التدخل الأمريكى والأوروبى.
- لم تقتصر التحديات التى يواجهها الجيش المصرى فى سيناء على ما سبق إيضاحه من مصاعب، بل أيضاً سعى الإخوان للحصول على دعم من مصادر إقليمية ودولية خارج مصر، وذلك على النحو التالى:
أ الدعم المالى: ويحصلون عليه من دولة قطر والولايات المتحدة، فقد كشفت وثيقة سرية صادرة من مكتب وزير الخارجية القطرى فى 18 يناير 2013 عن تقديم منحة عاجلة إلى حكومة حماس بقيمة 250 مليون دولار مسحوبة على بنك قطر المركزى بتاريخ 27 يناير 2013 وباسم خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، بدعوى «تمكين الرئيس المصرى من حكمه والحفاظ عليه واستقرار إدارته للبلاد»، هذا فضلاً عن وثيقة أخرى تم ضبطها فى مقر جماعة الإخوان فى المقطم بعد اقتحامه بواسطة الثوار مسجل بها العطايا والهبات المقدمة فى مارس 2013 من الشيخ حمد بن جاسم آل ثان إلى 18 شخصية قيادية فى الإخوان، إجمالى قيمتها 79٫150٫000 دولار ناهيك عن الاتهام الذى وجهه عضو الكونجرس الجمهورى «رومنى» إلى الرئيس الأمريكى «أوباما» بدعم جماعة الإخوان بحوالى 4 مليارات دولار نقداً، فضلاً عن مبلغ مساو نظير خدمات لوجيستية للجماعة، وقد أثبتت التحقيقات التى أجريت مع الإرهابيين الذين تم اعتقالهم فى سيناء أنهم يحصلون على 10 آلاف جنيه نظير كل خمس عمليات هجومية يقومون بها يومياً ضد أهداف عسكرية وأمنية فى سيناء.
ب الدعم البشرى: ويحصل عليه الإرهابيون من حماس، وقد بدأت عناصر كتائب عزالدين القسّام فى التسلل إلى سيناء فى 12 يناير 2013 عقب اجتماع بين خيرت الشاطر ومروان عيسى، قائد كتائب القسّام فى غزة، بهدف الاستعداد لمواجهة القوى المضادة للإخوان فى ذكرى ثورة 25 يناير، حيث طلب «الشاطر» 10 آلاف مقاتل من كتائب القسّام تحسباً لأى طارئ يحدث فى مصر، حيث إنهم فى الإخوان لا يضمنون ولاء الشرطة ولا الجيش فى المحافظة على نظام الحكم الإخوانى فى مصر.
وفى إطار الهدف نفسه حضر إلى مصر فى 24 يناير قيادات رئيسية من حماس كان أبرزهم محمود الزهار، ورائد العطار، ومحمد أبوشمالة، وخليل الحية، ومؤمن فرحات، وعماد سليم، ورفعت عباس، وفى الوقت نفسه دخل عبر الأنفاق 500 عنصر مقاتل من حماس مع كميات كبيرة من بنادق القناصة، وفى يوم 25 يناير قام مروان عيسى بتجهيز 3 آلاف عنصر استعداداً لدخول سيناء قبل فجر اليوم التالى، كما رصدت الأجهزة الأمنية دخول حوالى 600 مقاتل من كتائب القسّام إلى سيناء عشية ثورة 30 يونيو، تسلل بعضهم إلى داخل المحافظات المصرية وتم اعتقال أعداد منهم وقتل آخرون فى الأحداث التى واكبت هذه الثورة وأعقبتها لاسيما فى مناطق الجيزة «بين السرايات» بالقرب من جامعة القاهرة والمنيل والعباسية والحرس الجمهورى والأزهر وغيرها من المناطق التى تحركت فيها المظاهرات المؤيدة لجماعة الإخوان، هذا فضلاً عن قيام حماس بتدريب عناصر من الإخوان وأبناء سيناء على استخدام أسلحة متنوعة وتصنيع واستخدام عبوات متفجرة، وشن عمليات هجومية وقطع الطرق ومهاجمة المنشآت الحيوية، وكان التدريب على ذلك يتم فى نوادى الشباب المنتشرة فى المحافظات المصرية تحت إشراف وزير الشباب الإخوانى أسامة يسن، وأيضاً فى الندوات الثقافية والمعسكرات الشبابية التى كان يتم تنظيمها بين حين وآخر، فى مراكز فى القطاع بالتعاون مع مراكز الشباب فى سيناء تحت ستار الرياضة والتثقيف وتبادل الخبرات، حيث تم تدريب 50 شاباً من سيناء فى غزة على الأعمال الإرهابية تحت إشراف كتائب القسّام، وكانت الأجهزة الأمنية قد رصدت لقاءات خيرت الشاطر مع مروان عيسى، قائد الجناح العسكرى، ودخول عناصر قتالية من حماس إلى سيناء، وعرضت على «مرسى» قائمة طويلة من عناصر حماس متهمين بالقتل أو مشتبه فيهم، وشملت 120 اسماً، إلا أن مرسى ضرب عرض الحائط بكل ذلك، بل الأكثر من ذلك أن رجال مرسى فى الرئاسة كانوا يجبرون الأجهزة الأمنية على السماح بدخول قيادات حماس وعناصرها الإجرامية رغم أنها مدرجة على قوائم ترقب الوصول، كما استقبل قصر الاتحادية ومكتب الإرشاد رجالاً من حماس نفذوا فعلاً عمليات إرهابية فى مصر، منها اقتحام السجون وقنص الثوار فى الميادين وقتل جنود الشرطة والجيش فى سيناء، أما أسوأ ما برز فى تدريب حماس لعناصر الإخوان هو استخدام القسوة المفرطة فى التعامل البدنى مع خصومهم السياسيين من الشباب الثورى، ومثال ذلك ما حدث أمام قصر الاتحادية وأدى إلى سقوط قتلى من المعتصمين، وركوب قناصة أسطح كلية التجارة فى جامعة القاهرة وقتل المتظاهرين وإلقاء الشباب من أسطح المنازل فى الإسكندرية، وهى الطريقة نفسها التى استخدموها فى إلقاء عناصر من منظمة فتح من فوق أسطح البنايات فى غزة عندما استولت حماس على السلطة هناك عام 2007 وقالوا عنها «والله إنها أشبه بفتح مكة»!! هذا فضلاً عن عمليات الطعن بالخناجر فى أنحاء مختلفة من الجسم والصلب على الأشجار وخلع العيون، إلى غير ذلك من الأعمال الوحشية، وإلقاء جثث معارضيهم فى أجولة تحت الكبارى، ناهيك عن زرع القنابل تحت الكبارى كما حدث فى كوبرى الجامعة بعد عزل «مرسى» وبجوار أقسام الشرطة كما حدث فى المنصورة وتسبب فى قتل وإصابة عشرات من رجال الشرطة.
ج الدعم التسليحى: كانت ليبيا هى المصدر الرئيسى لتسليح الإرهابيين فى سيناء إلى جانب تهريب الأسلحة من حماس بقطاع غزة عبر الأنفاق، فقد تمكنت قوات سلاح الحدود فى المنطقة الغربية من ضبط شاحنات قادمة من ليبيا خاصة المنطقة الشرقية فى طبرق وبنغازى، حيث تسيطر جماعة الإخوان هناك، وأعلنت انفصال إقليم طبرق عن باقى ليبيا وإقامة دويلة مستقلة فيه، تحمل نوعيات متعددة من الأسلحة شملت بنادق ورشاشات آلية وهاونات وقواذف مضادة للدبابات وقواذف مضادة للطائرات وصواريخ جراد ذات المدى 20كم لضرب المدن، فضلاً عن بنادق قناصة وقنابل يدوية ومتفجرات.. إلخ، وكانت فى طريقها إلى سيناء، كما ضبطت يوم 26 يناير 2013 شحنات من قواذف ومقذوفات RPJ فى سيارات تويوتا وأتوبيسات مرسيدس تحمل أرقاماً دبلوماسية، كذلك دخلت شحنات أخرى من السلاح نفسه وقذائف هاون قادمة من حماس عبر نفق تسيطر عليه عائلة تسمى «أبوجزر» وهو ما يفسر لجوء الإرهابيين فى سيناء إلى تكرار ضرب مطار العريش ومعسكرات الأمن المركزى بنيران الهاون، ولم تكتف حماس بما تدخله من أسلحة عبر الأنفاق مع غزة، وإنما تولى أحد قادتها وهو نافذ صبيح إدخال كميات أخرى من الأسلحة والسيارات عبر الحدود الغربية مع ليبيا بالتعاون مع فرع الإخوان هناك.
د الدعم بالسيارات: يعتبر فرع جماعة الإخوان فى السودان هو المسئول عن إمداد الإرهابيين فى سيناء بعربات التويوتا (نصف نقل) وعربات الجيب ذات الدفع الرباعى التى توفر لهم خفة الحركة العالية، لاسيما فوق الأراضى الجبلية الصعبة والأحراش لسرعة توجيه ضربات خاطفة ثم الانسحاب إلى الملاجئ الجبلية أو وسط المناطق السكنية، وكانت إسرائيل قد كشفت العام الماضى عن عمليات تهريب الصواريخ والشاحنات التى تتم من السودان إلى سيناء عبر صحراء مصر الشرقية، وقامت عدة مرات بضرب هذه الشاحنات والعربات داخل الأراضى السودانية وقبل دخولها الحدود المصرية، كما قامت وحدات سلاح الحدود المتواجدون على حدود مصر الجنوبية فى حلايب وشلاتين بمصادرة أعداد من العربات الجيب والتويوتا كانت قادمة من السودان وفى طريقها إلى سيناء.
ه دعم الاتصالات والقيادة والسيطرة: أدخلت حماس تنظيمات الإرهاب فى سيناء ضمن شبكة الاتصالات الخاصة بها، والتى استخدمت فيها أجهزة محمول من شركة أورنج إحدى شركات المحمول الرئيسية فى إسرائيل وفلسطين، وذلك لتصعيب عملية التنصت عليها، كما أنشأت كتائب القسّام مركزاً متقدماً فى مدينة رفح المصرية للقيادة والسيطرة وإدارة العمليات داخل سيناء، وعلى اتصال بقيادة الإخوان داخل مصر لتنسيق العمليات المضادة لثورة 30 يونيو، وفى إطار المؤامرة ضد الجيش وتحميله مسئولية سقوط قتلى ومصابين بأيدى عناصر كتائب القسّام والإخوان، وخداع عامة الناس ووسائل الإعلام، جهزت عناصرها المنتشرة فى المدن المصرية خاصة مدن القناة بزى خاص يشبه زى الجيش المصرى، وقد أمكن لأجهزة الأمن مصادرة عدة شحنات من هذه الملابس بعضها قادم من غزة وأخرى قادمة من ليبيا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.