الرجل قيمة مصرية، قامة دولية.. قبل معركة إعادة الانتخابات الرئاسية بين الفريق أحمد شفيق والدكتور محمد مرسى طلبت من هذا المكان وناشدت من أجل مصر أن يختار الفائز منهما برئاسة الجمهورية الدكتور محمد البرادعى لمنصب نائب الرئيس للاستفادة من خبراته السياسية ومكانته الدولية وفاز محمد مرسى وجاء باختياراته الفاشلة وإقصاء الكفاءات والقامات الوطنية وظل يمارس هو وجماعته الكذب على الشعب المصرى حتى سقط ومعه جماعته الإرهابية. كنت أتعجب من حكاية رفض الإخوان المتأسلمين واعتراضهم على تعيين الدكتور محمد البرادعى رئيساً للوزراء بعد ثورة «25 يناير»، والحكاية أن المجلس العسكرى الحاكم وقتها عرض تعيين البرادعى رئيساً للحكومة فذهب الإخوان الى المشير طنطاوى ورفضوا تعيين البرادعى ومن هذا كان تناقضهم رفضوا الرجل الذى كان ملهماً لشباب مصر داعياً للتغيير وكشفوا عن انتهازيتهم، والحقيقة انهم كانوا يحتمون إبان حكم مبارك بالدكتور البرادعى وبحصانته الدولية حين كان الكتاتنى والعريان والبلتاجى وغيرهم يحجون إليه ويذهبون له زحفاً ويناشدونه أن يكون رئيساً لمصر ويجمعون له التوكيلات حتى يترشح الرجل الشجاع ضد مبارك أو ابنه جمال.. كان البرادعى فى نظر الإخوان هو المنقذ لمصر وبعد «25 يناير» سرعان ما انقلبوا عليه وسرقوا ثورة لم يشاركوا فى أولها. وتعجبت أكثر من موقف حزب النور السلفى بعد ثورة الشعب فى «30 يونيو» وانهيار حكم الإخوان، حاولوا أن يلعبوا نفس لعبة الإخوان القديمة.. عملاء أمن الدولة فى عهد مبارك اعترضوا على ترشيح الدكتور البرادعى رئيساً للوزراء.. كدت أموت على نفسى من الضحك من هذه الكوميديا السلفية، عملاء الأجهزة الأمنية، كتبة التقارير فى عهد مبارك يعترضون على تعيين الرجل الذى حرك مياه السياسة المصرية العفنة ولكن شباب مصر الواعى وشعبها تمسك بالرجل وكان اختياراً موفقاً تعيينه نائباً لرئيس الجمهورية للعلاقات الدولية.. الدكتور البرادعى نفسه حكاية جميلة أصلها فى الريف المصرى الطيب.. والذى لا يعلمه أحد سواء كانوا إخواناً متأسلمين أو هؤلاء السلفيين أن جده الشيخ يوسف البرادعى هو الذى نشر التعليم فى قريته إبيار بمحافظة الغربية وأصدر له الخديوى إسماعيل فى السبعينات من القرن التاسع عشر فرماناً خديوياً بتعيينه أول ناظر للمدرسة الإلزامية فى قريتهم إبيار وأصبحت هذه الأسرة مغرمة بإنشاء المدارس والمستشفيات والأعمال الخيرية من حر مالهم وهى عائلة وطنية شاركت فى ثورة «19» وانتمت الى حزب الوفد منذ إنشائه، أما والد الدكتور البرادعى المعارض الشهير مصطفى البرادعى نقيب المحامين الذى عارض فى شجاعة باهرة الرئيس عبدالناصر وأيضاً الرئيس السادات وأعمامه المستشار عبدالعزيز باشا البرادعى وفوزى بك البرادعى كانا نواباً وفديين فى مجلس النواب وأخيراً ابن عمه الدكتور فتحى البرادعى الذى تحدى أحمد نظيف وأعضاء الحكومة والحزب الوطنى عندما كان محافظاً لدمياط عندما كشف فضائحهم فى قضية أجريوم وكان مقاتلاً شجاعاً فى مواجهة الفساد، مصر تنتظر من الدكتور البرادعى الكثير بحكم علاقاته الدولية واحترام المجتمع الدولى له أن يتحرك بسرعة لمواجهة اللوبى الإخوانى فى أمريكا والاتحاد الأوروبى، هذا اللوبى الذى أدمن الكذب والتلفيق ويحاول تشويه ثورة الشعب الذى ثار على الكذب الإخوانى والجهل والإرهاب والعنف ننتظر منه التحرك فى أفريقيا وحوض النيل لمواجهة كارثة سد النهضة الإثيوبى ننتظر أن يساهم بعلاقاته فى دعم الاقتصاد المصرى.. تحرك بسرع يا د.برادعى.