رغم أن الحملات الدعائية الخاصة بانتخابات مجلس الشعب بدأت منذ يومين فقط,إلا أن العديد ممن قبلت أوراقهم طوال فترة فتح باب الترشيح كانوا قد بدأوا حملاتهم الانتخابية فعلا. وعلى رأس هؤلاء شخصيات تنتمي لعائلات سياسية وبرلمانية معروفة في مصر. من أبرز العائلات التى لها باع سياسى وبرلمانى، عائلة "البرادعي" و"محيي الدين" و"السادات" و"مبارك" و"عثمان" و"الصيرفي" و"البدراوي" وغيرها من العائلات السياسية القوية التي تري في عضويتها في البرلمان استمرارا لنفوذها والحفاظ علي ثرواتها. في محافظة الغربية وبالتحديد في مدينة "كفرالزيات" الصناعية التي تطل علي نهر النيل وتتبع محافظة الغربية عاصمة وسط الدلتا توجد عائلة "البرادعي" التي تحتل مقاعد في البرلمانات المصرية وتتوارثها منذ أول برلمان عصري في مصر أقيم في عصر الخديوي اسماعيل عام 1866. وتنتمي هذه العائلة بالتحديد الي قرية "أبيار" والتي ينتمي إليها المؤرخ المصري المعروف "الجبرتي" .وهي قرية أشبه بالمدينة ويبلغ عدد سكانها أكثر من 250 ألف نسمة وعدد الأصوات المسجلة فيها يزيد عن 100 ألف صوت إنتخابي يمكن أن ترجح كفة أي مرشح لو ضمن الحصول عليها. من أهم الشخصيات المعروفة عن عائلة البرادعي في السنوات الأخيرة الدكتور محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالةالدولية للطاقة الذرية، والذي يقود الجبهة الوطنية للتغيير والتي دعت لمقاطعة الإنتخابات. ولكن هناك فرعا آخر من عائلة البرادعي هو الدكتور مهندس محمد فتحي البرادعي الذي يشغل منصب محافظ دمياط أحد مصبات نهر النيل والمدينة الصناعية المشهورة وهو إبن عم الدكتور محمد البرادعي، إلا أنه من أكبر المؤيدين للرئيس حسني مبارك وعضو أساسي في الحزب الوطني الحاكم. وقبل أن يكون محافظا لدمياط كان الدكتور مهندس محمد فتحي البرادعي نائبا عن "كفرالزيات" في مجلس الشعب عن أعوام 1995-2000. ثم أصبح نائبا عن المدينة نفسها فى مجلس الشوري في عام 2001، وأصبح رئيسا للجنة الشئون العربية والخارجية والأمن القومي في هذا المجلس الي أن تم تعيينه محافظا لدمياط عام 2004. في هذا العام تقرر ترشيح "محمد" نجل محافظ دمياط عن مدينة كفرالزيات وذلك للحفاظ علي أستمرارية العائلة والحفاظ علي موقعها في البرلمان، ومما ساعد علي هذا الترشح هو حقيقة أن "محمد محمد فتحي البرادعي" ينتمي إلي لجنة السياسات التي يرأسها جمال مبارك نجل الرئيس مبارك والذي يتزعم الدعوة لترشح الوجوة الجديدة. وقد حصل "محمد محمد فتحي البرادعي" علي ترشح الحزب وأصبح الباب مفتوحا أمامه لإعادة مقعد كفرالزيات لعائلة البرادعي بعد غياب خمس سنوات. وقد قام في اليومين الأخيرين بتنظيم مسيرات أنتخابية في شوارع المدينة وعقد لقاءات مع شباب قرية "أبيار" التي ينتمي إليها. لكن محمد البرادعي يواجه منافسة من لواء الشرطة السابق والمرشح المستقل "محمد بدر" والمحامي "حسني القيعي" و"حمدي الوكيل" عضو مجلس محلي المدينة وعضو الحزب الوطني سابقا. في دلتا النيل أيضا توجد عائلة "محيي الدين" التي تنتمي إلي مدينة "كفر شكر" في محافظة القليوبية شمال القاهرة. ومن أشهر شخصياتها "زكريا محيي الدين" عضو مجلس قيادة ثورة يوليو مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ونائبه لسنوات طويلة. علاوة علي أنه مؤسس جهاز المخابرات المصري، وينتمي لهذه العائلة أيضا "خالد محيي الدين" والذي كان أيضا عضوا بمجس قيادة الثورة مع عبدالناصر ثم مؤسس لحزب التجمع اليساري عام 1976 في عصر الرئيس السادات. وكان خالد محيي الدين، قد ظل يحتكر مقعد "كفرشكر" في كافة البرلمانات بصورة متقطعة منذ عام 1958 وحتي عام 2005 عندما نجح مرشح جماعة الإخوان المسلمين "تيمور عبد الغني" في كسر هذا الاحتكار والفوز بالمقعد. في هذا العام قرر "محمود محيي الدين" وزير الاستثمار وابن أخو خالد محيي الدين وصديق جمال مبارك الترشح لدائرة "كفر شكر" عن الحزب الوطني وإستعادتها بعد غياب خمس سنوات في يد جماعة الإخوان المسلمين إلا أنه بعد قرار البنك الدولي في واشنطن اختيار "محمود محيي الدين" نائبا لرئيس البنك وأستقالته من الوزارة وسفره لأمريكا قررت عائلة "محيي الدين" إختيار اللواء "السيد البدوي محيي الدين" ابن عم "محمود محيي الدين" وهو لواء سابق بالجيش للترشح في دائرة كفرشكر. وتعتبر فرص عائلة محيي الدين في أستعاده مقعدها في البرلمان كبيرة هذه المرة مع تقاعس جماعة الإخوان عن ترشيح مرشح لها هذا العام في هذه الدائرة. وفي دلتا النيل وبالتحديد في محافظة المنوفية وهي محافظة سياسية بالدرجة الأولي تسعي عائلتي "السادات" و"مبارك" للحفاظ علي مقاعدها في البرلمان في مواجهة شرسة أمام جماعة الإخوان المسلمين. ففي مدينة "شبين الكوم" عاصمة محافظة المنوفية ترشح الدكتور مهندس "أمين مبارك" ابن عم الرئيس مبارك، والذي كان يشغل مقعد الدائرة منذ عام 1984 إلا أنه فقد المقعد في عام 2005 أمام مرشح جماعة الإخوان المسلمين "رجب أبو زيد". وقد قرر الحزب الوطني ترشيح "أمين مبارك" – والذي كان يشغل منصب رئيس لجنة الصناعة بمجلس الشعب – مرة أخري لتتجدد المواجهة بينه وبين الإخوان مرة أخري، وخصوصا بعد استبعاد الحزب ل "محمد زكي بدر" شقيق وزير التعليم. وفي مدينة "قويسنا" في نفس المحافظة والتي تجاور العاصمة "شبين الكوم" ترشح اللواء "محمد حسني مبارك" ابن عم الرئيس حسني مبارك كمرشح مستقل وليس عن الحزب الحاكم وهو يريد الاحتفاظ بنفوذ عائلة مبارك التي تنتشر فروعها في مدينة "قويسنا" وذلك في مواجهة اللواء جمال أبو ذكري النائب السابق في مجلس شعب 2000-2005. وفي مدينة "تلا" بمجافظ المنوفية أيضا تتركز عائلة "السادات" التي ترشح ثلاثة منها هذا العام وكلهم أخوه وهم "عفت" عن الحزب الوطني و"زين" كمستقل و"محمد عصمت" كمستقل أيضا وذلك علي مقعد الفئات. أما علي مقعد العمال فقد رشح الحزب "فخري طايل" نجل عبدالله طايل رئيس بنك مصر أكستريور سابقا وعضو مجلس الشعب ورئيس اللجنة الأقتصادية سابقا الي أن تمت إحالته للمحاكمة. وبعيدا قليلا عن الدلتا، وبالتحديد في مدينة الأسماعيلية في منطقة قناة السويس توجد عائلة عثمان أحمد عثمان مؤسس شركة المقاولون العرب ونسيب عائلة السادات. وكان المرحوم عثمان أحمد عثمان وزيرا للإسكان في عصر السادات ونائبا عن مدينة الإسماعيلية في مجلس الشعب لسنوات طويلة ومن بعده أنجاله إلا أن المقعد البرلماني ضاع من العائلة منذا أوائل سنوات التسعينات إلي أن تمكن "محمود" عثمان نجل "عثمان الكبير" من استعادة المقعد عام 2000 ولكنه عاد وفقده مرة أخري عام 2005، وقد قام الحزب الوطني الحاكم بترشيحه في هذه الدائرة. ولاتوجد منافسه كبيرة أمام المهندس "محمود عثمان" من جماعة الأخوان رغم أن مدينة الإسماعيلية هي المدينة التي شهدت تأسيس هذه الجماعة وتعتبر أحد قلاعها. وفي الدلتا مرة أخري، وبالتحديد في دائرة "نبروه" بمحافظة الدقهلية أكبر محافظات الدلتا يخوض "فؤاد بدراوي" نائب رئيس حزب الوفد الانتخابات لاستعادة مقعد عائلة "البدراوي" التي ينتمي إليها المرحوم فؤاد سراج الدين رئيس حزب الوفد السابق. وكان فؤاد بدراوي – أبن أخو فؤاد سراج الدين – قد أحتل هذا المقعد منذ عام 1995 بعد عمه، إلا أنه عاد وفقده عام 2005 ويريد أستعادته مرة أخري هذا العام حفاظًا علي اسم عائلة البدراوي في البرلمان، وهو يواجه منافسة من المذيع صاحب قناة "الفراعين" توفيق عكاشة مرشح الحزب الوطني.