تجرم السلطات القضائية في العديد من الدول الفعل المثلي وتحكم على مرتكبيه بعقوبات متعددة كالسجن وخلافه, فالمثلية سلوك مدان اجتماعيا ودينيا وأخلاقيا وقانونا حتى في أكثر الدول تقدما, فمثلاً في إنجلترا، كانت ممارسة الجنس المثلي جريمة في قوانين القرون الوسطى لأن الكنيسة منعته وحظرته، كما كانت بريطانيا تعاقب المثلي بالإعدام. ذكرت شبكة (يورونيوز) الإخبارية أن شرطة موسكو فضت بالقوة مسيرة نظمها ناشطون من أجل حقوق المثليين الجنسيين، كما هاجم متطرفون أرثوذوكس هؤلاء المتظاهرين، حينما أرادوا وضع باقة من الزهور على قبر الجندي المجهول قرب الكرملين كرمز للنصر السوفياتي على النازيين الذين قمعوا المثليين الجنسيين. وقال أحد الناشطين المشاركين بالتجمع المثلي أن منع المسيرة يثير الدهشة خاصة أنه خلال الحرب العالمية الثانية، وقف سكان موسكو ضد النازيين الذين قمعوا اليهود والمثليين الجنسيين والشيوعيين، واليوم يتواطأ رئيس بلدية موسكو مع النازيين الجدد. وأوضحت الشبكة أن مسيرات المثليين الجنسيين ممنوعة في موسكو، و عادة ما تتدخل الشرطة لقمعها و هو ما يؤيده العديد من المواطنين الذين يعتبرون العلاقة بين المثليين، شذوذا يجب مقاومته. وقال أحد المواطنين: “مجتمعنا يجب أن يكون مجتمعا عاديا وأن يتكون من عائلات، نواتها زوج وزوجة وليس زوجين مثليين.” من جانبها قامت الشرطة الروسية باستجواب ثلاثين شخصا شاركوا في هذه المسيرة بينهم ناشطون أجانب وذلك أمام أنظار سياح كانوا يتجولون في الساحة الحمراء، وهو ما أثار ذعرهم و استغرابهم, وخاصة أن المواقف الاجتماعية نحو المثلية تغيرت على مسار القرون، من الرفض والاضطهاد الكامل إلى التقبل والاعتياد عليه وما بينهما. وتختلف الآراء الدينية حول قضية المثلية التي تقدر 4% من سكان العالم فتري الديانات السماوية أن الأفعال المثلية والمثليين بشكل عام شذوذ، بينما تفضل البوذية التسامح مع المثليين وأفعالهم. وبالرغم من التقبل الطفيف للمثلية بين البرجوازيين، إلا أن الأغلبية اتفقت على أنه عمل غير أخلاقي, وفي بداية القرن التاسع عشر، أغلبية السلطات المتباينة وضعوا القوانين المدينة للمثلية، كما أن القانون العام البريطاني كان في السابق يتخذ إجراءات عنيفة ضد المثليين للدرجة الحكم عليهم بالإعدام حتى أواخر 1800. فيديو