150 ألف جنيه كانت كفيلة بإنهاء حياة «جنى» صاحبة العشرة أعوام، التى لا تعرف فى حياتها سوى اللهو واللعب، تنهى يومها الدراسى وتُراجع دروسها وتنطلق تلعب مع جيرانها وأصدقائها لتعود بعد ذلك تحتضن والدتها وحقيبتها المليئة بكراستها وألعابها، هكذا كان نمط حياة الصغيرة. التى ظلت تكبر وتترعرع أمام أعين والدتها التى وهبت لها كل حياتها بعد انفصالها عن والد طفلتها، لم تكن تتخيل حياتها بدونها، ولكن أتت الرياح بما لا تشتهى السفن، بعدما ساق القدر ل«جنى» شيطاناً فى ثوب إنسان استدرجها وقتلها بدم بارد وحرمها من حياتها إلى الأبد. الأم دائماً ما كانت تتمنى لطفلتها «جنى» مستقبلا مشرقا.. تحرم نفسها من كل ملذات الحياة لتُسعد صغيرتها، وذات يوم خرجت جنى كعادتها تلعب مع صديقتها فى منزلها المجاور لهم.. لم تكن تعلم أن شقيق صديقتها طالب كلية الحقوق ينوى لها مكيدة شيطانية تفقدها حياتها، حيث استدرجها المتهم للشقة بذات العقار، استكمالًا لخطته المريرة التى ساقها له شيطانه اللعين لكى يحصل على الأموال من والدتها مقابل إطلاق سراحها.. بكل براءة استجابت الطفلة لطلب المتهم لتتفاجأ به متحولاً إلى ذئب بشرى قام بخنقها، وظلت المسكينة تتوسل إليه لكى يتركها تعيش وتعود لوالدتها ولكن توسلاتها لم تشفع لدى قلب المتهم الشيطان، ولم يسعفها جسدها النحيف للدفاع عن نفسها ومقاومة بطش قاتلها حتى سقطت بين يديه جثة هامدة. تخلص القاتل من آثار الجريمة بإلقاء الطفلة فى الرشاح حتى يبعد الشبهات عن نفسه، ولكن الأجهزة الأمنية نجحت فى كشف ملابسات الواقعة وإلقاء القبض عليه، حيث قرر المتهم «مصطفى فايز أحمد» 20 عاما، طالب بكلية حقوق جامعة القاهرة، إنهاء حياة الصغيرة، نظرًا لمروره بضائقة مالية وتراكم الديون عليه والتى وصلت لآلاف الجنيهات، بعد وفاة والده، وخطط للواقعة بالاتفاق مع صديقه «محمد على» على اختطاف «جنى» مستغلا علاقة الصداقة التى تربطها بشقيقته الصغرى، وطلب فدية من أسرتها مقابل إطلاق سراحها، خاصة لعلمه بأن والدتها تريد شراء منزل بنصف مليون، وقال إنه فى يوم الواقعة شاهدا «جنى» مع شقيقته الصغرى، وهما يصعدان إلى شقتهما فقررا فى تلك اللحظة تنفيذ مخططهما الإجرامى، وقاما بالانتظار أسفل المسكن وتربصوا بالمجنى عليها وما أن شاهداها حتى قام المتهم الأول باستدراجها داخل شقة بالطابق الأرضى بذات العقار بحجة إعطائها بعض زجاجات المياه الفارغة، وأعد لذلك الغرض الحبل الذى عثر عليه حول عنق المجنى عليها، بينما خرج المتهم الثانى لمراقبة المكان. وتابع المتهم: قمت بالاستعانة بحبل كان موجوداً داخل الشقة وقبل تنفيذ الجريمة طلبت من «جنى» تسامحنى وسألتها «انتى حافظة القرآن؟» فردت «آه حافظة» فطلبت منها أن تنطق الشهادة وفور النطق بها قمت بمغافلتها وخنقها ب«الحبل» أثناء جلوسها على الأرض حتى تأكدت من أنها لفظت أنفاسها الأخيرة، وقتها لم أتمالك أعصابى فبحثت حولى فوجدت سجادة قديمة حمراء اللون قمت بلف الجثمان بداخلها ثم وضعتها فى جوال وصعدت به إلى السطح المنزل وقمت بحفر حفرة بجانب «المنور» ووضعت الجثة داخلها، وفى اليوم التالى أحضرت عاملاً إلى المنزل يدعى «سيد» وطلبت منه إنشاء طبقة أسمنتية أعلى المكان الذى دفنت فيه «جنى» مقابل 50 جنيها، وبعدها طلبت من «محمد» إحضار خط تليفون للاتصال بوالدة الضحية وطلب الفدية لكننا فشلنا فى ذلك حيث حضرت الشرطة إلى المنطقة، فذهبت إلى منزل عمى ومكثت فيه 3 أيام. واستكمل القاتل اعترفاته، أنه استعان بنجل عمه «محمود» بعدما سرد له تفاصيل الواقعة، وطلب منه مساعدته هو وشقيقه فى التخلص من الجثة، فذهبوا جميعا إلى المنزل واستخرجوا الجوال الذى بدأ يخرج منه رائحة للجثة ونقلوه بعربية سوزوكى إلى الطريق الدائرى وقاموا بإلقائه فى فتحة خاصة بغرفة الصرف الخاصة بالرشاح ثم عادوا إلى المنزل حتى تم القبض عليه. وبإعداد الأكمنة اللازمة تم ضبط باقى المتهمين، وبمواجهتهم باعترافات المتهم الأول أيدوا ما جاء بها، فتحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة بشمال الجيزة، التى أمرت بحبسهم على ذمة التحقيقات، كما أمرت بانتداب خبراء الطب الشرعى لتشريح جثة المجنى عليها لبيان سبب الوفاة، وإجراء تحليل الDNA لمضاهاة البصمة الوراثية للمجنى عليها مع البصمة الوراثية للأم، فضلًا عن أخذ عينة من الأمعاء لفحصها وتحليلها لبيان احتوائها على ثمة مواد مخدرة أو مُسكرة أو سامة أو منومات من عدمه، وكتابة تقرير وافٍ بالواقعة. وعقب القبض على المتهم أقر بارتكاب الجريمة، وتمت إحالة المتهمين لمحكمة جنايات الجيزة، برئاسة المستشار أحمد السرجانى، التى قررت إحالة المتهم الأول لمفتى الجمهورية لإبداء الرأى الشرعى فى إعدامه لينال جزاءه بما اقترفته يداه ولتحقيق القصاص العادل، وحددت جلسة 26 أبريل للنطق بالحكم.