كشفت صحف فرنسية، اليوم الخميس، عن أن الاتهامات التي وجهتها الحكومة السودانية للحركة الشعبية بشراء شحنة دبابات أوكرانية عبر صفقة تولت كينيا القيام بها ، وكشفتها عملية اختطاف القراصنة الصوماليين للسفينة، أظهرت وثائق ويكيليكس التي تم نشرها عن الخارجية الامريكية أنها "صحيحة" . حيث ذكرت صحيفة لوموند الفرنسية - نقلا عن برقيات موقع ويكيليكس السرية- أن كينيا هي التي نظمت عملية تهريب عدة شحنات من الدبابات ت 72 الأوكرانية الصنع إلى قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان الجنوبي، استعدادا لأي طارئ (حرب) قد يفسد على الجنوبيين استعدادهم للانفصال الذي من المنتظر تنظيمه في 9 يناير المقبل . وجاء في برقيات سرية، أرسلتها السفارة الأمريكية في العاصمة الكينية نيروبي للخارجية الأمريكية، أن شحنات عديدة من أرتال الدبابات وقع تهريبها إلى جنوب السودان بتنظيم مسبق، وموافقة من السلطات الكينية، وبتنسيق مع الجيش الشعبي لتحرير السودان. ونقلت الوثائق عن دبلوماسي أمريكي في نيروبي قوله في سبتمبر 2008 إن خبر "خطف الصوماليين لسفينة كينية في خليج عدن"، كشف – بحسب الدبلوماسي الأمريكي في برقيته - "أنها كانت تحمل على متنها ذخائر وأسلحة وعدة دبابات ت 72 أوكرانية الصنع، كانت متجهة إلى ميناء موباسا في كينيا، ومنها ستسلم إلى الجيش الشعبي لتحرير السودان" . وقالت الوثيقة الأمريكية إن كينيا تفاوضت مع القراصنة ودفعت مبلغ 3,2 مليون دولار حتى تتمكن السفينة من مواصلة خط سيرها إلى ميناء موباسا، بعدما ظهرت مخاوف أمريكية من أن تنقل شحنة الأسلحة إلى الفرقاء المتناحرين في الصومال، خاصة للجماعات الإسلامية هناك (شباب المجاهدين وحركة الشباب) . وتزعم الوثائق الأمريكية أن واشنطن اعترضت - بعد وصول الشحنة إلى ميناء موباسا - على نقل الدبابات والأسلحة إلى جنوب السودان، بدعوي أن مثل هذه الشحنات الكبيرة الحجم تعتبر خرقا لاتفاقية السلام الموقعة بين شريكي الحكم في السودان، بيد أن واشنطن وافقت لاحقا علي تسليم الدبابات للحركة الشعبية الجنوبية، ونقل أحد الدبلوماسيين الأمريكيين في نيروبي قوله "إن رئيس الوزراء الكيني" رايلا ادنكا "عمل على إقناع الأمريكيين بذلك . وفي برقية أخرى نقل دبلوماسي أمريكي قوله "إن اجتماعا عقد بين ضابط أمريكي ومسئولين أمنيين كينيين في نيروبي، عمل فيه الكينيون على إقناع المسئول الأمريكي بضرورة إيصال الشحنة إلى الجنوبيين الذين يريدونها في أقرب وقت، وأن رئيس حكومة جنوب السودان غاضب بشأن هذا التعطيل ، ونقلت البرقية أن "المسئولين الكينيين استغربوا من الاعتراض الأمريكي على تسليم شحنة الأسلحة إلى الجنوبيين، بخلاف شحنات سابقة، وهو ما يشير لتسليم شحنات سابقة لم يتم كشفها ولكن ظهر أن الاعتراض الأمريكي جاء بسبب كبر وثقل حجم هذه الشحنة تحديدا ! وفي برقيات أخرى نقل دبلوماسي أمريكي أن رسالة وجهت إلى السلطات الأوكرانية من أجل استيضاح رأيها في مسألة بيعها لدبابات إلى كينيا لصالح الجيش الشعبي لتحرير السودان، غير أن السلطات الأوكرانية نفت علمها بأن دبابات ت 72 المباعة كانت وجهتها إلى جنوب السودان.