مهن ارتبط ظهورها واختفائها مع حلول شهر رمضان الكريم، حتي باتت أحد معالمه المميزة ولحظة العمل بهذه المهن يظهر معالم الشهر الكريم وبالأخص عند المصريين ،وطقس من طقوسه ذات الطابع الخاص عند المصريين التي تختلف عن سائر أشهر العام. اقرأ أيضًا:- قصة بدأت في المحروسة .. اخترعه المصريون وصدروا فكرته للعالم الإسلامي ومع أول أيام الشهر المعظم، يعتاد المصريون علي رؤية ورش صناعة فانوس رمضان المعروف عند المصريين والذي يتزين بيه شوارع مصر كرمز لشهر رمضان، والذي يرسم البسمة والسعادة على وجوه المصريين. حتى يأتى موعد تحضير صانع الكنافة والقطايف يشرع في تحضير أشهى الحلويات الرمضانية التي لا تخلو منها مائدة طوال شهر رمضان، ومع قرب آذان المغرب يستعد ضارب المدفع لإطلاق مدفع الإفطار ذلك الصوت المميز قبل أذان المغرب، وقبل بزوغ الفجر يأتي دور المسحراتي الذي يجوب الشوارع فى جميع محافظات مصر لإيقاظ المسلمين لتناول السحور بجملته الشهيرة "أصحى يا نايم وحد الدايم رمضان كريم". كالعادة خلال رمضان تنتعش بعض المهن الموسمية، لا يكاد ينتهي هذا الشهر حتي تختفي مجددًا، ونستعرض في التقرير التالية أبرز المهن الرمضانية التى تظهر مع بداية الشهر الكريم وتنتهى مع انتهائه: مهنة صانع فوانيس رمضضان : تلك المصباح الذى لا يفارق أيدي الصغار، وتضيء به الشوارع طوال ليالي شهر رمضان، واحدة من أهم الصناعات التي يعكف عليها حرفيون مصريون ،ليكون هناك صناعات لقطع والأشكال والأحجام مختلفة كأحد أهم مظاهر استقبال الشهر الكريم. فانوس رمضان من المظاهر الشعبية في مصر ،وأيضًا في واحد من الفلكلورية التي تحظى باهتمام كبير من الأطفال والكبار، حيث تغنى له المصريون بالاغنية الشهيرة "واحوى يا واحوى رمضان جانا" . اما عن قصة صناعة الفانوس بدات فى مصر كان مع دخول المعز لدين الله الفاطمي لمدينة القاهرة قادما من الغرب، وكان ذلك في يوم الخامس من رمضان عام 358 هجرية، وخرج المصريون في موكب كبير جدا اشترك فيه الرجال والنساء والأطفال على أطراف الصحراء الغربية من ناحية الجيزة للترحيب بالمعز الذي وصل ليلا، وكانوا يحملون المشاعل والفوانيس الملونة والمزينة وذلك لإضاءة الطريق إليه، وهكذا بقيت الفوانيس تضئ الشوارع حتى آخر شهر رمضان، لتصبح عادة يلتزم بها كل سنة، ويتحول الفانوس رمزا للفرحة وتقليدا محببا في شهر رمضان . ومنذ ذلك الوقت واصبح المصريين هما من يصنعوا فوانيس رمضان وانتقلت الى لبلدان العربية ليكون رمز للاحتفال بقدو الشهر الفضيل. وتنتهى هذه المهنى مع انتهاء شهر رمضان وتختفى الفوانيس من الأسواق لتظهر من عام للأخر باشكال والوان مختلفة . مهنة المسحراتي: يتمتع الناس بصوته العذب، وندائاته الرنانة، يجوب الشوارع والأزقة حاملًا "طبلة " صغيرة يدق عليها بقطعة من الجلد أو الخشب، وغالبًا ما يصاحبه طفل صغير ممسكًا بمصباح يضيء له الطريق وهو يردد "اصحى يا نايم وحد الدايم رمضان كريم".. إنه المسحراتي. وارتبطت المهنه بالشهر الكريم منذ عهد الرسول- صلى الله عليه وسلم - حيث كان بلال بن رباح رضي الله عنه، أول مسحراتي في التاريخ الإسلامي، وكان يجوب الشوارع والطرقات لإيقاظ الناس للسحور بصوته العذب طوال الليل. ومن الذين شغلوا مهنة المسحراتي في مصر هو الوالي "عنتبة بن اسحق" بداية من عام 832 هجريًا، إذ كان يسير علي قدميه من مدينة العسكر في فسطاط مصر القديمة، وحتي مسجد عمرو بن العاص، تطوعًا وهو ينادي "عباد الله تسحروا، فإن في السحور بركة". ويقول البعض ان اول من شغل مهنة المسحراتي يرجع فى التاريخ الى إنه ظهر في القرن السادس الهجري في عهد الملك الناصر رجل اسمه «ابن نقطة» كان رئيسا لطائفة المسحراتية واشتهر بالصوت الجميل "بطبلة صغيرة وعصا.. يدق عليها بصوت جهور.. يا سيد السادات لك بالكرم عادات.. وأنا ابن نقطة تعيش أنت.. أبويا مات" . وتنتهى مهنة المسحراتى مع انتهاء شهر رمضان وهى احد اهم المهن المعروفه عند المصريين ، حيث اعتاد المصرين ايقاظهم على صوت طبلة المسحراتى ، وفرحة الاطفال عندما يجوب المسحراتى شوارعهم وندائهم بالأسمائهم . مهنة ضارب المدفع " المدفعجي": ظل صوت المدفعجي عبر الأثير الإذاعي وهو يقول "مدفع الإفطار اضرب" ليأتى بعدها صوت أذان المغرب ،ومن التقاليد الرمضانية الراسخة، باعتباره أحد المهن التي ارتبطت في الأذهان المصريين بشهر رمضان الكريم، وأخذت تتوارثها الأجيال منذ قرون مضت. جاء قصة إنطلاق "مدفع الإفطار" للمرة الأولى عن طريق الصدفة، حيث كان وقت الغروب، أول يوم من شهر رمضان عام 865 هجريًا، حيث أُهدى السلطان "خوشقدم" مدفع حربي فأراد تجربته للتأكد من صلاحيته، وصادف إطلاقه وقت المغرب من أول يوم في رمضان. وفرح الناس معتقدين أن هذا إشعار لهم بالإفطار، وأن السلطان أطلق المدفع لتنبيههم إلى أن موعد الإفطار قد حان في هذه اللحظة . لكن عندما توقف المدفع عن الإطلاق بعد ذلك ذهب العلماء والأعيان لمقابلة السلطان، لطلب استمرار عمل المدفع فى رمضان، وعندما لم يجدوه التقوا زوجته الحاجة "فاطمة" التى نقلت طلبهم الى السلطان. وعندما علم السلطان سعادتهم بذلك الأمر، قرر باستمراره وزاد على مدفع الإفطار مدفع السحور ومدفع الإمساك، فأطلق الأهالي على المدفع اسم "فاطمة"، واصبح مدفع رمضان ينطلق من قلعة صلاح الدين بالقاهرة. ويوجد في القاهرة خمسة مدافع للإفطار، أثنان في القلعة، وواحد في كل من العباسية وحلوان ومصر الجديدة لكل واحد منها اسم يرمز له. وينتهى صوت المدفع مع انتهاء الشهر الكريم ، الذى ارتبطت صوت البارود فى الشهر الكريم قبل أذان المغرب . صانع الكنافة والقطايف " الكنفاني": ولاتكاد تخلو مائدة رمضان من الحلويات الشهيرة كالكنافة والقطايف، التي يزداد الإقبال عليها بصورة ملحوظة طوال أيام الشهر الكريم، ومن هنا؛ اكتسب صانع الكنافة أو كما يطلق عليه البعض "الكنفاني" مكانة مميزة بين صفوف المهن الرمضانية. ومع بداية شهر رمضان، يبدأ "الكنفاني" بنصب فرن الكنافة بالطوب الأحمر والأسمنت، ويستخدم الكوب المثقوب الذي يديره على سطح الفرن الساخن، ليلملم خيوط الكنافة الساخنة في مشهد يترقبه الجميع من عام إلى الأخر استعدادًا لقدوم الشهر الكريم ولايظهر الفرن او نصبه الا فى شهر رمضان المبارك. ويرجع البعض ظهور الكنافة إلي يوم أن دخل الخليفة المعز لدين الله الفاطمي القاهرة، وكان ذلك في شهر رمضان، فاستقبلته الأهالي بعد الإفطار وهم يحملون الهدايا و الحلوي، ومن بينها الكنافة بالمكسرات، كمظهر من مظاهر الكرم. وتذكر رواية أخرى، إن الشام هي أول من ابتكرت الكنافة خصيصًا لتقديمها إلى معاوية بن أبي سفيان عندما كان واليًا على الشام. اما عن القطايف تعد من أشهر أنواع الحلويات فى شهر رمضان، وهى من الأطباق الأساسية التى يتزين بها سفرة المصريين، كونها من اول انواع الحلويات الرمضانية ظهورا، ولا تراها أو تاكلها إلا بشهر رمضان الكريم. لكن هناك رواية تقول إن القطايف ظهرت فى العصر الأموى لا توجد رواية واحدة أجمع عليها التاريخ حول أصل حلوى القطايف، لكن تعددت الروايات منذ بداية العصر الأموى وحتى العصر العباسى وكذلك العصر الفاطمى، فكانت الرواية الأولى فى العصر الأموى حيث كان الخليفة سليمان بن عبد الملك الأموى هو أول من تناول حلوى القطايف فى شهر رمضان عام 98 هجريا. وبعد ذلك انتشرت هذه الحلو من مصر إلى بلاد الشام، وتنتهى ظهور الكنافة والقطايف مع انتهاء الشهر الكريم وننتظرها من العام للآخر وذلك أكبر دليل على حبنا كمصريين لهذه الحلوى التى يتزين به مائدة الأفطار. طالع المزيد من الأخبار على موقع alwafd.news