على مدار 3 أشهر كاملة فقد فيها مجدى أحمد حرب، أحد ضحايا مجزرة العياط، الأمل من مطالبة المتهم بدفع 20 ألف جنيه باقى قيمة صوب زراعية قام بشرائها منه، لكنه رفض الالتزام بتعهده، حتى قرر الذهاب إليه للحصول على حقه. «إحنا عايزين حقنا.. فين فلوس الصوب الزراعية» كانت تلك الجملة بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير، وخلفت وراءها 3 قتلى سالت دماؤهم فى صحراء قرية برويش التابعة لمركز العياط بمحافظة الجيزة. الأحد الماضى بينما كانت عقارب الساعة تشير نحو العاشرة صباحاً سمع أهالى القرية دوى إطلاق نار لفت انتباههم جميعاً، وباستطلاع الأمر تبين أن مصدر طلقات الرصاص قطعة أرض يملكها عبدالنبى كاسب، فهرول الجميع ناحيتها ليجدوا 4 أشخاص يصارعون الموت وفارق 3 منهم الحياة قبل إسعافهم بينما يرقد الرابع فى حالة خطرة داخل المستشفى. تواصلت «الوفد» مع شقيق الضحايا هشام حرب، وقال: إن شقيقه المصاب مجدى أحمد حرب يعمل فى بيع الخردة والبلاستيك وقبل 3 أشهر باع للمتهم عبدالنبى كاسب صوباً زراعية بقيمة 40 ألف جنيه. وأوضح أن المتهم مشهور عنه أعمال البلطجة ورفض شقيقه صاحب الصوب البيع له خوفاً من عدم سداده قيمتها إلا أن الجانى استعان بأحد الأشخاص ليضمنه ويتعهد بالوفاء بالتزامه وبالفعل باع له صوباً زراعية بقيمة 40 ألف جنيه وسدد من قيمتها 20 ألفاً وتبقى 20 ألفاً أخرى ماطل فى سدادها. «أخويا راح للضامن قال له ما ليش دعوة روح فك الصوب بتاعتك وخدها».. بتلك الجملة واصل شقيق الضحايا حديثة ل«الوفد»، متابعاً أن شقيقه استعان بشقيقيه وابن عمه وتوجهوا لمكان الصوب الزراعية لفكها لكنهم فوجئوا بالمتهم يغطى وجهه كالملثم، وفتح عليهم النيران من الخلف، وأسقطهم جميعا قتلى وجرحى دون شفقة أو رحمة. ونفى هشام حرب شقيق الضحايا وجود أية صلة قرابة بينهم وبين المتهم، وأن ما أشيع بوجود خلافات حول الميراث بينهم عار تمام من الصحة ومحاولة لكسب التعاطف مع المتهم. وواصل قائلاً: إن الضحايا جميعاً تركوا وراءهم أسرهم بعد أن سقطوا ضحايا للغدر، فلم تكن فى نيتهم المشاجرة وذهبوا دون سلاح أو عصا لكن الجانى باغتهم من الخلف، وقال إن شقيقه أحمد ضحية الغدر متزوج ولديه ولد 7 سنوات وبنت 5 سنوات وأخرى عام ونصف، وطايع متزوج ولديه 4 بنات بأعمار (7 سنوات و5 و4 سنوات ونصف) وولد عمره 8 سنوات، بينما الضحية محمود ابن عمه لديه ولدان (5 سنوات و3 سنوات). وطالبت أسرة الضحايا بالقصاص العادل من المتهم: «عايزين حقنا.. دا موت ثلاثة والرابع فى حالة خطرة». وكان ضباط مباحث مركز شرطة العياط قد تلقوا إخطاراً من مستشفى العياط المركزى باستقباله 3 أشخاص مصابين بإصابات بالغة ولقوا مصرعهم قبل إسعافهم. على الفور أمر اللواء مدحت فارس، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، بتوجه رجال الأمن إلى مكان الحادث، ومن خلال التحريات التى أشرف عليها العميد هشام بهجت، مفتش مباحث البدرشين والعياط، تبين نشوب مشاجرة بين طرفين بالمنطقة الجبلية بالعياط بسبب خلافات على مبلغ مالى. وكشفت التحريات أن عاملاً أطلق النار على الضحايا فتمكن من قتل شقيقين وابن عمهما الثالث وآخر يصارع الموت فى المستشفى، وتبين أن الضحايا هم مجدى أحمد حرب مصاب 35 عاماً، أحمد أحمد حرب متوفى 38 عاماً، طايع أحمد حرب متوفى 36 عاماً، محمود سميح حرب متوفى 34 عاماً، والمتهم عبدالنبى رشاد كاسب. ومن خلال عدد من الأكمنة بإشراف العميد أحمد خلف، رئيس مباحث قطاع الجنوب، تمكن الرائدان أحمد الملطاوى وباسم هنداوى، معاونا مباحث العياط، من ضبط المتهم والسلاح المستخدم فى الجريمة.