"هدية لترامب ولفته طيبة".. تفاصيل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر    لويس سواريز: برشلونة لديه مستوى عالي هذا الموسم.. وأداء لامين يامال يفتنني    غياب تام لمنتخب مصر.. كاف يعلن التشكيل المثالي لمجموعات بطولة أمم أفريقيا للشباب    فان دايك: أنا ومحمد صلاح كنا في موقف أرنولد.. وعلى الجميع أن يحترم قراره    العثور على جثة مجهولة الهوية في بحر الياس بالفيوم    اعتماد أوروبي لقصر العيني كمركز متخصص في رعاية مرضى قصور القلب    جدول مواقيت الصلاة في المحافظات غدًا الثلاثاء 13 مايو 2025    السجن 5 سنوات ل3 متهمين بفض اعتصام النهضة    غدًا.. كورال «سلام» يحيي حفل جوائز مسابقتي «الرواية والتأليف المسرحي» بالهناجر    اختيار الدكتور محمود ممتاز خريج الجامعة الألمانية بالقاهرة بعضوية المجلس المُسيِّر لشبكة المنافسة الدولية    منظمة الصحة العالمية تطلق تقرير حالة التمريض في العالم لعام 2025    روسيا تسقط 230 مسيرة أوكرانية خلال أسبوع    العراق يتسلم رئاسة القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية من لبنان    جدل في واشنطن حول نية ترامب قبول طائرة فاخرة هدية من قطر    رسميًّا.. 30 فرصة عمل في شركة مقاولات بالسعودية -تفاصيل    براتب 6500.. فرص عمل في شركة مقاولات بالسعودية    وزير التعليم العالي يعلن سياسات تنفيذ إطلاق الجامعات المتخصصة لدعم رؤية مصر 2030 ومتطلبات الثورة الصناعية الخامسة    الرئيس السيسى يجتمع بأسامة ربيع ويطلع على تطورات حركة الملاحة بقناة السويس    ما موقف من تضرر من أزمة البنزين المغشوش ولا يمتلك فاتورة؟.. البترول توضح    حبس متهم بإدارة كيان تعليمي وهمي للنصب على المواطنين بالجيزة    المشدد 6 سنوات لعاملين لاتجارهم في الهيروين بالقناطر الخيرية    تأجيل محاكمة عاطل بتهمة قتل سيدة فى القناطر الخيرية للخميس المقبل    «بعبع» تسريب امتحانات الثانوية العامة.. هل يتكرر في 2025؟| ننشر خطة «التعليم» كاملة    عاجل.. الأرصاد تحذر من موجة حارة جديدة في هذا الموعد    أشرف العربى إطلاق تقرير "حالة التنمية في مصر" 18 مايو بشراكة مع "الإسكوا"    تكريم غادة جبارة ومنال سلامة في افتتاح مهرجان المسرح العالمي    وزير الأوقاف: شيخ الأزهر الإمام الشيخ حسن العطار شخصية مصرية جديرة بعشرات الدراسات    إعلام عبرى: قوات من الجيش ودبابات وناقلات جند تمركزت قرب نقطة تسليم عيدان    الجمهور يفاجئ صناع سيكو سيكو بعد 40 ليلة عرض.. تعرف على السبب    أحمد زايد: تطوير الأداء بمكتبة الإسكندرية لمواكبة تحديات الذكاء الاصطناعى    ب9 عروض مجانية.. «ثقافة الشرقية» تستضيف المهرجان الإقليمي الختامي لشرائح المسرح    موعد وقفة عرفة 2025.. فضل صيامها والأعمال والأدعية المستحبة بها    خريطة الأسعار اليوم: انخفاض اللحوم والزيت والذهب وارتفاع الجبن    موعد تسليم دفعة جديدة من وحدات مشروع جنة بالقاهرة الجديدة    مجلس الوزراء يستعرض بالإنفوجراف جهود الدولة لتوطين صناعة الدواء    استمرار حملة "تأمين شامل لجيل آمن" للتعريف بالمنظومة الصحية الجديدة بأسوان    توافق على تسهيل دخول اللبنانيين إلى الكويت وعودة الكويتيين للبنان    فابريزيو: ألونسو يوقع عقود تدريب ريال مدريد    حسام المندوه يكشف تفاصيل الوعكة الصحية لحسين لبيب    في اليوم العالمي للتمريض.. من هي فلورنس نايتنجيل؟    تداول 14 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    سقوط المتهم بالنصب على راغبي السفر ب«عقود وهمية»    عاجل- رئيس الوزراء يتابع ملفات الاتصالات.. ومبادرة "الرواد الرقميون" في صدارة المشهد    سهير رمزي: بوسي شلبي جالها عرسان ورفضت بسبب محمود عبدالعزيز    هل يجوز للحامل والمرضع أداء فريضة الحج؟    جامعة المنيا: الكشف على 570 مواطنًا بالقافلة المتكاملة فى قرية بني خيار    محافظ أسيوط: توفير 706 فرصة عمل لشباب الخريجين بمراكز المحافظة    إنبي: ننتظر نهاية الموسم لحساب نسبة مشاركة حمدي مع الزمالك.. وتواصل غير رسمي من الأهلي    لماذا يرتدي الحجاج "إزار ورداء" ولا يلبسون المخيط؟.. د. أحمد الرخ يجيب    براتب يصل ل 500 دينار.. 45 فرصة عمل بالأردن في شركات زراعية وغذائية وصناعات خشبية (قدم الآن)    البنك الأهلي يرغب في ضم كريم نيدفيد    انطلاق فعاليات الدورة التدريبية الرابعة بجامعة القاهرة لأئمة وواعظات الأوقاف    ما حكم الأضحية إذا تبين حملها؟.. الأزهر يوضح    أكبر صندوق سيادي بالعالم يسحب استثماراته من شركة إسرائيلية بسبب المستوطنات    رئيس «دي إتش إل» يتوقع استفادة من التوترات التجارية بين واشنطن وبكين    ما شروط وجوب الحج؟.. مركز الأزهر للفتوى يوضح    المجلس الوطني الفلسطيني: قرار الاحتلال استئناف تسوية الأراضي في الضفة يرسخ الاستعمار    أمام العروبة.. الهلال يبحث عن انتصاره الثاني مع الشلهوب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجندى: مبارك تبنى مخطط تدمير العلاقات المصرية الأفريقية
نشر في الوفد يوم 21 - 04 - 2011

لا يعرف البيزنس لغة العواطف،‮ ولكن نائب الوفد السابق رجل الأعمال مصطفي الجندي لا يعترف بهذه القاعدة،‮ فالرجل سخر استثماراته لخدمة مصالح مصر وعودة علاقاتها بأفريقيا التي قاطعها الجميع حتي أعلنت العصيان وحاربت مصر بسلاح مياه النيل،‮ فكانت استثماراته في الدول الأفريقية بمثابة شعرة معاوية التي حافظت علي جزء بسيط من علاقتنا بتلك الدول بعد أن دمرها مبارك ورجاله‮.
ولمواصلة هذا الدور تزعم الجندي فكرة سفر وفد شعبي إلي أوغندا ضم العشرات من السياسيين والبرلمانيين لإصلاح ما أفسده النظام المخلوع‮.‬
وفي حواره مع‮ "‬الوفد الأسبوعي‮" أزاح الجندي الستار عن الجرائم التي ارتكبها مبارك في حق دول أفريقيا التي كان يعتبرها دول جهل ومرض فعلي حد قوله لم يكن يؤمن بعروبة مصر وأفريقيتها ولذلك سعي إلي تنفيذ مخطط صهيوني لضرب تلك العلاقة‮.‬
وفجر الجندي مفاجأة بتأكيده أن مبارك رسم سيناريو لتوصيل مياه النيل إلي إسرائيل للتخلص من الضغوط التي كانت تمارس عليه من دول المنبع ونقل ملف التفاوض إلي تل أبيب‮.. وإلي نص الحوار‮:‬
سألناه‮: كيف تري تعامل مبارك مع دول أفريقيا خلال سنوات حكمه؟‮
أجاب‮: مبارك اتبع سياسة أنا ومن بعدي الطوفان مع دول أفريقيا وكان لديه مخطط لضرب علاقة مصر بهذه الدول وهو ما وضح في عدم الوفاء بالوعود التي أطلقها منذ سنوات بمساعدتها في مشروعات تنموية ولذلك كانت حرب الرئيس الأوغندي علنية ضد مصر بعدما استشعر أن رجال النظام المخلوع يقفون ضد مصلحة دولته،‮ لذلك عندما قررنا الذهاب بوفد شعبي إلي أفريقيا قلنا إنه يجب أن نبدأ بأوغندا‮.
‮ تقصد أنه طوال‮ 30‮ عاما لم يكن هناك تحرك مصري في أفريقيا؟
‮- طبعا فالعلاقة انقطعت تماما مع أفريقيا والرئيس السابق كان لا يؤمن بأفريقيا ولا بعروبة مصر بل كان يؤمن فقط بعلاقته بأوروبا ودول الشمال‮.‬
‮ ولماذا أهمل مبارك في رأيك الملف الأفريقي؟
‮- كانت لدي الرئيس السابق قناعة راسخة بأن دول أفريقيا إذا تطورت وأصبحت دولا‮ غنية فستتجرأ علي مصر وتمنع عنها المياه،‮ وهذا خطأ لأن العلاقات الشعبية بين البلدين أقوي من أي شيء وثورة يناير أنقذت مصر من العديد من الكوارث التي كانت ستحدث‮.‬
‮ولكن بعد اتفاقية عنتيبي كانت هناك تحركات مصرية لإصلاح العلاقات مع دول أفريقيا؟‮
‮- هذا خطأ كبير والنظام السابق كان يخدعنا وهو لم يفكر يوما في حل أزمة مياه النيل مع دول أفريقيا بل إن الفكرة التي كان يجري تنفيذها وطرحت من جانب بعض مستشاري الرئيس هو توصيل المياه لإسرائيل بحيث لا تكون مصر آخر النقاط التي تصل إليها المياه وكان ذلك بمثابة الحل السحري عندهم للتخلص من الضغط الأفريقي علي مصر بحيث تتولي إسرائيل وحدها إدارة ملف المياه مع أفريقيا‮.‬
‮ ومن صاحب هذا الفكرة من رجال النظام السابق؟‮
‮- ليس شخصا بعينه ولكنه كان فكر النظام بحيث إن وصول المياه إلي إسرائيل يضمن وصولها لمصر وكان سيتم الترويج عبر حملة إعلامية كبيرة بأن هناك أزمة في المياه والترع عطشانة والأرض مهددة بالبوار حتي يشعر جميع المواطنين بالخطر ويضعوا الشعب بين خيارين إما الاستسلام لفكرة ندرة المياه وبوار الأرض الزراعية أو توصيل المياه لإسرائيل مقابل انفراج أزمة المياه وكان سيتم الترويج للحل الأخير باعتباره الإنقاذ والأمل الأخير فالنظام كان سيجبر المواطنين علي قبول توصيل المياه لإسرائيل وهو حلم سعت إليه كثيرا خاصة أنها لا تحيط بها أي مصادر للمياه‮.‬
‮ وهل كان هناك اتفاق فعلي بين مصر وإسرائيل لتنفيذ ذلك المخطط؟‮
‮- أعتقد ذلك وقد رفضت هذا الاقتراح وأبلغت به مسئولين كبار وقلت إن كل لتر مياه سيذهب إسرائيل سيأكل من مساحة البحر متراً‮ مربعاً‮ لأن المياه العذبة تعمل كحائط صد للمياه المالحة التي تأكل في أراضي الدلتا حتي أصبحت عالية الملوحة ولا تصلح إلا لزراعة الأرز والحمد لله أن النظام سقط قبل تنفيذها‮.‬
‮ كيف لعبت إسرائيل في ملف مياه أفريقيا ؟
‮ الطبيعي أن أقول إن مصر معملتش مشاريع‮ وإسرائيل عملت إلا أن هذا لم يحدث فكل ما قامت به إسرائيل أنها حسنت العلاقات مع دول أفريقيا وأمدتها بالسلاح فإسرائيل كانت تبذل مجهودات ضخمة أيام عبد الناصر وفي أوائل حكم السادات دون أن تصل لهدفها ولكن النظام السابق أعطاها هدية ثمينة بتدمير علاقته بدول أفريقيا‮.. وقلت للرئيس الأثيوبي إن الرجل الذي يتسبب في قطع العلاقات بين الشعوب لابد أن يرحل فورا وكان سبب خروجنا علي مبارك أنه قطع علاقتنا بدول أفريقيا‮.‬
‮‬رغم كل التوتر الذي ساد علاقة مصر بأفريقيا لكن كان هناك معونات ترسل إلي تلك الدول فما هي حجمها؟
‮- المعونات كانت ضعيفة ومتمثلة في بعض المعدات،‮ فمثلا ساعدنا أوغندا في التخلص من ورد النيل الذي كان يسد الممرات المائية مثل بحيرة كيوجا،‮ كما قدمنا بارجات تم نقلها بالطائرات وأرسلنا ملايين الدولارات إلي بعض دول أفريقيا‮.‬
‮ ولماذا فشلت تلك المعونات في الحفاظ علي علاقة مصر بأفريقيا؟‮
‮- لسبب بسيط أن أهم الأسباب التي أدت إلي سوء العلاقة مع أوغندا مثلا‮ أن مبارك لم يقم بزيارتها إلا نصف ساعة فقط علي مدار‮ 30‮ عاما وفي تلك الزياره قال الرئيس الأوغندي للرئيس السابق إنت أول رئيس جاء إلينا من أيام الفراعنة ويقولون إننا أخوات فكيف يهجر الأخ شقيقه؟
كما أننا قدمنا وعودا كثيرة لتلك الدول ولم يكن لدينا القدرة علي تنفيذها والحقيقة أن مصر الآن في أمس الحاجة إلي الملايين التي ستقدمها إلي أفريقيا لذلك يجب أن تكون هناك سياسة مصارحة ومكاشفة في علاقتنا بتلك الدول وأن نبحث معها عن مشاريع مشتركة نقدم من خلالها الدعم الفني ونشجع رجال الأعمال علي الاستثمار في أفريقيا‮.‬
‮ لكن إبراهيم كامل قاد وفدا من رجال الأعمال إلي أوغندا للاستثمار هناك منذ‮ 10‮ أعوام‮.. ألم تكن خطوة جيدة في هذا الوقت؟‮
‮- إبراهيم كامل كان يدير ملف مصر مع أوغندا اقتصاديا وهو أحد أسباب توتر علاقة مصر بها لأنه قدم وعودا كثيرة للرئيس الأوغندي ولم يف بها لأنه كان يريد أن يتقرب من الرئيس مبارك من خلال الملف الأفريقي فمثلا إبراهيم كامل وعد ببناء أكبر برج في شرق أفريقيا في أوغندا مع إنشاء مدينة صناعية ولم ينفذ ذلك بل قام ببيع الأرض التي حصل عليها من الرئيس الأوغندي وحقق مكاسب كثيرة في الوقت الذي هرب فيه باقي رجال الأعمال ال‮ 30‮ الذين أحضرهم جمال مبارك وبقيت أنا وحدي في أوغندا وكنت بمثابة شعرة معاوية التي أنقذت مصر من كارثة كانت ستقضي نهائيا علي علاقتنا بأوغندا‮.‬
‮ماذا تقصد؟
‮- عندما‮ غضب الرئيس الأوغندي من تصرفات إبراهيم كامل وصمت الرئيس مبارك هدد بإغلاق السفارة المصرية في أوغندا وقال لي إن سفارة إسرائيل ستكون هي القائم بأعمال السفارة الأوغندية وستصبح همزة الوصل بين مصر وأوغندا وقد حملت تلك الرسالة إلي مبارك خاصة أن الغضب قد وصل إلي آخره بعد أن ألغيت رحلات الطيران المصرية إلي أوغندا بعد مجيء الفريق أحمد شفيق في هذه اللحظة انفجر الرئيس الأوغندي وقال لا أريد علاقات مع مصر‮.‬
‮ ولماذا فعل شفيق ذلك؟‮
‮- بدعوي أنها تحقق خسائر وكان يجب الحفاظ علي تلك الخطوط حتي لو كانت تحقق خسائر وبعد ضغوط عنيفة قام شفيق بتسيير رحلتين أسبوعيا إلي أوغندا وهو ما هدأ من‮ غضب موسيفني رئيس أوغندا‮.‬
‮ وماذا فعل مبارك بعد تهديدات موسيفني؟‮
‮- لم يعرها اهتماما فكان يعتقد دائما أن دول أفريقيا هي دول المجاعات والأمراض الوبائية‮.‬
‮‬ولماذا هرب رجال الأعمال من الاستثمار في أوغندا؟
‮- أحد أهم الأسباب أن قواعد الإقراض مجحفة وتصل الفائدة فيها إلي‮ 30‮ ٪‮ فضلا عن صعوبة توفير الكهرباء،‮ فإن نحو‮ 80‮ ٪‮ من الشعب الأوغندي يعيشون علي لمبة الجاز كما أن أسعار البنزين مرتفعة بشكل كبير ولكنني حافظت علي وجودي هناك رغم أنني لم أحقق أي مكاسب ولم أحصل علي مليم واحد من عائد الاستثمار بدافع وطني‮.‬
‮ ولكن المخاطر التي عددتها قادرة علي تدمير أي مشروع استثماري‮..‬
‮- هذا ما كان يقوله الرئيس الأوغندي وطلب مساعدة مصر إلا أنه الآن ليس لديها ما تعطيه من أموال ولابد أن تساعد أوغندا وبقية دول أفريقيا بالمساعدات الفنية وإرسال العلماء والمفكرين‮.‬
‮ هل كنت‮ تحمل رسائل من الرئيس مبارك إلي دول أفريقيا؟
‮- لا فقد كنت أنقل ما يقال لي في أوغندا إلي مصر عبر عمر سليمان أو وزير الخارجية وكانت تهتم بها المخابرات وتنقلها إلي مبارك لكنه لم يكن يهتم بذلك وفي إحدي المرات جاء معي شقيق الرئيس الأوغندي الجنرال سليم صالح إلي مصر لنقل رسالة إلي مبارك،‮ لكن مبارك لم يقابله بل الأغرب أنه ظل لمدة أسبوع يريد مقابلة مبارك وفشل في ذلك وبعد وساطات عديدة قابله اللواء عمر سليمان واستمع إلي مضمون الرسالة‮.‬
‮ قلت إنك لم تحقق أي مليم من استثمارك في أوغندا‮.. فكيف نطمئن رجال الأعمال للاستثمار فيها؟
‮- أري أن التجارة هي أول مدخل فما لديهم نشتريه وما لدينا نبيعه وكذلك الثروة السمكية فأوغندا لديها عدد كبير من الثروة السمكية‮ غير المستغلة في بحيرة فيكتوريا،‮ ويمكن عمل مصانع تجميع الفاكهة المركزة وإنتاج الأسماك وغيرها من المشروعات الناجحة‮.
‮ وما هي الضمانة الحقيقية لنجاح الاستثمار هناك؟
‮- أهم شيء أن تنشئ الحكومة المصرية شركات تأمين كباقي الدول الأوروبية لتأمين استثمارات رجال الأعمال المصريين في الدول الأفريقية حفاظا علي أموالهم وخلق قوانين مشتركة مع دول وادي النيل وإيجاد التمويل اللازم لأوغندا لتكون هي مصدر الطاقة في شرق أفريقيا‮.‬
‮ وهل تمتلك أوغندا إمكانيات تؤهلها لكي تكون المصدر الأكبر في الطاقة رغم أنها تعاني نقص الكهرباء؟‮
‮- هذا صحيح ولكن الرئيس موسيفني قال في لقائه مع الوفد الشعبي إنه ذهب إلي البنك الدولي لإمداده بالأموال التي تلزم لعمل مشروعات التنمية إلا أنهم رفضوا وكانت المفاجأة أنه عرف أن يوسف بطرس‮ غالي كان السبب في رفض البنك إقراضه وتدخل بشكل مباشر لمنع تقديم أي مساعدات لأوغندا‮.
‮ ماذا حدث بعد الثورة من تغير في العلاقات وكيف جاءت فكرة زيارة الوفد الشعبي إلي دول أفريقيا؟
‮- وصلتني معلومة أن بوروندي ستوقع علي الاتفاقية الجديدة لمياه النيل خلال ساعات وعرضت خلال جلسة للبرلمان الشعبي زيارة أوغندا لوقف هذه الاتفاقية حتي يتم إجراء الانتخابات البرلمانية المصرية وإلا سنكتشف بأن كل الدول وقعت عليها ومررت في برلماناتها وأصبحت أمرا واقعا فاقترحت أن أذهب للقاء الرئيس الأوغندي ومطالبته بوقف هذه التوقيعات حتي الانتهاء من الثورة المصرية وقابلته وطلبت منه وقف هذه الاتفاقية لأننا قمنا بالثورة في مصر بسبب قطع العلاقات مع أفريقيا ووعدني أنه سيتحدث مع باقي الأطراف لأخذ موقف موحد ورحب بزيارة الوفد الشعبي واستقبله استقبالا رسميا حتي إنه فتح المطار الرئاسي الذي لم يفتحه عند زيارة مبارك كما فتح لنا القصر الكبير هناك والذي يستقبل فيه الملوك والرؤساء وخرجنا بتوصيات عرضتها علي وزير الخارجية والمجلس العسكري بعد عودتنا‮.‬
‮‬وما وجه الاستفادة من هذه الزيارة؟
الشعب الأوغندي تيقن أن الشعب المصري أفريقي وحينما نبدأ سنكون معهم ولقاء الرئيس الأوغندي بباقي الأطراف كان لإقناعه بإيقاف التوقيع علي الاتفاقية وعودة حقوق الإنسان التاريخية من حيث حقه في تناول المياه ولا تتماشي كلمة حصة المياه مع الحقوق التاريخية‮.
وفي مشكلة سد أثيوبيا اتفقنا علي أن تعود القضية إلي العلماء وهم الذين سيحددون إذا كان هذا السد سيفيد أو يضر وأؤكد أن الوفد المصري حرث الأرض وأزال النباتات السامة التي كانت عقبة في طريق العلاقات المصرية الأفريقية وأعطينا توصيات إلي رئيس الوزراء وقلت له إنه يجب فورا الاقتراب بكل إمكانياتنا من أفريقيا ولقد سألت الرئيس الأثيوبي ماذا تريد أن تقول لثوار مصر قال لي قل لهم إن حزننا ومواقفنا كانت لأن مصر خلقت لكي تتبع وليس لتكون تابعا لأحد‮.‬
‮ وما هي التبريرات التي ساقها لك الرئيس الأوغندي عند الحديث عن التواجد الإسرائيلي فيها؟
‮- قال لي بالحرف الواحد يقولون إني تابع لإسرائيل وهذا ليس صحيحاً‮ فالمشكلة ترجع إلي زمن حسن الترابي الذي كان يريد أن يطبق الدين الإسلامي بالسيف وطلبنا من مصر أن تنقذنا منه ولكنها لم تفعل فكان الحل أن أتعاون مع إسرائيل التي تمدني ببعض الأدوات التي أدافع بها عن نفسه‮.‬
‮ ما مدي تجاوب حكومة شرف والمجلس العسكري مع توصيات الزيارة؟
‮- المجلس العسكري سيزور أوغندا الشهر القادم بدعوة من الرئيس الأوغندي أثناء حلف اليمين كما أن الدكتور عصام شرف سيقوم بزيارة خلال الأسابيع القادمة إلي أوغندا وعدد من الدول الأفريقية وكثير من رجال الأعمال أبدوا استعدادهم للاستثمار هناك‮.‬
‮ هل صحيح أن موسيفني سيلقي خطابا في ميدان التحرير؟
‮- الحقيقة أنه بعد الاستقبال الحافل الذي حدث في أوغندا قلت للرئيس الأوغندي إننا لا نستطيع أن نرد ما قمت به معنا إلا أننا ندعوك لأن تلقي خطابا في ميدان التحرير قال إنه لشرف كبير لأي رئيس علي مستوي العالم أن يخطب في ميدان الحرية وقال إنه عقب حلف اليمين في منتصف الشهر القادم ستكون أول زيارة رسمية به إلي مصر‮.‬
‮ قلت إن هناك استجابة لمطالب الرئيس الأوغندي فما هي الخطوات التي تم البدء فيها ؟‮
‮- أنشئ مجزر كهربائي كبير يخدم أثيوبيا وأوغندا وزيادة رحلات الطيران،‮ كما أن رئيس الوزراء قال إنه في رحلته سيصطحب معه وزيري‮ الزراعة والري وحتي فرق الفنون ليكون هناك تبادل ثقافي وأن موضوع توليد الكهرباء علي رأس المطالب وأن الجيش سينشئ مجزرا علي بحيرة فيكتوريا لخدمة أوغندا وتنزانيا‮.‬
‮ هل هناك نية من المجلس العسكري لزيادة المعونات إلي أفريقيا؟
‮- أعتقد أن المعونات ستزيد ولكن في شكل دعم فني وأري أن هناك طفرة كبيرة في العلاقات بيننا وبين معظم الدول الأفريقية‮.‬
‮ إسرائيل تشعر بالقلق بالتحركات المصرية في أفريقيا وستحاول ضرب تلك العلاقة ماذا يمكنها أن تفعل؟
‮- أكيد طبعا والدليل علي أنه لأول مرة يقوم رئيس جمهورية إسرائيل شيمون بيريز بزيارة أثيوبيا بل قضي فيها ثلاثة أيام لإجهاض التحركات المصرية وأكد كل المحللين أن هذا كان رد فعل ولأول مرة نكون نحن الفعل وهم رد الفعل‮.‬
‮ من الواضح أن الفكر الأوغندي يختلف عن الفكر الأثيوبي في التعامل مع إسرائيل؟
‮- بالطبع أوغندا تختلف عن أثيوبيا وفي الاتفاقية أوغندا وبوروندي لهما صوت كما لأثيوبيا صوت وبالتالي اتفاق باقي الدول يجعل أثيوبيا وحيدة بلا أي تأثير علي مصر‮.
‮ ولماذا تبدو أثيوبيا أكثر تعقيدا من باقي الدول في التعامل مع مصر؟
‮- لأنها لم تنس أن النظام المصري أضر باقتصادها ضررا شديدا حينما نظم حملة ضد اللحوم الأثيوبية وقال إنها مريضة وحققت خسائر كبيرة من وراء تلك الحملة التي ثبت عدم صحتها وكان سببها الحقيقي محاولة الاغتيال التي تعرض لها مبارك في أديس أبابا والتي أدت إلي مقاطعة نظامه لأفريقيا‮.‬
شاهد الفيديو


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.