عيار 21 الآن بالمصنعية.. سعر الذهب اليوم الخميس 21-8-2025 بعد الارتفاع الكبير    روسيا تفرض قيودًا على الطيران في مطاري كالوجا وساراتوف لأسباب أمنية    كيم جونغ أون يحيي جنوده المشاركين في القتال إلى جانب روسيا    قصف إسرائيل ل جباليا البلد والنزلة وحي الصبرة في قطاع غزة    «لازم تتعب جدًا».. رسالة نارية من علاء ميهوب لنجم الأهلي    عاجل- درجة الحرارة تصل 42 ورياح.. بيان مهم من الأرصاد يكشف حالة الطقس اليوم الخميس    سامح الصريطي بعد انضمامه للجبهة الوطنية: لم أسعَ للسياسة يومًا.. لكن وجدت فرصة لخدمة الوطن عبر الثقافة والفن    «الشيخ زويد المركزي» يبحث مع «اليونيسف» ووزارة الصحة تأهيله كمركز تميز للنساء والتوليد ورعاية حديثي الولادة    نائب ترامب: لقد غير النزاع اقتصاد أوروبا وآسيا.. ونحن بحاجة إلى العودة للسلام    وداعا لمكالمات المبيعات والتسويق.. القومي للاتصالات: الإيقاف للخطوط والهواتف غير الملتزمة بالتسجيل    فلكيًا.. موعد المولد النبوي الشريف 2025 رسميًا في مصر وعدد أيام الإجازة    مروة يسري: جهة أمنية احتجزتني في 2023 أما قلت إني بنت مبارك.. وأفرجوا عني بعد التأكد من سلامة موقفي    رجل الدولة ورجل السياسة    حين يصل المثقف إلى السلطة    أذكار الصباح اليوم الخميس.. حصن يومك بالذكر والدعاء    رئيس شعبة السيارات: خفض الأسعار 20% ليس قرار الحكومة.. والأوفر برايس مستمر    للرجال فقط.. اكتشف شخصيتك من شكل أصابعك    الآن.. شروط القبول في أقسام كلية الآداب جامعة القاهرة 2025-2026 (انتظام)    إصابة مواطن ب«خرطوش» في «السلام»    درجة الحرارة تصل 43.. بيان مهم من الأرصاد يكشف حالة الطقس اليوم    سعر السمك البلطي والكابوريا والجمبري بالاسواق اليوم الخميس 21 أغسطس 2025    عيار 21 بالمصنعية يسجل أقل مستوياته.. أسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة بعد الهبوط الكبير    توقعات الأبراج حظك اليوم الخميس 21-8-2025.. «الثور» أمام أرباح تتجاوز التوقعات    ابلغوا عن المخالفين.. محافظ الدقهلية: تعريفة التاكسي 9 جنيهات وغرامة عدم تشغيل العداد 1000 جنيه    «عنده 28 سنة ومش قادر يجري».. أحمد بلال يفتح النار على رمضان صبحي    تعاون علمي بين جامعة العريش والجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا    لماذا لا يستطيع برج العقرب النوم ليلاً؟    استشاري تغذية يُحذر: «الأغذية الخارقة» خدعة تجارية.. والسكر الدايت «كارثة»    90 دقيقة تحسم 7 بطاقات أخيرة.. من يتأهل إلى دوري أبطال أوروبا؟    "تجارة أعضاء وتشريح جثة وأدلة طبية".. القصة الكاملة وآخر مستجدات قضية اللاعب إبراهيم شيكا    استخدم أسد في ترويع عامل مصري.. النيابة العامة الليبية تٌقرر حبس ليبي على ذمة التحقيقات    الجبهة الوطنية يعين عددًا من الأمناء المساعدين بسوهاج    الصحة في غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 269 بينهم 112 طفلًا    الجنائية الدولية: العقوبات الأمريكية هجوم صارخ على استقلالنا    شراكة جديدة بين «المتحدة» و«تيك توك» لتعزيز الحضور الإعلامى وتوسيع الانتشار    ضربها ب ملة السرير.. مصرع ربة منزل على يد زوجها بسبب خلافات أسرية بسوهاج    شراكة جديدة بين "المتحدة" و"تيك توك" لتعزيز الحضور الإعلامي وتوسيع نطاق الانتشار    السفير الفلسطيني بالقاهرة: مصر وقفت سدًا منيعًا أمام مخطط التهجير    احتجاجات في مايكروسوفت بسبب إسرائيل والشركة تتعهد بإجراء مراجعة- فيديو    رئيس اتحاد الجاليات المصرية بألمانيا يزور مجمع عمال مصر    بعد التحقيق معها.. "المهن التمثيلية" تحيل بدرية طلبة لمجلس تأديب    بعد معاناة مع السرطان.. وفاة القاضي الأمريكي "الرحيم" فرانك كابريو    ليلة فنية رائعة فى مهرجان القلعة للموسيقى والغناء.. النجم إيهاب توفيق يستحضر ذكريات قصص الحب وحكايات الشباب.. فرقة رسائل كنعان الفلسطينية تحمل عطور أشجار الزيتون.. وعلم فلسطين يرفرف فى سماء المهرجان.. صور    ناصر أطلقها والسيسي يقود ثورتها الرقمية| إذاعة القرآن الكريم.. صوت مصر الروحي    طارق سعدة: معركة الوعي مستمرة.. ومركز لمكافحة الشائعات يعمل على مدار الساعة    عودة شيكو بانزا| قائمة الزمالك لمواجهة مودرن سبورت    "أخطأ في رسم خط التسلل".. الإسماعيلي يقدم احتجاجا رسميا ضد حكم لقاء الاتحاد    محافظ كفر الشيخ يقدم واجب العزاء في وفاة والد الكابتن محمد الشناوي    اتحاد الكرة يفاوض اتحادات أوروبية لاختيار طاقم تحكيم أجنبي لمباراة الأهلي وبيراميدز    جمال شعبان: سرعة تناول الأدوية التي توضع تحت اللسان لخفض الضغط خطر    كلب ضال جديد يعقر 12 شخصا جديدا في بيانكي وارتفاع العدد إلى 21 حالة خلال 24 ساعة    عودة المياه تدريجيا إلى كفر طهرمس بالجيزة بعد إصلاح خط الطرد الرئيسي    وفاة أكثر قاض محبوب في العالم وولاية رود آيلاند الأمريكية تنكس الأعلام (فيديو وصور)    افتتاح قمة الإبداع الإعلامي للشباب العربي بحضور هنو ومبارك وعمار وعبدالغفار وسعده    ما الفرق بين التبديل والتزوير في القرآن الكريم؟.. خالد الجندي يوضح    أمين الفتوى يوضح الفرق بين الاكتئاب والفتور في العبادة (فيديو)    طلقها وبعد 4 أشهر تريد العودة لزوجها فكيف تكون الرجعة؟.. أمين الفتوى يوضح    كيف يكون بر الوالدين بعد وفاتهما؟.. الإفتاء تجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجندى: مبارك تبنى مخطط تدمير العلاقات المصرية الأفريقية
نشر في الوفد يوم 21 - 04 - 2011

لا يعرف البيزنس لغة العواطف،‮ ولكن نائب الوفد السابق رجل الأعمال مصطفي الجندي لا يعترف بهذه القاعدة،‮ فالرجل سخر استثماراته لخدمة مصالح مصر وعودة علاقاتها بأفريقيا التي قاطعها الجميع حتي أعلنت العصيان وحاربت مصر بسلاح مياه النيل،‮ فكانت استثماراته في الدول الأفريقية بمثابة شعرة معاوية التي حافظت علي جزء بسيط من علاقتنا بتلك الدول بعد أن دمرها مبارك ورجاله‮.
ولمواصلة هذا الدور تزعم الجندي فكرة سفر وفد شعبي إلي أوغندا ضم العشرات من السياسيين والبرلمانيين لإصلاح ما أفسده النظام المخلوع‮.‬
وفي حواره مع‮ "‬الوفد الأسبوعي‮" أزاح الجندي الستار عن الجرائم التي ارتكبها مبارك في حق دول أفريقيا التي كان يعتبرها دول جهل ومرض فعلي حد قوله لم يكن يؤمن بعروبة مصر وأفريقيتها ولذلك سعي إلي تنفيذ مخطط صهيوني لضرب تلك العلاقة‮.‬
وفجر الجندي مفاجأة بتأكيده أن مبارك رسم سيناريو لتوصيل مياه النيل إلي إسرائيل للتخلص من الضغوط التي كانت تمارس عليه من دول المنبع ونقل ملف التفاوض إلي تل أبيب‮.. وإلي نص الحوار‮:‬
سألناه‮: كيف تري تعامل مبارك مع دول أفريقيا خلال سنوات حكمه؟‮
أجاب‮: مبارك اتبع سياسة أنا ومن بعدي الطوفان مع دول أفريقيا وكان لديه مخطط لضرب علاقة مصر بهذه الدول وهو ما وضح في عدم الوفاء بالوعود التي أطلقها منذ سنوات بمساعدتها في مشروعات تنموية ولذلك كانت حرب الرئيس الأوغندي علنية ضد مصر بعدما استشعر أن رجال النظام المخلوع يقفون ضد مصلحة دولته،‮ لذلك عندما قررنا الذهاب بوفد شعبي إلي أفريقيا قلنا إنه يجب أن نبدأ بأوغندا‮.
‮ تقصد أنه طوال‮ 30‮ عاما لم يكن هناك تحرك مصري في أفريقيا؟
‮- طبعا فالعلاقة انقطعت تماما مع أفريقيا والرئيس السابق كان لا يؤمن بأفريقيا ولا بعروبة مصر بل كان يؤمن فقط بعلاقته بأوروبا ودول الشمال‮.‬
‮ ولماذا أهمل مبارك في رأيك الملف الأفريقي؟
‮- كانت لدي الرئيس السابق قناعة راسخة بأن دول أفريقيا إذا تطورت وأصبحت دولا‮ غنية فستتجرأ علي مصر وتمنع عنها المياه،‮ وهذا خطأ لأن العلاقات الشعبية بين البلدين أقوي من أي شيء وثورة يناير أنقذت مصر من العديد من الكوارث التي كانت ستحدث‮.‬
‮ولكن بعد اتفاقية عنتيبي كانت هناك تحركات مصرية لإصلاح العلاقات مع دول أفريقيا؟‮
‮- هذا خطأ كبير والنظام السابق كان يخدعنا وهو لم يفكر يوما في حل أزمة مياه النيل مع دول أفريقيا بل إن الفكرة التي كان يجري تنفيذها وطرحت من جانب بعض مستشاري الرئيس هو توصيل المياه لإسرائيل بحيث لا تكون مصر آخر النقاط التي تصل إليها المياه وكان ذلك بمثابة الحل السحري عندهم للتخلص من الضغط الأفريقي علي مصر بحيث تتولي إسرائيل وحدها إدارة ملف المياه مع أفريقيا‮.‬
‮ ومن صاحب هذا الفكرة من رجال النظام السابق؟‮
‮- ليس شخصا بعينه ولكنه كان فكر النظام بحيث إن وصول المياه إلي إسرائيل يضمن وصولها لمصر وكان سيتم الترويج عبر حملة إعلامية كبيرة بأن هناك أزمة في المياه والترع عطشانة والأرض مهددة بالبوار حتي يشعر جميع المواطنين بالخطر ويضعوا الشعب بين خيارين إما الاستسلام لفكرة ندرة المياه وبوار الأرض الزراعية أو توصيل المياه لإسرائيل مقابل انفراج أزمة المياه وكان سيتم الترويج للحل الأخير باعتباره الإنقاذ والأمل الأخير فالنظام كان سيجبر المواطنين علي قبول توصيل المياه لإسرائيل وهو حلم سعت إليه كثيرا خاصة أنها لا تحيط بها أي مصادر للمياه‮.‬
‮ وهل كان هناك اتفاق فعلي بين مصر وإسرائيل لتنفيذ ذلك المخطط؟‮
‮- أعتقد ذلك وقد رفضت هذا الاقتراح وأبلغت به مسئولين كبار وقلت إن كل لتر مياه سيذهب إسرائيل سيأكل من مساحة البحر متراً‮ مربعاً‮ لأن المياه العذبة تعمل كحائط صد للمياه المالحة التي تأكل في أراضي الدلتا حتي أصبحت عالية الملوحة ولا تصلح إلا لزراعة الأرز والحمد لله أن النظام سقط قبل تنفيذها‮.‬
‮ كيف لعبت إسرائيل في ملف مياه أفريقيا ؟
‮ الطبيعي أن أقول إن مصر معملتش مشاريع‮ وإسرائيل عملت إلا أن هذا لم يحدث فكل ما قامت به إسرائيل أنها حسنت العلاقات مع دول أفريقيا وأمدتها بالسلاح فإسرائيل كانت تبذل مجهودات ضخمة أيام عبد الناصر وفي أوائل حكم السادات دون أن تصل لهدفها ولكن النظام السابق أعطاها هدية ثمينة بتدمير علاقته بدول أفريقيا‮.. وقلت للرئيس الأثيوبي إن الرجل الذي يتسبب في قطع العلاقات بين الشعوب لابد أن يرحل فورا وكان سبب خروجنا علي مبارك أنه قطع علاقتنا بدول أفريقيا‮.‬
‮‬رغم كل التوتر الذي ساد علاقة مصر بأفريقيا لكن كان هناك معونات ترسل إلي تلك الدول فما هي حجمها؟
‮- المعونات كانت ضعيفة ومتمثلة في بعض المعدات،‮ فمثلا ساعدنا أوغندا في التخلص من ورد النيل الذي كان يسد الممرات المائية مثل بحيرة كيوجا،‮ كما قدمنا بارجات تم نقلها بالطائرات وأرسلنا ملايين الدولارات إلي بعض دول أفريقيا‮.‬
‮ ولماذا فشلت تلك المعونات في الحفاظ علي علاقة مصر بأفريقيا؟‮
‮- لسبب بسيط أن أهم الأسباب التي أدت إلي سوء العلاقة مع أوغندا مثلا‮ أن مبارك لم يقم بزيارتها إلا نصف ساعة فقط علي مدار‮ 30‮ عاما وفي تلك الزياره قال الرئيس الأوغندي للرئيس السابق إنت أول رئيس جاء إلينا من أيام الفراعنة ويقولون إننا أخوات فكيف يهجر الأخ شقيقه؟
كما أننا قدمنا وعودا كثيرة لتلك الدول ولم يكن لدينا القدرة علي تنفيذها والحقيقة أن مصر الآن في أمس الحاجة إلي الملايين التي ستقدمها إلي أفريقيا لذلك يجب أن تكون هناك سياسة مصارحة ومكاشفة في علاقتنا بتلك الدول وأن نبحث معها عن مشاريع مشتركة نقدم من خلالها الدعم الفني ونشجع رجال الأعمال علي الاستثمار في أفريقيا‮.‬
‮ لكن إبراهيم كامل قاد وفدا من رجال الأعمال إلي أوغندا للاستثمار هناك منذ‮ 10‮ أعوام‮.. ألم تكن خطوة جيدة في هذا الوقت؟‮
‮- إبراهيم كامل كان يدير ملف مصر مع أوغندا اقتصاديا وهو أحد أسباب توتر علاقة مصر بها لأنه قدم وعودا كثيرة للرئيس الأوغندي ولم يف بها لأنه كان يريد أن يتقرب من الرئيس مبارك من خلال الملف الأفريقي فمثلا إبراهيم كامل وعد ببناء أكبر برج في شرق أفريقيا في أوغندا مع إنشاء مدينة صناعية ولم ينفذ ذلك بل قام ببيع الأرض التي حصل عليها من الرئيس الأوغندي وحقق مكاسب كثيرة في الوقت الذي هرب فيه باقي رجال الأعمال ال‮ 30‮ الذين أحضرهم جمال مبارك وبقيت أنا وحدي في أوغندا وكنت بمثابة شعرة معاوية التي أنقذت مصر من كارثة كانت ستقضي نهائيا علي علاقتنا بأوغندا‮.‬
‮ماذا تقصد؟
‮- عندما‮ غضب الرئيس الأوغندي من تصرفات إبراهيم كامل وصمت الرئيس مبارك هدد بإغلاق السفارة المصرية في أوغندا وقال لي إن سفارة إسرائيل ستكون هي القائم بأعمال السفارة الأوغندية وستصبح همزة الوصل بين مصر وأوغندا وقد حملت تلك الرسالة إلي مبارك خاصة أن الغضب قد وصل إلي آخره بعد أن ألغيت رحلات الطيران المصرية إلي أوغندا بعد مجيء الفريق أحمد شفيق في هذه اللحظة انفجر الرئيس الأوغندي وقال لا أريد علاقات مع مصر‮.‬
‮ ولماذا فعل شفيق ذلك؟‮
‮- بدعوي أنها تحقق خسائر وكان يجب الحفاظ علي تلك الخطوط حتي لو كانت تحقق خسائر وبعد ضغوط عنيفة قام شفيق بتسيير رحلتين أسبوعيا إلي أوغندا وهو ما هدأ من‮ غضب موسيفني رئيس أوغندا‮.‬
‮ وماذا فعل مبارك بعد تهديدات موسيفني؟‮
‮- لم يعرها اهتماما فكان يعتقد دائما أن دول أفريقيا هي دول المجاعات والأمراض الوبائية‮.‬
‮‬ولماذا هرب رجال الأعمال من الاستثمار في أوغندا؟
‮- أحد أهم الأسباب أن قواعد الإقراض مجحفة وتصل الفائدة فيها إلي‮ 30‮ ٪‮ فضلا عن صعوبة توفير الكهرباء،‮ فإن نحو‮ 80‮ ٪‮ من الشعب الأوغندي يعيشون علي لمبة الجاز كما أن أسعار البنزين مرتفعة بشكل كبير ولكنني حافظت علي وجودي هناك رغم أنني لم أحقق أي مكاسب ولم أحصل علي مليم واحد من عائد الاستثمار بدافع وطني‮.‬
‮ ولكن المخاطر التي عددتها قادرة علي تدمير أي مشروع استثماري‮..‬
‮- هذا ما كان يقوله الرئيس الأوغندي وطلب مساعدة مصر إلا أنه الآن ليس لديها ما تعطيه من أموال ولابد أن تساعد أوغندا وبقية دول أفريقيا بالمساعدات الفنية وإرسال العلماء والمفكرين‮.‬
‮ هل كنت‮ تحمل رسائل من الرئيس مبارك إلي دول أفريقيا؟
‮- لا فقد كنت أنقل ما يقال لي في أوغندا إلي مصر عبر عمر سليمان أو وزير الخارجية وكانت تهتم بها المخابرات وتنقلها إلي مبارك لكنه لم يكن يهتم بذلك وفي إحدي المرات جاء معي شقيق الرئيس الأوغندي الجنرال سليم صالح إلي مصر لنقل رسالة إلي مبارك،‮ لكن مبارك لم يقابله بل الأغرب أنه ظل لمدة أسبوع يريد مقابلة مبارك وفشل في ذلك وبعد وساطات عديدة قابله اللواء عمر سليمان واستمع إلي مضمون الرسالة‮.‬
‮ قلت إنك لم تحقق أي مليم من استثمارك في أوغندا‮.. فكيف نطمئن رجال الأعمال للاستثمار فيها؟
‮- أري أن التجارة هي أول مدخل فما لديهم نشتريه وما لدينا نبيعه وكذلك الثروة السمكية فأوغندا لديها عدد كبير من الثروة السمكية‮ غير المستغلة في بحيرة فيكتوريا،‮ ويمكن عمل مصانع تجميع الفاكهة المركزة وإنتاج الأسماك وغيرها من المشروعات الناجحة‮.
‮ وما هي الضمانة الحقيقية لنجاح الاستثمار هناك؟
‮- أهم شيء أن تنشئ الحكومة المصرية شركات تأمين كباقي الدول الأوروبية لتأمين استثمارات رجال الأعمال المصريين في الدول الأفريقية حفاظا علي أموالهم وخلق قوانين مشتركة مع دول وادي النيل وإيجاد التمويل اللازم لأوغندا لتكون هي مصدر الطاقة في شرق أفريقيا‮.‬
‮ وهل تمتلك أوغندا إمكانيات تؤهلها لكي تكون المصدر الأكبر في الطاقة رغم أنها تعاني نقص الكهرباء؟‮
‮- هذا صحيح ولكن الرئيس موسيفني قال في لقائه مع الوفد الشعبي إنه ذهب إلي البنك الدولي لإمداده بالأموال التي تلزم لعمل مشروعات التنمية إلا أنهم رفضوا وكانت المفاجأة أنه عرف أن يوسف بطرس‮ غالي كان السبب في رفض البنك إقراضه وتدخل بشكل مباشر لمنع تقديم أي مساعدات لأوغندا‮.
‮ ماذا حدث بعد الثورة من تغير في العلاقات وكيف جاءت فكرة زيارة الوفد الشعبي إلي دول أفريقيا؟
‮- وصلتني معلومة أن بوروندي ستوقع علي الاتفاقية الجديدة لمياه النيل خلال ساعات وعرضت خلال جلسة للبرلمان الشعبي زيارة أوغندا لوقف هذه الاتفاقية حتي يتم إجراء الانتخابات البرلمانية المصرية وإلا سنكتشف بأن كل الدول وقعت عليها ومررت في برلماناتها وأصبحت أمرا واقعا فاقترحت أن أذهب للقاء الرئيس الأوغندي ومطالبته بوقف هذه التوقيعات حتي الانتهاء من الثورة المصرية وقابلته وطلبت منه وقف هذه الاتفاقية لأننا قمنا بالثورة في مصر بسبب قطع العلاقات مع أفريقيا ووعدني أنه سيتحدث مع باقي الأطراف لأخذ موقف موحد ورحب بزيارة الوفد الشعبي واستقبله استقبالا رسميا حتي إنه فتح المطار الرئاسي الذي لم يفتحه عند زيارة مبارك كما فتح لنا القصر الكبير هناك والذي يستقبل فيه الملوك والرؤساء وخرجنا بتوصيات عرضتها علي وزير الخارجية والمجلس العسكري بعد عودتنا‮.‬
‮‬وما وجه الاستفادة من هذه الزيارة؟
الشعب الأوغندي تيقن أن الشعب المصري أفريقي وحينما نبدأ سنكون معهم ولقاء الرئيس الأوغندي بباقي الأطراف كان لإقناعه بإيقاف التوقيع علي الاتفاقية وعودة حقوق الإنسان التاريخية من حيث حقه في تناول المياه ولا تتماشي كلمة حصة المياه مع الحقوق التاريخية‮.
وفي مشكلة سد أثيوبيا اتفقنا علي أن تعود القضية إلي العلماء وهم الذين سيحددون إذا كان هذا السد سيفيد أو يضر وأؤكد أن الوفد المصري حرث الأرض وأزال النباتات السامة التي كانت عقبة في طريق العلاقات المصرية الأفريقية وأعطينا توصيات إلي رئيس الوزراء وقلت له إنه يجب فورا الاقتراب بكل إمكانياتنا من أفريقيا ولقد سألت الرئيس الأثيوبي ماذا تريد أن تقول لثوار مصر قال لي قل لهم إن حزننا ومواقفنا كانت لأن مصر خلقت لكي تتبع وليس لتكون تابعا لأحد‮.‬
‮ وما هي التبريرات التي ساقها لك الرئيس الأوغندي عند الحديث عن التواجد الإسرائيلي فيها؟
‮- قال لي بالحرف الواحد يقولون إني تابع لإسرائيل وهذا ليس صحيحاً‮ فالمشكلة ترجع إلي زمن حسن الترابي الذي كان يريد أن يطبق الدين الإسلامي بالسيف وطلبنا من مصر أن تنقذنا منه ولكنها لم تفعل فكان الحل أن أتعاون مع إسرائيل التي تمدني ببعض الأدوات التي أدافع بها عن نفسه‮.‬
‮ ما مدي تجاوب حكومة شرف والمجلس العسكري مع توصيات الزيارة؟
‮- المجلس العسكري سيزور أوغندا الشهر القادم بدعوة من الرئيس الأوغندي أثناء حلف اليمين كما أن الدكتور عصام شرف سيقوم بزيارة خلال الأسابيع القادمة إلي أوغندا وعدد من الدول الأفريقية وكثير من رجال الأعمال أبدوا استعدادهم للاستثمار هناك‮.‬
‮ هل صحيح أن موسيفني سيلقي خطابا في ميدان التحرير؟
‮- الحقيقة أنه بعد الاستقبال الحافل الذي حدث في أوغندا قلت للرئيس الأوغندي إننا لا نستطيع أن نرد ما قمت به معنا إلا أننا ندعوك لأن تلقي خطابا في ميدان التحرير قال إنه لشرف كبير لأي رئيس علي مستوي العالم أن يخطب في ميدان الحرية وقال إنه عقب حلف اليمين في منتصف الشهر القادم ستكون أول زيارة رسمية به إلي مصر‮.‬
‮ قلت إن هناك استجابة لمطالب الرئيس الأوغندي فما هي الخطوات التي تم البدء فيها ؟‮
‮- أنشئ مجزر كهربائي كبير يخدم أثيوبيا وأوغندا وزيادة رحلات الطيران،‮ كما أن رئيس الوزراء قال إنه في رحلته سيصطحب معه وزيري‮ الزراعة والري وحتي فرق الفنون ليكون هناك تبادل ثقافي وأن موضوع توليد الكهرباء علي رأس المطالب وأن الجيش سينشئ مجزرا علي بحيرة فيكتوريا لخدمة أوغندا وتنزانيا‮.‬
‮ هل هناك نية من المجلس العسكري لزيادة المعونات إلي أفريقيا؟
‮- أعتقد أن المعونات ستزيد ولكن في شكل دعم فني وأري أن هناك طفرة كبيرة في العلاقات بيننا وبين معظم الدول الأفريقية‮.‬
‮ إسرائيل تشعر بالقلق بالتحركات المصرية في أفريقيا وستحاول ضرب تلك العلاقة ماذا يمكنها أن تفعل؟
‮- أكيد طبعا والدليل علي أنه لأول مرة يقوم رئيس جمهورية إسرائيل شيمون بيريز بزيارة أثيوبيا بل قضي فيها ثلاثة أيام لإجهاض التحركات المصرية وأكد كل المحللين أن هذا كان رد فعل ولأول مرة نكون نحن الفعل وهم رد الفعل‮.‬
‮ من الواضح أن الفكر الأوغندي يختلف عن الفكر الأثيوبي في التعامل مع إسرائيل؟
‮- بالطبع أوغندا تختلف عن أثيوبيا وفي الاتفاقية أوغندا وبوروندي لهما صوت كما لأثيوبيا صوت وبالتالي اتفاق باقي الدول يجعل أثيوبيا وحيدة بلا أي تأثير علي مصر‮.
‮ ولماذا تبدو أثيوبيا أكثر تعقيدا من باقي الدول في التعامل مع مصر؟
‮- لأنها لم تنس أن النظام المصري أضر باقتصادها ضررا شديدا حينما نظم حملة ضد اللحوم الأثيوبية وقال إنها مريضة وحققت خسائر كبيرة من وراء تلك الحملة التي ثبت عدم صحتها وكان سببها الحقيقي محاولة الاغتيال التي تعرض لها مبارك في أديس أبابا والتي أدت إلي مقاطعة نظامه لأفريقيا‮.‬
شاهد الفيديو


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.