التدبر فى كتاب الله من صفات المؤمنين ولا بدّ للوقوف على بعض من اللمسات البيانيّة والتأمّلات، حول استعمال بعض الجمل والأحرف، وفيما سيأتي تأمّلات في سورة الشّرح: من التأملات في سورة الشرح ورود لفظ "نشرح" و"لك" في قوله تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}. لإظهار مزيد من العناية للرّسول الكريم، وجاء الافتتاح بالاستفهام التّقريري "ألمْ"، دلالة على التنبيه بالنعم؛ أيْ أن يستحضر الرّسول عليه الصّلاة والسّلام نعم الله عليه. ورد في الآية الثانية في قوله تعالى: {وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ}. التعبير بالوزر، دلالة على خوف الرّسول -عليه السّلام- من التّقصير في الرّسالة. ثمّ جاء التّعبير بعظم ما يحمله النّبي الكريم من الثّقل والهمّ والحرْص الشّديد، وذلك واضح في قوله تعالى: {الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ}. وردت عبارة الرفعة بالذّكر في قوله تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}. دلالة على أنّ الله -سبحانه وتعالى- رفع مقام نبيّه في الذّكر، مثل: الشّهادتيْن في الأذان. جاء التّكرار في الآيتيْن، في قوله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}. وقوله تعالى: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}. دلالة على تأكيد وترسيخ المعنى في النفوس، وخاصة عند الشّدائد، على أنّ الفرج سيأتي لينسّي آلام الماضي، وأن العسر لا يدوم. جاءت صيغة التّأكيد بوجود حرف الفاء في قوله تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ}،لتدل على الأمر والوجوب، أيْ مواصلة الدعوة والتّجديد في أسلوبها دون ملل، . حيث يقول ابن رجب -رحمه الله-: "الأعمال كلها يُفرغ منها، والذّكر لا فراغ له ولا انقضاء، وتنقطع الأعمال بانقطاع الدّنيا ويبقى الذكر". جاء في قوله تعالى: {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}. الرغبة، أيْ العودة إلى الله -سبحانه وتعالى-، بأداء النّوافل والاستشعار بلذّتها؛ لأنّها تكون بعد اجتماع الشّدائد والجهد، وتمّ تقديم الظّرف "إلى ربّك" للاختصاص؛ أيْ الرّغبة تكون لله وحده، يقول الضّحّاك في تفسير هذه الآية الكريمة: "فإذا فرغت من الصلاة فانصب في الدعاء".