رأت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن رفض جبهات المعارضة المختلفة لمشروع الحوار الوطني، الذي دعا إليه الرئيس المصري "محمد مرسي" أمس الخميس في بيان تليفزيوني لإنهاء الأزمة الدموية. يُعيد مصر من جديد لحالة "الجمود السياسي" الذي على وشك أن تطيح بمؤسسات الدولة وتنشر الفوضى والاضطرابات في أرجاء البلاد. وذكرت الإذاعة البريطانية أن "جبهة الإنقاذ الوطني" التي تُمثل ائتلاف المعارضة ذات الميول الليبرالية برئاسة الدكتور "محمد البرادعي" ومشاركة مرشحي الرئاسة الخاسرين "حمدين صباحي" و"عمرو موسى" أعلنت عدم مشاركتها في لقاء المصالحة الوطني سوى بشروط مسبقة تكمن في إلغاء الإعلان الدستوري وتأجيل الاستفتاء على الدستور، ولكن الرئيس "مرسى" أكد خلال كلمته بشكل غير علني عدم قبوله لتلك الشروط. ومن جانبه، غرد "البرادعي" على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قائلًا "أدعوا القوى الوطنية إلى عدم المشاركة في الحوار الذي يعاني من نقص في أساسيات الحوار الحقيقي، فنحن نريد حواراً لا يقوم على سياسة لوي الذراع وفرض الأمر الواقع". وأوضحت الإذاعة أن الرفض الذي أعلنته المعارضة خطوة سلبية من شأنها أن تُثير احتمالية المزيد من التصعيد للأزمة التي تحولت بالفعل إلى "دامية" مع سقوط أكثر من خمسة متظاهرين من كلا الطرفين وإصابة المئات بالجروح. وأضافت الإذاعة أن بوادر التصعيد بدأت بالفعل بعد ظهر اليوم مع انطلاق العشرات من المسيرات المعارضة للرئيس "مرسي" بل والتي طلبت بتنحيه لأنه فقد شرعيته –من وجهة نظرهم-، ليأتي بذلك دور الجانب المؤيد ويخرج ليشيع الشهداء الذين لقوا مصرعهم في مظاهرات أول أمس، مشيدًا بما يفعله الرئيس ويؤيد قراراته ويدعم الاستفتاء على الدستور في أقرب وقت ممكن حتى يتثنى للبلاد أن تنتقل إلى الديمقراطية الكاملة وتتمتع بالاستقرار.