رغم أنني لا أحب أن أكتب أكثر من مرة في موضوع واحد.. إلا أنني كسرت القاعدة وكتبت بطريقة »اللت والعجن« في موضوع تكوين »مجلس رئاسي« ليدير البلد لمدة عام ونصف العام أو عامين علي الأكثر.. لأن البلد غير مهيأة علي وجه الإطلاق لانتخابات متتالية.. وانتخابات ليست ككل انتخابات.. انتخابات تسفر عن مجالس ستحدد تاريخ مصر ومصيرها لسنوات طويلة. كنت قد عاهدت نفسي ألا أعود لهذا الموضوع بعد آخر مقال لي.. ولكن.. بعد أن قرأت أكثر من مرة الإعلان الدستوري.. ثم وقوع كارثة ملعب الكرة يوم السبت الماضي.. ثم التعيينات الصحفية.. قررت أن استمر في »اللت والعجن« من أجل هذا البلد المسكين. بداية.. الانتخابات في هذه الظروف رغم كل مخاطرها لن تشعر الناس بأي تغيير.. ستتكرر نفس »البدع القديمة« التي استحدثتها الثورة »المباركة«!!.. نصف عمال وفلاحين برتبة اللواء!! وكوتة السيدات صديقات الهانم!! ومجلس الشوري بعد أن اختصروا معظم اختصاصاته ولماذا يبقي؟! الناس تريد أن تشعر بثورة حقيقية تعوض بها ستين سنة ولا أقول ثلاثين سنة من الضياع.. حتي في التغييرات الصحفية تغلبوا عليها بترك هؤلاء الذين أيدوا تزوير الانتخابات وعملية التوريث.. وشرائط التليفزيون موجودة.. هؤلاء رؤساء الصحف القدامي ذيول العهد البائد يكتبون الآن أعمدة يومياً.. هل هذا معقول؟.. هناك إحباط في الشارع المصري.. الناس لا تشعر بأي تغيير.. ثم الانتخابات في هذه الظروف أكبر فرصة تنتظرها الثورة المضادة لكي تنفذ أغراضها ونضيع جميعاً معها!!.. سيعود اللصوص الذين سرقوا أموالنا وأحلامنا وأعمارنا.. هل تريدون دليلاً علي ما أقول؟ راجعوا شريط مباراتنا مع تونس ونزول ألفي متفرج أرض الملعب في منظر لم تره مصر منذ قرن من الزمن! ثم هل وصل إلي علمكم الترتيبات والاجتماعات والاستعدادات السرية للدفع بأحمد شفيق للترشح لرئاسة الجمهورية؟ صدقوني مرة واحدة في حياتكم. الثورة المضادة وكنت أول من لفت النظر إليها تعمل ليل نهار ومعها سبعون مليار دولار تنفق منها! تعالوا نعلن المجلس الرئاسي ونبدأ فوراً في زراعة النوبة بالقمح وزراعة كل أرض سيناء بتمليك القبائل الأرض مقابل ما تزود به الدولة من قمح وقطن.. لا نريد نقوداً من القبائل.. ثمن الأرض قمح وقطن كل عام.. تعالوا نبدأ في شق طريق »مصر الحديثة« من غرب الإسكندرية حتي حدود السودان.. ستختفي البطالة والفقر ونحل مشاكل السكن والمرور والمدارس والمستشفيات. تعالوا نشعر الناس - كل الناس - أن هناك ثورة بالفعل ستغير وجه مصر.. لا نريد انتخابات ولا نريد حوارات أو اعتصامات.. نريد أن نبدأ العمل في مشروعاتنا الكبري التي كنا نحلم بها.. ونبدأ فوراً.. اليوم.. فالكل متربص بنا.. أرجوكم اسمعوا الكلام مرة واحدة في حياتكم.. ارجوكم.. ارجوكم.. ارجوكم قبل أن نندم لا قدر الله.