تُعد قرية أبو حسيبة إحدى القرى المحرومة بقطاع أبوعزيز بمركز مطاي ، شمال محافظة المنيا، ويعش اهلها تحت خط الفقر ، بعدما تم أدرجها ضمن تقريرين للتنمية البشرية لعامي 1990و2008 ، ضمن القرى المعدومة والمحرومة من الخدمات بالمنيا، ويبلغ سكان القرية ما يقرب من 10 ألاف نسمة ، ويعيشون تحت خط الفقر ، بعد أن أفترس طاعون البطالة ، ما يقرب من 90%من شباب القرية ، وتدنت مستوى الخدمات بل أنعدمت. حيث تم محاصرة اهلها وسط كومة من القمامة ، امام مواسير مياه ترعة ابو حسيبة ، وذلك نتيجة قيام حكومات الرئيس مبارك بعمل تغطيات لأجزاء من الترع والمصارف ، تاركة بعض المساحات دون تغطية امام بعض الكتل السكنية بطول الترعة ، تسببت في قيام الاهالي بإلقاء القمامة ، وتكدسها امام مواسير المياه ، لتعوق بذلك عمليات الري ، والتي اصبحت من مسببات الاصابة بالفيروسات والامراض المعدية ، من تكدس اكوام القمامة ، ورائحة كريهة تستقبلك وتودعك في الذهاب والخروج من القرية . حيث يعيش مايقرب من 10 الاف نسمة من اهالي قرية ابو حسيبة ، تحت الحصار، بعدما استشري طاعون الفقر ، وانهك جسد ابنائها ، نتيجة لتفشي طاعون البطالة ، واستشري بين شباب وفتيات القرية ، وتفتقر القرية لأدني المقومات الاساسية للمعيشة الكريمة ، وحرمت القرية ومنذ قرون طويلة ، من وجود مركز شباب يعمل علي تبني مواهب وقدرات شباب القرية ، ويقود قاطرة التوعية السليمة والبناءة ،رياضيا وثقافيا وفكريا ، إضافة الي عدم وجود وحدة بيطرية ترعي وتهتم وتعالج رؤوس الماشية ، وهي الحرفة او المهنة التي يجيدها غالبية سكان القرية ، في اعتمادهم علي المجال الزراعي وتربية المواشي. هذا بخلاف حرمان القرية ايضا ، برغم مطالبتها المستمرة لمعهد ازهري ، يعلم ويدرس الدين الاسلامي الحنيف والمواد الشرعية ، ويرحم ابناء القرية من عذاب الانتقال يوميا من القرية الي المدينة ، لتلقي العلم بالمعاهد الازهرية ، والتي في الغالب تكتفي بابناء المدينة ، وعدد ضئيل من ابناء القرية نتيجة لتكدس الكثافة الطلابية بالفصول . واستمرارا لمعاناة الاهالي تعاني اهالي القرية ايضا من عدم وجود مكتب بريد ، يسهل صرف معاشات السيدات الارامل والمطلقات ، وصرف معاشات كبار السن ، برغم تقدم اهالي القرية بالعديد من الطلبات ، لاستغلال مبني الجمعية الشرعية ، والتي تم اغلاقها وحظرها نشاطها عقب ثورة 25 يناير ، ولكن ضاع الحلم وفقد الاهالي الامل في الموافقة ، بعدما ظلت طلبات الاهالي حبيسة ادراج مديرية التضامن. كما يعاني يعيش اهالي قرية أبو حسيبة امر المعاناة ، والتي بدأت منذ سنوات طويلة ، في انتظار توصيل خطوط التليفون الارضي من الشركة المصرية للاتصالات ، حتي يتسني توصيل خدمة الانترنت ( راوتر ) ،والذي اصبح منذ عشرات السنين ، مطلب اساسي لكل أسرة ، فليس هناك اسرة مصرية لا تستخدم خدمات الانترنت ، والذي يتيح التواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك – الوات ساب ) وغيره من المواقع الاخري ، ويجمع الاسرة عبر مواقع التواصل ، برغم المليارات من الكيلو مترات ، والتي قد تحيل التلاقي الفعلي ، ناهيك عن استخدامه في مراحل تعليم الثانوية العامة ، للتعلم والامتحان من خلال (التابلت )، ونظام التعليم الجديد. اهالي القرية المحرومة ، توجهت إلي سنترال مطاي ، في استغاثة واستجداء لتوصيل خطوط التليفون الارضي ، حتي يتمكن الابناء ، من الاستفادة من خدمات الانترنت في مراحل التعليم المختلفة ، ولكن كانت الردود مخيبة للآمال ( مفيش خطوط ونحتاج لكابينة فايبر ) ، لتوصيل خطوط اضافية أخري بعدما وفرنا (كابل جديد). البداية كانت مع رضا منير ، والذي تقدم بطلب منذ عدة سنوات ، طالبا توصيل خط تليفون ارضي ، تابع للشركة المصرية للاتصالات ، وكان يفاجيء كل شهر بمطلب جديد ، منها موافقة قطع الطريق لتوصيل الكابل ، ومرات اخري ، بحاضر سوف يتم التوصيل لكم ، خلال الشهريين القادميين، مستغيثا برئيس الشركة المصرية للاتصالات ، بتوفير (كابينة فايبر ) لتوصيل خطوط التليفون الارضي للمناطق المحرومة بشرق المحطة . واضاف سعيد كامل ، من قرية أبو حسيبة ، انه تقدم بطلب لتوصيل تليفون ارضي ، حتي تتمكن من توصيل راوتر للانترنت ، حتي يتمكن الابناء في مراحل التعليم المختلفة ، من اداء امتحانات الثانوية العامة ، علي التابلت ، والتي حددتها الوزارة ، ان تكون هذا العام بالمنازل ، نظرا لظروف فيروس كورونا الحالية ، والتي منعت التجمعات ، والغت الانتظام في المدارس والجامعات . كما طالب أحمد حسين ، معلم ، بضرورة توسعة مدرسة ابو حسيبة الابتدائية ، حيث تم ارسال عدة طلبات لادارة مطاي التعليمية ، وهيئة الابنية التعليمية ، بضرورة توسعة المبني الحالي للمدرسة لاستيعاب الكثافة الطلابية ، ومنذ عامين لم تتم الموافقة حتي الان، تاركين الفصول بكثافة عالية تعوق العملية التعليمية . في حين طالب محمد الطويل ، بضرورة الاسراع بتنفيذ محطة الصرف الصحي لقرية ابو حسيبة ، والمخصص له مكان (وابور مياه) ابو شحاته ، لاقامة محطة صرف صحي تخدم اهالي قريتي ابو حسيبة وابو شحاته ، حتي يتسني توصيل الغاز الطبيعي . وطالب أيمن عبد الحليم ، من ابناء القرية ، بضرورة قيام ادارة الري بالتطهير المستمر ، لتكدس القمامة علي فوهات مواسير مياه ري ترعة ابو حسيبة ، نتيجة امتناع الوحدة المحلية لمجلس مدينة مطاي ، عن توفير صناديق القمامة ، ونقلها الي المقالب الرئيسية للقمامة بالمركز ، والتي تعيق سريان مياه الري ، وكذلك وجود رائحة كريهة صادرة من تكدس اكوام القمامة ، وكذلك انتشار الحشرات الضارة والناقلة للامراض المعدية ، مطالبا ايضا بتوفير صناديق للقمامة من شوارع القرية إلي مقلب القمامة . كما طالب طارق حمدي ، من شباب القرية ، بضرورة اقامة وانشاء مركز شباب يضم ابناء القرية ويعمل على تنمية مواهبهم وقدراتهم ، ويكون متنفسا للشباب خلال العطلات الصيفية ، هذا بخلاف قيامه بدوره التوعوي لاخراج جيل شبابي مثقف ، ولافتا إلي أن الاهالي تعاني من فقر الخدمات ، ومطالبا ايضا بنقل احد محولات القرية ، واحلال بدلا منه بمحول داخل كشك حماية للأهالي . واشار أسامه أشرف ، موظف من اهالي القرية ، ان القرية في امس الحاجة لتطوير عيادة الحي الشاملة الموجودة بالقرية ، الى وحدة صحية ، حتى تستطيع ان تؤدي الخدمات الصحية على اكمل وجه ، وايضا العمل علي اقامة وحدة بيطرية لمتابعة علاج وتحصين المواشي من الامراض ، نظرا لاعتماد اغلب اهالي القرية على الزراعة وتربية المواشي . واختتم الاهالي مطالبهم لمحافظ المنيا ، اللواء اسامة القاضي ، بزيارة القرية ، ومشاهدة تدني الخدمات بعين الحقيقة، للعمل علي حلها ، رحمة ب10 ألاف نسمة تعيش الحرمان من الخدمات .