مذبحة رفح اعادت الى الأذهان التجاهل المتعمد لتنمية سيناء فمنذ استعادة سيناء وهناك حديث لا ينقطع حول اهمية تطويرها والاستفادة من مقومات التنمية التى تحظى بها تلك البقعة الغالية والتى وصلت الى حد اعتبرها البعض كنز مصر الممتلئ بالخيرات والذى اذا أحسن استخدامه كان بوابة الخير لمصر ومرت السنوات وبلغ اجمالى ما شهدته المنطقة من تنمية لا يتجاوز 5% من المأمول فيها فما السر وراء ذلك؟ خاصة وقد فتح هذا التجاهل الابواب امام التطرف والاعتداء وبات ينذر بخطر جسيم. «الوفد» تكشف اليوم بعض الاوراق الخاصة بوقف حال سيناء من واقع إحدي الدراسات التى اجريت على تنمية المنطقة ، تم اعدادها بالهيئة العامة للاستثمار فى محاولة للقيام بعمليات ترويج لمشروعات تقام على ارض سيناء ، وفى اطار خطة طموحة تم وأدها فى مهدها كانت تسعى لإنشاء شركة لتنمية سيناء الا ان المشروع توقف بناء على تعليمات عليا وقتل الحلم فى أوله. مقومات الاستثمار فى سيناء عديدة كما ترصدها الدراسة فمن ناحية الموقع الاستراتيجى المهم كهمزة وصل بين قارتى اسيا وافريقيا والقرب من اسواق أسيا واوروبا وبالنسبة للمقومات البشرية فنجد ان عدد سكان سيناء وفقا لوقت الدراسة يصل الى 489 الفاً و87 نسمة وتبلغ قوة العمل فى محافظتى شمال وجنوبسيناء 200 الف نسمة والمشتغلون بالفعل 189 الف نسمة ويبلغ عدد مراكز التدريب المهنى فى سيناء 29 مركزاً تقوم بتدريب نحو 1049 متدرباً. وبالنسبة للمقومات الت تتميز بها سيناء فنجدها تشمل مقومات سياحية حيث تنتشر بسيناء معالم سياحية تنتمى لمختلف العصور كما تتنوع الانشطة السياحية من سياحة دينية وثقافية وتاريخية ورياضية وعلاجية وترفيهية وبالنسبة للمقومات الزراعية فنجد ان المساحة المزروعة فى سيناء تبلغ 129 الفا و16 فداناً ولكنها تنتشر على ساحل البحر الابيض المتوسط ومن اهم المحاصيل القمح والشعير والبلح والخوخ والزيتون وفيما يتعلق بالمقومات الصناعية فهناك ثلاث مناطق صناعية تشمل صناعات ثقيلة بوسط سيناء ومنطقة بئر العبد ومنطقة ابو زنيمة وتحظى سيناء بوفرة فى الخامات التعدينية والتى يمكن ان يقوم عليها عدد كبير من الصناعات منها الرمال البيضاء واحجار الزينة والكاولين والمنجنيز وخامات مواد البناء كما ان خط الغاز ممتد الى منطقة الصناعات الثقيلة. وتطرح الدراسة العديد من المشروعات التى يمكن اقامتها سواء فى جنوبسيناء او شمال سيناء فترصد الدراسة عدداً من المشروعات المقترحة فى شمال سيناء منها انشاء منطقة استثمارية للصناعات الاسمنتية والصناعات المرتبطة بها والجهة المالكة هى محافظة شمال سيناء على مساحة 1 كيلو متر مربع بمنطقة الصناعات الثقيلة بوسط سيناء حيث تتوافر خامات الحجر الجيرى بكميات كبيرة كما تطرح الدراسة انشاء منطقة استثمارية للصناعات التعدينية تشمل مواد البناء والرخام والملح والزجاج والكريستال فى المنطقة الصناعية ببئر العبد حيث تنتج بحيرة البردويل 2 مليون طن ملح سنويا وبلغ حجم احتياطى المحافظة من الرمال البيضاء حوالى 50 مليون طن والرمال السوداء حوالى 44 مليون طن كما يمكن انشاء منطقة استثمارية للصناعات الغذائية من فواكه محفوظة وزيت زيتون بشرق العريش حيث تزرع الممحافظة كميات كبيرة من الكنتالوب والخوخ والطماطم والزيتون، كما تطرح الدراسة انشاء منطقة استثمارية لوجستية للخدمات المرتبطة بصيد الاسماك بجوار بحيرة البردويل والتى تنتج 4000طن اسماك يوميا بالاضافة الى انشاء مشروعات سياحية متكاملة على ضفاف بحيرة البردويل وعلى شواطئ العريش. وفى جنوبسيناء تتعدد الفرص منها منطقة استثمارية للصناعات الخفيفة بمنطقة ابو زنيمة واخرى للصناعات القائمة على خام الجبس والرخام والجرانيت والمنجنيز والكاولين بالاضافة الى منطقة صناعية للصناعات القائمة على الرمال البيضاء حيث يبلغ احتياطى الرمال البيضاء فى ابو زنيمة نحو 155 مليون متر مكعب يضاف الى ذلك المشروعات السياحية فى المنطقة منها اقامة ميناء عالمى لليخوت يسع نحو 400 يخت بشرم الشيخ بالاضافة الى انشاء مشروعات سياحية فى رأس راية وراس السبيل على مساحة 3700 فدان وفى رأس الكنيسة على مساحة 2800 فدان وشمال رأس الكنيسة على مساحة 2240 فداناً حيث تتوافر عوامل الجذب السياحى بالمنطقة. وفى مجال البنية الاساسية هناك العديد من المشروعات منها استكمال خط حديد من بئر العبد الى ميناء العريش بطول 130 كم واستكمال تطوير مطار العريش وتطوير مطارات رأس النقب الدولى والطور المحلى وسانت كاترين المحلى وتطوير ميناءى العريش ونويبع بحيث يمكن تفريغ سفينتين فى نفس الوقت مع تعميق الغاطس وتطوير ميناءى الطور المحلى ورأس سدر المحلى. وتكشف الدرسة ان مآخذ مشروع ترعة السلام لازالت لم تكتمل حيث تم تنفيذ مأخذ واحد وباقى 21 مأخذاً يتيح تنفيذها استصلاح نحو 285 الف فدان يضاف الى ذلك مشروعات مياه الشرب حيث تحتاج سيناء الى رفع طاقة محطة تنقية مياه الشرب بالقنطرة شرق من 104 آلاف متر مكعب فى اليوم الى 156 الف متر مكعب فى اليوم وانشاء محطة فى الاسماعيلية والشط وإنشاء محطات تحلية لمياه البحر فى ابوزنيمة وابو رديس، كذلك انشاء مشروعات للصرف الصحى وانشاء محطة ضخمة لتوليد الكهرباء فى أبو زنيمة وهو ما شأنه رفع كفاءة وقدرات شبكة الكهرباء ويتيح صناعة قوية ويشجع المستثمرين على توطين استثماراتهم فى المنطقة، وتشير الدراسة الى ان اجمالى الطرق التى تم تنفيذها فى سيناء يبلغ 1520 كم وتحتاج المنطقة الى عدة مشروعات فى مجال الطرق والكبارى منها اذدواج طريق الاسماعيلية الجفجافة وازدواج طريق الشط النقب وتوسعة وصيانه طرق وسط سيناء بطول 500 كم وانشاء 2 نفق للسيارات ببورسعيد وازدواج طريق القنطرة شرق. وتؤكد الدراسة ان كافة الجهود المبذولة لتنمية سيناء تتوقف على استكمال البينة الاساسية وحل مشكلات تعثر المستثمرين مع البنوك وضعف امكانات التمويل المتاحة للمشروعات مع ضرورة تبنى مفاهيم المشروعات العملاقة فى سيناء وايجاد ادوات مالية غير بنكية تسهم فى اتاحة التمويل للمشروعات وتطوير بيئة الاعمال والتواصل مع مجتمع الاعمال المحلى، كما تشير الدراسة الى الحاجة الى برامج تأهيل مركزة للعمالة الفنية والمتخصصة التى تحتاجها مشروعات التنمية الصناعية، فضلا عن ان احصاءات النشاط الاقتصادى توضح ان المشتغلين بالصناعة والتعدين بشبه جزيرة سيناء يمثلون نسبة ضئيلة جدا اذ يبلغ عددهم 5700 عامل فقط من جملة المشتغلين.