كنت أود أن أوجه كلامى اليوم لوزير الإعلام الجديد بمناسبة توليه هذه المهمة الجسيمة ، ولكن جاءت أحداث رفح المؤسفة لتغير المسار ، فتلك الأحداث تستحق وقفة جادة من كافة طوائف المجتمع المصرى داعمةً للأجهزة المسئولة عن الرد عليها بكل قوة ، ليكون بالفعل " أمن مصر " خطاً أحمر ، لا يجب الإقتراب منه ، ومن يتجاوز ذلك لا بد أن يجد رداً رادعاً له ولغيره ممن تسول له نفسه التجرؤ على مصر وحدودها وأبنائها . يحاول البعض تفسير ما حدث على إنه عملية إسرائيلية ، ولكن المؤشرات تشير إلى عكس ذلك ، وإن كانت إسرائيل مستفيدة جداً من هذه العملية القذرة ، الوجوه العربية التى شاركت فى تنفيذ هذا العمل الإجرامى ( على الأرجح ) فلسطينية ، والإعلام يشير طبقا لتصريحات المسئولين إلى جماعة الجهاد ، وأياً ما كانت الجهاد الفلسطينية أو الجهاد الدولية ، فالأمر يستوجب الرد السريع القاسى الرادع . وعلينا أن نبحث فى الظروف التى ساعدت هؤلاء المجرمين على تنفيذ عمليتهم القذرة ، فالإنفلات الأمنى الذى عانت منه مصر الفترة الماضية ، إنعكس بدرجة أو بأخرى على الوضع الأمنى فى سيناء ، ساعد على ذلك البعض الذين يساعدهم هذا الوضع على تحقيق مآرب لهم ، هذا البعض من داخل مصر أو من خارجها ، شارك فى تكريس هذه الظروف التى تساعد كل المجرمين على التجرؤ على مصر ، هذا بالإضافة إلى بعض المستجدات التى قد هيأت الظروف لمثل هذه العمليات ، فمثلاً قرار فتح الحدود المصرية الفلسطينية ، والسماح بدخول الفلسطينيين إلى مصر بدون تأشيرة مسبقة ، هذه القرارت من شأنها أنها تسمح لبعض العناصر الإرهابية التسلل إلى مصر فى وضح النهار وتحت أعين الجميع ، فالتأشيرة بين الدول لا يُراد بها مجرد تحصيل رسوم ولا مجرد إجراء بيروقراطى ، وإنما هى إجراء سياسى يتعلق بسيادة الدولة ،وقد يُدر عائداً إقتصادياً لخزينة الدولة ، بالإضافة إلى هذا فهى رأىٌ أمنى لابد أن يُحترَم وتكون له الغلبة على الشقين الآخرين ، وهذا لا يتنافى مع حقوق التنقل بقدر ما يتواءم مع مصالح الدول وأمنها ، فعندما تريد السلطة السياسية إلغاء التأشيرة لمواطنى دولة ما ، فلابد من الرجوع إلى الأجهزة الأمنية المسئولة لتقول كلمتها فى هذا القرار ، ولا بد للسلطة السياسية أن تحترم الرؤية الأمنية حتى لو لم تتوافق مع رغبتها . هذا الكلام لا يتنافى مع تعاطفنا ودعمنا للشعب الفلسطينى الشقيق ، ولكن هذا لا يمنع من رؤية الواقع على الأرض الفلسطينية ، والإنقسامات بين الفصائل ، والصراعات بين القوى ، ولا يخفى علينا أيضاً أن منهم من يهمه الصالح المصرى ومنهم من يسعى إلى عكس ذلك ، لذا كان لزاماً علينا نحن أبناء مصر أن نحافظ على أمنها ونعمل على تحقيق صالحها ، دون الإلتفات إلى غير ذلك من الأمور التى فى النهاية تصيبنا بالسوء . إن هذه العملية القذرة تكرس المقولة التى يرددها الإعلام الأمريكى والإعلام الإسرائيلى من أن سيناء لم تعد آمنه ، وانها تسبب تهديدات لأمن إسرائيل أمن إسرائيل الغاية الكبرى للسياسة الأمريكية ومن ثم فإن هذه العملية القذرة لن يستفيد منها أحد إلا إسرائيل وعملاؤها من مخططين ومنفذين وبالطبع ممولين ، عملية تعمل على تكريس لأهداف تتمنى إسرائيل تحقيقها ، ولكنها لن تنالها مهما طال الزمان . فائدة أخرى للكيان الصهيونى ، فبمجرد حدوث العملية ، وتعامل الجيش الإسرائيلى مع هؤلاء الإرهابيين ، وصياح الإعلام الإسرائيلى متواصل بقدرة الجيش الإسرائيلى ، وتفوقه فى هذه العملية التى لم ينجح الأمن المصرى فى التصدى لها ، فرصة لإعلام إسرائيل أن يروج تفوق جيشه على الجيش المصرى !! . إذن فالعملية مؤداها فى النهاية خدمة إسرائيل ، والعملية أسالت دماءً مصرية غالية ، والعملية أزهقت أرواح مصرية طاهرة ، فلهذا هى عملية قذرة ، خطط لها ومولها ونفذها أعداءٌ لمصر ، وستصل الجهات الأمنية المصرية برجالاتها وكفاءاتها إلى من يقف وراءها ، ووقتها لا يجب أن تأخذكم رحمة فى العقاب والقصاص ، ولا يجب وضع أى إعتبار لأى شيئ سوى دماء المصريين التى سالت وأرواح المصريين التى أُزهقت ، وأمن مصر الذى إستهان به هؤلاء المجرمون ، وحدود مصر التى تخطاها هؤلاء السفلة ، وقتها لا بد أن يكون العقاب فى أشد درجاته ، ويكون القصاص كما يجب أن يكون . لِيَعُد أمن مصر وحدود مصر وتراب مصر وأبناء مصر " خطاً أحمر " للجميع من الأعداء وممن نظن أنهم أصدقاء أو أشقاء ، فدماء أبناء مصر غالية ، ومن يتجرأ عليها يلقى عقابه . الجيش المصرى الباسل لا تقهره جماعه إرهابية ، والتراب المصرى أغلى من أن تدنسه مجموعة من المجرمين المأجورين، والدم المصرى أطهر من أن تعتدى عليه عصابة من مليشيات المرتزقة . ولنتذكر دائما قول الحق جلّ وعلّى " ولكم فى القصاصِ حياةٌ يا أولى الألباب " صدق الله العظيم ...