كتب - أحمد موسي: من جديد عاد الإرهاب ليضرب بقوة قوات من الجيش والشرطة علي حدودنا الشرقية, تلك العودة التي تزامنت مع قرارات غير مدروسة صدرت من القيادة السياسية سواء بفتح معبر رفح طوال الوقت, وحتي الإفراج عن القتلة والسفاحين ممن شاركوا في جرائم الإرهاب واستهدفت مسلمين ومسيحيين ورجال الشرطة. غزة لها دورها في تلك الجريمة النكراء, سواء بغض الطرف عن تسلل الإرهابيين من داخل القطاع عبر الأنفاق, أو تقديم المساعدة لهم باعتبار أن المشاركين يمثلون فصائل تصف نفسها بالجهادية والمقاومين, فجاء هؤلاء من داخل غزة الي الحدود المصرية والتقوا مع عناصرهم الإرهابيين المساعدين والمشاركين معهم من بدو سيناء أو المنضمين لهم من محافظات مصرية الدقهليةالغربية, هؤلاء وضعوا أمامهم ضرب أهداف عسكرية مصرية ضمن مخططهم والذي يستهدف مقاومة الأبطال من رجال القوات المسلحة والشرطة ممن يحرسون حدودنا من الأعداء. كان الظهور الأول لهذا التنظيم الإرهابي في مايو من عام1102, وبعد أن كانت أجهزة الأمن قد دخلت في مواجهات دامية معهم عقب تفجيرات طابا ودهب ونويبع وشرم الشيخ, بدأوا في أعقاب الثورة بتجميع أنفسهم من جديد وتغيير اسم التنظيم من التوحيد والجهاد الي أصحاب الرايات السوداء, ثم أنصار بيت المقدس, وحسب التقديرات فإن أعداد هذا التنظيم الإرهابي تتراوح بين0061 و0002 إرهابي يمثلون خليطا من جيش الإسلام في غزة وشوري المجاهدين والتكفير والهجرة, وعناصره من مصر واليمن وفلسطين والسعودية, وتمركزت تلك العناصر الإرهابية في منطقة جبل الحلال بوسط سيناء والتي تبعد نحو09 كيلومترا عن رفح, وللصعوبة الشديدة في اقتحام هذه الجبال السنوات الماضية, حدث تراجع من جميع الجهات الأمنية, والتي اعتبرت أن الدخول في مواجهة مع هذه الجماعات بوسط سيناء سيؤدي الي خسائر جسيمة, وتم التجهيز والاستعداد قبل شهر رمضان لكي تقوم مصر باستخدام الآليات العسكرية الثقيلة والطائرات لرصد وتعقب هذه المجموعات الإرهابية, وكان مخططا أن يتم بالفعل تنفيذ عملية الهجوم علي هؤلاء الإرهابيين, إلا أن الظروف الداخلية في الشهور الماضية والانتخابات وتشكيل الحكومة والصراع السياسي, أحدث إرباكا علي مستوي التخطيط الاستراتيجي للدخول في المواجهة المسلحة مع الخارجين علي القانون. وطوال الشهور الماضية, صعد هؤلاء المجرمين والقتلة, من هجماتهم علي أقسام ومواقع شرطية ونقاط لحرس الحدود وحتي القوات الدولية, وتمثلت في اغتيال أفراد من الجيش والشرطة وسرقة الأسلحة والهجوم علي معسكرات قوات الأمن مثلما جري في جمعة قندهار يوم92 يوليو1102, التي خرج فيها أكثر من006 من أصحاب الرايات السوداء, هذا التنظيم الإرهابي, واحتلوا شوارع العريش وطافوا بسياراتهم وأسلحتهم الثقيلة المدينة تحت سمع وبصر أجهزة الأمن, التي لم يكن لديها القدرة علي المواجهة في ذلك الوقت, وهاجموا المواقع الشرطية وعادوا لمواقعهم سالمين غانمين دون القبض علي أي منهم. ويري الخبراء أن الجميع عليهم التكاتف وعدم عودة ما حدث خلال حقبة التسعينيات عندما جري ترويع الشعب المصري بعمليات القتل والاغتيالات والتي طالت دور العبادة والأماكن العامة والسياحية, واليوم نجد الإرهابيين ومن يقدمون لهم المساعدة في الداخل والخارجين يعاودون نشاطهم الإجرامي من جديد وليسقط الشهداء الجدد من أبناء هذا الوطن, في وقت يصدر فيه رئيس الدولة محمد مرسي, قرارات بالإفراج عن الإرهابيين ليخرجوا من خلف الأسوار,, ونفس الأمر يحدث مع المتورطين في الجرائم والملطخة أياديهم بالدماء في سيناء والذين يتم بحث حالاتهم للإفراج عنهم وهم من قتلوا وسفكوا الدماء من طابا لدهب الي نويبع وشرم الشيخ, ويري البعض أن قرارات الدولة المصرية لابد أن تكون في منتهي الحذر وألا يستفيد منها الإرهاب ومواجهته بالقوة والحسم. ويبدو أن الساعات المقبلة ستشهد تحركا مصريا عسكريا وأمنيا كبيرا, لمواجهة جماعات الضلال والإرهاب ومن ساندهم ووقف بجوارهم من داخل قطاع غزة, بالسماح لهذه العناصر بالتسلل لمصر عبر الانفاق بأسلحتها ومعداتها, ولن يقبل الشعب سوي القصاص للشهداء الأبرار والتحرك لقتل الإرهابيين, فالعنف يجب أن يواجه بالعنف وليس بالدفاع عنه مثلما خرج رئيس وزراء حماس إسماعيل هنية ليؤكد عدم تورط غزة في هذا العمل الجبان, لكن تناسي هنية أن مصر سوف تكشف عن هذه الملابسات وما وفي هذه اللحظة يجب ألا تتم مجاملة حماس أو الجهاد الإسلامي وغيرهما في هذا الأمر, فقد خرج أيضا وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود برواية تنم عن دفاع الاخوان عن غزة بقوله لم يثبت دخول أحد من القتلة عبر منفذ رفح, وتناسي وزير الإعلام الإخواني أن المتسللين جاءوا من الانفاق فهل هذه الأنفاق متصلة بغزة أم بإسرائيل, ومن المسئول عنها علي أراضي القطاع؟! كما أن مصلحة مصر والشهداء أهم من الجناح العسكري للاخوان في غزة, والرئيس مرسي ليس رئيسا لقطاع غزة ولكنه رئيس لمصر وعليه أن يطلب الكشف عن القتلة في مصر وخارجها, والجيش المصري مطالب بالقصاص والانتقام من كل الذين لديهم صلة بهذه الجماعات الإرهابية ومن تواطأ معهم وساعدهم في الداخل. وفيما يبدو أن جماعات الإرهاب تريد في هذه المرحلة التي يتولي فيها رئيس ينتمي للاخوان وجماعته هي أساس هذا الفكر المتطرف من خلال مرشدهم الثاني سيد قطب, أرادت أن تعطي رسالة للرئيس مرسي بأنهم يقفون بجانبه وسيواجهون القوات المسلحة والشرطة, كما أنهم يمتلكون الأسلحة التي تساعدهم في المواجهة العسكرية, وبالطبع هذه الأسلحة هي التي نقلت إليهم من ليبيا طوال الشهور الماضية, وتستخدم الآن في ضرب الأمن المصري. ولقد بات مطلوبا الآن لصالح جماعة الاخوان وحزب الحرية والعدالة ذراعها السياسي الإعلان صراحة عن رؤيتهم تجاه الوطن ومدي تعاونهم مع الجماعات والعناصر المسلحة في غزة, سواء من حماس أو الجهاد الإسلامي, ودور هذه الجماعات فيما حدث علي أرض مصر, والأمر الأخير ضرورة وقف الإجراءات الخاصة بفتح حدود مصر أمام الفلسطينيين ودخولهم بدون تأشيرات مثلما تريد جماعة الاخوان, فهذا الأمر سيدفع ثمنه الشعب ورجال أمنه وهو ما بدأ بالفعل, فداخل غزة عناصر إرهابية ارتكبت جرائم من قبل في مصر ومازالت أياديهم ملطخة بالدماء, والآن يجب علي مصر أن تصعد المواجهة بعد شهور من, الهجمات المتواصلة والتي لم تتم مواجهتها نظرا لوجود مخاوف من المواجهة المسلحة. كما لابد أن يتحرك الجيش لقتل الإرهابيين وأن يدفع الثمن كل من تثبت صلته بهذه الجماعات أيا كان في مصر أو خارجها. وضرورة الانتقام من هؤلاء القتلة ومن ساعدهم في الداخل أو يتواطأ معهم ولابد من اعادة النظر في قرار فتح الحدود لأنه السبب وراء هذه الجريمة النكراء