علي مدي الفترة الماضية لم يتوقف الكلام عن ضرورة مواجهة الانفلات الأمني في سيناء.. ولم تتوقف الاستفسارات عن سر التقليل من حجم التجاوزات في سيناء. ولم تنقطع الأسئلة عن ضرورة الكشف عن السلاح الذي يتم تخزينه في سيناء علي مرأي ومسمع من الجميع وكأن سيناء أصبحت خارج الوطن, حتي أفقنا جميعا علي الحادث الإرهابي الذي وقع عند كمين الماسورة في مدينة رفح علي الحدود مع قطاع غزة, وأدي إلي استشهاد16 جنديا وإصابة7 آخرين.. هذا العمل الإرهابي كشف للجميع عن أن سيناء في خطر حقيقي, وإذا لم يتم التعامل مع هذا الخطر بجدية وجرأة والقضاء عليه فسوف تصبح تفجيرات سيناء نغمة يومية نسمعها صباحا ومساء وسيفقد الوطن سيطرته عليها وستتحول لنقطة صراع جديد مع الأعداء التقليديين. من المؤكد أن هناك أخطاء كثيرة أدت لوقوع هذا العمل الإرهابي, منها غياب الأمن وعدم مواجهة السلاح وعدم البحث بجدية عن أعضاء تنظيم القاعدة والجهاد, وعدم التعامل بحسم مع كل التجاوزات التي تحدث علي أرض سيناء وكأنها منطقة منزوعة المشكلات والمواجهات. تسليح محدود في البداية يري اللواء نشأت الهلالي مساعد وزير الداخلية ومدير أكاديمية الشرطة الأسبق أن كميات السلاح التي تم تهريبها إلي سيناء خلال الفترة الماضية عبر الطرق البرية والأنفاق ووجود جنسيات متعددة من تنظيم الجهاد والقاعدة وتحركهم بحرية علي أرض سيناء, كل هذا جعل من مواجهة الشرطة المصرية بإمكاناتها المحدودة أمرا صعبا للغاية, وربما يكون هذا الحادث سببا في ضرورة تسليح الشرطة بشكل فعال ووجود آليات معها أكثر نيرانا, وزيادة عدد القوات حتي يتسني لهم التعامل بجرأة مع التجاوزات والأعمال الإرهابية. وقال اللواء الهلالي: لابد من عودة تمشيط سيناء ومحاصرة جبل الحلال كما حدث في عام2005 وأدي هذا لتصفية جميع الخارجين علي القانون ولن يتحقق هذا سوي بوجود عناصر تتمتع بقدر عال من التدريب, وإذا لم يحدث هذا ستتحول سيناء لمقاطعة داخل مصر تصعب السيطرة عليها. وأضاف اللواء نشأت الهلالي: لقد تعاملت إسرائيل بحرفية شديدة حيث قتلت8 من المتسللين إلي حدودها والذين شاركوا في الحادث الإرهابي وقد فعلت هذا لأنها تدرك خطورة الأمن القومي كما أنها تراقب الأوضاع جيدا في محيط وطنها حيث نصحت رعاياها قبل خمسة أيام بالعودة من سيناء وهذا التحذير تحيط به علامات استفهام كثيرة وللأسف الشديد الحكومة المصرية لم تعلق علي التحذيرات الإسرائيلية وكأن سيناء في بلد آخر. وحذر اللواء الهلالي من عودة مصر لعصر الإرهاب إذا لم يتم التعامل بجدية وحزم ومواجهة الانفلات الأمني. مؤامرة اللواء محمد صادق الخبير الأمني اعتبر أن هذا الحادث الإرهابي هو مجرد حلقة من حلقات لمؤامرة كبري يتم تنفيذها ضد مصر منذ بداية ثورة25 يناير وحتي الآن بقيادة تنظيم القاعدة والجهاد والجميع كان يعلم أن الأمن القومي المصري مهدد وأن سيناء أصبحت بؤرة لتهريب السلاح وتخزينه وتدريب المتسللين. أضاف اللواء صادق: لقد ساعدت مصر منفذي العمل الإرهابي حيث ذللت لهم كل الصعاب التي تواجههم حيث قامت بإلغاء جهاز أمن الدولة وملاحقة كوادره وتصفية الحسابات معهم, وتم إنشاء جهاز الأمن الوطني الذي لا يعمل وضباطه وأفراده لا يقومون بأي دور, أما جهاز أمن الدولة فقد كان صاحب الفضل في مواجهة الإرهاب في أوقات مهمة, وقام بدور الجيش في مواجهة الجماعات المتطرفة, أيضا قامت السلطات المصرية بالإفراج عن المعتقلين علي خلفية قضايا سياسية وتم الإفراج عمن ارتكبوا جرائم الإرهاب والقتل الذين لا يعرفون سوي لغة الدم. وطالب اللواء محمد صادق بمواجهة قيادات تنظيم الجهاد والقاعدة الذين يتحركون في مصر بكل حرية وشاركوا في مظاهرات التحرير والعباسية وأبرزهم محمد الظواهري شقيق أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة, وللأسف الشديد البعض أراد أن يحقق شعبية علي حساب الأمن القومي المصري, فقد أصبحت سيناء ملعبا للجماعات المتطرفة وتوجد بها كمية كبيرة من السلاح سيتم استخدامها في عمليات إرهابية أخري. وشدد اللواء صادق علي إلغاء التأشيرة بين مصر وغزة وفتح الحدود, وكل هذا أدي لهذا العمل الإرهابي والمرحلة المقبلة أخطر بكثير من هذا العمل الإرهابي. أما اللواء محمد علي بلال الخبير الاستراتيجي فيري أن أحد أهم أسباب وقوع هذا الحادث الإرهابي هو الخطأ التنظيمي داخل المجموعة المصرية من قوات حرس الحدود التي قامت بتناول الإفطار في وقت واحد ولم تدرك أنها في منطقة حساسة تتطلب الحماية والحذر. أما الخطأ الأكبر فهو خطأ الدولة التي لم تقم بدورها في إعادة هيبة المؤسسات الأمنية وتركتها بدون إعداد واختصاصات, وكان من نتيجة هذا أن الشرطة لم تتدخل لمنع جريمة أو اكتشاف جريمة. أضاف اللواء بلال: من العيب أن تعلن إسرائيل عن وجود مخطط داخل سيناء قبل خمسة أيام ونحن لا نعلم عنه شيئا, ولابد من تصحيح خطأ قرار فتح معبر رفح بشكل مستمر, وكان لابد أن يتخذ قرار في مواجهة هذا بإغلاق جميع الأنفاق من جانب الحكومة الفلسطينية, وللأسف الشديد لم يحدث, ولابد من التعامل مع بيان وزير الدفاع الإسرائيلي بجدية حيث شدد علي أن مصر يجب أن تقوم بواجبها في تأمين سيناء وهو محق في هذا.