أحمد أبو هشيمة زعلان جدا منى، اتصل بى منذ يومين وعاتبني على المقال الذى كتبته عنه فى بداية الأسبوع الجاري بعنوان»حديد أبو هشيمة»، وأكد لى أن بعض المعلومات التي كتبتها غير صحيحة، اتفقنا أن يرسل لي على الإيميل ردا يوضح فيه ما يريد، وطلبت منه أن يتضمن الرد بعض المعلومات عن صناعة الحديد في مصر، مثل حجم الإنتاج، وعدد المصانع المنتجة، وعدد العمالة فى هذه المصانع، واحتياجات السوق من الحديد، وحجم الحديد الذي يتم استيراده، والفرق بين المستورد والمحلى فى السعر والجودة، فى اليوم التالي اتصل بى صديق مشترك وأبلغني بأن أحمد أرسل الايميل، فتحت بريدي وقرأت الرد، من السطر الأول استشعرت عنف أبو هشيمة لدرجة أنني تخيلته يزغدنى بقوة فى صدري عدة مرات، أبو هشيمة حرص وهو يكتب على أن ينكر ويدافع ويتهمنى بالجهل، اتصلت بالصديق المشترك وأبلغته استلامي الرد، ووعدته بنشره كما اتفقنا يوم الجمعة «اليوم»، ونبهته إلى أن تعقيبى سيكون فى مقال يوم السبت، استفسر عن سبب التعقيب ووضحت له بعض النقاط التي يجب الرد عليها، فأكد لى أن أبو هشيمة لم يقصد هذا، وطلب منى ألا أنشر رده، فاستسمحته ان يرجع إليه فهو صاحب الحق، قبل الإفطار بدقائق كلمني أبو هشيمة، وحاول ان يبرر ويوضح ما كتبه، واتفقنا ان يكتب ردا آخر يوضح فيه ما يشاء. بعد أن عدت من صلاة التراويح قرأت رد أبو هشيمة مرة أخرى، بالفعل يحاول أن يثأر منى لنفسه، وانفعاله جره لإثارة بعض نقاط تأويلها يعيننى بسهولة على التمكن منه، لكن لماذا التصيد والتأويل؟، ولماذا يريد أن يثأر منى؟، لماذا كل هذا العنف؟، عدت إلى المقال الذي نشرته، قرأته بهدوء شديد، بصراحة وبدون خجل أعترف أن المقال كان عنيفا جدا، واكتشفت كذلك وهو الأهم أنني وقعت فى خطأ لم يكن على الوقوع فيه، وهو أنني كنت أحاكم أحمد عز في أحمد أبو هشيمة، فقد حملت الرجل جميع سياسات أحمد عز، وغير خفي عن أحد أن سياسات عز جعلتنا لا نكره نظام الحكام فقط، بل بسببها كرهنا صناعة الحديد ، لدرجة أن ذكر كلمة الحديد أصبح يستدعى في ذاكرتنا كوابيس الفساد والاحتكار وتزييف الانتخابات وتهميش المعارضة وقسوة أمن الدولة والبلطجة الاقتصادية والسياسية..، صحيح لم أوجه لأحمد أبو هشيمة ما يمس شخصه، لكنني وضعته ضمن صورة لم يشارك فى اختيار خطوطها ولا ألوانها، لهذا التمست لأبو هشيمة العذر في غضبه وعنفه ومحاولته الثأر لنفسه. تخيلوا الكلام أخدنا ونسيت أن اذكر لكم ما الذي كتبته عن أبو هشيمة؟، وما الذى جعله يزعل منى؟، بإيجاز غير مخل كان أبو هشيمة قد صرح لليوم السابع على هامش إفطار لجماعة ابدأ التى يرأسها حسن مالك رجل الأعمال الإخوانى، أبو هشيمة طالب فى تصريحه من وزير الصناعة فى وزارة هشام قنديل، بأن يفرض رسوما تصل إلى 22% على الحديد المستورد، هذا المطلب ذكرني بالأيام السوداء التى شهدتها مصر مع أحمد عز ملك الحديد فى مصر، وهاجمت هذه الفترة وأكدت ان عز لم يكن يحتكر الحديد فقط بل كان يحتكر كذلك القرارات والقوانين الخاصة بصناعة وتجارة واستيراد الحديد، وأشرت إلى شكوى تلقيتها منذ سنوات عن قيام عز بإغلاق السوق ووقفه الاستيراد، وقلت إنه كان يطبق سياسة» هذه أسعارنا واللي مش عاجبه يحط رأسه مطرح رجليه»، ووصفت الاقتصاد فى سنوات عز الأخيرة بالبلطجة، وحذرت فى المقال(بمناسبة جماعة ابدأ الاخوانية)، من زواج المال والسلطة بالدين، وقلت ان الثورة قامت بسبب زواج المال بالسلطة، فما بالك لو تزوج المال والسلطة بالدين، وقلت أيضا أننا لا نريد رجال أعمال يرفعون هذه الشعارات. أبو هشيمة قرأ المقال والدنيا صيام، عينه جابت البلطجة والهرولة خلف جماعة ابدأ، الصيام سخن دماغه، مسك القلم وكتب.. ايه؟، بعض ما قاله:» قرأت مقالا في جريدة الوفد لكم معنونا باسمى .. واتهامهم بالفساد والاحتكار دون موضوعية ودون دراسة وبإهدار كل الحقائق الخاصة بهذه الصناعة أو حتى دون دراستها .. وطلب الحماية المماثلة التى تفرضها تركيا وأوكرانيا وروسيا لحماية ودفع صناعة الحديد بها لم يجعل الكتاب فى بلادهم يتهمون صناع الحديد بالفساد ولا بالبطجة .. وكنت تستطيع بقليل من المجهود أن تعرف أن أسعار بيع الحديد فى البلاد المذكورة أعلى من أسعار تصديرهم ولم يتهمهم أحد بالسطو على المواطنين أو البلطجة..»، ولأبو هشيمة غدا بقية.