بعد انتهاء طلاب الثانوية العامة من إدخال رغباتهم بالمرحلة الأولي لتنسيق الجامعات هذا العام - والذي جاء مرتفعا لدرجة فاقت كل توقعات الطلاب - بنسبة 96,34% كحد أدني لشعبة العلوم، و93,90% كحد أدني لشعبة الرياضيات، و82,92% كحد أدني للأدبي. وهو ما أدي إلي تزايد قلق أهالي الطلاب الذين عانوا علي مدار عامين متتاليين من التعب والجهد لتوفير مصاريف الدروس الخصوصية ليروا أبناءهم يحققون حلمهم في دخول كلية من كليات القمة. مافيا الجامعات الخاصة ويتهم العديد من الأهالي والطلبة "مافيا الجامعات الخاصة" التي تسعى بكل السبل إلى تحقيق أعلى الأرباح بإرغام الأهالي والطلبة على اللجوء إليها, فمن غير المعقول أن يحصل طالب على 97% ولا يستطيع الالتحاق بكلية من المجموعة الطبية! . في البداية تقول فاطمة الديسطي: "معقولة تبقى بنتي حاصلة علي مجموع 97,56% وقاعدة حاطة إيدي على قلبي ومرعوبة يا ترى بنتي هتلحق صيدلة ولا لأ ؟؟ .. بجد ده تهريج مستفز جداً يعني إيه طلاب المرحلة الأولى ما يضمنوش مواقعهم في كليات القمة .. يعني دي مكافأة تفوقهم وتعبهم وتعب أهاليهم معاهم .. بجد ده ظلم فاق كل الحدود, ربنا وحده اللي يعلم إحنا تعبنا وعشنا سنتين بهدلة عشان نوفر ثمن الدروس الخصوصية عشان نفرح بيهم في كليات القمة". صفقة "متوضبة" وتضيف: "ياترى أولادنا بيتعاقبوا على تفوقهم؟؟!! .. وهل إحنا مش من حقنا نحلم ونحقق أحلامنا .. وإيه قصة تخفيض أعداد طلبة كليات الطب دي في سنة زي دي فيها مجاميع عالية, وكان في سنة فراغ في السنة اللي قبل اللى فاتت .. إيه الموضوع بالضبط ولا هي صفقة متوضبة ل "مافيا الجامعات الخاصة", طيب والناس الغلابة واللي ميقدروش على مصاريف الجامعات الخاصة حتى لو مش غلابة إزاي طلاب المرحلة الأولى يضطروا قهراً للجوء للجامعات الخاصة.. ده كلام فارغ ميرضيش ربنا" . ويتفق معها محمد نجيب فيقول: "إبني جايب 97,3% ومرعوبين ومحبطين وخايفين يا ترى التنسيق هيحدفنا على فين وهو طموحه يدخل كلية طب أسنان .. وبصراحة أنا ما أقدرش على مصاريف جامعة خاصة عشان أحقق له حلمه". أما هبة محمد – طالبة بالثانوية العامة – فتقول: "أنا تعبت نفسياً وعصبياً على مدار سنتين, واجتهدت وعملت اللي عليا ومتوكلة على الله .. بس أنا فعلاً محرومة من النوم، وأعصابي تعبت من المذاكرة والامتحانات والانتظار .. كنت فاكرة إن النتيجة لما تظهر هرتاح واستقر, لكن اللي حصل العكس .. على الرغم من إني جايبة 97% بس أخبار مؤشرات التنسيق طيرت النوم من عيني, خايفة بعد كل التعب ده ما ألحقش حاجة من المجموعة الطبية". ويؤكد أحمد عبد الهادي - طالب بالثانوية العامة - أنه حصل علي مجموع 93,9% وأمله أن يلتحق بكلية الهندسة لكنه خائف جداً.. مشيراً إلي أنه من المفترض أن تتم زيادة أعداد الطلبة بكليات القمة في هذا العام.. خاصةً أن المجاميع مرتفعة جداً . ويضيف: "أسرتي من الطبقة المتوسطة وما تقدرش تتحمل مصاريف جامعة خاصة عشان تعبي وسهر الليالي ما يضيعش هدر فما بالك بالطبقة الفقيرة .. يا ترى في حد ممكن يسمعنا ويستجيب قبل ما شقى السنين يضيع ولا إحنا بنكلم روحنا!" .