مرت مصر بفترات عصيبة بعد اندلاع ثورة ال 25 من يناير، واجهت فيها العديد من التحديات التي لم تمُر بها من قبل، أثناء فترة حكم جماعة الإخوان المسلمين، من عُنف داخلي وتراجع اقتصادي وإقصاء للمواطنين، وتفرد بالحكم، تنفيذًا لأجندات خاصة بها، ومخططات خارجية، كانت تريد بها بعض الدول النيل من مصر. حتى جاء بيان القوات المسلحة في ال 3 من يوليو، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مشهد جمعه مع شيخ الأزهر، وعدد من شباب حركة تمرد وممثلين عن القوى السياسية، الذي دعا فيه لحل الأزمة، وإعلان خارطة الطريق لمستقبل يتضمن خطوات أولية لتحقيق بناء مجتمع مصرى قوى ومتماسك لا يقصى أحدًا من أبنائه وتياراته وينهى حالة الصراع والانقسام، وصرح الرئيس عبد الفتاح السيسي، في هذا اليوم بعزل محمد المرسي، وإعلان انتخابات رئاسية مبكرة، ليتم تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت، وتولي رئيس المحكمة الدستورية عدلي منصور منصب الرئيس المؤقت للبلاد، ويتحول هذا اليوم إلى طوق النجاة لهذا الشعب، بعد أن كان إلزامًا على القوات المسلحة درع الوطن الواقي، أن تتخذ العديد من الإجراءات على الصعيد السياسي والأمني والعسكري والاقتصادي، من أجل الحفاظ على وحدة الأراضي المصرية وتماسك النسيج الوطني للشعب. وتغير المسار، من نفق مُغلق مجهول الهوية، ومن إقصاء وإرهاب، وشر، إلى أمن وأمان وتنمية وخير وسلام، بعد حشود الملايين في ثورة يونيو من نساءً ورجالًا، شيوخًا وشبابًا، لإعلان تفويض الرئيس عبد الفتاح السيسي لمحاربة الإرهاب، والتطرف والفرقة، ويعلن خارطة المستقبل. وأكد عدد من المحللين والكتاب السياسيين، أن بيان القوات المسلحة في ال 3 من يوليو لعام 2013، كان قرارًا حاسمًا لوقف مهزلة حُكم الإخوان المسلمين، حيث أنه حمى مصر من أخطار جسيمة كادت أن تنال منها، كما أنه منع طمس الهوية المصرية، وأنهى تحالف دولتي قطر وتركيا في تنفيذ مخططاتهم وتنفيذ أجندتهم الخاصة بإنشاء وهم الخلافة الإسلامية والعثمانية. وبدوره قال الدكتور معتز بالله عبدالفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن القوات المسلحة في الثالث من يوليو، قامت بملحمة وطنية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث بذلت جهودًا كبيرة لإحتواء الموقف الداخلي لمصر وحمايتها من أخطار جسيمة، في ظل مرورها بأوقات عصيبة كادت أن تضرب أمنها واستقرارها إلى الأبد. وأضاف عبد الفتاح، أن هذا اليوم يُعد نقطة فاصلة في تاريخ مصر السياسي الداخلي والخارجي، جاء بنصر مصر من قبل القوات المسلحة درع مصر الواقي، الذي قام بدوره في حدود الواجب والمسئولية والأمانة الوطنية. وأشاد عبد الفتاح، بيوم ال 3 من يوليو، معتبره يومًا حاسمًا في تاريخ مصر، حيث إنه منعها من محاولات القمع الداخلية والخارجية، من قوى مدنية وإسلامية متأخونة، كانت تريد تحقيق أغراضها الدنيئة ضد البلاد، مؤكدًا أن هذه الجماعة كانت تدير سلطتها عن طريق شبكة دولية تُمارس الإرهاب ضد الدول المستقرة في المنطقة العربية لتفتيت قوتها. وأوضح عبد الفتاح، أن مخطط الإخوان كان متبلورًا في حُكم مكتب الإرشاد وفرض سيطرته على الحكم، معتبرًا المعزول محمد مرسي، صورة ظاهرية لتحقيق أغراضهم الخفية في إدارة البلاد والسيطرة على العملية التشريعية دون منازع في السلطة، بالإضافة إلى فرض السيطرة على كافة أجهزة الدولة لخدمة الجماعة داخل وخارج مصر. وتابع: أن ال 3 من يوليو من عام 2013، كان يومًا عظيمًا، جاء إنقاذًا لمصر من نفقِ مظلم كاد أن يطيح بها، ويجعلها دولة تابعة لقطر وتركيا، بتوجيه سياستها الخارجية بما يخدم مصالحهم الشخصية، ومنع تنفيذ أجندتهم الخاصة من خلال فرض الحصار السياسي والاقتصادي والأمني عليها. وبين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن بيان ال 3 من يوليو، ساهم على المستوى الداخلي في حماية مصر من خطر الإرهاب الداخلي والخارجي، الذي تعرضت له سيناء، ومنع تحويلها إلى وكر للإرهابيين، مؤكدًا الدور المهم الذي قام به الرئيس عبدالفتاح السيسي في هذا التوقيت، من منع هجمات دول أخرى كانت تريد النيل من مصر، وعلى رأسها إسرائيل، من خلال استغلال الانقسام السياسي التي كانت تمُر به البلاد في هذه الأوقات العصيبة. ومن جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي، عاطف الغمري رئيس مكتب الأهرام بواشنطن سابقًا، إن ال 3 من يوليو جاء لإنهاء مخططات قطر وتركيا في إنشاء الخلافة الإسلامية والعثمانية، لافتًا إلى دور هذا اليوم في القضاء على خطورة جماعة الإخوان المسلمين، التي كانت تمتلك ميليشيات مسلحة ومدربة، قادرة على تفتيت الدولة المصرية. وأضاف المحلل السياسي، أن قرار القوات المسلحة بالإطاحة بحكم الجماعة، جاء لإنقاذ مصر من مستنقع الفوضى التي كان يرغب فيها الإخوان للقضاء عليها، مؤكدًا أن نجاح هذا القرار جاء بمساندة الشعب المصري الأبي الذي يرفض الركوع والاستسلام والتحكم بمصيره. وأكد الغمري، أن بيان الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي جاء في يوم ال 3 من يوليو لعام 2013، كان من أهم الإجراءات التي اتخذتها القوات المسلحة بمشاركة جميع فئات الشعب المصري، للتصدي لجماعة الإخوان المسلمين وحماية الدولة المصرية من طمس الهوية. ولفت الغمري، أن بيان القوات المسلحة في ال 3 من يوليو عام 2013 جاء لوضع النقط على الحروف، وللإعلان عن قدوم خطوات راسخة لحماية الدولة المصرية، وإنهاء حكم جماعة الإخوان، ووضع دستور جديد يحمي مصالح المواطنين، مؤكدًا على الدور العظيم الذي قام به الملايين من الشعب المصري لمساندته القوات المسلحة، وتفويضه لإنقاذ مصر من مخططتا الجماعة الإرهابية. وتابع: أن بيان القوات المسلحة في ال3 من يوليو لعام 2013، لم يكن قرارا مستقلا، ولكنه مثل رسالة مُوجهة من الشعب المصري بخروج أكثر من 33 مليون مصري، حاملين قرار التفويض والمطالبة بحكم جديد، وإنهاء حكم الإخوان، والمطالبة بحكم جديد لتبقى الكلمة للشعب. وأوضح رئيس مكتب الأهرام بواشنطن سابقًا، أنه بدون هذا البيان كانت ستهُدم حضارة عُمرها آلاف السنوات، موضحا أن أخونة الدولة كانت تسير على قدم وساق، من خلال وضع عناصرهم الإخوانية داخل جميع مؤسسات الدولة خاويين الكفاءة والخبرة، لسهولة السيطرة عليهم وتنفيذا لأجندتهم الخاصة. وفيهذا الصدد، أكد الكاتب السياسي، جمال أسعد، أن بيان القوات المسلحة في ال 3 من يوليو، جاء نتاج مساندة الشعب المصري لثورة ال 30 من يونيو، بمختلف فئاته وطبقاته، للقضاء على حُكم طاغي كان يُريد النيل من أمن وإستقلال مصر، من خلال تنظيم يستغل الدين ويتاجر به من أجل الحصول على السلطة. وأوضح أسعد، أن مخطط جماعة الإخوان كان يستهدف طمس الهوية المصرية، وجعلها دولة مُتبعة من قبل قطر وتركيا لتنفيذ وهم الخلافة، والقضاء على حضارة عمرها ألاف السنين، مشيدًا بدور القوات المسلحة في تلك الفترة العصيبة بإعلانها خارطة الطريق التي أنقذت مصر من هذه المخططات الدنيئة. وفي سياق متصل قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن بيان القوات المسلحة في ال3 من يوليو، جاء قرارا حاسما بعد الإنذار في يوم 30 يونيو بوقف المهزلة التي كانت تقوم بها جماعة الإخوان المسلمين داخل الحكم، للمحافظة على الدولة المصرية من الانهيار التي كانت تسعى إلية الجماعة لتدميرها. ولفت هاشم ربيع، إلى أن قرار الإطاحة بحُكم الإخوان في هذه الفترة، استنادا بجموع الشعب المصري، كان أمرا ضروريا لحماية المصريين من الانقسام الذي كان تُريد تطبيقه جماعة الإخوان، وأوقف مخططاتها لترسيخ الأخونة ونشر هذا الفكر الإرهابي.