أكد وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس، أن بلاده ترغب في مرحلة جديدة من العلاقات مع الجزائر تطبعها الإرادة الملموسة. وقال فابيوس في أول زيارة له إلى الجزائر، وإلى بلد عربي وإفريقي، في مؤتمر صافي مشترك عقده ليل أمس الأحد مع نظيره الجزائري مراد مدلسي، إن "عبارات إعطاء دفع جديدة والإنتقال إلى مرحلة جديدة وشراكة مميزة ليست جوفاء بل إنها تنم عن إرادات ملموسة تحذو الطرفين الجزائري والفرنسي". وأضاف "نعتقد على أساس الموضوعية والجوار والصداقة، أن كل الشروط مجتمعة لتجسيد المرحلة الجديدة التي تعتبر ضرورية بالنسبة للبلدين". واعتبر فابيوس أن زيارته تأتي في "سياق خاص"، مشيراً إلى أنها "تتزامن وإحياء الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر (5 يوليو 1962) وانتخاب رئيس جديد للجمهورية الفرنسية". وأكد أن مباحثاته مع مدلسي كانت "مجدية وميسرة على الصعيدين الثنائي والدولي"، مشيراً إلى أنها تناولت بالخصوص قضية الأرشيف الجزائري الذي استحوذ عليه الجيش الفرنسي في فترة الإستعمار (1830-1962) والتعاون الإقتصادي والأمن والدفاع وتنقل الأشخاص. وكشف الوزير الفرنسي عن إتفاق بين البلدين لصياغة ملف يختصر "مختلف عناصر التعاون" للفترة ما بين 2012 - 2016، على أن يكون جاهزاً قبل نهاية شهر أكتوبر المقبل "حتى تتم الزيارة التي من المقرر أن يقوم بها الرئيس فرانسوا هولاند (الى الجزائر) قبل نهاية عام 2012 على أساس عمل تمهيدي ودقيق و يسمح بالمضي قدماً". من جهته، قال مدلسي إن "الجزائروفرنسا قررتا أن تستكملا في أسرع ما أمكن بعض الإتفاقات الأولوية في مجال التعاون الثنائي". وأكد أن البلدين "قررا أن يقدما إسهاماً أكثر وضوحاً لعلاقاتهما السياسية والإقتصادية وذات البعد البشري وكذلك للتعاون العسكري والأمني"، مشيرا إلى أن "كلا من هذه المسائل سجلت تقدماً". وقال إن البلدين إتفقا أيضاً على استكمال التعاون في مجالات صناعة السيارات والصناعة الصيدلانية ومواد البناء والبتروكيمياء. وبشأن العلاقات الجزائرية المغربية، قال مدلسي "يمكننا اليوم أن نقول إن العلاقة بين الجزائر والمغرب هي علاقة تتسم بالهدوء وتصاغ على أسس جديدة بما فيها مسألة الحدود التي لم تعد موضوعا محظوراً". أما بخصوص الصحراء الغربية فجدّد موقف بلاده المبني على أن القضية تبقى من مسؤولية الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة ومبعوثه الخاص والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن "خاصة فرنسا". ووصل فابيوس الى فرنسا عند مساء أمس الأحد في زيارة تستغرق حوالى 24 ساعة، وكان في استقباله في المطار نظيره الجزائري مراد مدلسي وعدد من المسؤولين الجزائريين.